سودانايل:
2025-06-24@17:54:53 GMT

فرضيات انهيار دول الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT

د. عمرو محمد عباس محجوب

منذ ١٩٥٦ عندما أمم جمال عبد الناصر قناة السويس وبدأ مشروعه الوطني في بناء السد العالي المائي للتحكم في الزراعة وتوسعها وزيادة الإنتاج الكهربائي وانجز الإصلاح الزراعي. حدث العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦ في قناة السويس وكانت اول مواجهة تحذيرية في وجه بناء الدولة المستقلة من اكبر الدول العالمية من إنجلترا وفرنسا واسرائيل.

هذه الحرب كانت ايضاً تسليم وتسلم قيادة العالم لأمريكا التي تدخلت لإيقاف العدوان. وبدات الناصرية كنظرية ومنهج في الانتشار في العالم العربي وفي أنحاء العالم. وبدأت في إبراز القوة والقدرة من إنشاء الصناعات الثقيلة، الحديد والصلب،صناعة السيارات، الأدوات الكهربائية، الغزل والنسيج وصناعة الملابس، صناعة السكر والأسمنت، الثورة العلمية والأبحاث والدراسات، ثورة السينما والمسرح والاداب والفنون وغيرها وغيرها.

عندما نتحدث عن دول الرؤية التي استطاعت تحويل هزيمتها إلى نجاح واستقلال من ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وهكذا، فقد كانت مصر الناصرية احد هذه الدول. لكن الفرق بين تلك الدول التي وقعت تحت سيطرة الولايات المتحدة (في شكل وجود عسكري وتدخلات سياسية) لكن سمحت لها بالتطور العلمي والتكنولوجي ضمن السياق الامبريالي. هكذا نرى ان مصر تمت تصفية قدرتها وقوتها على ان تتطور وتصبح دولة زراعية صناعية مستقلة، وأصبح عليها فيتو ووضعت حولها كمية من الفخاخ والشراك من الإمبريالية والقوى الغربية واسرائيل ومن دول الخليج الغنية مع وجود التهديد الدائم من الاخوان المسلمين المتحالفين مع الإمبريالية واسرائيل.

في الشرق الأوسط ودولها التي ارادت النهوض من مصر، الجزائر، العراق، ليبيا، السودان وسوريا وايران كانت أسباب التدخلات والتعويق مختلفة عن باقي العالم. لكل الدول التي ارادت بناء دولتها المستقلة منذ الخمسينات تم زرع دولة وتنظيم. منذ نهايات القرن الثامن عشر بدات نقاشات إنشاء وطن اليهود، ١٩١٧ صدر وعد بلفور وفي ١٩٢٢ أسقطت الدولة العثمانية وفي ١٩٢٨ انشأ تنظيم الاخوان المسلمين تحت رعاية الإنجليز وفي ١٩٤٨ انشات دولة اسرائيل. هذه الدولة والتنظيم هي التي تقف ضد بناء أي دولة مستقلة تنموية وقد افشلت المشروع الناصري والمشروع البعثي وبدايات مشاريع أخرى.

في كل الدول التي رغبت في بناء الدولة والاستقلال في الشرق الأوسط فقد أصبحت تواجه اماً باسرائيل مباشرة في مصر، سوريا، لبنان، العراق، ايران او غير مباشر في ليبيا والسودان. وفي كل الدول تم إنشاء تنظيم الاخوان المسلمين لكي تعمل ضد بناء الدولة المستقلة، بل اثبتت أنها في السودان قد دمرت كل مأتم بنائه من سكك حديد ومشروع الجزيرة وخدمة مدنية وجيش وشرطة وفصلت الجنوب وغيرها.

منذ ١٩٧٩ بدات امريكا والغرب دعم المنظمات الجهادية في افغانستان واستمرت حتى الآن، وبالتعاون بين امريكا ونتنياهو تم وضع لستة السبعة دول التي يجب تدميرها عن طريق دعم الإسلام المتطرف والسياسي للتدخل. ومن محمد مرسي في مصر ومحمد الجولاني في سوريا فقد مدت يدها للكيان الصهيوني وجرت معها تنظيم حماس التي سحبها خالد مشعل - بعد استشهاد يحي السنوار وهنية- المتحالف مع الدول العربية المطبعة التي خلعت مفاهيم القوة البناء والتنمية والاستقلال.

لقد تغيرت موجبات الرؤية من العمل المفهومي إلى التخلص من أسباب الخزي والخذلان والتعويق التي زرعت في العالم العربي. ان الاتجاه العام الهابط للإمبريالية في اقتصادها وسياستها وهيمنتها (أي ضعف الأمة الأمريكية كما أشار بوتين كعامل مهم لقيام روسيا قوية)، عامل مشجع على العمل في تغيير معادلات وجود اسرائيل في فلسطين (٢٤٪؜ فقط في اسرائيل يرون إسرائيل قوية) ضعيفة او قابلة للعيش مع الفلسطينيين او نهايتها بالكامل. العامل الثاني هو اجتثاث تنظيم الاخوان المسلمين فكرياً وتنظيمياً واتحاد الشعوب حول موقفها. جزء من هذا هو تفكيك الظاهرة الأردوغانية التي بنت مجدها وقوتها من تبني تنظيمات الاخوان المسلمين وضخت فيها أموالها المنهوبة تحت دعاوي اعادة الإمبراطورية العثمانية.

Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الاخوان المسلمین دول التی

إقرأ أيضاً:

أخطار أمنية.. الولايات المتحدة تحذر مواطنيها على مستوى العالم

أصدرت الولايات المتحدة تحذيرًا عالميًا لمواطنيها على خلفية النزاع في الشرق الأوسط، الذي تتخوف من أنه قد يعرض المسافرين الأمريكيين أو المقيمين منهم في الخارج، إلى أخطار أمنية متزايدة.

وجاء في التحذير الأمني الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية: "أدى النزاع بين إسرائيل وإيران إلى اضطرابات في حركة السفر وإغلاق دوري للمجالات الجوية في منطقة الشرق الأوسط، وهناك احتمال لاندلاع تظاهرات ضد المواطنين والمصالح الأمريكية في الخارج".

أخبار متعلقة ضربت بها المواقع النووية الإيرانية.. ماذا تعرف عن قنبلة GBU-57؟مستشار خامنئي: إيران لا تزال تحتفظ بمخزونها من اليورانيوم المخصب

ونصحت الخارجية "المواطنين الأمريكيين في كل أنحاء العالم بتوخي المزيد من الحذر".

ولم يشر البيان إلى تدخل الولايات المتحدة في النزاع من خلال قصفها منشآت نووية في إيران، وهي خطوة عدّت طهران أن عواقبها يتعذر إصلاحها.

إيران تهدد بهجمات انتقامية

وهددت إيران الأحد القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط من هجمات انتقامية ردًا على الضربات الجوية غير المسبوقة التي قال البنتاجون إنها دمرت البرنامج النووي الإيراني.

وقال علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إنه لا مكان بعد اليوم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مضيفًا أن عليها أن تنتظر عواقب لا يمكن إصلاحها.

أكّد مسؤول أمريكي أن عمليات الإجلاء الأخيرة تأتي ضمن "عملية منسقة بدأت في 12 يونيو"، مشيرًا إلى أن السفارة الأمريكية في #بغداد والقنصلية في #أربيل لا تزالان تعملان.#اليوم https://t.co/XaOIjBEHBT— صحيفة اليوم (@alyaum) June 23, 2025

كما حذر ولايتي من أن القواعد التي استخدمتها القوات الأميركية لشن هجماتها ستُعد أهدافًا مشروعة.

إجلاء الأمريكيين

وبدأت الولايات المتحدة السبت رحلات إجلاء لمواطنيها وأصحاب الاقامة الدائمة من إسرائيل.

وخفضت البعثة الأمريكية في العراق عدد أفرادها بشكل إضافي مع مغادرة موظفين جُدد السبت والأحد في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، فيما أمرت واشنطن بمغادرة عائلات وموظفي سفارتها ببيروت غير الأساسيين.

وأصدرت واشنطن كذلك توصية لمواطنيها بعدم السفر إلى لبنان.

مقالات مشابهة

  • الغرب بين الدبلوماسية والتردد.. لماذا يخشى مواجهة جذور الأزمة في الشرق الأوسط؟
  • حزب الاتحاد: يجب تحصين المنطقة من سيناريوهات الانفجار التي تهدد الشرق الأوسط
  • الإمارات تستعرض تجربة الرقابة على الصادرات خلال «واسنار»
  • جارديان: ترامب يرسخ للاستخدام العسكري الأمريكي لحل الصراعات في العالم
  • واشنطن تصدر تحذيرًا للأمريكيين حول العالم وتطالبهم باليقظة الكاملة
  • أخطار أمنية.. الولايات المتحدة تحذر مواطنيها على مستوى العالم
  • لنقي: “اجتماع برلين 3” غير رسمي ويهدف إلى بناء توافق دولي بشأن ليبيا
  • “الإخوان المسلمين” تدين العدوان الأمريكي على ‎إيران
  • دولة عربية تعلن عزمها بناء أكبر ملعب كرة قدم في العالم
  • ما تداعيات ضرب أمريكا لإيران على الدول العربية؟.. كاتب يوضح