سِيَر البِيعَة المُقَدَّسَة.. يؤرِّخ للعلاقة بين كنيستي الإسكندريَّة وأنطاكية وجهادهما المُشترك ضدّ البدع والهرطقات
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
تحت شعار: “سِيرَةُ البِيعَةِ: حكايتُها، قِصَّتُها، تاريخُها.. وسِيَرُ البِيعَةِ: تاريخُ بَطارِكَتِها”، قال شريف رمزي، الباحث في تاريخ الكنيسة، وعضو اللَّجنة البابويَّة للتَّاريخ القبطي إنه تُعَرِّف المعاجم العربيَّة «السِّيرَةُ» بأنَّها: الطَّريقة، الحالة الَّتي يكون عليها الإنسان وغيره، السُّلوك والتَّصَرُّف، تاريخ حياة الإنسان، والجمع: «سِيَرٌ».
يُمَثِّل «سِيَر البِيعَة المُقَدَّسَة» التَّاريخ شبه الرَّسميّ للكنيسة القبطيَّة، وأحد أهمّ المصادِر التَّاريخيَّة الَّتي ترجع إلى حِقبة العُصور الوسطى، وهو وإنْ كان يؤرِّخ بشَكلٍ أساسيّ لسِيَرِ بطاركة الإسكندريَّة، إلاَّ أنَّه يُقَدِّم أيضًا صورةً غاية في الأهمِّيَّة عن تاريخ مصر السِّياسيّ والاجتماعيّ بعُيون المؤرِّخين الأقباط.
وبوصفه التَّاريخ شبه الرَّسميّ للكنيسة القبطيَّة يحتَلُّ «سِيَر البِيعَة المُقَدَّسَة» مركز الصَّدارة بين الكتابات الَّتي تؤرِّخ للكنيسة وبطاركتها، وفي الوقت نفسه يُسَلِّط الضَّوء على جوانب مُختلفة في علاقتها بالكنائس الأخرى وعلى وجه الخصوص الكنيسة السُّريانيَّة، ويتوقَّف عند محطَّات هامَّة في العلاقة بين الكنيستين الشَّقيقتين، لا سيَّما جهادهما المُشترَك ضدّ البدع والهرطقات، وعلاقة كُلّ منهما بالسُّلطة الحاكمة في مُختلَف العُصور، والتَّحدِّيات والمصاعب الَّتي واجهتهما، والَّتي وصلَت إلى حدِّ الاضطهاد المرير في بعض الأحيان.
ويؤرِّخ «سِيَر البِيعَة» للزِّيارات المُتبادَلة بين بطاركة الكنيستين، ولرسائل «السِّنوديقا»، وهي الرَّسائل المجمعيَّة المُتبادَلة بين أولئك البطاركة لتأكيد الشَّركة الإيمانيَّة بين الكنيستين، والمُصطَلح نفسه مُشتَقٌّ من الكلمة اليونانيَّة: سِنودُس «σύνοδος»، ومعناها: مجمع.
يُسهِم «سِيَر البِيعَة» مع بعض المصادر السُّريانيَّة، وفي مُقدِّمتها تاريخ البطريرك ميخائيل الكبير (†١١٩٩م)، في تقديم صورة أكثر وضوحًا للعلاقة بين الكنيستين القبطيَّة والسُّريانيَّة، ولتاريخهما المُشترك عبر العُصور، ولجوانب القوَّة والضَّعف، وأوجه الاتِّفاق والاختلاف، ما يصبُّ في صالح فَهم حقيقيٍّ ومُتبادَل يُزيد من عُمقِ ومتانة هذه العلاقة في وقتنا الحاضر وفي المُستقبل.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
النائب عمرو فهمي: 30 يونيو سيظل شاهدا على لحظة فاصلة في تاريخ الوطن
قال النائب عمرو فهمي، عضو مجلس الشيوخ، وعضو الهيئة العليا لحزب مستقبل وطن، إن يوم 30 يونيو سيظل شاهدا على لحظة فاصلة في تاريخ الوطن، عندما أدرك المصريين أن بقاء الدولة لم يعد مضمونا، فقرروا التحرك دفاعاً عن الهوية الوطنية، ووضعوا نهاية حاسمة لمحاولات اختطاف الوطن لصالح مشروع لا يعترف بالدولة ولا يؤمن بالتنوع.
وأكد فهمي في بيان له اليوم، أن 30 يونيو لم تكن مجرد مظاهرة، بل كانت انتفاضة وعي أعادت تصحيح المسار، واستعادت روح الدولة المصرية التي كادت تذوب في مشروع فوضوي يُقصي الجميع ولا يرى إلا نفسه، مشيرًا إلى أن تلك اللحظة التاريخية مثّلت إجماعًا شعبيًا على رفض الفوضى واستدعاء مؤسسات الدولة لتقوم بدورها في حماية الوطن.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن ما تحقق بعد 30 يونيو لم يكن ليتحقق لولا استناد الدولة إلى قاعدة شعبية صلبة، وثقة متبادلة بين الشعب ومؤسسات الدولة، وهو ما مهد لانطلاق الجمهورية الجديدة، التي لا تقوم فقط على التنمية والبناء، بل أيضًا على إعلاء قيم الانتماء والمواطنة والعدالة.
وأوضح فهمي أن الدولة المصرية خاضت منذ 30 يونيو معركة مزدوجة ، ما بين معركة ضد الإرهاب والتخريب، ومعركة من أجل التنمية وإصلاح الاقتصاد، وهو ما تجسّد في المشروعات القومية الكبرى، وإعادة الاعتبار للقرى والمناطق المهمشة، ومبادرات غير مسبوقة في الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية.
واختتم النائب عمرو فهمي بيانه بالتأكيد على أن الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو تفرض على الجميع مسؤولية الاستمرار في حماية الدولة، وعدم التهاون في مواجهة أي دعوات للتشكيك أو الهدم، مشددًا على أن وعي المصريين هو الدرع الحقيقي لاستكمال ما بدأوه في هذه اللحظة الوطنية الفارقة.