لبنان ٢٤:
2025-05-16@18:44:13 GMT

المعارضة الشيعية تنطلق نحو الدولة المدنية

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

 

كتب الدكتور هادي مراد في " نداء الوطن":تُواجه المعارضة الشيعية في لبنان حملة اتهامات ممنهجة تُحاول تصويرها بأنها حركة طائفية تنطلق من خلفية مذهبية. هذه الإتهامات تهدف إلى ضرب أي محاولة لإصلاح الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي وصل إلى حافة الانهيار تحت إدارة المنظومة الحاكمة.
الحقيقة مختلفة تماماً، فالمعارضة الشيعية، بما تضم من شخصيات وطنية مستقلة، ليست وليدة الطائفية، بل هي صوت صارخ باسم الهوية الوطنية الجامعة، التي ترفض التبعية والمحاصصة والهيمنة.

معارضة خرجت من رحم هذه البيئة بعدما ذاقت مرارة الحروب والعزل وقطع الصلات مع العالم العربي والدولي.
شهدت السنوات الأخيرة ازدواجية فاضحة في خطاب "حزب الله" تجاه الدولة والوطنية. فيما يدّعي اليوم أن الدولة هي الحل، نراه يخوض انتخابات نيابية عامي 2018 و2022 تحت شعارات تحريضية مثل "حرب تموز ثانية" ويمارس التهديد بالرصاص والسلاح لفرض نتائجه الانتخابية.
فكيف يُتهم المعترضون على هذا النهج بالطائفية، في حين أن من يرفع رايات العقيدة والتكليف الشرعي هو نفسه من يزجّ ببيئته في حروب إقليمية تحت شعارات مذهبية، مثل "لن تُسبى زينب مرتين"... أليست هذه ازدواجية تفضح ادعاءاته؟
يتهم "الحزب" المعارضة الشيعية بالطائفية بينما يقوم ببناء استراتيجيته السياسية والعسكرية والانتخابية على أسس طائفية صرفة. فقد وظّف العقيدة الدينية لتعزيز سلطته، واحتكر التمثيل الشيعي من خلال التضييق على أي صوت معارض.
في انتخابات عام 2022، تعامل مع المرشحين المعارضين وكأنهم أعداء خارجيون، وليسوا أبناء البيئة نفسها. لجأ إلى العنف والتهديد، مُعتبراً المعركة الانتخابية "حرب تموز جديدة".
وعلى الرغم من دعايته الإعلامية حول "النقاء التنظيمي"، كشفت التحقيقات الأمنية عن شبكة من العملاء داخل بيئته التنظيمية نفسها، ما يدل على حجم التصدع والفساد في داخله.
المعارضة الشيعية ليست حركة طائفية، بل هي حراك وطني جامع يسعى إلى بناء دولة مدنية حديثة، حيث القانون فوق الجميع والمؤسسات تحكم بالعدالة والشفافية. نرفض الزعامة الطائفية التي تُستخدم لتعزيز الهيمنة والاستبداد. خرجنا من بيئتنا لا لنُعزّز الانغلاق الطائفي، بل لنفتح الباب أمام العودة إلى الوطن، لا إلى العباءة الطائفية المقيتة التي أسّست لها المنظومة الحاكمة.
يُروّج "الحزب" وأتباعه بأن المعارضة الشيعية لا تملك الشعبية الكافية، متناسين أن الشعبية التي يتفاخرون بها قادت لبنان إلى الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي.
أطلقوا الوعود ببناء الدولة، فإذا بهم يُدمّرون مؤسساتها. زجّوا بالشباب في حروب إقليمية تنفيذاً لأجندات خارجية، ثم عادوا عاجزين عن إصلاح بيت أو تعويض ثمن نافذة في منازل مدمرة.
إن استغلال الشعبية لتمرير المشاريع التدميرية هو أسوأ ما يمكن أن تمارسه قيادة سياسية، وهو ما يدفعنا اليوم للقول بوضوح: "حزب الله" فشل في بناء الدولة ونجح فقط في ترسيخ المحاصصة الطائفية والفساد.
يحاول البعض شيطنة المعارضة الشيعية عبر وصفها بالطائفية، متناسين أن هذه التهمة تأتي من جهات بُنيت سياساتها أصلًا على العقيدة والتكليف الشرعي، وليس على برامج سياسية واقتصادية واضحة.
إن من يحكم الناس بمنطق الولاء العقائدي لا يحق له اتهام الآخرين بالطائفية. المعارضة الشيعية خرجت لتُعيد ربط الطائفة الشيعية بامتدادها العربي والوطني، بعد أن قطع "الحزب" أوصالها بالعالم وأغرقها في عزلة قاتلة.
في مؤتمرنا الأخير، الذي حمل عنوان "نحو الإنقاذ"، أكدنا مراراً أننا معارضة وطنية تنطلق من هموم اللبنانيين كافة، وليس فقط من هموم الطائفة الشيعية.
نحن نؤمن بأن زمن الاعتراض الشيعي بصفته الطائفية قد ولّى، وأن الحل اليوم هو في العودة إلى الدولة المدنية. حتى الثنائي الحاكم أقرّ أخيراً بأن الدولة هي الحل بعد فشل كل المشاريع العقائدية التي تبنوها.
المعارضة الشيعية في لبنان ليست حركة طائفية، بل هي نداء وطني لإعادة بناء الدولة على أسس العدالة والشفافية.
ترفض المعارضة هذه الخطاب التحريضي الذي يُشيطن كل محاولة للتغيير، وتدرك أن بناء الدولة هو الخيار الوحيد للخروج من الأزمات المتلاحقة.
وإلى من يُهاجم المعارضة بحجة ضعف شعبيتها، فالمعيار لا يقاس بالشعبية، بل بالأداء والنتائج. الشعبية المزيفة أودت بالبلاد إلى الهاوية، وحان الوقت لاستبدالها بحلول وطنية تنقذ لبنان وتعيده إلى دوره الطبيعي.
نحن معارضة وطنية مستقلة، خرجنا من رحم هذه البيئة، لنُعيد أبناءها إلى الوطن، لا إلى زعامات عباءات الطائفية البالية.  

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

محادثات السلام بشأن أوكرانيا تنطلق اليوم في إسطنبول

من المتوقع أن تبدأ المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا بين مبعوثين أوكرانيين وروس في إسطنبول، اليوم الجمعة، بعد تأجيلها من اليوم السابق.

وقال مصادر من وزارة الخارجية التركية في أنقرة، مساء الخميس، إن أول اجتماع مباشر بين البلدين منذ 3 سنوات سيعقد بحضور ممثلين أتراك.

وبحسب مصادر الوزارة، من المقرر إجراء محادثات ثلاثية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وتركيا، وكذلك بين روسيا وأوكرانيا وتركيا.

وأضافت المصادر أنه لم يتم البت بعد فيما إذا كان سيكون هناك اجتماع رباعي بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا وتركيا. ويقود الوفد الأميركي وزير الخارجية ماركو روبيو.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لن يحضر المحادثات احتجاجا على رفض نظيره الروسي فلاديمير بوتين المشاركة.

ورفضت وزارة الخارجية الروسية الانتقادات بأن موسكو أرسلت وفدا من الصف الثاني فقط.

 ويعتبر الغرب رئيس المفاوضين الروس، فلاديمير ميدينسكي، شخصية سياسية لا تملك تأثيرا كبيرا وقد شارك أيضا في المفاوضات غير المثمرة في عام 2022 بعد وقت قصير من بدء الحرب.

ويرسل زيلينسكي فريقا مكونا من 12 شخصا، برئاسة وزير الدفاع رستم عمروف. وجميع المفاوضين الآخرين هم نواب رؤساء أجهزة المخابرات وكبار ضباط الأركان ومستشار لرئيس المكتب الرئاسي.

وقيل في كييف إن الهدف من المحادثات هو تحقيق "سلام عادل ودائم". أما التوجيهات المحددة فهي سرية.

وكان التتري القرمي عمروف قد شارك بالفعل في مفاوضات مع روسيا بعد وقت قصير من بدء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات، ولكن ليس كوزير، بل كنائب في البرلمان.

 

مقالات مشابهة

  • استطلاع: تراجع مستمر في شعبية ائتلاف نتنياهو وتصاعد فرص المعارضة
  • المعارضة مشلولة.. الفريق الإشتراكي يعلن وقف كل أشكال التنسيق لتقديم ملتمس الرقابة
  • محادثات السلام بشأن أوكرانيا تنطلق اليوم في إسطنبول
  • مبادرة صحية نسائية جديدة تنطلق من شواطئ الشرقية
  • قبقبة معارضي الإنقاذ للمنشقين عنه: توبة قبل الغرغرة
  • «تنسيقية الأحزاب السياسية» تحمل الجهات المدنية والعسكرية مسؤولية تدهور الأوضاع في طرابلس
  • كاتب إسرائيلي يدعو المعارضة الإسرائيلية لـ إسقاط نتنياهو
  • السلطات التنزانية تعتقل أحد رموز المعارضة وتمنعه من السفر
  • زعيم المعارضة التركية: لسنا جزءًا من إعداد الدستور الجديد
  • حريق ضخم بمخزن ملابس فى العاشر من رمضان.. والحماية المدنية تحاول إخماده