عمليات تصوير الرئة في الوقت الفعلي تُحدث ثورة في العلاج
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
تسمح طريقة تصوير الرئة الرائدة للخبراء بمراقبة كيفية تأثير العلاجات على وظائف الرئة في الوقت الفعلي، وتوفر رؤى مفصلة حول أداء الرئتين المزروعة. ويمكن أن تساعد هذه التقنية المبتكرة المتخصصين الطبيين في اكتشاف انخفاض وظائف الرئة في وقت أبكر بكثير.
تم تطوير الطريقة بواسطة فريق من الباحثين في جامعة نيوكاسل في المملكة المتحدة، ويكشف التصوير عن كيفية تدفق الهواء داخل وخارج الرئتين أثناء التنفس.
نشر الفريق ورقتين مكملتين في Radiology و JHLT Open، ويشرح الفريق كيف يستخدمون غازا خاصا يسمى بيرفلورو بروبان، والذي يمكن رؤيته على جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي. يمكن للمرضى استنشاق الغاز وإخراجه بأمان، ثم يتم إجراء عمليات التصوير لمعرفة مكان وصول الغاز إلى الرئتين.
رسم خرائط أنماط التهوية في أمراض الرئة
قال البروفيسور بيت ثيلوول، رئيس المشروع، وهو أستاذ في فيزياء الرنين المغناطيسي ومدير مركز التصوير الحيوي في جامعة نيوكاسل: "تُظهر عمليات التصوير لدينا أماكن التهوية غير المنتظمة لدى المرضى المصابين بأمراض الرئة، وتُظهر لنا أجزاء الرئة التي تتحسن مع العلاج. على سبيل المثال، عندما نقوم بمسح المريض أثناء استخدامه لأدوية الربو، يمكننا معرفة حجم وأجزاء رئته القادرة بشكل أفضل على تحريك الهواء للداخل والخارج مع كل نفس".
باستخدام طريقة التصوير الجديدة، يتمكن الفريق من الكشف عن أجزاء الرئة التي لا يصل إليها الهواء بشكل صحيح أثناء التنفس. من خلال قياس كم من الرئة يتمتع بالتهوية الجيدة وكم منها تعاني من التهوية السيئة، يمكن للخبراء إجراء تقييم لآثار مرض الجهاز التنفسي لدى المريض، ويمكنهم تحديد ومشاهدة صور مناطق الرئة التي تعاني من عيوب التهوية.
التجارب السريرية تسلط الضوء على إمكانات هذه التقنية
أظهر الفريق الذي يضم خبراء من مختلف الجامعات ومؤسسات هيئة الخدمات الصحية الوطنية في نيوكاسل وشيفيلد أن عمليات التصوير تعمل مع المرضى الذين يعانون من الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، ونشر أول بحث في مجلة Radiology.
تسمح تقنية التصوير الجديدة للفريق بقياس درجة التحسن في التهوية عندما يتلقى المرضى العلاج، في هذه الحالة، جهاز استنشاق يستخدم على نطاق واسع، وهو موسع القصبات الهوائية، سالبوتامول. وهذا يوضح أن طرق التصوير يمكن أن تكون مفيدة في التجارب السريرية للعلاجات الجديدة لأمراض الرئة.
تطوير مراقبة زراعة الرئة
فحصت دراسة أخرى، نُشرت في مجلة JHLT Open، المرضى الذين تلقوا سابقا عملية زرع رئة لمرض رئة شديد الخطورة في مؤسسة مستشفيات نيوكاسل التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية. وتوضح كيف طور الفريق طريقة التصوير بشكل أكبر لتوفير قياسات وظائف الرئة التي يمكن استخدامها لدعم متلقي زراعة الرئة بشكل أفضل في المستقبل. تعني حساسية القياس أن الأطباء يمكنهم اكتشاف التغييرات المبكرة في وظائف الرئة ما يسمح لهم بتحديد مشاكل الرئة في وقت مبكر وبالتالي تقديم رعاية أفضل للمرضى.
وفي دراسات بحثية، قام الفريق بمسح رئات متلقي الأعضاء المزروعة على مدى عدة أنفاس شهيق وزفير، وجمع صور الرنين المغناطيسي التي توضح كيف وصل الهواء المحتوي على الغاز إلى مناطق مختلفة من الرئة. وقام الفريق بمسح أولئك الذين كانت وظائف الرئة لديهم طبيعية أو الذين كانوا يعانون من الرفض المزمن بعد عملية زرع الرئة، وهي مشكلة شائعة لدى متلقي زراعة الرئة حيث يهاجم جهازهم المناعي رئتي المتبرع. وفي أولئك الذين يعانون من الرفض المزمن، أظهرت عمليات التصوير حركة أضعف للهواء إلى حواف الرئتين، ويرجع ذلك على الأرجح إلى تلف أنابيب التنفس الصغيرة جدا (الممرات الهوائية) في الرئة، وهي سمة نموذجية للرفض المزمن والمعروفة أيضا باسم خلل الزرع الرئوي المزمن.
وقال البروفيسور أندرو فيشر، أستاذ طب زراعة الجهاز التنفسي في مؤسسة مستشفيات نيوكاسل NHS وجامعة نيوكاسل بالمملكة المتحدة، والمؤلف المشارك للدراسة؛ "نأمل أن يسمح لنا هذا النوع الجديد من التصوير برؤية التغييرات في الرئتين المزروعتين في وقت مبكر وقبل ظهور علامات التلف في اختبارات النفخ المعتادة. وهذا من شأنه أن يسمح ببدء أي علاج في وقت مبكر ويساعد في حماية الرئتين المزروعتين من المزيد من الضرر".
تطبيقات أوسع لإدارة أمراض الرئة
يقول الفريق إن هناك إمكانية لاستخدام طريقة التصوير هذه في الإدارة السريرية لمتلقي زراعة الرئة وأمراض الرئة الأخرى في المستقبل، ما يوفر قياسا حساسا قد يكتشف التغيرات المبكرة في وظائف الرئة ويتيح إدارة أفضل لهذه الحالات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة تصوير الرئة العلاجات أمراض تصوير العلاج الرئة المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عملیات التصویر وظائف الرئة زراعة الرئة الرئة التی یعانون من الرئة فی فی وقت
إقرأ أيضاً:
ما زال سميح القاسم يخاطب الغزاة الذين لا يقرؤون
ما جدوى المعرفة: الكتابة والقراءة والعلم، حين يختار البشر ما يناقض الحكمة؟
ولماذا لا يقرأ الغزاة؟ ولماذا لا يتعظون؟
ما سيقوله قلم المؤرخين؟
أثناء التجول، نمرّ بأماكن، فنسأل عنها، فيجيبون من فيها ما يعرفونه، ثم نجد أنفسنا نعود إلى الكتب ازديادا في العلم، وهكذا نجد المكان يقودنا إلى الكتب، أي إلى الأزمنة التي يتضمنها ما يعرف بالتاريخ؟
واليوم، وجدت نفسي في الوقت الذي أتابع ما يحدث الآن، فإنني عدت الى التاريخ العام، لزيادة معرفتي بما كان هنا من دول ومن علاقات دولية. لكن ما لفت الانتباه هو أن ما كان ويكون يلتقيان في أمر واحد، ألا وهو الانحياز، واللاموضوعية، كون من كتب من قبل إنما كتب بما كان من رأي ونفوذ، وما يكتب اليوم (وما يتم بثه) فإنه ليس دقيقا، فكل بما ينطلق منه.
وهكذا، أكان الماضي ام الحاضر، فبإمكاننا من خلال التقصي الموضوعي فهم ما كان ويكون، لأن ذلك مهم لسلوكنا المتعلق بما سوف يكون.
أما ما سوف يكون، وما نحن فاعلونه، فهو الذي يجب أن يحرر إنسان المستقبل باتجاه البقاء. تلك هي الحضارة، وتلك هي الإنسانية. ترى ما سيقوله قلم المؤرخين؟
سيقولون: لقد سقطت الدولة الغازية وهي في كامل قوتها، والسبب أنها كانت في كامل وهمها؟
خاطب الشاعر الفلسطيني سميح القاسم عام 1988 الاحتلال هازئا في القصيدة التي عنونها ب "إلى غزاة لا يقرؤون"، التي اشتهرت بمطلعها "تقدموا تقدموا"، فإنه كان يسخر من الفكر الجنوني وراء شرّ الاحتلال وإيذاء شعبنا:
"فما الذي يدفعكم
من جثة لجثة
وكيف يستدرجكم
من لوثة للوثة
سفر الجنون المبهم"
إذن، نحن مع لوثة غزاة، لم يرتقوا فكريا وأخلاقيا، فقد اكتفوا بتكنولوجيا القتل. واكتفوا بخرافة أنه "شعب الله المختار"، تاركين العالم كله يحتار في هذا الأمر الذي يجعل الغزاة لا يحترمون أية قيم واتفاقيات، وقد أبدع سميح القاسم حين ذكر ذلك في قصيدته:
"حرامكم محلل
حلالكم محرم
تقدموا بشهوة القتل التي تقتلكم"
لقد استمر هذا الجنون في ظل التطور التكنولوجي، والمأساة أنه استمر، وتضاعفت الخسائر، هل سنقول بئست الحضارة أم بئس الأشرار!
كان من السهل تجنب الحرب، لكن كيف لغزاة أن يقرؤوا ما لا يحبون قراءته، في ظل رفض الآخر-العالم؟ كان من الممكن أن تعيش الشعوب معا، فالأرض واسعة وخلق الله فيها رزق العالم كله، لكن كأننا أمام حتمية غريبة، سيقف عندها المؤرخون والكتاب، وهي مفارقة نادرة؛ ففي الوقت الذي يبرر الغزاة الحرب لضمان "أمنهم"، فإنهم يقودون الى نهايتهم.
تلك هي التربية على الدم لا على السلام، والتطرف دوما يقضي على أصحابه؛ فمن الطبيعي أن تكون نهاية ثقافة القتل قتلا لفكرة الغزاة.
منذ عام 1988، في الانتفاضة الأولى ضد الاحتلال، عام قصيدة سميح القاسم، وما قبل ذلك من رفض الاحتلال الذي استمر، والاحتلال يزهد بالقراءة الواعية للتاريخ ظانا أنه الاستثناء الذي سيدوم بقاؤه، فمن هو ابن خلدون الذي يزعم أن الظلم ينبئ بخراب العمران؟!
يصعب العيش اليوم في العالم وإنسان العصر مشدودا لأساطير لا تعني للواقع وعنه شيئا، ولعل قوة الفكر الإنسان تمنح للقوى التكنولوجية المعنى.
لقد وصف الطبيب بالحكيم، ولا أدري السبب، لكن لعل جوهر مهنة الطبيب هي حكمة التعامل مع الإنسان. لذلك نقول إن العلم تراكميّ، حيث يتعلم الطبيب مما استخلصه الأطباء قبله في التعامل مع جسد الإنسان ونفسه. وهنا يكمن جوهر الحضارة: الحكمة.
تأمل التاريخ يقودنا الى تأمل الدول والممالك، وهذا يعني دراسة منظومات الحكم السائدة في تلك المراحل التاريخية. وقد وقف المؤرخون وقفات تقييم ونقد للنظم وشخوصها، كذلك حفلت أخبارهم في الكتب الدينية، خاصة في القرآن الكريم. ومجمل الفكرة هي أن هناك ارتباطا معينا بين الطغاة وسياق حياتهم كأفراد، وكمجتمعات. وهنا يصبح للحديث معنى استراتيجيا إن تم ربط سلوك الحكام بالحاضنات التعلمية والثقافية التي وجدوا أنفسهم فيها.
تعدّ حالة الاحتلال الصهيوني استثناء تاريخيا، حيث لم يقتصر دور الحاضنة التعليمية والثقافية على إنتاج (وتكوين) قادة لا ينتمون للإنسانية فقط، بل شمل ذلك مجتمع المستوطنة العسكرية، التي فشلت حتى الآن بإيجاد مجتمع سوي؛ فما تفسير استطلاعات الرأي التي أشارت دوما إلى تأييد الغالبية المستوطنة العسكرية لما يقوم به القتلة من قادتها؟
إن الكتب التعليمية المعلنة وكتب المؤسسات الدينية كارثة على المنطقة لأنها تعيد إنتاج منظومة مستدامة من العنصرية ونفي الآخر، والمفارقة في الأمر أن هؤلاء العنصريين يتهمون الفلسطينيين العرب بالتحريض ضدهم، والساخر في الأمر أنهم يجدون آذانا تسمعهم في الغرب.
من هنا، انتبهت الحضارات الى أهمية رعاية الحاضنات الثقافية والتعليمية والدينية والإعلامية بحيث تحافظ على السلم الأهلي، كذلك السلم العالمي من خلال معايير اليونسكو مثلا فيما يخص القيم الإنسانية التي تضرب بها دولة الاحتلال عرض الحائط.
لقد وصفت دولة الاحتلال بأنها تنتج مؤلفات يضعها في مصاف الدول العظمى، حيث أنها تنفق على التعليم والعلم والبحوث العلمية، لكن ما جدوى ذلك حين يتم استخدام ذلك العلم في الشرّ عبر تكريس الاحتلال والغزو والاعتداء والإرهاب؟ لم يعد سرّا ما يقدمه العلماء والباحثون في المستوطنة العسكرية للأجهزة العسكرية من أجل تسهيل دوام الاحتلال بالقوة والبطش.
الغزاة إذن يا سميح القاسم يقرؤون كما ترى، لكنها ليست قراءة الإنسان المنتمي للبشرية، من أجل تجنب الشرور، بل هي قراءة انتقائية منطلقة من أيديولوجية لم تتغير، ويبدو أنها لن تتغير كذلك.
آن الأوان للثقافة العالمية والمؤسسات الأممية بالتدخل لإلزام المستوطنة العسكرية باحترام القيم الإنسانية في المناهج التعليمية، وكفّ أذاها ليس عن الشعوب هنا فقط، بل عن شعوب كثيرة في العالم.
وأخيرا هل سنجد يوما قريبا من أبناء الغزاة من سيبدأ القراءة الواعية للوصول فعلا إلى سلام دائم يضمن الأمن والسلام؟ الجواب ليس هناك من يفكر بذلك، ما يعني أن المستوطنة وهي ماضية في تخريب العالم، ستنهي نفسها. تلك هي السيرورة والصيرورة. هكذا قال سميح القاسم متنبئا بخراب المستوطنة: "تقدموا بشهوة القتل التي تقتلكم".