سفير أنقرة يؤكد أهمية وجود مؤسسات تركية في السودان
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
شدد سفير تركيا لدى الخرطوم فاتح يلديز، على أهمية وجود مؤسسات تركية مختلفة بالأراضي السودانية رغم الظروف الصعبة والاستثنائية التي يمر بها البلد العربي، وأكد يلديز في تصريح للأناضول أن سفارته تبذل قصارى جهدها لتقديم رسالة مفادها بأن تركيا تقف إلى جانب السودان بكل مؤسساتها.
وأضاف أن العلاقات بين شعبي تركيا والسودان تمتد لقرون، مضيفاً: "تعتبر بورتسودان الآن المركز الإداري الفعلي للبلاد.
وأوضح يلديز أن السفارة التركية تُعد واحدة من عدد قليل من البعثات الدبلوماسية العاملة في بورتسودان.
وتابع: "لدينا تمثيل واسع يشمل الملحق العسكري ومستشاري الداخلية والتعليم، ورغم هذه الظروف الصعبة والاستثنائية، نحن ملتزمون بتقديم رسالة واضحة بأن تركيا تدعم السودان بجميع مؤسساتها".
وأكد استمرار الجهود لتعزيز وجود تركيا في السودان في مجالات مختلفة، قائلاً: "نعمل على إطلاق أنشطة وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) وبنك زراعات التشاركي في بورتسودان".
وأردف قائلاً: "نتابع جميع الملفات التي كنا نعمل عليها قبل الحرب عن كثب، ونستعد لتعزيز علاقاتنا مع السودان بعد انتهاء الصراعات".
وعن المأساة الإنسانية في السودان، قال: "حوالي 13 مليون شخص نزحوا من أماكنهم، وعدد الوفيات لا يمكن حصره بسبب غياب البيانات الإحصائية الدقيقة. ونعتقد أن وجود تركيا في السودان يلعب دوراً مهماً في تسليط الضوء على هذه الأزمة الإنسانية عالمياً".
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب، بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
بورتسودان / الأناضول
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
"مهد الحضارة" في تركيا يكشف عن فجر الهوية الإنسانية
كشفت اكتشافات أثرية حديثة في تركيا عن أدلة جديدة تشير إلى أن البشر القدماء قد امتلكوا وعيًا بالهوية الفردية وفن البورتريه الواقعي، قبل آلاف السنين مما كان يُعتقد سابقًا.
اكتشاف أقدم وجه بشري محفور في الحجراكتشف علماء الآثار في موقع كاراهانتيبه، أحد أقدم المستوطنات البشرية المعروفة في منطقة شانلي أورفا جنوب شرق تركيا، عمودًا حجريًا يحمل نقشًا واضحًا لوجه إنساني. ويُعتقد أن هذا الوجه، المنحوت بدقة على عمود ضخم على شكل حرف T، يعود إلى حوالي 10 آلاف قبل الميلاد، أي قبل أكثر من 12 ألف عام.
يتضمن النحت تفاصيل دقيقة لتجاويف العين، والأنف العريض، وخطوط الوجه البارزة، ما يجعله أول تمثيل واقعي معروف لوجه إنساني في التاريخ المحفور على الحجر.
أبعاد حضارية وإنسانيةقال وزير الثقافة والسياحة بتركيا محمد نوري إرصوي إن هذه المسلّة تُعدّ أول دليل على أن الإنسان في العصر الحجري الحديث حاول تصوير نفسه بملامحه الفردية، وليس فقط من خلال رموز أو أشكال مجردة.
وأضاف وزير تركيا أن هذا الاكتشاف يُعيد تعريف وظيفة الأعمدة الحجرية الشهيرة، التي لطالما حيرت العلماء بين كونها رمزية أو إنشائية.
موقع أثري يتفوق على غوبيكلي تيبييقع موقع كاراهانتيبه على بعد نحو 34 ميلاً شرق مدينة شانلي أورفا، وعلى مسافة قريبة من غوبيكلي تيبي، أقدم مبنى معروف من صنع الإنسان.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن كاراهانتيبه قدّم تصميماً معماريًا أكثر تطورًا، بما في ذلك مساكن، وأدوات يومية، ومنحوتات بشرية وحيوانية، ما يعكس مجتمعًا منظمًا ومستوطنًا في بداية التحول من الصيد والجمع إلى الزراعة والاستقرار.
منحوتات غير معتادة تعكس الوعي الذاتيفي عام 2023، عثر العلماء في نفس الموقع على تمثال يُعتقد أنه أحد أقدم المنحوتات البشرية الواقعية، ويصور رجلاً يمسك بعضوه الذكري بكلتا يديه، بتفاصيل تشريحية دقيقة، مثل الأضلاع والوجه ونمط العنق على شكل V.
بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على تماثيل طيور، وثعابين، وأرانب، وحيوانات أخرى، مما يدل على وجود رموز وأبعاد فكرية وفنية متقدمة لدى سكان المنطقة.
بداية فن البورتريه والهوية الإنسانيةيرى الباحثون أن هذا الاكتشاف لا يمثل فقط تطورًا فنيًا، بل أيضًا انعكاسًا مبكرًا لوعي الإنسان بهويته وشكله. ويُعتقد أن هذه المحاولة لتصوير الذات على الحجر تمثل انطلاقة أولى لفن البورتريه في تاريخ البشرية.
بدأت أعمال التنقيب في كاراهانتيبه رسميًا عام 2019، على الرغم من أن الموقع كان معروفًا منذ أكثر من ثلاثة عقود. ومع تقدم الحفريات، يتضح أكثر فأكثر أن هذه الأرض التركية قد تكون بالفعل أحد مهدَي الحضارة الإنسانية الأوائل.