دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل لوضع حد لحرب الإبادة التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر / تشرين الأول من العام الماضي.

وأوضح الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محمد الصلابي في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن "المجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني لا يمكنها احتمالها بالنظر إلى وحشيتها وبشاعتها".



وقال: "لقد قارب عدد الشهداء نحو الخمسين ألف شهيد وفاق عدد الجرحى والمصابين المائة ألف، ولم يعد في غزة أي مكان آمن يمكن للفلسطينيين اللجوء إليه، وهو أمر لا يمكن تصديقه في عالم تدعو قواه الرئيسية إلى السلام والاستقرار واحترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها".

وأضاف: "ما لا يمكن تصديقه فعلا أن الشعب الفلسطيني الأعزل المحاصر في قطاع غزة منذ نحو عقدين من الزمن، وهو يواجه حرب إبادة للشهر الخامس عشر على التوالي، هو الآن يواجه جوعا قاتلا بسبب نقص الغذاء، وبردا قاتلا بسبب نقص الغطاء، وهذه جرائم أخرى لا يرتكبها الاحتلال وحلفاؤه ممن يمدونه بالمال والسلاح ويقدمون له الغطاء السياسي والقانوني للاستمرار في هذه الحرب فحسب، وإنما أيضا ترتكبها كل الدول العربية والإسلامية التي تقف عاجزة عن إطعام الفلسطينيين ونجدتهم في هذه الأوقات العصيبة".

وحذّر الصلابي من "أن الاستمرار في هذه الحرب العبثية التي لم تحقق غير الخراب والإبادة ورسخت مظالم أقر بها المجتمع الدولي بحق الفلسطينيين، لا يمكن إلا أن يؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم".

وقال: "لقد تابع العالم كيف انهار نظام بشار الأسد في ساعات قليلة، وأمسى أثرا بعد عين، بينما لا يزال الشعب الفلسطيني على أرضه يقاوم في مظاهر أقرب إلى الكرامات منها إلى العقل، بالنظر إلى الفارق الكبير بين إمكانيات الاحتلال وأعوانه وبين شعب محاصر لا يملك من أدوات المقاومة غير الإرادة والتمسك بالحق في تقرير المصير.. وانهيار نظام الأسد في سوريا هو مثال لانهيار أنظمة إقليمية أخرى إذا لم تبادر من أجل إنهاء الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، وفق سنن الله سبحانه وتعالى في الانتقام ممن له القدرة على حماية الضعفاء ولكنه يتركهم فريسة سهلة للظالمين ".

وأضاف: "لقد كرم الله ابن آدم، وجعل من هدم الكعبة المشرفة أقل شأنا من قتل النفس البشرية، فكيف بنا ونحن نتابع هذا القتل الهمجي لآلاف الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين على مرأى ومسمع العالم كله، حتى لغدا الموت الفلسطيني بالنسبة لنا جزءا من حياتنا اليومية، وهذا أمر خطير للغاية ويناقض كل الشرائع السماوية والقوانين الإنسانية".

وناشد الصلابي قادة العالمين العربي والإسلامي وأحرار العالم إلى تكثيف جهودهم من أجل وضع حد لحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، والضغط على العالم من أجل إنصاف الفلسطينيين وتمكينهم من حقهم في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفق تعبيره.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الخميس، ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 45 ألفا و399 قتيلا و107 آلاف و940 مصابا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وقالت الوزارة، في بيانها الإحصائي اليومي، إن الجيش الإسرائيلي "ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 38 شهيدا و137 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".

وأفادت بـ"ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45399 شهيدا و107940 مصابا منذ السابع من أكتوبر للعام 2023".

وأشارت الوزارة إلى وجود عدد من الضحايا تحت ركام المنازل المدمرة وفي الطرقات، لافتة إلى عجز طواقم الدفاع المدني والإسعاف عن الوصول إليهم بسبب الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لهم.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلّفت إضافة إلى الشهداء والجرحى، ما يزيد عن 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

إقرأ أيضا: كاتس من محور صلاح الدين: سنسيطر على غزة أمنيا وعسكريا.. ما مصير الصفقة؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الاحتلال الفلسطيني غزة حرب احتلال فلسطين غزة مواقف حرب المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بحق الشعب الفلسطینی لا یمکن

إقرأ أيضاً:

"الأمَّة بين وحدة المقاصد وأدب الاختلاف".. ندوة بجناح حكماء المسلمين بمعرض العراق الدولي للكتاب

 نظَّم مجلس حكماء المسلمين بمعرض العراق الدولي للكتاب، ندوة فكرية بعنوان «مستقبل وحدة الأمة: بين وحدة المقاصد وأدب الاختلاف»، وذلك بمشاركة فضيلة الشيخ الدكتور حسين غازي، عضو الهيئة العليا في المجمع الفقهي العراقي، وأدار الندوة الدكتور محمد جمال، الباحث بمكتب إحياء التراث بمشيخة الأزهر الشريف .

الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين يهنئ الإمارات العربية المتحدة بمناسبة اليوم الوطني الـ54 حكماء المسلمين يعزي إندونيسيا في ضحايا الفيضانات والانزلاقات الأرضيَّة

وفي بداية الندوة، أكد الشيخ حسين غازي، عضو الهيئة العليا لمجمع الفقه العراقي، على أنَّ التراسل بين المجتمعات وتبادل الأفكار يمثل طريقًا لتقريب الرؤى وردم الفجوات الفكرية بين الناس ، موضحًا أن منهج القرآن يقوم على الحلم وسعة الصدر في الحوار، داعيًا إلى ضرورة تبني خطاب ينبذ التطرُّف ويحفظ الأوطان.

وتوقف فضيلته عند الأسس التي تقوم عليها وحدة الأمة، مشيرًا إلى أنها لا يمكن أن تتحقق بالشعارات، بل ترتكز على أخلاق علميَّة ومنهجيَّة تسبق الانفعال العاطفي، وعلى رأس تلك القواعد يأتي حسن الظن بالآخر، والتحلِّي بالعقل الرشيد الذي يكبح الهوى ويضبط النزعات، لافتًا إلى أنَّ إثارة النعرات الطائفية والمجتمعية يعطل مسيرة الحياة وينشر الاحتقان ويطمس العقول النيرة التي كان يمكن أن تكون لبنات بناء ووعي.

وأضاف أن الاختلاف سنَّة بشريَّة يجب إدارتها بالحكمة والصبر، مستشهدًا بسيرة الخلفاء الراشدين والنصوص القرآنية التي توضِّح أهمية التسامح والاعتدال في الحوار، داعيًا الشباب إلى توجيه طاقاتهم نحو القراءة والتحقق، محذرًا من خطورة الانجرار وراء الشَّائعات والمعلومات المغلوطة التي يروجها البعض عبر مواقف التواصل الاجتماعي.

وأشاد عضو الهيئة العليا لمجمع الفقه العراقي بجهود مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في العمل من أجل تعزيز الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل بين مكوِّنات الأمَّة الإسلامية، وتنظيم النسخة الأولى لمؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي، الذي انعقد في مملكة البحرين فبراير الماضي وصدر عنه ميثاق "نداء أهل القبلة"، الذي يدعو إلى توحيد كلمة الأمة ولمِّ شملها ووحدة صفها في مواجهة التحديات المعاصرة.

ويشارك مجلس حكماء المسلمين في معرض العراق الدولي للكتاب، وذلك انطلاقًا من رسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم وترسيخ قيم الحوار والتسامح ومد جسور التعاون بين بني البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم؛ حيث يقع جناح المجلس في أرض معرض بغداد الدولي جناح رقم  16 - H6.

مقالات مشابهة

  • المجلس الوطني الفلسطيني يدعو المجتمع الدولي إلى التحرك ضد إرهاب المستوطنين
  • رابطةُ العالم الإسلامي ترحّبُ بتمديد عمل”أونروا” وتُشيدُ بالتضامن الدولي الداعم لصمود الشعب الفلسطيني
  • البرلمان العربي يرحّب بتجديد ولاية الأونروا ودعم حقوق الفلسطينيين
  • "التعاون الإسلامي": تهجير الشعب الفلسطيني جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا
  • منظمة التعاون الإسلامي ترفض أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني
  • التعاون الإسلامي: نرفض أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني
  • البرلمان العربي: التجديد للأونروا رسالة دعم واضحة لملايين اللاجئين الفلسطينيين
  • اليماحي يُرحب بتجديد ولاية "أونروا": يعكس التمسك العالمي بحقوق الشعب الفلسطيني
  • الخارجية الفلسطينية تدعو المجتمع الدولي لتنفيذ القرارات وحماية الشعب الفلسطيني
  • "الأمَّة بين وحدة المقاصد وأدب الاختلاف".. ندوة بجناح حكماء المسلمين بمعرض العراق الدولي للكتاب