مدفن سري والجزيرة تنشر صورا وشهادات عن مقابر جماعية على طريق مطار دمشق
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
حصلت قناة الجزيرة على صور ومعلومات حصرية تؤكد وجود مقابر جماعية بمواقع مختلفة في سوريا، حيث استخدم النظام السوري المخلوع مناطق متفرقة لدفن الضحايا بشكل جماعي.
وأظهرت صور -بثتها الجزيرة عبر تقرير مراسلها عمر الحاج- حفرا معدة خصيصا لهذه الغاية، بينما تشير شهادات إلى أن الدفاع المدني لم يتمكن حتى الآن من فتح العديد من تلك المقابر بسبب ضعف الإمكانات وافتقاره إلى الكوادر اللازمة.
وعلى بعد 30 كيلومتراً جنوب دمشق، تتكشف فصول مروعة من مأساة معضمية الشام، وفقاً لشهادات من وثقوا الجرائم، كانت اللجان الشعبية بقيادة علاء المحمود المعروف بلقب "السفاح" -وبالتعاون مع الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية- تصفي المدنيين على الطريق الدولي المار بالمدينة.
وحسب ما رواه بعض من وثق وأنشأ تلك المقبرة -لمراسل الجزيرة- فإن الضحايا، الذين كانوا غالباً من أبناء المدن الثائرة، أُعدموا بطرق وحشية تراوحت بين إطلاق النار والذبح والخنق وحتى الحرق.
تفاصيل مروعةوتحدث أحدهم، وهو أبو أنس، عن تفاصيل عمليات نقل الجثث التي كانت تلقى قرب مسجد عثمان، حيث اتخذت اللجان الشعبية منه مقرا، كما أعاد مع بعض الشهود تجسيد عمليات السحب اليومية لهذه الجثث.
إعلانوقد استمرت هذه الممارسات حتى دخول جيش بشار الأسد المدينة عام 2016، بينما بدأ من شارك في توثيق هذه الجثث بنشر صور لأصحابها مع ما توفر من بيانات لعل ذلك يمكن ذويهم من التعرف على أبنائهم المفقودين.
وعلى بُعد 70 كيلومتراً شمالي العاصمة دمشق، تقع مدينة القطيفة التي تضم أكبر مقبرة جماعية مكتشفة حتى الآن، حيث تشير تقارير صحفية إلى أن عدد المدفونين هناك يقدر بعشرات الآلاف.
وقد أحكمت السلطات السورية السيطرة على المنطقة وأغلقت الطريق المؤدي إليها للحيلولة دون العبث بها، مما زاد من صعوبة الوصول إلى الموقع وتوثيق تفاصيله.
وفي حي القابون، بالقرب من مشفى تشرين العسكري، تشير شهادات إلى وجود مقبرة جماعية محاطة بمنطقة ملغمة، مما حال دون اقتراب فرق الدفاع المدني من المكان.
مدفن سري
جنوب دمشق، قُرب قصر المؤتمرات، توجد حفائر تُستخدم قبورا جماعية، وتشير المعلومات التي حصلت عليها الجزيرة إلى أنه تم نقل جثث قتلى من الجيش والمليشيات إلى هذه المنطقة خلال الأيام الأخيرة، كما لوحظت عمليات حفر منتظمة في محيط المكان، مما يعزز فرضية استخدامه مدفنا سريا.
وعلى بُعد مئات الأمتار فقط، تقع مقبرة الحسينية التي تظهر فيها حفائر طويلة معدة للدفن الجماعي، وتؤكد شهادات الشهود أن عمليات الدفن هناك كانت تتم بشكل دوري.
كما عثر في مقبرة جسر بغداد (شمال دمشق) على رفات أشخاص اعتقلوا على مدار الأعوام الماضية، وضع بعضها في أكياس تحمل أسماء أو أرقاماً فقط. ورغم الجهود المبذولة، لم تُفتح سوى أجزاء قليلة من هذه المقابر بسبب ضعف الإمكانات الفنية.
وفي السياق، قال مسؤول التوثيق بالدفاع المدني، عبد الرحمن مواس، إن فِرقهم تفتقر إلى الموارد اللازمة لفتح المقابر والتحقيق في محتوياتها بشكل كامل، مؤكدا أن هذا العمل يتطلب سنوات من البحث والتوثيق.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات التقارير الإخبارية
إقرأ أيضاً:
لأول مرة.. كامالا هاريس تتحدث عن "إبادة جماعية" في غزة
في تصريح أثار الجدل، تحدثت نائبة الرئيس الأميركي السابقة كامالا هاريس لأول مرة، عما إذا كانت إسرائيل ارتكبت "إبادة جماعية" في غزة، مؤكدة أن هذا "سؤال يجب طرحه" وسط العنف والدمار في القطاع.
وجاءت تصريحات هاريس خلال مقابلة مع شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، حيث قالت إن مصطلح "الإبادة الجماعية" موضوع قانوني يقرره القضاء، لكنها أشارت إلى "الأعداد الكبيرة من الأطفال والمدنيين الأبرياء الذين قتلوا، ورفض تقديم المساعدات"، مشيرة إلى أنه "يستوجب الوقوف عند هذا السؤال بموضوعية وشفافية".
وتعد هذه التصريحات أقوى انتقاد مباشر وجهته هاريس لسياسة إسرائيل، منذ خسارتها انتخابات الرئاسة عام 2024 أمام دونالد ترامب، حيث كانت تتجنب سابقا استخدام مصطلح "الإبادة الجماعية".
وتزامن إطلاق مذكرات المسؤولة السابقة "107 أيام"، التي توثق حملتها الرئاسية، مع احتجاجات واسعة قادها ناشطون مؤيدون للفلسطينيين، اتهموا هاريس بـ"جرائم حرب" و"التواطؤ في الإبادة الجماعية"، في إشارة إلى دعمها لإسرائيل عندما كانت نائبة للرئيس السابق جو بايدن.
وفي عدة مناسبات، واجهت هاريس هتافات واعتراضات حادة، حيث دافعت عن نفسها بالقول إنها ليست رئيسة الولايات المتحدة، وإن "الاحتجاج يجب أن يكون أمام البيت الأبيض".
وفي كتابها، تعزو هاريس خسارتها في ولاية ميشيغان إلى معارضة من الناخبين العرب، وتنتقد "التفكير الثنائي" الذي يمنع العديد من الأميركيين من التعامل مع مأساة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في آن واحد.
وفي الوقت نفسه، عبرت عن أملها في أن تؤدي جهود الوساطة الدولية إلى هدنة دائمة وإنهاء معاناة المدنيين في غزة.
وفي تصريحات نارية من قلب نيويورك، اتهمت هاريس ترامب بمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "شيكا على بياض" للقيام بما يشاء، ووصفت الأخير بأنه قوض جهود بايدن خلال الحرب بهدف إعادة ترامب إلى السلطة.
وأشارت هاريس إلى محاولاتها المتكررة إقناع بايدن بإظهار تعاطف أكبر مع الفلسطينيين، على غرار الدعم الأميركي للأوكرانيين، لكنها قالت إنها اصطدمت برفض واضح من الإدارة السابقة.