غرق مئات الخيام ووفاة 7 بسبب البرد القارس .. 2 مليون نازح يعيشون ظروفا كارثية يغزة
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
أعلن مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، اليوم الاثنين، أن 7 نازحين لقوا حتفهم بسبب البرد القارس وموجات الصقيع، محذراً من سقوط المزيد في ظل "الظروف المأساوية" للفلسطينيين في القطاع الذي حولته الحرب الإسرائيلية إلى ركام وشردت جميع سكانه تقريباً.
وأضاف المكتب في بيان صادر اليوم، أن "العدد مُرشح للزيادة بسبب الظروف المأساوية التي يعيشها النازحون الذين دمر الاحتلال منازلهم".
كما أوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن النازحين أمضوا ليلة عصيبة داخل في مناطق متفرقة من دير البلح ومواصي خانيونس جنوب قطاع غزة، جراء الأمطار الغزيرة والرياح العاصفة خلال المنخفض الجوي الذي بدأ مساء الأحد.
وأكد أنه في إطار المعاناة القاسية التي يعاني منها مليونا نازح في محافظات قطاع غزة بالتزامن مع المنخفضات الجوية وفصل الشتاء وموجات الصقيع الشديد؛ فإنه جدد تحذيره من المنخفض الجوي.
وأوضح أن خطرا كبيرا يشكل تهديدا حقيقيا لخيام النازحين الذين يعانون معاناة مأساوية نتيجة جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقهم وهدم منازلهم وأحيائهم السكنية، حيث أرغمهم الاحتلال على النزوح إلى خيام مهترئة لا تقي من برودة الشتاء ولا من موجات الصقيع القاسية.
ولفت إلى أن 2 مليون نازح يعيشون ظروفا إنسانية كارثية نتيجة مباشرة لجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 451 يوما، حيث دمر مئات آلاف المنازل لهؤلاء النّازحين بشكل كامل، ما دفعهم للجوء إلى العيش في خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة، حيث اهترأ منها 110,000 خيمة من أصل 135,000 خيمة، وأصبحت خارج الخدمة وغير صالحة للاستخدام.
وأشار إلى أن هذه الأزمة الإنسانية العميقة مستمرة في ظل وجود المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية دون أن يحركوا ساكنا، ودون أن نرى خطوات عملية لتجاوز هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة التي تودي بحياة النازحين والمواطنين.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي، هذه الممارسات الإجرامية التي طالت المدنيين الأبرياء ودفعتهم إلى هذه المعاناة المستمرة وذلك بفعل الاحتلال الإسرائيلي المجرم، داعيا كل العالم إلى إدانة هذه الجرائم غير الإنسانية.
وحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وكذلك الإدارة الأمريكية والدول التي دعمت وشاركت في الإبادة الجماعية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا، ونطالبهم بوقف الإبادة الجماعية.
وطالب المجتمع الدولي بفكفكة الأزمة الإنسانية والتّحرك الفوري وممارسة دوره الفعلي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف جريمة الإبادة الجماعية، ووقف ممارساته العدوانية وضمان توفير الدعم اللازم لإغاثة المتضررين وفي مقدمة ذلك توفير مأوى لكل أسرة فلسطينية.
كما ناشد الدول العربية والإسلامية وجميع الجهات الإنسانية والدولية بضرورة التحرّك العاجل لإنقاذ المدنيين في قطاع غزة، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم من مأوى، وغذاء، ودواء، بما يضمن كرامتهم الإنسانية ويحفظ أرواحهم من برد الشتاء وموجات الصقيع الشديدة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قطاع غزة غزة خانيونس موجات الصقيع المزيد الاحتلال الإسرائیلی الإبادة الجماعیة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
600 يوم على الإبادة في غزة.. واقع كارثي غير مسبوق في عالم فقد إنسانيته
الثورة / افتكار القاضي
بعد 600 يوم على حرب الإبادة الجماعية، التي حولت قطاع غزة الى كومة ركام من الدمار الهائل، ومكان غير صالح للحياة، وسط استمرار العدوان العسكري المكثف، وغياب أي أفق لحل سياسي أو إنساني، في واحدة من أطول وأعنف الحروب التي مرت في تاريخ الصراع مع الاحتلال.
في هذه الفترة المأساوية، تحوّلت غزة إلى منطقة منكوبة بكل المقاييس، لم تسلم البنية التحتية، ولا المؤسسات الصحية، ولا حتى السكان المدنيون، من عمليات القصف والتدمير المستمر.
دمار شامل
وتعرضت البنية التحتية في غزة لدمار غير مسبوق في تاريخ الحروب في العصر الحديث، حيث بلغت نسبة الدمار الشامل الذي أحدثه الاحتلال في قطاع غزة 88% وفق مكتب إعلام غزة وأصبحت (77%) من مساحة قطاع غزة تحت سيطرة الاحتلال بالاجتياح والنار والتهجير.
ودمر الاحتلال210,000 ) وحدة سكنية بشكل كلي و(.110,000) وحدة سكنية بشكل بليغ لم تعد صالحة للسكن، وأصبحت (280,000) أسرة فلسطينية بدون مأوى، فيما وصل أعداد الشهداء والمفقودين منذ بدء الإبادة الجماعية الى 63 الفاً غالبيتهم من النساء والأطفال، كما تضررت شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي بشكل كبير، ما أدى إلى انهيار الخدمات الأساسية.
وتوقفت معظم محطات المياه والمرافق الخدمية عن العمل، في ظل استهداف مباشر للمرافق الحيوية ونفاد الوقود اللازم لتشغيلها، وباتت “المدينة غير صالحة للحياة.
انهيار كامل للوضع الصحي
تعاني المستشفيات من أوضاع كارثية، بعد استهداف مباشر أو غير مباشر لغالبية المستشفيات والمراكز الطبية العامة والخاصة وأخرجت أغلبها عن الخدمة.
وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة من لحظات كارثية تُهدد تقديم الرعاية الطبية في حال توقف أو تعطل ما تبقى من محطات الأوكسجين في المستشفيات.
وأكدت أن 25 محطة أوكسجين من أصل 34 محطة تم تدميرها بالكامل خلال اجتياح المستشفيات، ولم يتبق سوى 9 محطات فقط تعمل بشكل جزئي، ولا تلبي احتياج المرضى، موضحةً أن 22 مستشفى خرجت عن الخدمة كليا من أصل 38 مستشفى، فيما تعرضت بقية المستشفيات لأضرار كبيرة جراء القصف المتواصل عليها.
ودمر الاحتلال (82) مركزاً طبياً وإخراجها عن الخدمة. وهناك (164) مؤسسة صحية قصفها الاحتلال أو دمرها أو أخرجها عن الخدمة.
وأشارت صحة غزة إلى أن 47% من قائمة الأدوية الأساسية رصيدها صفر، و65% من قائمة المستهلكات الطبية رصيدها صفر.
أزمة نزوح غير مسبوقة
اضحى أكثر من مليوني فلسطيني نازحين داخليًا، يقيمون في مدارس متهالكة أو خيام مؤقتة دون ادنى مقومات أساسية للحياة.
ويعيش سكان غزة على المساعدات الغذائية، التي لا تصل حالياً بفعل أحكام الحصار، من قبل الاحتلال وتفشي المجاعة بصورة غير مسبوقة في تاريخ الحروب
وتوفي 60 طفلاً بفعل سوء التغذية، في حين يتهدد المجاعة سوء التغذية الحاد مئات الآلاف من السكان.
وأشارت تقارير دولية إلى أن 41 % من مرضى الفشل الكلوي توفوا خلال حرب الإبادة وأن 477 مريضا توفوا ممن ينتظرون السفر للعلاج بالخارج.
توقف التعليم
توقفت العملية التعليمية في غزة منذ بداية حرب الإبادة، حيث تحولت غالبية المدارس إلى مراكز إيواء، بينما تعرّضت المئات منها لأضرار جسيمة.
وتشير إحصائيات وزارة التربية إلى أن أكثر من 750 ألف طالب حُرموا من حقهم في التعليم. فيما استشهد اكثر من 13 ألف طالب وطالبة وأصيب اكثر من 25 الفاً آخرون، ودمر الاحتلال (149) مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية تدميرا كلياً، و(369) مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية تدميرا جزئيا.
صمت دولي مخز
ورغم حجم الكارثة، لم تُتخذ خطوات دولية حقيقية لوقف القتال أو محاسبة الاحتلال ومسؤوليه عن الجرائم المرتكبة.
ومع تكرار استهداف المدنيين، يرى كثيرون أن ما يجري هو إبادة جماعية ممنهجة، وليس مجرد حرب.كما يؤكد أهالي غزة :“نحن لا نُقتل فقط، بل يُمحى كل أثر لحياتنا، من المستشفيات إلى المدارس وحتى الأحلام”.
وعلى الرغم من هذا الواقع المظلم، ما زالت غزة تقاوم. الأهالي يواجهون الدمار بالصبر، ويعيدون بناء الحياة في مخيمات النزوح وفي العراء، ويصنعون من الألم إرادة لا تنكسر، وصلابة لا تنحنى امام كل العواصف .