سقط مورم على منتفخ.. سقوط شركاء الجرائم على متوالية الهزائم
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
طالما سعى تحالف العدوان الصهيوسعوأمريكي الإجرامي، إلى تبرير عدوانه على اليمن، بمبررات وذرائع شتى، محاولا إضفاء المشروعية على موقفه العدائي، بمزاعم دعم الحكومة الشرعية تارة، وقطع أذرع النفوذ الإيراني في المنطقة تارة أخرى، والحد من تهديد جماعة “أنصارالله”، على دول الجوار، وخاصة السعودية، تارة ثالثة، إلى غير ذلك من الأعذار الواهية، التي بلغت حد التفاهة والسقوط، كاشفة عن السبب الحقيقي لذلك العدوان الإجرامي، كونه رغبة أمريكية إسرائيلية محضة، لخدمة أهدافهما التسلطية، واستعادة هيمنة السفارة ووصاية السفير، وإعادة اليمن إلى حضن التبعية الأمريكية الإسرائيلية، ورغم ذلك الانكشاف الفاضح، إلا أن مرتزقة تحالف العدوان – من دواعش حزب الإصلاح وعفافيش حزب المؤتمر – استمروا في ترديد تلك الذرائع الزائفة، دون حياء أو خجل، غير متحرجين من إعلان تحالفهم مع أمريكا، ومن خلفها الكيان الإسرائيلي الغاصب، عدو الدين والأمة الإسلامية، مؤكدين تماهيهم الكامل، مع أبجديات ومبادئ المشروع الصهيوني، نكاية بأنصار الله ومشروعهم القرآني، متبنين مقولات الناطق الرسمي، باسم جيش الاحتلال، افيخاي أدرعي، المعبرة عن موقف إسرائيل العدائي، تجاه جمهورية إيران الإسلامية، وعموم شيعة آل البيت، أينما كانوا، بوصفهم أشد خطرا على الإسلام والمسلمين، من اليهود والنصارى.
سقط تحالف العدوان الصهيوسعوأمريكي، في اليمن، وسقط معه مرتزقته، وسارع كل منهم، بإلقاء وزر الهزيمة، على صاحبه؛ فالمرتزقة متهمون – من قِبل أسيادهم – بسرقة الدعم المالي، المخصص للجبهات، وتحويله إلى أرصدتهم وحساباتهم الخاصة، والمطالبة بالمزيد من الدعم المالي والعسكري، دون تحقيق أي تقدم يذكر، في المقابل، لم يحاول المرتزقة تبرأة أنفسهم من تلك التهمة، بل ردوها بمثلها، أو أكثر منها، فقالوا إن قيادة التحالف، لم تقدم لهم الدعم المالي الكافي، وسلبتهم حق اتخاذ القرار الميداني، وجعلته من نصيب الضباط الإماراتيين والسعوديين، الذين قادوا المعارك – بلا خبرة – من غرف النوم، وتسببوا في حدوث أخزى الهزائم، والتضحية بمئات المقاتلين، على مذبح غرور الأنا المتعالية السعوإماراتية.
أصبحت نظرية المؤامرة، هي سيدة الموقف، في تفكير الطرفين، فالمرتزقة رأوا أنفسهم ضحية مؤامرة دولية/ عالمية، تهدف إلى التخلص من “الأخوان المسلمين” في اليمن، كما في مختلف بلدان العالم، من خلال الزج بهم في الصفوف الأمامية، وتوريطهم في حروب عبثية لانهائية، ليواجهوا مصيرهم المحتوم، على يد أعدائهم أو بنيران صديقة، من طيران التحالف، بدليل وقوع ذلك عدة مرات، علاوة على استبعادهم من مواقع القيادة، وصناعة القرار العسكري الميداني، والتعامل معهم بوصفهم مجاميع وظيفية مأجورة، من مقاولي وتجار الحروب، بالإضافة إلى عدم إشراكهم في القرار السياسي/ المفاوضات، إلا في حدود ما يجمل صورة الممول السعودي، الراعي الرسمي للعدوان، وما يخدم موقف ومصالح، سيد الحرب الصهيوأمريكي.
كذلك حضرت نظرية المؤامرة، في منظور النظام السعودي – قائد تحالف العدوان – الذي رأى أنه وقع في الفخ، وتورط في حربه على اليمن مرتين، في وقت واحد؛ الأولى:- حين ناصب الشعب اليمني العداء ابتداءً، وأعلن عليه الحرب الشعواء والحصار المطبق، وارتكب بحقه أبشع المجازر، وعمليات الإبادة الجماعية الوحشية، دون موجب حقيقي لذلك، ليصبح بذلك الموقف الإجرامي المشين، في مقام العدو الأول للشعب اليمني، وموضع غضبه وثأره وانتقامه.
والثانية:- حين اعتمد على المرتزقة المحليين، في تنفيذ المهمة الموكلة إليه، من سيده الصهيوأمريكي، ظنا منه أنه سينجح بهم في إتمامها، بأقل كلفة وأدنى جهد، من خلال توظيف قوة المال السعودي، بالإضافة إلى استغلال حالة الحقد والعداء، في قلوب الإصلاحيين والمؤتمريين، الذين يرون أن إسقاط أنصار الله “الحوثيين” في صنعاء، هو ثأرهم الشخصي وانتقامهم الخاص، وبذلك يتم ضرب عصفورين بحجر واحد، ويخرج النظام السعودي من دائرة اللوم والانتقام، بحجة أن الحرب كانت يمنية يمنية، وأن اليمني هو من قتل اليمني، في ظل انتقال السعودي إلى دور الوسيط، والأخ الأكبر الراعي للمفاوضات اليمنية، الساعي بالصلح بين الأخوة الأعداء.
لكن عواصف الميدان اليمني، جاءت بما لا تشتهي سفن الأحلام السعودية، وأربكت كل الحسابات، وأسقطت كل الرهانات، وبدا أن صمود الشعب اليمني، أكبر من أن تكسره أعتى القوى العالمية، وأن الاعتماد على المرتزقة المحليين، في حسم هذه المعركة، لصالح المشروع الاستعماري الصهيوأمريكي، لا يعدو كونه ضربا من المحال، يتطلب لتحقيقه صبر أيوب، وعمر نوح، وملك سليمان، الأمر الذي جعل أموال وكنوز وخزائن سلمان، تقبض يدها، بعد أن كانت أبوابها مشرعة على مصراعيها، أمام المرتزقة، خاصة بعدما اكتشف النظام السعودي، أن حياة الرفاهية، ونعيم فنادق الرياض، قد أفسد قادة مرتزقته، وفتح أعينهم على
متعة التجارة، ولذة تصاعد الأرصدة والأرباح، وأطمعهم في طلب المزيد، وكأنهم علموا أخيرا قيمة الوطن، فكرهوا أن يبيعوا أنفسهم بثمن بخس، خاصة وأنه بيع لا رجعة بعده إلى الوطن، ولا خيار لهم في انتماء لسواه، وهو ما لم يتوقعه النظام السعودي، الذي واجه مطالب حكومة الفنادق، بسلسلة إجراءات عقابية صارمة، ولم يستثن أحدا منهم، سواء من عقوبة الضرب، أو الحرمان من بعض الحقوق الأساسية، أو الحجز في الغرف لأسابيع، أو التهديد بالترحيل إلى عدن، وإسقاط الحصانة والحماية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
سوريا.. تجارة وصناعة الكبتاغون مستمرة رغم سقوط النظام
تحوّلت سوريا في عهد النظام السوري السباق إلى "دولة مخدرات"، حيث يُصنَع الكبتاغون محلياً ويُهرَب إلى الخليج بقيمة سنوية تناهز 9 مليارات دولار، رغم الحملات الأمنية المستمرة مازالت تنشط صناعته وتجارته. اعلان
خلال سنوات الحرب الطويلة التي شهدتها سوريا، تحولت البلاد إلى ما يُعرف بـ"الدولة المخدرات"، حيث أصبح مخدر "الكبتاغون"، وهو نوع من الأمفيتامينات الاصطناعية، أحد أهم صادرات النظام وأكثرها ربحاً، وانتشرت تجارته عبر معظم دول الشرق الأوسط.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد، تعهدت الحكومة الانتقالية باتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه التجارة، لكن الشرطة السورية لا تزال تنفذ أسبوعياً عمليات ضبط قياسية للحبوب المخدرة.
وصرّح أحد عناصر وزارة الداخلية السورية، أنور عبد الحي، بأن "هذه العمليات تتم بشكل دوري، ولكنها تتطلب جهداً كبيراً، وموارد بشرية ومادية هائلة".
وتشير التقديرات إلى أن حجم تجارة الكبتاغون في سوريا لا يزال يحقق أرباحاً سنوية تقدر بين 8 إلى 9 مليارات دولار أمريكي، رغم الجهود الرسمية لوقف انتشاره.
وفي مستودعات الشرطة، تمتلئ الصالات بالمخدرات التي تم ضبطها بعد أن تم تخبئتها بطرق متنوعة داخل شحنات مختلفة مثل الحبوب والأعلاف.
Relatedشبكة ترويج "حبات الكبتاغون": كيف أصبحت سوريا دولة مخدرات؟تحذير أممي من تحوّل العراق إلى محور إقليمي لتهريب المخدراتتفكيك شبكة أوروبية لتجارة المخدرات واحتجاز 800 كلغ من الكوكايينشبكات الإجرام تهدد استقرار الجوارتُشكّل شبكات تهريب الكبتاغون تهديداً حقيقياً على الأمن القومي للدول المجاورة، خاصة لبنان والأردن والعراق، حيث وقعت عدة اشتباكات بين هذه الشبكات والقوات الأمنية في تلك الدول. ومع ذلك، تظل أسواق الخليج، وخصوصاً السعودية، الوجهة الرئيسية لتصدير هذا المخدر.
وقال الباحث في مركز كارنيجي للشرق الأوسط، مهند الحاج علي: "إن تجارة الكبتاغون تشكل خطراً على استقرار لبنان، خاصة مع تصاعد وتيرة الإنتاج في سوريا. هذه الاشتباكات الأخيرة تشير إلى إعادة رسم طرق التهريب وليس القضاء عليها".
وأضاف الحاج علي: "في ظل العقوبات الدولية، وشح السيولة، وانهيار الاقتصاد، كيف يمكن لدولة لا تستطيع دفع رواتب موظفيها أن تمنع نشوء تجارة تجلب العملة الصعبة؟ بدون تعافٍ اقتصادي، سيملأ تجار الكبتاغون الفراغ، وستستمر هذه التجارة".
"النظام السوري كان نموذجاً لدولة المخدرات"وقالت الخبيرة في شؤون الكبتاغون في معهد "نيو لاينز"، كارولين روز، إن "النظام السوري كان من النماذج النادرة التي مثلت فعلاً دولة مخدرات، إذ لم يكن مجرد متفرج على تجارة الكبتاغون، بل دعم إنتاجه وتصنيعه وتهريبه بشكل مباشر".
وأشارت روز إلى أن "الشبكات الإجرامية تدرك وجود إرادة دولية وداخلية للتصدي لها، وقد ردت على ذلك بهجمات انتقامية شملت اختطافات وقتل، ومحاولات استدراج القوات الحكومية لاختبار قدراتها".
مخاطر الكبتاغونفي مركز لإعادة تأهيل المدمنين خارج العاصمة اللبنانية بيروت، تحدث "إيليا"، وهو متعاطٍ سابق للكبتاغون، عن المفاهيم الخاطئة المتداولة حول خطورة المخدر، قائلاً: "الكثير من الناس يعتقدون أن الكبتاغون ليس مخدرًا قوياً، وهذا تصور خاطئ جداً".
وأوضح "إيليا": "الكبتاغون يشبه الميثامفيتامين البلوري، ويستمر تأثيره لساعات طويلة. يشعر الشخص بالسعادة والنشاط، ويمكن الوصول إليه بسهولة وبسعر زهيد، ولذلك يطلق عليه البعض 'كوكايين الفقراء'".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة