برد الشتاء يحصد أرواح أطفال غزة
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
في خيمة النزوح على شاطئ بحر خان يونس، جنوب قطاع غزة، استيقظ أحمد كلوب فجر اليوم الاثنين، يتفحص ابنه الرضيع، يوسف، ابن الــ34 يوما، لكنه تفاجأ به وقد فارق الحياة.
وفي تقرير نشرته وكالة وفا، للمواطن أحمد كلوب، قال إن ابنه يوسف توفي بسبب النوم في خيمة لا تقي البرد القارس كما تم إبلاغه في المستشفى.
وأضاف أنه وزوجته تفقدا رضيعهما عند الساعة الثانية والنصف فجرا تقريبا، إذ كان يبكي ويرتجف من البرد.
وتابع: "أرضعته أمه ونام ثانية، لكنني كنت قلقا، فالجو في الخيمة شديد البرودة، كنت خائفا عليه وعلى أطفالي الثلاثة الآخرين. نهضت زوجتي تتفحصه بعد ساعتين، لكنه كان بلا حراك، وتفحصته أنا لكنه لم يتحرك، فحملته وهُرعت به إلى المستشفى، وهناك أبلغوني بأنه توفي بسبب البرد".
وبوفاة الرضيع كلوب، ارتفع عدد من تُوفّوا بسبب البرد إلى 8 مواطنين جلهم أطفال.
وتبلغ درجة الحرارة مساءً في قطاع غزة الساحلي نحو ٩ درجات مئوية، لكن في خيام النازحين تزداد الأوضاع سوءا، لا سيما في منطقة المواصي، كونها محاذية لشاطئ البحر ولا يوجد أي من أدوات التدفئة، فلا كهرباء ولا وقود ولا غيرها تزود المواطنين بالدفء.
ومنذ بداية العدوان في أكتوبر 2023، تمنع قوات الاحتلال دخول الماء والطعام والوقود، إلا بعض المساعدات التي بالكاد تغطي 10% من احتياجات المواطنين.
المصدر الوحيد للتدفئة هو إشعال النار
وقال كلوب إن "المصدر الوحيد للتدفئة هو إشعال النار، وهذا خطر لأن الخيمة ربما تحترق وربما يتسبب في وقوع حالات اختناق"، مستدركا أن الحصول على الحطب أيضا أمر صعب، فسعر كيلوغرام الحطب يبلغ ٤ شواقل (1 دولار)، في حين لا يوجد دخل ولا سيولة ولا عمل.
وفي وقت سابق، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني، إن أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد ونقص المأوى، وإن الأغطية والإمدادات الشتوية ظلت عالقة منذ أشهر في انتظار الموافقة على دخولها إلى قطاع غزة.
كما حذرت مسؤولة الاتصالات الرئيسية في منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في غزة روزاليا بولين، من صعوبة الوضع مع حلول فصل الشتاء على غزة، حيث الأطفال يشعرون بالبرد والرطوبة، فيما لا يزال الكثير منهم يرتدون ملابس الصيف، وأن الأطفال يبحثون بين الأنقاض عن قطع بلاستيكية ليحرقوها، في ظل انتشار الأمراض مع انعدام الخدمات الصحية وتعرض المستشفيات للهجوم بشكل مستمر.
وفي ظل حرب الإبادة ضد شعبنا، يشار إلى أن العديد من الأطفال الرضع فقدوا حياتهم تجمدا بسبب برودة الطقس وانعدام وسائل التدفئة والأغطية الكافية، كما فقد الطبيب أحمد الزهارنة الذي يعمل في مستشفى غزة الأوروبي ومستشفى الصليب الأحمر الميداني حياته نتيجة البرد القارس، حيث عُثر عليه جثة هامدة داخل خيمته في منطقة المواصي المكتظة بالنازحين والخيام البالية غرب محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: برد الشتاء أرواح الاطفال أطفال غزة خيمة النزوح أحمد كلوب فارق الحياة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
غزة تعاني قسوة الشتاء .. انهيار 13 منزلا وغرق 27 ألف خيمة بسبب المنخفض الجوي
أعلن مكتب الاعلامي الحكومي في قطاع غزة، انهيار 13 منزلا وغرق 27 ألف خيمة بسبب المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع، محملا الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية الكاملة والمباشرة عن الواقع الانساني بالغ القسوة في القطاع.
وأضاف المكتب ـ في بيان اليوم السبت ـ أن أكثر من مليون نازح تضرروا بسبب تداعيات المنخفض الجوي الذي شكل كارثة إنسانية، موضحا أن المنخفض الجوي تسبب في تعطل خطوط نقل المياه في عدد من مراكز الايواء المؤقتة، كما تسبب أيضا في تعطل عشرات النقاط الطبية المؤقتة.
وأشار مكتب الاعلام الحكومي بغزة إلى أن الاحتلال يواصل غلق المعابر ومنع دخول المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة، مطالبا بالتحرك العاجل والضغط من أجل فتح المعابر.
وأضاف أن الاحتلال يمنع حتى اللحظة إدخال 300 ألف خيمة وبيت متنقل إلى قطاع غزة ، لافتا إلى أن خسائر القطاع جراء المنخفض الجوي الأخير تقدر بنحو أربعة ملايين دولار.
وكان المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبو حسنة، قد أكد في وقت سابق اليوم أن نحو 6 آلاف شاحنة تابعة للوكالة ما تزال تقف على أبواب قطاع غزة، في وقت تمنع فيه حكومة الاحتلال الإسرائيلي دخول أي مساعدات إنسانية إلى القطاع.
وأوضح أبو حسنة أن الشتاء الحالي يعد أقسى بكثير من الشتاء الماضي، نتيجة حجم الدمار الواسع الذي خلفته العمليات العسكرية الإسرائيلية، لا سيما في مدينة غزة، مشيرا إلى أن مئات الآلاف من الفلسطينيين باتوا بلا مأوى ويعيشون في خيام بالية ومهترئة لم تعد صالحة للاستخدام بعد تنقلها المتكرر مع النازحين.