منذ أن صار الاهتمام فى زماننا إلكترونيا، أصبحت أكثر العلاقات تنتهى بحذف، وحظر، وإخفاء ظهور!
التكنولوجيا تتقدم والأخلاق تتأخر والله المستعان... الإنترنت: دولة جمعت كلّ شعوب العالم لا حاكم فيها إلّا العقل، الذّوق، الدين، التربية والأخلاق، فشبكات التواصل الاجتماعى أسقطت هيبة المنكر فى قلوب بعض أصحاب القيم والمبادئ، تمر المُوسيقى ولا يكترث، تمر أغنية ولا يخفض الصوت، تمر صورة هابِطة ولا يغض بصره، هذه أبسط الأشياء اللى نسعى إليها كنوع من التسالى ونوع من أنواع التشويق، لكن هناك من يبدأ رحلة البحث عن اللذات بكل أشكالها القبيحة، منكرات كثيرة استساغها القلب بِسببِ كثرَة المُرور والاطِلاع تنازلات تتبعها تنازلات وقسوَة تعقبها قسوة، الرقيب هنا روح الضمير والخوف من الله.
تقدر تعيش أسبوع بدون هاتف؟ بدون كل السوشيال ميديا بأنواعها؟ جرب إن استطعت وستتفهم بعدها معاناة مدمنى المخدرات أنت مجرد مدمن مثلهم الفرق هو فى مادة الإدمان وتفاوتها من ناحية التحريم. والادمان على المحمول له ضرر كبير ع دماغك وشخصيتك ونظرتك للعالم نحن فى خطر أو ربما نعيش فيه منذ زمن بعيد.!!.. فنحن من يقاد وليس العكس أصبحت السوشيال ميديا روادها ملايين من الحشود الجماهيرية بمنصاتها الهلامية السابحة فى قلب فضاء فوضوى منبرًا ملوثًا لترميز التافهين فى محاولات للاستعانة بالمعجبين والمتابعين لحصد أكبر عدد من المشاهدات التى تحقق مكاسب فى الثراء السريع خلال عرض محتوى رخيص يجذب الحشرات البشرية الدنيئة التى وقعت فى فخ الشبكة العنكبوتية الضارة.
وذلك لأن المجتمع للأسف أصبح قابلا للخداع مع تدنى مستوى الذوق العام وتوحش غول ارتفاع الأسعار وقطاره الذى لا يقف ولا نعلم إلى أين المصير والفقر يطل بأنيابه على الغلابة والمساكين؟!! ويملك أيضا مقومات تراثية للاستغفال والاستغلال جاذب للأفاقين، لأن ثقافته وطريقة تفكيره ومجموع القناعات السائدة فى العقول تم تشويهها وإتلافها بفعل وكيل لئيم خبيث منذ أن بدأت بصناعة الفساد «الاندرويد» الذى جاء من غزو الفضاء الخارجى أشد فتكاً وضرراً من القذائف والدبابات، ولم يتم للآن البدء فى تطهير ألغامه وكسر نفوذ مخربيه حتى تنجلى شخصية مصر الحقيقية التى تتصف بالحياء والخجل فلم يعد له «حمرة وجه».
والغريب أنه عندما يعيش الكل فى القذارة والتفاهة، يصبح النقاء والصفاء هو الشذوذ. هذا حال الكثير من الناس اليوم لا يقبلون أن يكونوا وحدهم فى الوحل، ويحاولون بكل جهدهم أن يجرّوا معهم من هم أكثر نقاء منهم إلى مستنقع البذاءة من أحل صناعة الشهرة.
فلم نعد نعرف ماذا نحارب الوباء أم البلاء.!! أم الغباء.. أم الغلاء.. أم قلة الحياء.!! لم يمر بتاريخ أو زمن أو حقبة أتعس وأرذل واسفل وأسخف من هذه السنين التى نعيشها اليوم... سنين قلبت جميع الموازين فيها حتى أصبحت الأخلاق والشرف والكرامة والعدالة والغيرة والإنسانية والرحمة عمله نادرة جدا للأسف، التليفون المحمول ساهم فى خلق جبل الكترونى المشاعر، سريع الهوى والغضب.
العقل هو أكبر أمانة حصلنا عليها...لا تجعله فارغاً قاحلا يمتلئ بالسخافات والتفاهة.. ازرعه بالعلم والثقافة النافعة وكل ما هو مفيد.. وكل الشكر والتقدير للكرة الأرضية التى ما زالت تدور بنا رغم التفاهة والانحلال الأخلاقى الذى نعيشه فوقها.. بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره نعزى أنفسنا أولاً وبلدنا بوفاة القيم والأخلاق وطغيان الانحطاط الأخلاقى وانتشار الفساد فكيف لله أن يرحمنا وينزل علينا رحمته فى ظل هذا المستنقع الذى نعيش فيه فاللهم يا الله لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا إنا لله وإنا إليه راجعون.
رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية
magda_sale7@yahoo com
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: انا لله وانا اليه راجعون إدمان الهواتف ماجدة صالح الانترنت التواصل الاجتماعي
إقرأ أيضاً:
حين تُزيّف الكاميرا الحقيقة.. هل أصبحت الفلاتر مرآة النساء الجديدة؟
في عصر باتت وسائل التواصل الاجتماعي تتحكم فيه بكل شيء تقريبا، لم تسلم الحياة بكل تفاصيلها من تدخل هذه الأداة في إعادة في تعريفنا للعديد من المعايير.
وبالنسبة للنساء، أصبحت صورتهن الشخصية وتقديرهن لذواتهن منوطا بما يظهرن عليهم عند استخدامهن لهذه الوسائل، إذ تتوفر عبر التطبيقات ما يُعرف بـ"مرشّحات الصور" أو "الفلاتر"، التي تقدم حلولا تجميلية فورية لا تقوم فقط بتحسين الصورة، بل قد تكون لها آثار طويلة الأمد على معايير المرأة للجمال والقيمة الذاتية.
الثقة بالنفس في العالم الرقميلطالما كانت المرآة وسيلتنا المباشرة لاكتشاف ملامحنا الحقيقية كما هي، دون تعديل أو تزيين. لكن مع انتشار الكاميرات الأمامية في الهواتف الذكية، وأدوات التعديل والتنقيح الرقمي، تغيّر هذا المفهوم؛ إذ أصبحت الصور تُلتقط وتُعالج لتُظهر ملامح أكثر جمالًا، وبشرة أنقى، وإضاءة تجعل كل التفاصيل تبدو مثالية.
ولم يعد الفلتر اليوم مجرد أداة تجميل بسيطة، بل تحول إلى وسيلة للتعبير عن الذات أو للتوافق مع نمط جمالي معين. وهكذا أصبحت الصورة التي تُعرض على منصات التواصل الاجتماعي، بفضل تقنيات التجميل الرقمي، المرجع الذي تقارن به كثير من النساء أنفسهن، بدلًا من صورتهن الحقيقية في المرآة.
تكشف دراسات عدة أن الاعتماد المفرط على الفلاتر والتعديلات الرقمية يترك آثارًا سلبية على الثقة بالنفس وصورة الجسد، خصوصًا لدى الفتيات اليافعات.
فقد توصل باحثون في جامعة لندن إلى وجود علاقة واضحة بين استخدام الفلاتر وتراجع الرضا الذاتي. وفي دراسة شملت 175 مشاركة بمتوسط عمر 20 عامًا، قالت 90% منهن إنهن يستخدمن الفلاتر أو يعدّلن صورهن بشكل متكرر.
أما أكثر الفلاتر شيوعًا فكانت تلك التي تُوحّد لون البشرة وتفتحها، وتُبيّض الأسنان، وتُضيف لونا برونزيا للجسم، أو تُغيّر ملامح الوجه مثل تصغير الأنف أو الفك، وتكبير الشفاه وتوسيع العينين. وعند سؤال المشاركات عن سبب اللجوء لهذه الأدوات، أقرت 94% منهن بشعورهن بضغط كبير للظهور بمظهر مثالي يتوافق مع المعايير المنتشرة على هذه المنصات.
إعلانوفي تجربة أخرى نشرتها المكتبة الوطنية الأميركية للطب، صُممت لدراسة العلاقة بين تعديل صور السيلفي وعدم الرضا عن شكل الجسم، طلب الباحثون من 130 امرأة (متوسط أعمارهن 20 عاما) مشاهدة صور إنستغرام لنساء نحيفات أو متوسطات الحجم كوسيلة لإثارة عدم الرضا عن شكل الجسم لدى المجموعة الأولى.
ثم طُلب من المشاركات التقاط صورة سيلفي على جهاز آيباد، وأُعطيت لهن 10 دقائق لتعديلها. بعدها أكملن استبيانات حول حالتهن المزاجية، ومستوى عدم الرضا عن شكل الجسم، وعدم الرضا عن شكل الوجه في البداية، ثم بعد مشاهدة الصور، وبعد تعديل صور السيلفي.
أدى عرض صور النحيفات إلى زيادة المواقف السلبية وعدم الرضا عن شكل الجسم/الوجه. كما أدى التقاط وتعديل صور السيلفي إلى زيادة الحالة المزاجية السلبية وعدم الرضا عن شكل الوجه لدى كلتا المجموعتين. علاوة على ذلك، يُنبئ الوقت المُستغرق في تعديل صور السيلفي بارتفاع مستوى عدم الرضا عن الوجه.
مقارنة النفس بنسخ غير واقعيةيبدو أن الإفراط في تعديل الصور الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي أصبح ممارسة تؤثر سلبًا في الشابات، فكلما زاد الانشغال بتحسين المظهر رقميا، تعمقت آثاره الضارة على النفس والجسد.
فالفتيات لا يقارنَّ أنفسهن اليوم بصور المشاهير أو الأصدقاء المثالية فحسب، بل أيضًا بنسخ مصفّاة من ذواتهن؛ إذ أصبحت صور السيلفي المُفلترة مرجعًا لتقييم الجمال الشخصي. هذه المقارنة المستمرة -كما يوضح خبراء سيكولوجي توداي- تضعف الثقة بالنفس وتشوه الصورة الإيجابية للجسد.
وتؤكد الدراسات أن هذه الظاهرة تُغذّي ما يُعرف بـ المقارنة الاجتماعية، حيث يسعى المستخدمون إلى بلوغ معايير جمال غير واقعية تفرضها الفلاتر الرقمية.
ومع الوقت، تنشأ فجوة مؤلمة بين المظهر الحقيقي والصورة المُعدّلة التي تُعرض للعالم، ما قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية خطيرة، أبرزها اضطراب تشوّه الجسم -وهو انشغال مَرَضي بعيوب جسدية متخيلة- إضافة إلى مشكلات أعمق مثل القلق والاكتئاب.
لم يتوقف الأثر النفسي العميق لاستخدام الفلاتر عند حدود المظهر الخارجي؛ إذ تشير الأبحاث إلى أن هذه التقنية قد تُحدث تشويشًا في إدراك الذات، ففي عام 2018، كشفت دراسة نُشرت في مجلة (JAMA Facial Plastic Surgery) أن الصور المُفلترة تُضعف قدرة الأفراد على التمييز بين الواقع والخيال، ما يزيد احتمال الإصابة باضطراب تشوّه الجسم.
وفي السياق نفسه، أوضحت بيريز إشبيلية، المتخصصة في جراحة تجميل الوجه والفكين، في حديث لمجلة (El Pais)، أن الاستخدام المتكرر للفلاتر يُعيد برمجة الدماغ تدريجيا، قائلة: "عندما تنظر إلى نفسك من دون مكياج أو فلتر، قد تشعر بالنفور من ملامحك، لأن دماغك أصبح يفضّل النسخة المحسّنة رقميا".
وتُظهر الإحصاءات حجم انتشار الظاهرة، إذ يستخدم أكثر من 90% من الشباب في الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة فلاتر الواقع المعزّز عبر تطبيق سناب شات، بينما تشير بيانات "ميتا" (Meta) إلى أن أكثر من 600 مليون شخص جرّبوا هذه التأثيرات على فيسبوك وإنستغرام. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن نسب الاستخدام في العالم العربي لا تختلف كثيرًا.
إعلانومع هذا الانتشار، يتزايد الهوس بالمقارنة الرقمية والحكم الذاتي عبر الصور المعدّلة، فقد رصدت الباحثة أشنا حبيب هذا الاغتراب عن الواقع في دراستها المنشورة عام 2022 حول تأثير فلاتر سناب شات على الشابات.
وقالت: "تبدأ الفتيات بملاحظة عيوب لم يكن أحد يراها -مثل شكل الأنف أو عرض الجبهة- ثم يقضين وقتا طويلا في تعديل الصور للوصول إلى مظهر مثالي، قبل أن يحاولن لاحقًا مطابقة هذه النسخة الرقمية من خلال عمليات التجميل".
وفي الختام، ورغم تزايد حملات التوعية الإيجابية بالجسد والتحذير من مخاطر الفلاتر، فإن الطريق نحو بناء علاقة صحية مع الصورة الذاتية ما زال طويلًا.
فالمسؤولية، كما يرى خبراء الصحة النفسية، تقع في المقام الأول على الفرد نفسه، من خلال تنظيم وقته أمام الشاشة، ومراجعة المحتوى الذي يتابعه، والابتعاد عن الحسابات التي تُضعف ثقته بذاته بدل أن تعززها.