يترقب أهالي قطاع غزة، الذي انقسم لجزئين شمالي وجنوبي بالقوة العسكرية مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية منذ أكثر من 14 شهرا، الأخبار التي تصدر عن احتمالية وقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل للأسرى، وهو انتظار وصل بهم إلى حالة من "الإحباط والملل".

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عديدة عن وجود تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار وأن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيرسل وفدا إلى الدوحة، مع الاقتراب من الإعلان الرسمي عن الصفقة التي جرى إنجاز 90 بالامئة منها.



"إلى أين أذهب؟"
يقول محمود (35 عاما) وهو نازح خرج من شمال قطاع غزة في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وتنقل بين مختلف محافظات الجنوب (الوسطى وخانيونس ورفح) إنه ملّ من متابعة الأخبار والحديث عن اقتراب الهدنة والتعلق بالأمل إلى حين انتهاء كل شيء بالإعلان عن فشل المفاوضات.

ويؤكد محمود لـ"عربي21" أنه في شهور الحرب الأولى كان يتابع كل ما تتحدث عنه الأخبار من مفاوضات وجهود لوقف إطلاق النار، لاسيما بعد التوصل إلى هدنة مؤقتة في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2023، قائلا: "في ذلك الوقت الجميع اعتقد أن الحرب انتهت طالما إسرائيل بدأت بالتفاوض".


ويضيف "حتى بعد استئناف الحرب حينها ظللنا نطالب بوقف كامل للحرب وليس توقف مؤقت للقتل وعودة بشكل أوسع بعد أيام أو أسابيع قليلة، وهو ما حدث فعلا، لأنه الحرب ما قبل الهدنة مختلف عما بعدها بشكل تام، وحين تركت بيتي في غزة ذهبت إلى بيت في خانيونس، لكن في كانون الأول/ ديسمبر 2023 بدأت أعرف ما هي الخيمة".

ويوضح محمود "اضطررت للعيش لشهور طويلة في الصيف وجربت شهور الحر الشديد والبرد الشديد، والآن تمكنت من استئجار بيت صغير لأسرتي بالشراكة مع بعض الأقارب نظرا لارتفاع الأسعار بشكل مهول، والآن بعدما عرفت كيف هي المعيشة داخل الخيمة ودون أبسط الخدمات، صرت أفكر مرة أخرى بجدوى العودة السريعة إلى غزة".

ويشير إلى معرفته أن تفكيره الحالي هو الذي "يريده الاحتلال بالتحديد، وهو معرفة استحالة أو صعوبة العيش في غزة حاليا"، قائلا: "لم أكن أمتلك بيتا خاصا بي في مدينة غزة إنما شقة مستأجرة ولا أعرف هل العمارة التي فيها الشقة مازالت قائمة أم لا، لكن بكل الأحوال أنا سأبقى في دير البلح حتى أرى ما الذي سيحصل".

"سأعود فورا"
بدوره، يقول كامل (49 عاما) إنه ينتظر اللحظة التي يعلن فيها عن وقف الحرب والسماح بعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة حتى يتوجه إلى هناك في أسرع وقت ممكن، مؤكدا أنه "يتابع أخبار الهدنة والمفاوضات بشكل مستمر رغم الخيارات الكبيرة التي طالما تحدث".

ويوضح كامل لـ"عربي21" أنه يعيش على أمل العودة إلى غزة في أقرب وقت، رغم أنه خسر بيته الذي أنفق على شرائه كامل مدخرات عمله طوال سنوات طويلة، موضحا "عندما أعود إلى غزة وسأعود إن شاء الله سأعمل على تعمير بيتي في أقرب وقت، على الأقل أكون أنفق الأموال على شيء ملكي وليس متاجر يمكن أن أغادره في أي وقت". 

ويبين "أنا لست ساذجا.. أعرف أن غزة مدمرة وأعرف أني بيت عمارة عن كوم من الركام، وأعرف أن الكثير من ذكريات هناك لن تعود مع استشهاد العديد من الأشخاص الذين صنعت هذه الذكريات معهم، لكني بحاجة إلى البيت، ولا أقصد أي بيت إنما بيتي الذي أعود إليه بعد يوم تعب طويل".


ويشرح "أنا منذ غادرت بيتي في بداية الحرب لم أشعر بشعور العودة إلى البيت والاستقرار والسعادة والدفئ، وأعرف أنه عندما أعود إلى غزة سأعيش في خيمة وفي ظروف صعبة لكن أعرف وقتها أنني سأكون على طريق أن يكون لدي بيت".

"بيتي المحروق"
 من جهتها، تقول آية (41 عاما) أنها لا تتابع أخبار وقف إطلاق النار لكنها تنتظره في كل دقيقة، موضحة "طبعا أصابنا الإحباط والملل من تكرار فشل المفاوضات وتعليق مصيرنا لشهور طويلة وسط عدم اهتمام أي حد بنا".

وتكشف آية لـ"عربي21" أنها مؤخرا تمكنت من الحصول على صورة للحي الذي يوجد فيه بيتها (حي الصفطاوي القريب من منطقة جباليا شمال غزة) وتأكدت أنه لم يهدم، وهي التي عرفت منذ شهور الحرب الأولى أنه احترق بالكامل من الداخل.

وتضيف "لا أنا ولا أولادي وزوجي زعلانين أنه البيت احترق، يمكن زعلنا لما عرفنا في أول الحرب، لكن حاليا هو جنة نريد العودة لها حتى لو كانت محترقة، نحن حاليا ندفع أكثر من 3000 شيكل (أكثر من 800 دولار) شهريا كجزء من استئجار بيت بضم أكثر من 7 عائلات متخلفة".

وتشرح أن هذا المبلغ "يعتبر كبير جدا في قطاع غزة قبل الحرب عندما كانت تكلفة إيجار شقة ممتازة وفي موقع مميز لا تتجاوز 300 دولار، ونضطر إلى تدبير أمورنا من مياه للشرب والغسل وإشعال النار من الأجل الطعام، وكل ذلك دون أقل القليل من الخصوصية، مستعدين نعيش حاليا على أقل من هيك لكن في بيتنا ومدينتها مع كرامة العيش الكريم".

"في غزة"
أما حسام (34 عاما) وهو من الذين لم يغادروا مدينة غزة وعاش مختلف أزمات المجاعة وجرائم الإبادة المختلفة من قصف وعمليات اجتياح متكررة، يؤكد أن أي اتفاق دون عودة النازحين يجب رفضه وعدم الموافقة عليه.


ويقول حسام لـ"عرب21": إن "كل أقاربي في الجنوب يتحدثوا عن العودة إلى بيوتهم لكن أنا أقول لهم إن الحياة في غزة حاليا تشبه الشعور بالغربة ونحن داخل مدينتنا الفارغة".

ويوضح "نحن ننتظر عودتهم أكثر منهم.. وبطلت فارقة معنا في أكل ولا شرب ولا أي شيء لأنه جربنا كل أنواع المعاناة وعارفين أنه بتعاود تفرج، لكن غياب الأحباب لا يمكن تعوضه سواء الناحرين في الجنوب دون عودة أو الذين استشهدوا بنار الاحتلال".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية غزة وقف إطلاق النار المفاوضات عودة النازحين غزة المفاوضات وقف إطلاق النار صفقة التبادل عودة النازحين المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار قطاع غزة إلى غزة أعرف أن أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس: الاتفاق كان قريبا.. والاحتلال كان يريد السيطرة على 40% من القطاع وعدم الالتزام بوقف الحرب

#سواليف

قال عضو المكتب السياسي لحركة #حماس، عضو وفدها التفاوضي غازي حمد، إن الحركة تنتظر توضيحات من الوسطاء بشأن #انسحاب #الوفد_الإسرائيلي من #مفاوضات #وقف_إطلاق_النار في #غزة، والتصريحات الأمريكية الأخيرة.

وأكد حمد، في تصريحات نشرها الموقع الرسمي لحماس، أن الحركة تسعى للتوصل إلى #اتفاق_شامل لوقف إطلاق النار في القطاع.

وأوضح أن حماس فوجئت بمواقف الولايات المتحدة وإسرائيل الأخيرة.

مقالات ذات صلة القوات المسلحة: تطبيقات لمتابعة حالات المرضى وتنظيم مواعيدهم 2025/07/27

ولفت حمد، إلى أن الحركة تسعى لمعرفة ما إذا كان بالإمكان استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها.

وقال: “ننتظر من الوسطاء توضيحا للموقف بعد انسحاب وفد #الاحتلال الإسرائيلي والتصريحات الأمريكية الأخيرة، ونأمل أن تعود المفاوضات إلى مسارها الصحيح وتستأنف بشكل جدي ومثابر خلال وقت قريب لإنهاء هذه المعاناة الطويلة”.

والجمعة، ادعى ترامب، أن حركة حماس “لم تكن ترغب حقا في التوصل إلى صفقة”، غداة انسحاب وفدي الولايات المتحدة وإسرائيل من مفاوضات الدوحة بشأن إعادة الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

فيما زعم المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مساء الخميس، أن رد حماس الأخير بشأن مقترح وقف إطلاق النار بغزة يُظهر “عدم رغبتها في التوصل إلى اتفاق”.

وأضاف حمد: “نعمل من أجل استمرار المفاوضات، لأننا نرغب في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء العدوان و #الحرب_المجرمة على #غزة، ونبذل جهدا كبيرا مع الأشقاء في #مصر و #قطر لإبقاء العملية التفاوضية قائمة”.

وانتقد عضو وفد حماس التفاوضي، بشدة التصريحات الإسرائيلية الرسمية، خاصة من قبل وزراء في الحكومة اليمينية، واصفا إياها بأنها “تعكس رغبة واضحة في مواصلة العدوان”.

كما أشار إلى أن “حماس قدمت مواقف إيجابية بهدف التوصل إلى وقف إطلاق نار”.

ولفت حمد، إلى أن الوسطاء أكدوا أن الاتفاق كان قريبا قبل الانسحاب الإسرائيلي المفاجئ.

وتابع: فوجئنا بتصريحات ترامب “حين يتحدث عن القضاء على حماس، وهي تصريحات غير مبررة وغير منطقية ولا أساس لها ولا رصيد لها من الصحة”.

وأوضح أن الوفد الفلسطيني قدم رؤى واضحة في كل الملفات المطروحة، بما يشمل المساعدات، والضمانات، لاستمرار المفاوضات في مرحلة ما بعد 60 يوما، من وقف إطلاق النار الذي كان محتمل.

وأضاف أن “الولايات المتحدة أظهرت خلال الجولة الأخيرة تشددا، واعتمدت لغة التهديد والوعيد”.

وفيما يخص المساعدات الإنسانية، قال حمد، إن إسرائيل حاولت فرض شروط وقيود صارمة على آلية إيصال المساعدات، “لكننا طالبنا بأن تستند هذه العملية إلى اتفاق 19 يناير/كانون الثاني 2025، بحيث تشرف عليها الأمم المتحدة والهلال الأحمر والمؤسسات الدولية”.

كما تطرق إلى قضية خرائط الانسحاب، موضحا أن “الاحتلال سعى إلى السيطرة على نحو 40 بالمئة من قطاع غزة وتوسيع المناطق العازلة، لكن الوفد الفلسطيني نجح في دفع هذا الطرح إلى الوراء، وتقديم رؤية مقبولة”.

وأكد حمد، على أن الاحتلال يريد ترك الباب مفتوحا لعودة الحرب، ورفض تضمين أي التزام بوقف دائم لإطلاق النار، “لكننا عملنا على وضع سدّ منيع أمام تجدد العدوان، ورفضنا الشروط الإسرائيلية التي تهدف إلى فرض واقع لا يمكن القبول به”.

وأوضح: “نحن كنا أمام خيارين: إما أن نذهب إلى اتفاق هزيل وسريع، وإما أن نتفق على الذهاب إلى اتفاق جيد”.

وقال حمد، إن الاحتلال كان يهدف عبر المفاوضات إلى تثبيت ما يتحدث عنه والمعروف بـ”المدينة الإنسانية” ومراكز توزيع المساعدات، “لكننا نجحنا في إنهاء هذه المنظومة التي سقط بسببها أكثر من ألف فلسطيني”.

وبشأن العملية التفاوضية، أوضح حمد، نتفاوض على اتفاق مؤقت مدته 60 يوما، يتضمن خرائط لإعادة انتشار الاحتلال ووقف إطلاق النار دائم، على أن يتبعها اتفاق نهائي ينص على انسحاب شامل ووقف للحرب.

وأشار إلى أن الحركة ما تزال تعول على دور الوسطاء، لا سيما مصر وقطر، لضمان تنفيذ الاتفاق.

ودعا حمد، الدول العربية والمجتمع الدولي إلى دعم جهود التهدئة ومنع إسرائيل من مواصلة حربها على غزة.

والجمعة، نقلت قناة “القاهرة الإخبارية” عن مصدر مصري، دون تسميته، قوله إن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة “ستستأنف الأسبوع المقبل بعد دراسة عرض حماس”.

يأتي ذلك وسط غموض بشأن مصير المفاوضات، عقب إعلان إسرائيل وويتكوف، سحب فريقي بلديهما للتشاور من العاصمة القطرية الدوحة، علاوة على اتهامات من واشنطن وتل أبيب لحماس بـ”عدم الرغبة” في التوصل إلى صفقة، وهو ما نفته الحركة وأكدت التزامها “باستكمال المفاوضات (التي بدأت بالدوحة في 6 يوليو/تموز الجاري).

كما قالت مصر وقطر، في بيان مشترك، الجمعة، إن تعليق المفاوضات بشأن قطاع غزة لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى يعد أمرا طبيعيا في سياق هذه “المفاوضات المعقدة التي أحرزت بعض التقدم”.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

مقالات مشابهة

  • ماليزيا تعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلاند
  • ترامب يلمح إلى احتمال التوصل لوقف إطلاق النار في غزة
  • عراقجي يكشف كواليس الحرب مع إسرائيل و"محاولة اغتياله"
  • ألمانيا وبريطانيا تطالبان بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لغزة
  • واشنطن: اقتربنا من اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
  • روبيو: نقترب من وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين شرط أساسي
  • روبيو يحدد "الحل البسيط" لإنهاء الحرب في غزة
  • السيسي يؤكد لماكرون استمرار جهود التوصل لوقف النار بغزة
  • حماس: الاتفاق كان قريبا.. والاحتلال كان يريد السيطرة على 40% من القطاع وعدم الالتزام بوقف الحرب
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: الاعتراف الفرنسي بفلسطين يضر بمفاوضات غزة