وطن الأمن والأمان
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
حاتم الطائي
◄ جلالة السلطان باعث الأمجاد العُمانية التليدة
◄ الخطاب السامي زاخرٌ بالمضامين والمعاني العميقة
◄ عُمان تقف صلبة شامخة في وجه التحديات الداخلية والخارجية
مع انبلاج فجر الحادي عشر من يناير، من كل عام، تحتفل عُمان من أقصاها لأقصاها، بذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد، ذلك التاريخ المجيد الشاهد على خمس سنوات من الإنجازات والتقدم في شتى المجالات؛ حيث تحيا عُمان في ظل نهضة مُتجددة، يقودها سلطان حكيم، وخلفه شعب وفيّ، من أجل ازدهار الوطن وشموخه.
نحتفل في هذه المناسبة الوطنية الغالية، باليوم الذي برهن على عراقة هذه الدولة، والانتقال السلس للسُلطة، من أجل مُواصلة مسيرة العطاء والبناء، الممتدة منذ قرون، لسلاطين أفذاذ قادوا عُمان نحو مرافئ التميُّز والنماء على مر العصور. ولقد كانت الاحتفالات الرسمية بهذه المناسبة العزيزة، تأكيدًا على أننا نحيا في وطن الخير والوئام. وكان الخطاب السامي لجلالة السُّلطان المعظم بهذه المناسبة، جوهرة تاج الاحتفالات؛ إذ تضمن الخطاب جُملة من الرسائل المباشرة وغير المباشرة، للداخل والخارج، مؤكدةً الحنكة السياسية لجلالته، والرؤية السديدة، وتقدير الموقف الرشيد؛ فاشتمل الخطاب على التأكيد السامي على ما تنعم به عُمان من أمن وأمان، وهي نعمة من أعظم نعم الله علينا؛ إذ "لا يستقيم لأمة دونهما أمرٌ ولا يصح لدولة دونهما استقرارٌ وازدهارٌ". ولا يمكن قراءة هذا الأمر بعيدًا عمّا يحدث من حولنا من أحداث كبرى غيّرت وجه الدول وتعمل حاليًا على تغيير شكل المنطقة والعالم بأسره، لكن المؤكد أنَّ عُمان تقف صلبة شامخة في وجه الرياح العاتية، بفضل القيادة الحكيمة لجلالة عاهل البلاد المُفدّى، وتلاحم أبناء هذا الوطن العزيز، الذين يقفون صفًا واحدًا كأنهم بنيان مرصوص، في تجسيد حقيقي للهدي القرآني والأمر الرباني.
تطرق الخطاب السامي كذلك، إلى نظام الدولة العُمانية على مر العصور، وكيف حافظ قادتها الأفذاذ على وحدة واستقلال ترابها الوطني؛ إذ حملوا الأمانة بكل إخلاص وتجرُّد، وحرصوا على بناء عُمان مهما كانت الظروف والتحديات. ولقد لفت انتباهي الاستخدام الدقيق للكلمات المُعبِّرة في هذا الجانب؛ حيث جاء في الخطاب: "لقد حافظت بلادنا العزيزة على كينونتها كدولة مُستقلة ذات سيادة عبر العصور وقد تعاقبت عليها أنماط حكم عديدة"، وهنا استحضارٌ للمعاني العميقة لمفهوم الدولة المستقلة ذات الكينونة الخاصة بها على مر التاريخ، والعزم على مواصلة تحقيق المصالح العليا للوطن بما يخدم تطلعات الشعب الوفي لقائده.
كما إنَّ إعلان جلالة السلطان المعظم عن تحديد العشرين من نوفمبر من كل عام ليكون يومًا وطنيًا لسلطنة عُمان، يعكس حجم الاعتزاز بذلك التاريخ المجيد، الذي يُؤكد عراقة عُمان، كواحدة من أقدم نظم الحُكم في العالم، ولتأكيد أنَّ الأسرة البوسعيدية هي أعرق عائلة حاكمة على مر التاريخ الحديث، إذ يعود حكمها إلى العام 1744 ميلادية، وبدءًا من عهد الإمام المؤسس السيد أحمد بن سعيد البوسعيدي، وإلى يومنا هذا، شهدت عُمان "سلاطين عظام حملوا رايتها بكل شجاعة واقتدار وأكملوا مسيرتها الظافرة بكل عزم وإصرار".
وعرّج الخطاب السامي على ما شهدته بلادنا من نهضة مُتجددة خلال السنوات الخمس الماضية، وما تحقق من مشروعات نوعية في شتى المجالات، وما أنجزته الدولة من مُعالجة في الملف الاقتصادي وإعادة هيكلة المؤسسات وإصدار العديد من التشريعات والقوانين المواكبة لمتغيرات العصر، ما يُؤكد أننا أمام عهد ميمون مُتجدِّد، ينعم فيه المواطن بالخير والأمن والأمان.
وفي خضم ما يموج بالعالم من تحديات ومخاطر، دعا الخطاب السامي "كافة دول العالم للتضافر من أجل بناء عالم تسوده قيم الإنسانية والعدالة، تحترم فيه مقدسات كل أمة وهويتها ودينها ومعتقداتها وأخلاقها"، وهو مطلب بات مُلحًّا في ظل ما تمارسه بعض القوى من انتهاكات صارخة للقيم الإنسانية الأصيلة.
ويبقى القول.. إنَّ الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- أيده الله- بمناسبة الذكرى الخامسة لتولي جلالته مقاليد الحكم، يؤكد أننا ماضون على خُطى التطوير والتنمية، من أجل بناء مستقبل أفضل لأبناء وبنات عُمان الأوفياء، وأننا رغم التحديات الداخلية والخارجية، قادرون على تحقيق الإنجاز تلو الآخر، تحت القيادة الحكيمة لقائد هذا الوطن، وباعث أمجاده.. وكل عام والجميع في خيرٍ ومسرّةٍ.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الخطاب السامی من أجل على مر
إقرأ أيضاً:
اللواء الجعيملاني: الدولة مظلة جامعة ومنتسبي العسكرية الأولى سيدافعون عن مؤسساتها
أكد قائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء الجعيملاني، السبت أن الدولة هي المظلة الجامعة للجميع وأن منتسبي العسكرية الأولى، رجال دولة سيدافعون عن مؤسساتها ولن يسمحوا بأي خلل يمس كيان الدولة أو يهدد استقرارها.
جاء ذلك خلال زيارة قائد المنطقة العسكرية الأولى برفقة قائد اللواء 135مشاة العميد الركن علي يحىي الادبعي، للواء 37 مدرع واللواء 135 في إطار الزيارات الميدانية الرامية لتعزيز الأداء ورفع كفاءة الوحدات العسكرية في نطاق الاختصاص.
وأشاد الجعيملاني، خلال جولته بالمستوى العالي من الجاهزية التي يتمتع بها الضباط والأفراد وبالروح المعنوية المرتفعة التي لمسها لدى منتسبي الوحدات مؤكداً أن هذا الأداء يعكس روح المسؤولية والانضباط والالتزام الوطني.
وأوضح أن المهام الموكلة لهذه الوحدات تعد مهام وطنية وأخلاقية تهدف إلى فرض الأمن والاستقرار في نطاق المسؤولية، وحماية المواطنين والحفاظ على السكينة العامة في الوادي والصحراء.
وشدد على ضرورة التعامل بكل حزم مع كل من يحاول تعكير صفو الأمن والاستقرار أو العبث بحياة المواطنين مشيراً إلى أن القوات لن تتهاون مع أي تهديد يمس الأمن والسكينة العامة.
وفي ذات السياق، قام رئيس أركان المنطقة العميد الركن عامر عبدالله بن حطيان ورئيس عمليات المنطقة العميد الركن محمد ناجي المهشمي وقائد اللواء 101 شرطة جوية العميد الركن سعيد عبيد لحمر بجولة ميدانية اطّلعا خلالها على القوات التابعة للواء 101 وقوات قيادة المنطقة في المواقع الخارجية، حيث تفقدوا جاهزية الآليات والعربات القتالية والتأكد من كفاءتها التشغيلية.
وتأتي هذه الزيارات في ظل غليان كبير تشهده محافظة حضرموت، نتيجة تعزيزات وتحشيدات عسكرية تابعة لمليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا، بهدف السيطرة على محافظة حضرموت، وسط رفض ومقاومة من قبل حلف قبائل حضرموت.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن حلف قبائل حضرموت تمكن وحدات من قوات حماية حضرموت التابعة له بتأمين منشآت حقول نفط المسيلة، والسيطرة الكاملة على القطاعين 14 و 53 في بترومسيلة بعد انسحاب العناصر دون أي مقاومة، وفقا لبيان صادر عن الحلف.
وأكد الحلف في بيانه البدء الفوري بتأمين الحقول والمنشآت النفطية دون تسجيل إصابات، معتبرا أن هذا التحرك جاء لغرض تعزيز الأمن والدفاع عن الثروات الوطنية من اي اعتداء أو تدخل خارجي، باعتبارها ثروة شعب وتحت غطاء الدولة الشرعية الرسمية.
وقال الحلف إن الوضع تحت السيطرة، وأن أعمال الشركات مستمرة على طبيعتها، وتعمل بطريقة روتينية معتادة، مؤكدا أن تعزيزاته تعمل إلى جانب قيادة حماية الشركات، وأنه لن يسمح بحصول أي تخريب من أي جهة كانت.