جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-04@12:43:13 GMT

وطن الأمن والأمان

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

وطن الأمن والأمان

حاتم الطائي

 

◄ جلالة السلطان باعث الأمجاد العُمانية التليدة

الخطاب السامي زاخرٌ بالمضامين والمعاني العميقة

◄ عُمان تقف صلبة شامخة في وجه التحديات الداخلية والخارجية

 

مع انبلاج فجر الحادي عشر من يناير، من كل عام، تحتفل عُمان من أقصاها لأقصاها، بذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد، ذلك التاريخ المجيد الشاهد على خمس سنوات من الإنجازات والتقدم في شتى المجالات؛ حيث تحيا عُمان في ظل نهضة مُتجددة، يقودها سلطان حكيم، وخلفه شعب وفيّ، من أجل ازدهار الوطن وشموخه.

نحتفل في هذه المناسبة الوطنية الغالية، باليوم الذي برهن على عراقة هذه الدولة، والانتقال السلس للسُلطة، من أجل مُواصلة مسيرة العطاء والبناء، الممتدة منذ قرون، لسلاطين أفذاذ قادوا عُمان نحو مرافئ التميُّز والنماء على مر العصور. ولقد كانت الاحتفالات الرسمية بهذه المناسبة العزيزة، تأكيدًا على أننا نحيا في وطن الخير والوئام. وكان الخطاب السامي لجلالة السُّلطان المعظم بهذه المناسبة، جوهرة تاج الاحتفالات؛ إذ تضمن الخطاب جُملة من الرسائل المباشرة وغير المباشرة، للداخل والخارج، مؤكدةً الحنكة السياسية لجلالته، والرؤية السديدة، وتقدير الموقف الرشيد؛ فاشتمل الخطاب على التأكيد السامي على ما تنعم به عُمان من أمن وأمان، وهي نعمة من أعظم نعم الله علينا؛ إذ "لا يستقيم لأمة دونهما أمرٌ ولا يصح لدولة دونهما استقرارٌ وازدهارٌ". ولا يمكن قراءة هذا الأمر بعيدًا عمّا يحدث من حولنا من أحداث كبرى غيّرت وجه الدول وتعمل حاليًا على تغيير شكل المنطقة والعالم بأسره، لكن المؤكد أنَّ عُمان تقف صلبة شامخة في وجه الرياح العاتية، بفضل القيادة الحكيمة لجلالة عاهل البلاد المُفدّى، وتلاحم أبناء هذا الوطن العزيز، الذين يقفون صفًا واحدًا كأنهم بنيان مرصوص، في تجسيد حقيقي للهدي القرآني والأمر الرباني.

تطرق الخطاب السامي كذلك، إلى نظام الدولة العُمانية على مر العصور، وكيف حافظ قادتها الأفذاذ على وحدة واستقلال ترابها الوطني؛ إذ حملوا الأمانة بكل إخلاص وتجرُّد، وحرصوا على بناء عُمان مهما كانت الظروف والتحديات. ولقد لفت انتباهي الاستخدام الدقيق للكلمات المُعبِّرة في هذا الجانب؛ حيث جاء في الخطاب: "لقد حافظت بلادنا العزيزة على كينونتها كدولة مُستقلة ذات سيادة عبر العصور وقد تعاقبت عليها أنماط حكم عديدة"، وهنا استحضارٌ للمعاني العميقة لمفهوم الدولة المستقلة ذات الكينونة الخاصة بها على مر التاريخ، والعزم على مواصلة تحقيق المصالح العليا للوطن بما يخدم تطلعات الشعب الوفي لقائده.

كما إنَّ إعلان جلالة السلطان المعظم عن تحديد العشرين من نوفمبر من كل عام ليكون يومًا وطنيًا لسلطنة عُمان، يعكس حجم الاعتزاز بذلك التاريخ المجيد، الذي يُؤكد عراقة عُمان، كواحدة من أقدم نظم الحُكم في العالم، ولتأكيد أنَّ الأسرة البوسعيدية هي أعرق عائلة حاكمة على مر التاريخ الحديث، إذ يعود حكمها إلى العام 1744 ميلادية، وبدءًا من عهد الإمام المؤسس السيد أحمد بن سعيد البوسعيدي، وإلى يومنا هذا، شهدت عُمان "سلاطين عظام حملوا رايتها بكل شجاعة واقتدار وأكملوا مسيرتها الظافرة بكل عزم وإصرار".

وعرّج الخطاب السامي على ما شهدته بلادنا من نهضة مُتجددة خلال السنوات الخمس الماضية، وما تحقق من مشروعات نوعية في شتى المجالات، وما أنجزته الدولة من مُعالجة في الملف الاقتصادي وإعادة هيكلة المؤسسات وإصدار العديد من التشريعات والقوانين المواكبة لمتغيرات العصر، ما يُؤكد أننا أمام عهد ميمون مُتجدِّد، ينعم فيه المواطن بالخير والأمن والأمان.

وفي خضم ما يموج بالعالم من تحديات ومخاطر، دعا الخطاب السامي "كافة دول العالم للتضافر من أجل بناء عالم تسوده قيم الإنسانية والعدالة، تحترم فيه مقدسات كل أمة وهويتها ودينها ومعتقداتها وأخلاقها"، وهو مطلب بات مُلحًّا في ظل ما تمارسه بعض القوى من انتهاكات صارخة للقيم الإنسانية الأصيلة.

ويبقى القول.. إنَّ الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- أيده الله- بمناسبة الذكرى الخامسة لتولي جلالته مقاليد الحكم، يؤكد أننا ماضون على خُطى التطوير والتنمية، من أجل بناء مستقبل أفضل لأبناء وبنات عُمان الأوفياء، وأننا رغم التحديات الداخلية والخارجية، قادرون على تحقيق الإنجاز تلو الآخر، تحت القيادة الحكيمة لقائد هذا الوطن، وباعث أمجاده.. وكل عام والجميع في خيرٍ ومسرّةٍ.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الخطاب السامی من أجل على مر

إقرأ أيضاً:

«الكرنفال الأكاديمي» يعزز الأمن المائي والاستدامة

العين: «الخليج»
أطلقت وزارة الخارجية وجامعة الإمارات العربية المتحدة، بمشاركة عدد من المؤسسات التعليمية والبحثية في الدولة، مبادرة «الكرنفال الأكاديمي» ضمن فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمياه، في خطوة نوعية تهدف إلى تسليط الضوء على دور الجامعات والمؤسسات الرائدة في دعم الأمن المائي والاستدامة البيئية من خلال التعليم والبحث والتعاون المؤسسي.
وفي كلمة ألقاها زكي أنور نسيبة، الرئيس الأعلى للجامعة خلال حفل إطلاق المبادرة، أكد أن الكرنفال الأكاديمي يُجسد التزام الجامعات بدورها الوطني والدولي في بناء مستقبل أكثر استدامة، مشيراً إلى أن إدارة موارد المياه بشكل فعّال لم تعد مجرد قضية تقنية، بل أصبحت أولوية استراتيجية تمس الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية في آنٍ واحد.
وأضاف أن المبادرة تمثل منصة حيوية تجمع مؤسسات التعليم الوطنية لعرض مشاريعها الاستراتيجية المرتبطة بملف المياه، وذلك تمهيداً لمشاركتها في مؤتمر الأمم المتحدة القادم الذي تستضيفه دولة الإمارات بالشراكة مع جمهورية السنغال.
فيما أكدت الشيخة الدكتورة موزة بنت طحنون آل نهيان، مستشار بوزارة الخارجية، أن دولة الإمارات وضعت قضايا المياه والطاقة والاستدامة في أعلى أولوياتها، لاسيما أن المياه تمس كل جوانب الحياة، حيث تأتي استضافة الدولة لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه في العام 2026 بالشراكة مع جمهورية السنغال لتؤكد موقف الدولة والقيادة الرشيدة الراسخ حول قضية المياه.
وأوضحت أن إطلاق مبادرة الكرنفال الأكاديمي كمسار نوعي وعلمي يضيف لمحاور المؤتمر مؤكدة أهمية تكامل العلم والبحوث في قضايا التنمية على المستوى الوطني والدولي.

مقالات مشابهة

  • هواجس حميدتي
  • «الكرنفال الأكاديمي» يعزز الأمن المائي والاستدامة
  • توظيف التقنية الحديثة لتعزيز الكفاءة والأمان للمسافرين عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي
  • المفوض السامي للأمم المتحدة: ما تفعله إسرائيل بغزة قد يشكل جريمة حرب
  • شرطة أبوظبي تعزز الجاهزية في عيد الأضحى المبارك
  • في أدما.. أمن الدولة يوقف مروّج مخدرات
  • هذا مايقوم به النظام السعودي في سوريا
  • قراءة فى كتاب رئيس الوزراء: القول الأنيس فى خطاب ادريس
  • اللواء عصام خضر يكتب: رحلة العائلة المقدسة في مصر.. مسار مقدس يمتد عبر التاريخ
  • زيلينسكي: عملية شباك العنكبوت أكبر ضربة أوكرانية ستُخلد في التاريخ