أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيون) باليمن استهداف حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس هاري ترومان" في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، وأكد قيادي بالجماعة إسقاط 14 مسيرة أميركية خلال عام وكشف عن منظومات جديدة استخدمت في استهداف إسرائيل.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع السبت إن الهجوم على حاملة الطائرات الأميركية هو الخامس من نوعه منذ قدومها إلى البحر الأحمر في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، واستهدف أيضا عددا من القطع الحربية التابعة لحاملة الطائرات شمال البحر الأحمر.

وأضاف يحيى سريع أن العملية التي نفذتها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير حققت أهدافها وأجبرت حاملة الطائرات الأميركية على مغادرة مسرح العمليات.

وأشار المتحدث، إلى "جهوزية قوات الجماعة لمواجهة أي تصعيد أميركي أو إسرائيلي على اليمن"، كما جدد التأكيد على استمرار عملياتهم العسكرية، مشيرا إلى أنه "لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة".

ولم يصدر تعليق من الولايات المتحدة على بيان المتحدث العسكري للحوثيين.

وهذا هو الهجوم الثاني الذي يعلنه الحوثيون ضد "ترومان" خلال 24 ساعة، وجاء بعد يوم من تعرض العاصمة صنعاء ومناطق متفرقة شمالي وغربي اليمن، لقصف إسرائيلي أميركي بريطاني، وفق ما أعلنته جماعة الحوثي، وأكدته إسرائيل.

إعلان  14 مسيرة

من جانب آخر، قال رئيس المجلس السياسي الأعلى لجماعة أنصار الله مهدي المشاط إن الدفاعات الجوية تمكنت من "تحييد طائرات التجسس الأميركية الأحدث (إم كيو 9)، وأسقطت 14 طائرة منها في عام واحد، وهو رقم قياسي لا سابق له".

وأضاف في كلمة أمس السبت "قواتنا أدخلت منظومات جديدة، على رأسها صواريخ فلسطين 2 الفرط صوتية، وطائرة (مسيرة) يافا، التي تمكنت من اختراق كل منظومات الدفاع الجوية الأحدث في العالم، وأصابت أهدافها بنجاح، وثّقته عدسات الكاميرات الإسرائيلية، واعترف به قادة ومجرمو هذا الكيان".

وتابع "بتدشين الصواريخ الفرط صوتية اليمنية فإن بلادنا أصبحت اليوم واحدة من الدول المتطورة في المجال الصاروخي، حيث لا تملك هذه التقنية إلا دول محدودة في العالم".

وبخصوص مستقبل عمليات الجماعة، قال المشاط "ضرباتنا ستستمر إسنادا لغزة، ولن تتوقف مهما كان، ولا تمثل خطرا على أحد إلا من يمثل خطرا على اليمن وغزة".

وتضامنا مع غزة في وجه العدوان الإسرائيلي، يهاجم الحوثيون منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ وطائرات مسيّرة كما يهاجون أهدافا في إسرائيل.

ومنذ مطلع 2024، بدأت واشنطن ولندن  بشن غارات جوية وهجمات صاروخية على مواقع للحوثيين باليمن. وهو ما قابلته الجماعة بإعلان أنها باتت تعتبر السفن الأميركية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية، وتوسيع هجماتها إلى السفن المارة بالبحر العربي والمحيط الهندي أو أي مكان تصله أسلحتها.

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حاملة الطائرات البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يستهدفون صناع الوعي.. حملات اختطاف وقمع ممنهجة للمعلمين في تعز وإب

في سياق يتجاوز حدود الانتهاكات الفردية، ويكشف عن ملامح النظام القمعي الخبيث، تواصل ميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن تنفيذ سياسة تكميم الأفواه وإسكات العقول، متخذة من المعلمين هدفًا رئيسيًا في حربها ضد الوعي المجتمعي والاستقلال الفكري.

وتحوّلت المدارس من مؤسسات تعليمية في مناطق سيطرة الميليشيات إلى ساحات مواجهة فكرية، بات فيها المعلمون مهددين ليس فقط بالفصل والحرمان من الرواتب، بل بالاعتقال والاختفاء القسري أيضًا.

مديرية ماوية بمحافظة تعز تمثل اليوم واحدة من أبرز بؤر التصعيد الحوثي ضد المعلمين والشخصيات المجتمعية. حيث وثقت الحقوقية وعضو اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، إشراق المقطري، تنفيذ المليشيا حملة اعتقالات تعسفية طالت تسعة مواطنين، بينهم معلمون وأئمة وخطباء مساجد.

وأكدت أن عمليات الخطف تمت دون أي مسوغ قانوني أو توجيه تهم رسمية، بل رافقتها مداهمات مسلحة للمنازل، وإرهاب لعائلات المختطفين، ما يعكس سياسة قمع ممنهجة تستهدف النسيج المجتمعي المقاوم للهيمنة الطائفية.

هذه الممارسات ليست جديدة، بل تأتي في سياق تصعيدي بدأ منذ سنوات، وتزايدت وتيرته عقب مقتل الشيخ حنتوس في محافظة ريمة، حيث لجأت الجماعة إلى إجراءات عقابية في المناطق المتبقية تحت سيطرتها، لتصفية ما تصفه بـ"النشاط المعادي"، والذي يشمل في حقيقته أي شكل من أشكال الرفض أو الاستقلال الفكري.

بالتوازي مع تعز، شهدت محافظة إب حملة مشابهة، حيث داهمت ميليشيا الحوثي منازل المعلمين عباس حميد الوشاح وعبده صالح الخياني في مديرية القفر، واعتقلتهما دون إذن قضائي.

وبحسب مصادر محلية، فإن الاعتقالات جاءت على خلفية بلاغات كيدية قدّمها مشرفون حوثيون، تتهم المعلمين بعدم تنفيذ برامج طائفية في المدارس أو التأثير "السلبي" على معنويات الطلاب المجندين.

اللافت في الحالتين – ماوية وإب – أن الاستهداف الحوثي لا يقتصر على الآراء أو الأنشطة العلنية، بل يشمل الحياد المهني ذاته، إذ بات يُنظر إلى أي معلم لا يردد سردية الجماعة كخصم محتمل. وهو ما دفع ميليشيا الحوثي لتكثيف أدوات السيطرة على المدارس، من خلال تعيين مشرفين طائفيين بلا مؤهلات، وتغيير المناهج، وتحويل العملية التعليمية إلى أداة تعبئة عقائدية تخدم المشروع الإيراني في اليمن.

ولا تكتفي ميليشيا الحوثي بالترهيب الجسدي والمطاردة الفكرية، بل تمارس تجويعًا ممنهجًا بحق الكوادر التربوية، من خلال قطع رواتب المعلمين منذ سنوات، في محاولة لتركيعهم وإجبارهم على الخضوع الكامل لسلطتها. ورغم الوعود المتكررة، لم تصرف المليشيا سوى مبالغ رمزية على هيئة مساعدات موسمية، بينما تُخصص الموارد المستولى عليها لصالح آلة الحرب والدعاية الطائفية.

هذا الحرمان المتعمد من أبسط حقوقهم المعيشية يجعل المعلمين الحلقة الأضعف، لكنه أيضًا يكشف عن إدراك الجماعة لحجم تأثير هذه الشريحة، وسعيها المحموم لشلّها تمامًا.

ورغم تصاعد الانتهاكات الموثقة، تلتزم معظم المنظمات الدولية المعنية بالتعليم وحقوق الإنسان الصمت، الأمر الذي يمنح الحوثيين ضوءًا أخضر للاستمرار في جرائمهم. وقد حذرت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، إلى جانب عدد من الناشطين، من أن هذا الاستهداف الممنهج قد يؤدي إلى كارثة تربوية وإنسانية، تُفرغ البلاد من معلميها وكوادرها المؤهلة، وتترك جيلاً كاملاً عرضة للتجهيل والتجنيد الإجباري.

شخصيات تربوية ومجتمعية من إب وتعز طالبت بوقف هذه الحملات، والإفراج الفوري عن المختطفين، وضمان حق المعلمين في الأمن والتعبير والعيش الكريم. وشددت على ضرورة تحييد قطاع التعليم عن الصراعات، مؤكدة أن ما يجري ليس استهدافًا لأشخاص، بل لمستقبل وطن بأكمله.

وأصبح المعلمون في مناطق سيطرة الحوثي في خط المواجهة الأول مع واحدة من أشد أدوات القمع فتكًا: سلطة ترى في المعرفة تهديدًا، وفي الوعي خطرًا يجب محوه. وما بين الخطف والتجويع والتضليل، تُخاض معركة بقاء صامتة، ينتصر فيها من يصمد لأجل الحقيقة، ومن يُدرّس الأمل وسط الظلام، ولو كان مهددًا بالاعتقال في أي لحظة.

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يستولون على مسجد تابع للسلفيين شرق تعز
  • الليلة التي خاف فيها ترامب.. تقرير عبري يكشف كيف أرعبت صنعاء حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان”؟
  • الحوثيون يستهدفون صناع الوعي.. حملات اختطاف وقمع ممنهجة للمعلمين في تعز وإب
  • ماذا يخطط الحوثيون في مأرب؟
  • روسيا تعلن اعتراض وتدمير 60 مسيرة خلال الليل
  • روسيا: إسقاط 60 مسيرة أوكرانية خلال الليل فوق عدة مناطق
  • عرض علني لرهائن وسيناريو تصعيدي يتكرر.. الحوثي يمعن في إرهابه بالبحر الأحمر
  • أسامة ربيع: قناة السويس خسرت 55% من عدد السفن المارة لتلك الأسباب
  • فيديو.. تحطم واحتراق ثاني مقاتلة أميركية "إف- 35" خلال عام
  • مصر تدخل السوق العالمي للقاطرات واليخوت بتأسيس مصانع جديدة في البحر الأحمر