العقوبات على البرهان وأثرها: السودان بحاجة إلى قرار أممي لوقف المأساة الإنسانية
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
في 16 يناير 2025، أعلنت الولايات المتحدة عن فرض عقوبات على قائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، مشيرة إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم حرب ارتكبتها القوات تحت قيادته. القرار جاء ضمن سلسلة إجراءات دولية تهدف إلى محاسبة المسؤولين عن الفظائع في السودان، لكن الحقيقة الماثلة أمامنا تشير إلى أن العقوبات وحدها ليست كافية.
التداعيات الحالية للعقوبات
لا شك أن العقوبات الأمريكية على البرهان ومورد الأسلحة المعني تمثل إشارة قوية بعدم التسامح مع مرتكبي الجرائم في السودان. استهداف القادة العسكريين وأذرعهم المالية يهدف إلى تقويض قدرتهم على استمرار الصراع. ومع ذلك، فإن التأثير الفعلي لهذه العقوبات غالبًا ما يتباطأ بسبب تعقيدات النزاع السوداني وتعدد الأطراف المتورطة فيه.
فبينما تسعى الولايات المتحدة للضغط على البرهان ودقلو (حميدتي)، فإن الواقع الميداني يشهد تصاعدًا في العنف ضد المدنيين. تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 25 مليون سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وهو رقم صادم يعكس عجز العالم عن حماية الأبرياء في مناطق النزاع.
العقوبات ليست كافية
بالرغم من أهمية العقوبات كأداة للضغط الدبلوماسي، فإنها بمفردها لا تستطيع وقف نزيف الحرب. يحتاج السودان إلى تدخل أممي عاجل لحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية. غياب الإرادة الدولية لاتخاذ خطوات حاسمة يجعل المدنيين يدفعون الثمن الأكبر للصراع بين قوى عسكرية لا تعير اهتمامًا لمستقبل البلاد.
تشير الأوضاع إلى ضرورة فرض منطقة آمنة لحماية المدنيين، تحت مظلة الأمم المتحدة، تترافق مع مراقبة صارمة لوقف إطلاق النار وإجراءات تمنع استهداف البنية التحتية المدنية.
ضرورة قرار أممي شامل
من غير الممكن أن يظل المجتمع الدولي يكتفي بإدانة الجرائم وتوجيه العقوبات. ما يحتاجه السودان الآن هو قرار أممي يتضمن-
1. نشر قوات حفظ سلام دولية في المناطق الأكثر تضررًا لحماية المدنيين ومنع التصعيد العسكري.
2. فرض حظر كامل على توريد الأسلحة للأطراف المتحاربة في السودان، مع مراقبة دقيقة لتطبيقه.
3. إطلاق محادثات سلام ملزمة تحت إشراف الأمم المتحدة، تضمن مشاركة جميع الأطراف بما فيها القوى المدنية، لتهيئة الطريق نحو انتقال ديمقراطي حقيقي.
4. آلية مراقبة إنسانية دولية تضمن تدفق المساعدات بلا عوائق وتمنع استخدام الغذاء كسلاح حرب.
المستقبل في ظل الضغط الدولي
بين العقوبات الأمريكية ودعوات الأمم المتحدة، لا يزال الأمل قائمًا لإنقاذ السودان. ولكن هذا الأمل لن يتحقق دون تعاون دولي واسع يستند إلى رؤية شاملة لإنهاء الصراع ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم.
إن الشعب السوداني الذي يعاني يوميًا من تداعيات الحرب يستحق أكثر من بيانات الإدانة. يحتاج إلى أفعال ملموسة تُعيد له أمنه واستقراره، وتفتح الباب أمام مستقبل يعمه السلام والديمقراطية.
العقوبات على البرهان خطوة مهمة، لكنها ليست الحل الكامل. الوضع في السودان يتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي، فالمدنيون المحاصرون بين نيران المتقاتلين يستحقون حماية أممية عاجلة. آن الأوان أن ينتقل العالم من الإدانة إلى الفعل لإنقاذ السودان من دوامة الفشل والدمار.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الأمم المتحدة على البرهان فی السودان
إقرأ أيضاً:
مصر تؤكد لمسؤول أمريكي رفيع دعمها لوحدة السودان وتدعو لوقف فوري لإطلاق النار
تتمسك مصر، بوصفها إحدى الدول الأكثر تأثرًا بما يحدث في السودان، بسياسة دعم وحدة واستقرار السودان، ورفض تقسيمه أو انهيار مؤسساته الوطنية، وذلك لما تعتبره القاهرة تهديداً مباشراً لأمنها القومي واستقرار الإقليم.
التغيير: وكالات
أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي مع كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، مسعد بولس، اليوم الثلاثاء على موقف مصر الثابت والداعم لوحدة السودان واستقراره.
وشدد عبد العاطي على ضرورة الحفاظ على سيادة السودان وسلامة أراضيه، وضمان استمرارية مؤسساته الوطنية، مشيرًا إلى أهمية التفاعل الإيجابي مع كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، بما يضع حدًا للكارثة الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوداني منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
تأتي هذه التصريحات المصرية في ظل استمرار الحرب الدامية في السودان منذ اندلاعها في 15 أبريل 2023، بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وقد تسببت الحرب في مقتل آلاف المدنيين، وتشريد الملايين داخل وخارج البلاد، وانهيار شبه كامل للمؤسسات الحكومية والخدمات الأساسية.
ورغم جهود وساطة متعددة، من بينها مبادرة جدة التي رعتها السعودية والولايات المتحدة، ومبادرات إقليمية مثل “إيقاد”، إلا أن النزاع لا يزال مستمرًا دون أفق واضح لوقف إطلاق النار، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بخرق الاتفاقات وتعطيل المفاوضات.
وتتمسك مصر، بوصفها إحدى الدول الأكثر تأثرًا بما يحدث في السودان، بسياسة دعم وحدة واستقرار السودان، ورفض تقسيمه أو انهيار مؤسساته الوطنية، وذلك لما تعتبره القاهرة تهديداً مباشراً لأمنها القومي واستقرار الإقليم.
وقد لعبت القاهرة أدوارًا متعددة خلال فترات سابقة من المرحلة الانتقالية في السودان، وتسعى حاليًا إلى تعزيز حضورها الدبلوماسي في ملف الأزمة السودانية، خاصة مع تنامي الدور الأمريكي وتكثيف الجهود الدولية للضغط من أجل وقف الحرب.
الوسومالولايات المتحدة الأمريكية مصر