118 مليون إفريقي مهددون بالجوع بحلول 2030 والرقمنة الزراعية الحل
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
كشف تقرير حديث أصدره معهد بروكينجز للدراسات الاستراتيجية أن حوالي 118 مليون شخص في إفريقيا قد يواجهون جوعًا حادًا بحلول عام 2030، إذا استمرت التحديات الإنتاجية التي تواجه القطاع الزراعي في القارة دون معالجة، وأشار التقرير إلى أن تبني الزراعة الرقمية بشكل كامل يمكن أن ينقذ 282 مليون إفريقي من الجوع في نفس الفترة.
التحديات الزراعية في إفريقيا
أوضح التقرير، الذي جاء بعنوان *"رؤية مستقبلية لإفريقيا: الأولويات الرئيسية للقارة 2025-2030"*، أن القطاع الزراعي في إفريقيا يعاني من قضايا متعددة، أبرزها انخفاض الإنتاجية، تغير المناخ، والجفاف، مما يجعل الأمن الغذائي في القارة مهددًا، وشدد على أهمية استخدام التقنيات الرقمية لمعالجة هذه التحديات ودعم الزراعة المستدامة.
دور التكنولوجيا في تحسين الإنتاج الزراعي
وأشار التقرير إلى أن الثورة الصناعية وفرت فرصًا كبيرة لتحسين الإنتاج الزراعي عبر الميكنة، لكن إفريقيا لم تستفد بشكل كافٍ من هذه الفرصة، ومع ذلك، يفتح عصر الرقمنة المجال أمام القارة لتبني تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي، البلوكشين، وإنترنت الأشياء، ما يسهم في تحسين الإنتاجية الزراعية ومعالجة القضايا المناخية مثل الجفاف والفيضانات.
نماذج نجاح الزراعة الرقمية
استعرض التقرير أمثلة ناجحة لاستخدام التقنيات الرقمية في الزراعة الإفريقية، مثل الخرائط الرقمية للتربة وأنظمة الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن أمراض المحاصيل، وفي نيجيريا، ساعدت منصات مثل تطبيق Nuru ومراقب أمراض الكسافا المزارعين في تشخيص الأمراض وتقليل خسائر المحاصيل، مما أدى إلى تحسين الإنتاجية.
كما طورت المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR) أدوات مثل أنظمة الري الذكية والتنبؤ بالمناخ، مما ساعد المزارعين في إثيوبيا ونيجيريا ومالي على زيادة إنتاجيتهم بنسبة 25%، وتحقيق أرباح أعلى.
التحديات والقصور في تبني الرقمنة الزراعية
على الرغم من هذه النجاحات، أشار التقرير إلى أن هناك ضعفًا في تبني الرقمنة الزراعية في إفريقيا، فقط عدد قليل من الدول مثل موريشيوس، جنوب إفريقيا، مصر، وكينيا، طورت استراتيجيات وطنية للزراعة الرقمية بناءً على إطار "استراتيجية الزراعة الرقمية للاتحاد الإفريقي 2024-2030".
وفقًا لمؤشر الجاهزية للزراعة الرقمية لعام 2022، سجلت تسع دول فقط أكثر من 45 نقطة في تقييم يشمل البنية التحتية الرقمية، والمهارات التكنولوجية، وبيئة الأعمال، وتصدرت موريشيوس وجنوب إفريقيا المؤشر بدرجات 61.4 و60.5 على التوالي.
ضعف الاستثمارات وتأثيره على الزراعة الرقمية
أوضح التقرير أن القطاع الخاص لم يحقق تقدمًا كبيرًا في دعم الزراعة الرقمية، رغم جمع شركات التكنولوجيا الزراعية في إفريقيا 215 مليون دولار في 158 صفقة خلال عام 2024، وأشار إلى انخفاض التمويل من داخل القارة بنسبة 59% مقارنة بانخفاض بنسبة 2% فقط من خارج إفريقيا.
توصيات معهد بروكينجز
دعا التقرير الحكومات الإفريقية وأصحاب المصلحة إلى إعطاء الأولوية لتبني التحول الرقمي في الزراعة، مع ضمان استخدام التكنولوجيا بشكل أخلاقي وعادل، كما أوصى بتعزيز استثمارات البنية التحتية الرقمية، وتطوير سياسات لحوكمة البيانات، ودعم برامج محو الأمية الرقمية.
وختم التقرير بالتأكيد على أن التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في إفريقيا كبيرة، لكنها ليست مستحيلة الحل، ومع السياسات الصحيحة والاستثمارات الملائمة، يمكن للزراعة الرقمية أن تصبح أداة فعالة لتحويل القطاع الزراعي وضمان الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في القارة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: للدراسات الاستراتيجية افريقيا جوع ا حاد ا بحلول عام 2030 تواجه القطاع الزراعي الزراعة الرقمیة القطاع الزراعی فی إفریقیا
إقرأ أيضاً:
المغرب ثالث أكبر مستورد إفريقي للسلع الأمريكية في 2024
كشفت بيانات حديثة صادرة عن مكتب الإحصاء الأمريكي ومكتشف السوق العالمي التابع لإدارة التجارة الدولية أن المغرب جاء في المرتبة الثالثة ضمن قائمة أكبر الدول الإفريقية استيرادًا للسلع الأمريكية خلال عام 2024، بإجمالي واردات بلغ 5.2 مليار دولار.
وأفاد التقرير أن الصادرات الأمريكية إلى المغرب استفادت من نمو ملحوظ في قطاعات الزراعة، الطاقة المتجددة، وصناعات الفضاء، مما يعكس متانة العلاقات الاقتصادية بين الرباط وواشنطن.
وتصدرت مصر القائمة بإجمالي واردات أمريكية بلغ 6.89 مليار دولار، تلتها جنوب إفريقيا في المرتبة الثانية بـ 5.8 مليار دولار، بينما جاءت نيجيريا رابعة بـ 4.1 مليار دولار.
وضمت قائمة الدول العشر الأولى كلًا من إثيوبيا، الجزائر، غانا، كينيا، أنغولا، وكوت ديفوار، حيث تراوحت قيمة الواردات الأمريكية إلى هذه الدول بين 1.01 مليار و596 مليون دولار.
وسلط التقرير الضوء على تنوع صادرات الولايات المتحدة إلى القارة، والتي شملت الآلات الصناعية، المركبات، الطيران، القمح، فول الصويا، الدواجن، الأدوية، الأجهزة الطبية، الأسمدة، والكيماويات الصناعية.
وأكدت إدارة التجارة الدولية أن هذا التوجه يتماشى مع الأولويات التنموية في إفريقيا، مشيرة إلى توقعات بنمو إضافي في المبادلات التجارية بفضل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، التي من شأنها تعزيز فرص الشراكات المستدامة بين الولايات المتحدة والدول الإفريقية.