إحباط إسرائيلي من فشل الحلول المطروحة لمواجهة تصاعد المقاومة بالضفة الغربية
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
مع تواصل عمليات المقاومة في الضفة الغربية والتهديدات التي أصدرها قادة الاحتلال، تصدر أصوات بينهم تذكرهم بأن هذا التصاعد إنما هو نتيجة طبيعية لطريقتهم الفاشلة في التعامل مع الضفة، رغم ما شهدته الساحة الإسرائيلية بعد هجوم مستوطنة كدوميم من نقاش عام حول مجموعة متنوعة من الحلول للتهديد المتنامي للمقاومة هناك.
نافا درومي الكاتبة بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، رصدت عددا من "الحلول المقترحة من قبل قادة الاحتلال لمواجهة المدّ المتصاعد للمقاومة في الضفة الغربية، بدءاً من الحاجة لبناء "جدار دفاعي"، مرورا بتحويل نابلس إلى جباليا، وسواها من المقترحات التي قد تكون ضرورية ومرغوبة بالفعل، لكنها ليست كافية على المدى الطويل، لا في الصفة الغربية ولا في قطاع غزة على حدّ سواء".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "الحقيقة غير السارة وغير المريحة أن أفضل حلّ للتعامل مع ظاهرة المقاومة على أساس من العقل والحكمة، من خلال تدمير منظومتها المتكاملة قدر الإمكان، ثم الحفاظ على الوضع الراهن، بجانب تعزيز نظام من شأنه أن يضع حداً لها، أما بالنسبة لكراهية الفلسطينيين في غزة والضفة للاحتلال على المستوى الاستراتيجي، فلا يوجد حلّ سحري لهذا الوضع".
وأشارت إلى أن "الإسرائيليين يعيشون بجوار الفلسطينيين غير المهتمين بوجودهم، وقد أدرك معظمنا هذه الحقيقة منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وستمرّ عقود من الزمن قبل أن يظهر هناك شعب يتطلع للسلام، لأن الفلسطينيين لن يتغير موقفهم تجاه المستوطنين اليهود حتى بعد بناء الجدار الدفاعي طيلة أكثر من عشرين عاماً، ولا في أعقاب ما يرون الاحتلال يفعله في غزة، لأنه حتى لو قمنا ببناء جدار دفاعي آخر هناك، أو حوّلنا نابلس إلى جباليا، فلن يتغير شيء".
وأضافت أن "جنين كانت في السابق مدينة خراب خلف جدار دفاعي منذ عملية السور الواقي 2002، لكنها اليوم مزدهرة، وكجزء من المفهوم الذي تغلغل في جيش الاحتلال، فمن الصعب نسيان كيف قدموا جنين وكأنها تل أبيب، لكنها تحولت إلى واحة حقيقية للمقاومين، وبما أن هذا يشكل تحدياً استراتيجياً للاحتلال لن يتم حلّه غداً، فمن الواضح أنه التحدي الحقيقي، رغم أهمية بعض الحلول التكتيكية".
وأكدت أنه "منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر، سمعنا أصواتا إسرائيلية كثيرة، بما فيها من اليمين، تقترح أن يعمل جيش الاحتلال في غزة مستقبلا بنفس الطريقة التي يعمل بها في الضفة، بحيث تكون لدى قواته حرية اقتحام مدن غزة كما يقوم اليوم في اقتحام نابلس وجنين، متى شاء، ورغم كل ذلك فإن الحقيقة الماثلة أن المستوطنين اليهود ما زالوا يموتون على أيدي المقاومين، وبالتالي فإن هذا الحلّ ليس جيداً".
وأشارت إلى أنه "ما لم يقبل الإسرائيليون هذا الواقع باعتباره حقيقة واقعة، فلن يكون من الحكمة السماح للاحتلال بالتصرف على هذا النحو، مما يستدعي التفكير في حل آخر إبداعي، سبق أن اقترحه الجيش في الماضي، بل وحاوله في غزة في 2008، وهو الحكم من خلال القبائل والعشائر بالعمل بشكل مستقل، بعيدًا عن سيطرة منظمات المقاومة، والاهتمام بالاحتياجات اليومية للفلسطينيين".
وأوضحت أن "مثل هذا الاقتراح رفضه كثير من الإسرائيليين في الماضي، لكن أغلبهم بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر، واجتياح الاحتلال للقطاع، لن يعارضوه على الأرجح، مما يستدعي اتباع نفس النهج تجاه فلسطينيي الضفة الغربية، الذين أظهروا في كل استطلاعات الرأي منذ السابع من أكتوبر تأييدهم لحماس وعملياتها المسلحة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية المقاومة الضفة الاحتلال الفلسطينيين فلسطين الاحتلال المقاومة الضفة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السابع من أکتوبر الضفة الغربیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مستوطنون إسرائيليون يهاجمون قرية الطيبة بالضفة الغربية ويشعلون النار في مركبات الفلسطينيين
هاجم مستوطنون إسرائيليون قرية الطيبة غرب رام الله، فاعتدوا على الأهالي وأضرموا النار في المركبات وخربوا الممتلكات. اعلان
شهدت قرية الطيبة الفلسطينية ذات الغالبية المسيحية قرب رام الله هجومًا نفذه مستوطنون إسرائيليون، حيث أحرقوا مركبات وكتّبوا عبارات عنصرية وتحريضية على منازل الأهالي، ما أثار حالة من الذعر والقلق في القرية التي تعد من أبرز المناطق التاريخية والدينية في الضفة الغربية.
وقالت الحكومة الفلسطينية في بيان رسمي إن الهجوم وقع في ساعات الفجر الأولى، حيث أضرم المستوطنون النار بسيارتين على الأقل، وسط تهديدات مكتوبة بالعبرية، من بينها عبارة "المغير أنتم أيضاً ستندمون"، في إشارة إلى قرية مجاورة تعرضت لهجمات مماثلة العام الماضي.
وقال جريس عازار، أحد سكان القرية الذين شهدوا الحادثة، وهو الصحافي في تلفزيون فلسطين، إن الحريق كاد أن يودي بحياته وحياة أسرته، مشيرًا إلى لحظات من الرعب والاختناق داخل منزله بسبب الدخان الكثيف، متحدثًا عن حالة الخوف التي تسيطر على السكان منذ أشهر طويلة.
Related مستوطنون إسرائيليون يقتحمون مرآب سيارات ويحرقون ثلاث مركبات في الضفة الغربيةفيديو- مستوطنون يضرمون النار قرب كنيسة تاريخية في بلدة الطيبة بالضفة الغربية المحتلةمستوطنون إسرائيليون يستهدفون ناشطًا فلسطينيًا بعد ظهوره في فيلم وثائقيردًّا على الهجوم، أرسلت الشرطة والجيش الإسرائيليان وحدة أمنية إلى القرية، حيث وثقوا وجود مركبات محترقة وكتابات عنصرية على الجدران، وأعلنوا فتح تحقيق بالحادثة، في حين لم يتم القبض على أي مشتبه به حتى الآن.
وأدانت الخارجية الفلسطينية بشدة هذا الاعتداء، معتبرة أن "إرهاب المستوطنين في الطيبة" هو نتيجة لتجاهل المجتمع الدولي والتقاعس في مواجهة جرائمهم المتكررة التي تستهدف الفلسطينيين ومقدساتهم.
وعبر السفير الألماني لدى إسرائيل، شتيفن زايبرت، عن استنكاره للحادث، مشيرًا إلى أن المستوطنين المتطرفين قد يدّعون أنهم أصحاب الأرض بمباركة إلهية، لكنهم في الحقيقة "مجرمون مدانون من كل الديانات".
وتشتهر قرية الطيبة التي يبلغ عدد سكانها نحو 1300 نسمة، بجذورها التاريخية العميقة، حيث تضم كنيسة القديس جاورجيوس البيزنطية التي تعود للقرن الخامس، إضافة إلى أقدم مصنع نبيذ في الأراضي الفلسطينية، ويقطنها عدد من السكان الذين يحملون الجنسية الأمريكية.
وتصاعدت وتيرة اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين بشكل غير مسبوق خلال الأسابيع الأخيرة في الضفة الغربية، حيث شهدت عدة قرى فلسطينية موجات متكررة من الهجمات العنيفة، شملت الضرب، والحرق، وتخريب الممتلكات، وحتى سرقة المواشي ومصادر الرزق. المشهد بات يُذكّر بكابوس التهجير القسري.
وتٌتّهم الحكومة الإسرائيلية، التي تضم شخصيات دينية وقومية متشددة، بمنح غطاء سياسي لهذه الأعمال وتحفيزها ضمنيًا عبر التصريحات النارية والقرارات التي توسّع الاستيطان وتضيّق على الفلسطينيين.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة