في خطوة هامة نحو تحسين رعاية مرضى سرطان الرئة، أعلنت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية عن توفير عقار "أوسيميرتينيب" (تاجريسو) كعلاج روتيني للمصابين بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة (NSCLC) الإيجابي لطفرة EGFR. 

وأظهر هذا الدواء، الذي طورته شركة أسترازينيكا، فعالية في مضاعفة وقت البقاء على قيد الحياة لدى المرضى الذين يعانون من هذا النوع من السرطان، مما يقدم الأمل لمئات المرضى.

يستهدف أوسيميرتينيب طفرة جينية في مستقبلات عامل النمو البشري (EGFR) والتي تعد عاملاً رئيسياً في تطور سرطان الرئة. من خلال استهداف هذه الطفرة، يساعد الدواء في منع عودة السرطان بعد إجراء الجراحة، ويعطى كعلاج تكميلي مع العلاج الكيميائي.

قبل هذا القرار، كان الدواء متاحاً فقط عبر صندوق أدوية السرطان (CDF)، ولكن بناءً على توصية المعهد الوطني للصحة والتميز في الرعاية الصحية (NICE)، سيتمكن الآن نحو 600 مريض في إنجلترا من الحصول عليه بشكل روتيني. وتشير الدراسات إلى أن أوسيميرتينيب يزيد من فرص البقاء على قيد الحياة للمرضى بنسبة ملحوظة.

في التجارب السريرية، أظهر المرضى الذين تناولوا أوسيميرتينيب متوسط وقت بقاء خالٍ من المرض يصل إلى 65.8 شهراً، مقارنة بـ 28.1 شهراً لدى المرضى الذين تناولوا علاجاً وهمياً. كما عاش حوالي 88% من المرضى الذين استخدموا أوسيميرتينيب لمدة خمس سنوات، مقارنة بـ 78% لدى أولئك الذين تلقوا العلاج الوهمي.

وفي تعليقها على القرار، قالت هيلين نايت، مديرة تقييم الأدوية في المعهد الوطني للصحة: "يسعدنا أن نوفر الآن هذا العلاج المستهدف بشكل روتيني، وهو يمثل تقدماً كبيراً في معالجة مرضى سرطان الرئة". وأضافت أن المرضى سيستفيدون من هذا الخيار الجديد بعد الجراحة، مما يوفر لهم فرصة أفضل للنجاة.

ارتفاع حالات الوفاة بسرطان الرئة

تقدّر الإحصاءات أن 95 شخصاً يموتون يومياً بسبب سرطان الرئة في المملكة المتحدة، ويشمل هذا المرض العديد من الأشخاص الذين لم يظهر عليهم الأعراض التقليدية مثل السعال المستمر. جولز فيلدر، التي تم تشخيص إصابتها بسرطان الرئة في المرحلة الرابعة عام 2021، عبرت عن ارتياحها لاستخدام أوسيميرتينيب، إذ شهدت تقلصاً بنسبة 90% في حجم الورم بعد ثلاثة أشهر فقط من بدء العلاج.

من جهته، أكد الدكتور جيسمي فوكس، المدير الطبي لمؤسسة روي كاسل لسرطان الرئة، أن هناك تحولات كبيرة في علاج سرطان الرئة، مشيراً إلى أن التشخيص المبكر والتطورات العلاجية توفر خيارات جديدة للمرضى.

وأكد البروفيسور بيتر جونسون، المدير الوطني السريري لسرطان هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، أن "أوسيميرتينيب يوفر فرصة حقيقية لتمديد حياة المرضى بشكل فعال من حيث التكلفة، وهو مثال آخر على كيفية استفادة المرضى من العلاجات المتقدمة المستهدفة التي تقدمها هيئة الخدمات الصحية الوطنية".

تعتبر هذه الخطوة علامة فارقة في تطور علاج سرطان الرئة، ويُتوقع أن تساهم في تحسين معدل البقاء على قيد الحياة للمصابين بهذا المرض.

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سرطان الرئة فرص البقاء على قيد الحياة سبب سرطان الرئة السرطان هيئة الخدمات الصحية الوطنية المرضى الذین سرطان الرئة

إقرأ أيضاً:

تحذير: دواء لتساقط الشعر قد يؤثر على الحياة الجنسية للرجال

حذر عدد من الخبراء والهيئات الصحية في بريطانيا من المخاطر الصحية الجسيمة المرتبطة باستخدام عقار "فيناسترايد" Finasteride، والذي يسوق بشكل شائع لعلاج تساقط الشعر، رغم كونه مخصصًا في الأصل لعلاج تضخم البروستاتا الحميد.

وتأتي هذه التحذيرات بعد تزايد الحالات التي أبلغ أصحابها عن أعراض جسدية ونفسية مزمنة يُعتقد أنها ناتجة عن استخدام الدواء، أبرزها فقدان الرغبة الجنسية، ضعف الانتصاب، اضطرابات نفسية حادة، بل ووصول بعض المرضى إلى أفكار انتحارية.

ومن بين هذه الحالات حالة روب ديكسون، منتج موسيقي بريطاني يبلغ من العمر 33 عامًا، والذي كشف مؤخرًا لوسائل إعلام بريطانية أنه بدأ معاناته مع "فيناسترايد" قبل نحو 9 سنوات، بعد بحث سريع عن علاج لتساقط الشعر، دون استشارة طبية.

وبحسب ديكسون، ظهرت عليه الأعراض خلال 24 ساعة من تناول أول قرص، وتفاقمت لاحقًا رغم توقفه عن الدواء، لتشمل نوبات هلع، مشاكل في الرؤية والجهاز الهضمي، وآلامًا مزمنة في المفاصل.


ورغم تحسنه الجزئي بعد سنوات، لا يزال ديكسون يعاني من آثار جانبية دائمة. وقد دفعته هذه التجربة إلى تأسيس جمعية خيرية تحمل اسم "SIDEfxHUB" لدعم الرجال المتضررين من العقار، في ظل ما يعتبره كثيرون ضعفًا في التوعية والتحذير الرسمي.

ورغم أن هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية (MHRA) أصدرت في نيسان / أبريل 2024 تعليمات جديدة بضرورة تضمين "بطاقة تنبيه للمريض" داخل عبوة الدواء تحذر من الآثار النفسية والجنسية المحتملة، يؤكد متخصصون أن تلك التحذيرات جاءت متأخرة ولا تزال غير كافية، ومنهم البروفيسور ديفيد هيلي، الذي أشار إلى وجود مئات الحالات التي تستمر فيها الأعراض حتى بعد التوقف عن الدواء.

ويُذكر أن "فيناسترايد" يُباع بسهولة عبر الإنترنت، بما في ذلك من خلال مواقع توصل الدواء للمستهلك مباشرة دون إشراف طبي. ويثير ذلك مخاوف كبيرة، خاصة مع استخدامه الواسع بين الشباب دون وعي كافٍ بالمخاطر المحتملة.

من جانبه، أكد الصيدلي ثورون جوفيند على أهمية إشراك الأهل أو الأصدقاء عند بدء العلاج بهذا الدواء لمراقبة التغيرات النفسية. أما أخصائي الشعر ستيف أوبراين، فقد شدد على أن عيادته لا توصي إطلاقًا باستخدام "فيناسترايد"، مفضلًا العلاجات الطبيعية والبدائل غير الدوائية.

مقالات مشابهة

  • دراسة حديثة: دواء شائع للسكري يطيل عمر النساء فقط
  • أعراض بسيطة قد تكون علامة مبكرة على سرطان الرئة
  • علاج يستخدم مرة واحدة يساعد مرضى سرطان الجلد على العيش مدة أطول
  • مرض السل..ما هي أعراضه في الرئة وأعضاء أخرى في الجسم؟
  • ابتكار رقمي يثير المخاوف.. «مسح العين» للتحقق من الهوية على الإنترنت
  • «مياه على الرئة».. آخر تطورات الحالة الصحية للفنان صبري عبد المنعم
  • تحذير: دواء لتساقط الشعر قد يؤثر على الحياة الجنسية للرجال
  • الستاتينات تعزز فرص النجاة من حالة مهددة للحياة
  • هيئة مكافحة السرطان: على جميع المرضى التسجيل بمنظومة “محارب”
  • تجربة سريرية جديدة: العلاج المناعي فعّال ضد سرطان المعدة