هنالك بعض الأحداث العالمية التي تبدأ بصَدْمة كبيرة وتنتهي بصَدْمة أكبر، وهذا واقع حال ملحمة «طوفان الأقصى» التي بدأت بهَزّة مُذْهلة «لإسرائيل» وانتهت بهَزّة أشدّ وأقوى!
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، ظهرت مئات آلاف المقالات والمنشورات واللقاءات التلفزيونية والراديوية والنقاشات البرلمانية والزيارات الدولية والمظاهرات الشعبية وجميعها نَدّدت بوحشية «إسرائيل» وحذّرت من تداعيات «طوفان الأقصى» على فلسطين والمنطقة!
وهذه الأيام عاد العالم ليُتابع اتّفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية و»إسرائيل»، والذي دخل حيّز التنفيذ صباح يوم 19 كانون الثاني/يناير 2025!
وهذا الاتّفاق كانت له جملة من الارتجاجات في الداخل الصهيوني، وكأنّ الكابينة الحكومية والقيادات العسكرية الصهيونية تجرّعوا «سُمّ الهزيمة» بالموافقة على وقف الحرب!
وفي حديثه ليلة الاتّفاق لـ»القناة 12» العبرية، روى رئيس الموساد السابق «تامير باردو» هذه الحكاية: «في اليوم الأخير من (حرب فيتنام)، كان هناك ضابطان برتبة عقيد، أحدّهما أمريكي والآخر فيتنامي، فقال الأمريكي للفيتنامي: (في كل الحرب نحن لم نخسر في معركة واحدة)، فردّ الفيتنامي: (قد يكون هذا صحيحا، ولكن في صباح الغد، أنتم ستغادرون ونحن سنبقى)»!
وهذا الكلام فيه دلالة واضحة على أن الجيش «الإسرائيلي» بعد الاتّفاق سيُغادر غزة، والمقاومة باقية هناك!
والكلام الأشدّ نقلته إذاعة الجيش «الإسرائيلي» عن رئيس «الموساد» الحالي «دافيد برنياع»، الذي أقرّ بأن الصفقة مُرْيعة، ولكن» يجب تنفيذها نظراً للظروف التي وصلت إليها إسرائيل»!
وذكرت الإذاعة أن بعض وزراء حكومة نتنياهو «بكوا أثناء جلسة التصديق على الصفقة»!
فهل هنالك هزيمة أكبر من هذه؟
وتأكيدا للهزيمة أفادت القناة (12) العبرية بأن كتائب حماس ما زالت تحتفظ بقوّتها، وما يجري الآن «يؤكّد وجودها في كلّ مكان وسيطرتها على غزة رغم الحرب الطويلة»!
وبعد أن أعلنت «إسرائيل» بدء وقف إطلاق النار عقب (471) يوما من الحرب، أعلن وزير الأمن القومي «إيتمار بن غفير» استقالته من حكومة نتنياهو، ومعه وزراء حزبه، وغيرهم من كبار قادة الجيش احتجاجا على الاتّفاق!
وفي دلالة واضحة على مرارة الهزيمة منعت «إسرائيل» أيّ محاولة للاحتفال بالأسرى الفلسطينيين المفْرَج عنهم داخل الأراضي المحتلّة!
هذا النصر الفلسطيني الكبير ساهم فيه كبار رجال المقاومة وعلى رأسهم الشهيد إسماعيل هنية، والقائد الشهيد يحيى السنوار، وعشرات آلاف الشهداء، والجرحى وجميع المرابطين الذين صمدوا وهُجِّروا وحقّقوا النصر بصبرهم وتضحياتهم وتلاحمهم!
وهذا النصر يُسَجّل للدول التي رَعَت المفاوضات بين المقاومة و»إسرائيل»، وفي مقدّمتها «دولة قطر» التي عملت لشهور متواصلة لترتيب الاتّفاق!
وهذا النصر ساهم فيه رجال الصحافة والإعلام بكافّة صنوفه المرئية والمسموعة والمقروءة ومواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك شهداء الصحافة الذين نَزَفت دماءهم الطاهرة وهم ينقلون المجازر الصهيونية للعالم!
وهذا النصر يُحْسب لجميع الأحرار الذين وقفوا مع غزة بمواقفهم ومظاهراتهم التي جابت المدن العربية والأوروبية!
لا خلاف بأن «إسرائيل» قتلت عشرات آلاف المواطنين الفلسطينيين، ولكنّ الأصحّ أنّها لم تقتل روح المقاومة لدى هذا الشعب الذي خرج بعد الاتّفاق من كافة أرجاء غزة وكأنهم يَتحدّون «إسرائيل» بصمودهم الأسطوري!
والمدهشّ أن الكوادر الطّبّيّة والشرطة ظهروا، بعد الاتّفاق، وهم يُحَيّون «السلام الوطني الفلسطيني» في غزة رغم الصور المأساوية المحيطة بالمكان!
وهكذا فإن صور اليوم الأوّل للاتّفاق من غزة تؤكّد أن المقاومة تمتلك شعبية كبيرة بين الأهالي، والحديث عن نهايتها مُجرّد أوهام محصورة بعقول الحاقدين والكارهين لفلسطين ومقاومتها!
إن حرب غزة لم تُنْه المقاومة الفلسطينية بل أنْهَت نتنياهو، وخلال الأشهر القليلة القادمة سيجد نتنياهو وحكومته أنفسهم خارج الملاعب السياسية والإنسانية بعد هذه الهزائم القاسية!
الدستور الأردنية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة غزة غزة الاحتلال المقاومة القسام وقف العدوان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الات فاق
إقرأ أيضاً:
بعد فيديو محمد صلاح .. أحمد السقا: صعبت عليّ نفسي.. وهذا سبب حديثي بالإنجليزية |شاهد
علّق الفنان أحمد السقا للمرة الأولى على الجدل الذي أُثير حول فيديو دعمه لنجم الكرة المصرية محمد صلاح، قائد منتخب مصر ولاعب ليفربول الإنجليزي، والذي نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية.
وقال السقا، في مداخلة هاتفية لبرنامج «الحكاية» مع الإعلامي عمرو أديب، إنه سجّل الفيديو بدافع إنساني بحت، موضحًا: «كنت ذاهبًا لحضور مناسبة زفاف، ورأيت صورة لصلاح وهو يبكي، حزنت جدًا، وصلاح أخ عزيز عليّ، فاتضايقت وقررت أعمل فيديو دعم له، لأن أغلب محاولات الدعم بتكون صورة وكلمتين فقط».
وأضاف أنه فوجئ بحجم الهجوم عليه وعلى أسرته بعد نشر الفيديو، قائلًا: «تعرضت للإهانة أنا وأسرتي في التعليقات، شتيمة وتريقة، وكل ما أفتح صفحات الرياضة أجد انتقادات، وصعبت عليّ نفسي، وكنت زعلان أكتر إن محمد صلاح نفسه اتشتم، ومش فاهم ليه الأسلوب ده».
وتابع السقا أن الهجوم استمر لمدة 6 أو 7 ساعات، مشيرًا إلى أنه كان بإمكانه التقدم ببلاغ لمباحث الإنترنت، لكنه رفض ذلك: «لو كنت عملت بلاغ كنت هأذي ناس كتير، وأنا متأكد إن أغلبهم شباب صغير، عنده 20 سنة، فقررت أسامحهم، وإحنا محتاجين إعادة سلوك».
وعن الفيديو الذي سجّله باللغة الإنجليزية، قال السقا: «بعد الفيديو العربي، قررت أعمل فيديو بالإنجليزي، وحقق أكثر من 6 ملايين مشاهدة خلال 6 ساعات، ومش عارف إيه سبب حذفه».
وأوضح السقا، عبر حسابه الرسمي على إنستجرام، أنه لم يقم بحذف الفيديو، قائلًا: «ملحوظة: أنا لم أحذف الفيديو الخاص بالكابتن محمد صلاح الموجه لنادي ليفربول، ولكن فوجئت بحذفه من حسابي على إنستجرام وفيسبوك زيّي زيكم».
واختتم السقا حديثه مؤكدًا: «واضح إني دخلت منطقة مش بتاعتي، ومع ذلك كل التوفيق للنجوم العرب في الدوري الإنجليزي، وأخص بالذكر الكابتن محمد صلاح»، مشيرًا إلى أن كلمة (coach) التي استخدمها كانت سببًا في الجدل الذي أُثير حول الفيديو.