الفاشر: الرصاصة بتنهزم .. لما الصدور الضاوية بالحب تبتسم !
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
بقلم : محمد بدوي
في العشرين من يناير ٢٠٢٥ أصدرت قوات الدعم السريع بيانا حددت فيه مهلة ٤٨ ساعة لمغادرة المسلحين والمقاتلين لمدينة الفاشر، توطئة للسيطرة عليها وهو ما رفضته القوة المشتركة المكونة من الجيش والحركات المسلحة .
إنقضت المهلة فبدأ الدعم السريع قصفا كثيفا على المدينة، ومن جانب آخر واصلت القوات المشتركة سلسلة الدفاع عن المدينة الذي بدأته في مايو ٢٠٢٤،بداية الموجة الثانية للهجوم على الفاشر، وإستطاعت صد الهجوم في يومي الثالث والرابع والعشرون من يناير٢٠٢٥
ووفقا للتداول الإعلامي بأن بيان الدعم السريع الذي حمل المهلة جاءت تزامنا مع وصول قوات مساندة عائدة من اليمن عبر ليبيا كاجابة تكشف توقيت إعلان المهلة، والجدير بالذكر أنه سبق وأن حشد الدعم السريع لعدة مرات قوات داعمة كان آخرها عقب اعلان قاىد الدعم السريع التعبئة في خطابه الذي تلي فقدان السيطرة على منطقة جبل موية بولاية سنار بوسط السودان، لكن رغم ذلك ظلت القوات المشتركة تمارس التصدي للهجمات والقصف ولا سيما أنه عقب ١٤ مايو ٢٠٢٤ فشل نسق الهجوم البري من قبل الدعم السريع واستعاض عن ذلك بالقصف المدفعي والمسيرات الذي يخلف بإستمرار ضحايا من المدنيين.
تمثل الفاشر حالة استثنائية مرتبطة بطبيعة تضاريسها التلية التي تجعل من المعارك مختلفة عن الجغرافيا المنبسطة، أضف إلي ذلك أن موقعها الجغرافي يمثل عمق دفاعي لعده دول مجاورة للسودان، كليبيا، مصر، أفريقيا الوسطي وتشاد، مما يعني أنها مرتبطة ببقاء الخارطة الحالية أو فرض واقع جديد يغير في الخارطة، لأن المدينة تمثل جسرا بين غرب القارة من باماكو وابشي إلي الشرق عبر الوسط مدن حيث النهود وهيا مرورا بامدرمان، ويكشف هذا بعض أهميتها، وتشير التواريخ الشفوية إلي يعود تاسيسها في العام ١٧٦٠م.
قصف الدعم السريع لمتحف السلطان على دينار الذي أفتتح في ١٩١٢ في العاشر من يناير ٢٠٢٥ وتدمير مبانية وحريق النقتنيات، نسف لذاكرة تاريخية أفريقية وليست سودانية فقط، وهذا مؤشر يمكن قراءته بأن بيان الدعم السريع الذي حول المهلة التي حددها صدر بعد أن خسرت المدينة والحضارة السودانية والإنسانية الكثير.
قصف وتدمير متحف السلطان على دينار مؤشر على عدم الإدراك بالقيم التاريخية للحضارة ، بالتالي يمكن القول انه بافتراض" لا يوجد ما يرجحه حتي الآن" بأن في حال سيطرة الدعم السريع على الفاشر ان حدثت، فإنها تمثل سيطرة وإنتصار مهزوم إنسانيا وثقافيا وتاريخها.
أخيرا : لا زلنا نناشد قوات الدعم السريع بوقف الهجوم وعدم تعريض المزيد من المدنيين لخطر الموت، وهذا جزء من مناشدات مستمرة لأطراف الحرب السودانية بوقفها الفوري ، فهي لا تورث الإ الموت والدمار،أو كما قال الراحل محجوب شريف " الرصاصة بتنهزم ** لما الصدور الضاوية بالحب تبتسم *** وتغني للموت والجراح"
badawi0050@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
معارك حاسمة بين الجيش السوداني و «الدعم»
البلاد (الخرطوم)
تشهد مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان جنوب غربي السودان، معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط أنباء عن توغل كبير لقوات الدعم السريع ومحاولتها تطويق اللواء 89، أكبر فرق الحامية العسكرية في المدينة.
وذكرت مصادر عسكرية أن الاشتباكات المتجددة شملت استخدام أسلحة ثقيلة وخفيفة، بعد شهور من الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على المدينة من عدة اتجاهات. وتعد بابنوسة نقطة إستراتيجية مهمة؛ لكونها ملتقى طرق رئيسي لسكك الحديد في السودان، يربط غرب البلاد بمناطق أخرى.
من جهتها، نشرت حسابات موالية للجيش السوداني مقاطع فيديو تظهر إحباط محاولة هجوم لقوات الدعم السريع، بينما تداولت قوات الدعم السريع تسجيلات لمواجهات من خلف الخنادق المحيطة بالفرقة العسكرية. يأتي ذلك في ظل خسائر تكبدها الجيش في مناطق أخرى من كردفان، خاصة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على عدد من المدن والمحليات، ما أدى إلى حصار مدينة الأبيض، عاصمة شمال كردفان، من عدة محاور.
وأفادت المصادر بتوغّل قوات الدعم السريع داخل بابنوسة وتسللها نحو مقر الفرقة 22 مشاة، قبل أن تتدخل قوات الجيش للدفاع عن مواقعها، ما أدى إلى سقوط قتلى وإصابات في صفوف الطرفين. وأشارت المصادر إلى أن المدينة باتت شبه خالية من سكانها بسبب الاشتباكات المستمرة.
وأكد شهود عيان أن الجيش السوداني نفذ خلال الأيام الماضية ضربات جوية مكثفة باستخدام المسيّرات، لصد الهجوم الواسع لقوات الدعم السريع ومحاولة السيطرة على المنطقة العسكرية.
وكان الجيش قد تعرض لخسائر كبيرة في مايو الماضي خلال المعارك في مدينة الخوي، واضطر إلى الانسحاب وإعادة التموضع في الأبيض. وأوضحت مصادر عسكرية أن الجيش يستعد حالياً لتحريك قوات كبيرة لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في غرب كردفان، ضمن خطة عسكرية تهدف إلى فك الحصار عن مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور.
تأتي هذه المواجهات بعد انسحاب قوات الدعم السريع من مدن العاصمة الخرطوم في مارس الماضي، وانتقال النزاع إلى مناطق واسعة في إقليم كردفان المجاور لدارفور، ما يعكس تصاعد الصراع العسكري في السودان.