بوابة الوفد:
2025-06-21@06:36:08 GMT

قرار الفتنة!!

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

فى معظم أحياء المحروسة تدور فتنة مقننة بين سكان العمارة الواحدة، وكذلك العقارات المجاورة التى تقع على مرأى ومسمع من إدارات الأحياء!
فلا يكاد يمر يوم واحد أو بضع ساعات من اليوم، حتى يشب الشجار بين جارين من أصحاب هذه العمارة أو تلك، حول أحقية كل منهما فى ركن سيارته أسفل العمارة، بينما ينتصر فى النهاية من يملكك ترخيصا من الحى باستغلال هذه المساحة لسيارته، بعد ان تمكن من غلقها بجنزير!
هذه المشكلة أو تلك الفتنة المقننة، تعود إلى اكثر من أربع سنوات حين أصدرت وزارة الادارة المحلية قرارها بتفويض المحافظين ورؤساء الاحياء فى القرار رقم 150 لسنة 2020، فى تخصيص مساحة ركن سيارة عموديا على الرصيف أو بالتوازى معه، مقابل ايجار شهرى 350 جنيها تدفع كل ثلاثة أشهر أو كل شهر أو تدفع سنويا مع نهاية العام، بشرط أن يأتى صاحب الترخيص بموافقة اتحاد الشاغبين فى عمارته.


من هنا نشأت المشكلة حتى بدأ طرفاها يترددان على أقسام البوليس والنيابات، فى حين يقف القانون عاجزًا متمسكًا بالقرار، وعلى المتضرر ان يتحمل مرغما تبعاته.
فهل يعقل ان يتمتع أصحاب المحال التجارية والمطاعم والشركات الواقعة فى نطاق الشارع بهذا الترخيص ويغلقون مساحاتهم المفتوحة بجنازير، وسلاسل سواء كانت سيارتهم داخلها أو كانت خارجها عندما يعودون صباح اليوم التالي.
وكذلك تظل هذه الساحات فارغة طوال أيام الاجازات دون ان يقترب منها احد، والويل لمن تجرأ على كسر السلسلة أو القفل وركن سيارته يعاقب فى القانون بجريمة اقتحام عقار، شأنه شأن من كسر شقة سكنية مغلقة!
والغريب هنا ان هذه الساحات لا تستوعب ربع سيارات العمارة فى أحسن الأحوال، لذلك يجب أن يتم الركن فيها بالتبادل أو بأسبقية الحضور، بدلا من تركها شاغرة، أو تتحول لساحات مفتوحة يكون الركن فيها بأولوية الوصول، بدلًا من تثبيت هذه الساحة على اسم مالك واحد ويترك الباقى يتصارعون حوله، الأمر الذى يمثل صداعًا مزمنًا فى رأس كل عمارة بعد أن أصبحت الشوارع جراجات!
ومن هنا نطالب وزارة الادارة المحلية بالغاء هذا القرار، الذى اثار الفتنة بين سكان العقار الواحد واشعل الصراع بين عمارات الاحياء، بتراخيص فردية لطريق عام، وحرمان ال’خرين منه علما بأن الطريق حق للجميع ولا يجوز التمييز بين ساكن وآخر خاصة وان المقابل زهيد لا يساوى جزءا مما يسببه من فتن ومشاكل، أرجوكم الغوا هذا القرار الفتان!!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قرار الفتنة عبدالعظيم الباسل وزارة الادارة المحلية أصحاب المحال التجارية

إقرأ أيضاً:

فيلم المخطط الفينيقي.. كم تدفع لتصبح غنيا؟

في ظل أجواء عالمية ومحلية مشحونة بالتوتر، يُعرض منذ مطلع مايو/أيار الفيلم الأميركي "المخطط الفينيقي" (The Phoenician Scheme) للمخرج المبدع ويس أندرسون المعروف بدقته البصرية وأسلوبه الساخر كما في تحفته "فندق بودابست الكبير" (2014). لكن العمل الجديد لا يقتصر على الجماليات البصرية واللمسة الساخرة، بل يطرح مجموعة من الأسئلة العميقة التي تتشابك مع مصائر شخصياته، لتتحول الحبكة إلى مرآة تعكس دقة الصورة وتكامل الشكل والمضمون.

يمزج أندرسون ببراعة بين الحركة والسياسة والأخلاق والإيمان، ويدخلنا في مواجهة داخلية مع مفاهيم مثل السعي إلى السلطة والثروة، والثمن الوجودي الذي يدفعه الإنسان في سبيل تحقيق طموحاته، في سردٍ يتسم بالحساسية والتأمل العميق.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلامlist 2 of 2هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الألفيةend of list "يوتوبيا" الفاسدين

تدور أحداث فيلم "المخطط الفينيقي" في خمسينيات القرن الماضي داخل دولة خيالية تدعى "فينيقيا الحديثة"، تقع في قلب الشرق الأوسط وتشهد اضطرابات سياسية واقتصادية حادة. يتقمص الممثل بنيسيو ديل تورو شخصية رجل الأعمال الفاسد زاسا زاسا كوردا الذي ينجو من محاولة اغتيال هي السادسة في سلسلة من التهديدات، بينما تلاحقه مخاوف فقدان إمبراطوريته الصناعية، خصوصًا بعد فرض ضريبة جديدة تهدد مشاريعه الكبرى في البنية التحتية، مثل السكك الحديد والقنوات والسدود.

وفي محاولة لإنقاذ إرثه، يستدعي كوردا ابنته الوحيدة ليزل (تجسدها ميا ثريبلتون) التي تخلّت عن حياة الثراء واختارت الرهبنة في الكنيسة. يسعى لإقناعها بخلافته في إدارة أعماله، لكنها تقاوم محاولاته بشدة، خاصة أنها تحمل له مشاعر الغضب واللوم لدوره في وفاة والدتها.

يأخذ الأب ابنته في جولة عبر أنحاء "فينيقيا"، في إطار حملة لإقناع مستثمرين وأمراء وشركاء قدامى بدعم مشروعه الطموح "المخطط الفينيقي"، بينما تنكشف خلال الرحلة خفايا العائلة المتصدعة، ويدخل على الخط الابن غير الشقيق نوبار الذي يطالب بحقوقه كوريث شرعي.

إعلان

تتصاعد الأحداث حين تكتشف ليزل أسرارا مظلمة في ماضي والدها، وتواجهه باتهامات صريحة، أبرزها تسببه المباشر في وفاة والدتها، فيعترف الأب -ولو جزئيا- بحقيقة جرائمه. مع تدهور صحته، يعيش زاسا زاسا رؤى سريالية بالأبيض والأسود لمحاكمته في الحياة الآخرة، ويواجه ذنوبه بصراحة لأول مرة.

وفي لحظة ندم حقيقية، يقرر التخلي عن طموحاته الإمبراطورية، ويبدأ حياة جديدة أكثر بساطة، متعاونا مع ابنته في إدارة مطعم صغير، حيث تلتئم العائلة الممزقة من جديد.

أحداث الفيلم تدور  في خمسينيات القرن الماضي داخل دولة خيالية تدعى "فينيقيا الحديثة" (حساب آي إم دي بي على إنستغرام) لوحة مزينة بالدماء

قد يكون مشهد البداية صادما، لكن معرفة المشاهد باسم المخرج تزيل الغرابة، إذ اعتاد أندرسون تحويل أقسى المشاهد إلى لوحات تشكيلية جميلة، حتى لو كان يصور اصطدام سيارة بحقل ذرة، يصاب خلاله الملياردير صاحب التاريخ الغامض والفاسد. المشهد صامت تقريبا، يعرض بحركة بطيئة، فيظهر أقرب إلى عرض أزياء منه إلى حادث عنيف.

أبدع بنيسيو ديل تورو في تجسيد شخصية زاسا زاسا كوردا، التي لا تقدم بوصفها "شريرا تقليديا"، بل كنموذج لانهيار القيم الأخلاقية بشكل ممنهج ومدروس. تتجلى هذه السمة بوضوح في مشهد رمزي لصفقة مالية يعقدها مع مستثمر أميركي أثناء تبادل تصويبات كرة السلة في قاعة مهجورة؛ كأن إتمام الصفقات لا يتطلب سوى دقة التصويب، بلا مبادئ أو ضمير.

لكن الجانب الأكثر تعقيدا في شخصية كوردا ليس سلطته أو فساده، بل علاقته الهشة بابنته ليزل، الرافضة لامتيازاته الطبقية والتي اختارت حياة الزهد والانعزال في دير. تبلغ العلاقة ذروتها في أحد أكثر مشاهد الفيلم قسوة، حين تصرخ ليزل في وجه والدها: "قتلتَ أمي، لا الشركة!"، فتنهار واجهته المتماسكة لحظة، قبل أن يستعيد ملامحه الباردة وابتسامته المصطنعة، في تجسيد دقيق لصراع داخلي طويل لم يعترف به قط.

ورغم كل الحوارات الساخرة، والمشاهد المسرحية، والديكور المُتقن، فإن الموضوع الرئيسي للفيلم يبقى هذا السؤال الأبوي: ماذا لو كانت الحقيقة التي يهرب منها الأب هي وجه ابنته؟ فالابنة ليست راهبة فقط، بل تمثل الضمير المهزوم الذي يحاول النهوض، ولو كان وسط صحراء زاخرة بالوعود الكاذبة، هي لا تريد المال، بل تبحث عن إجابة. وفي مشهد يتقاطع فيه الواقع مع ما يشبه الحلم، نراه يتعرض للمحاكمة بالأبيض والأسود، أمام زوجاته السابقات، وربما أمام ذاته القديمة. لحظة نادرة في أفلام أندرسون، حيث تُنزع الألوان لتُكشف الجراح.

ولعل نزع الألوان والاكتفاء بالأبيض والأسود لا يدل فقط على عدم وجود إمكانية للحلول الوسطى في سياق يتعلق بيوم "الحساب"، ومن ثم لا وجود للرماديات، ولكنه إنجاز خاص بأندرسون نفسه الذي تكمن روحه كمخرج سينمائي في لعبة الألوان.

"المخطط الفينيقي" قد لا يكون أفضل أفلام أندرسون لكنه الأعمق والأصدق (حساب آي إم دي بي على إنسنغرام) مخرج "يكذب" ويعترف

لم يحرص المخرج على شيء قدر حرصه على التأكيد أن ما يقدمه "بصريا" ليس إلا كذبة مكشوفة، فالأسواق مصطنعة تماما، والمكاتب تشبه علب الشيكولاتة، وكل شيء يبدو فنيا بدرجة لا تصدق، وهو يشير هنا إلى كذبة أكبر من تلك الموجودة على الشاشة أمام المشاهد، وهي كذبة الرأسمالية الكبرى، فكل شيء زائف، ومجرد واجهة لشيء آخر أكثر توحشا وإجراما وطموحا. فالرجل الذي أعلن عن مشروعاته للبنية التحتية في الدولة المسكينة لا يهدف سوى لاقتناص الأموال، أندرسون يقدم ديكورا ولكنه حريص على التأكيد أن ما نشاهده ليس سوى إلا ديكور.

ولكن إذا كان كل هذا الحرص على إظهار اللعبة باعتبارها "لعبة"، وأن البشر مجرد دمى تحركها دمى أخرى من وراء ستار، فكيف يحمل الفيلم قيمة بعد كل هذه المبالغة في إظهار الزيف؟ وهل يكفي الإبهار البصري؟ تحتاج الإجابة لمتابعة مشاهدة العمل، لأن قلب "المخطط الفينيقي" على عكس غيره من الأفلام يأتي في نهايته، حين ينفجر المشهد الأخير، حيث يجلس الأب والابنة قرب ضريح الأم، ليدرك المشاهد أن كل ذلك كان مقدمة لصوت الصدق الوحيد في الفيلم؛ صوت الغفران.

قد لا يكون "المخطط الفينيقي" أفضل أفلام أندرسون إجمالا، لكنه الأعمق والأصدق، إذ لم يحاول إبهارنا بصريا بقدر ما سعى لطرح السؤال عن الوحوش التي نتحول إليها حين ننسى أبناءنا، وعن الجمال الزائف والزائل حين يُستخدم كحيلة للهروب من الحقيقة. وهو عمل يجمع في موضوعه بين الخداع، والرغبة في الغفران، حين يسألنا أولئك الذين أحبونا وأخلصوا لنا ولم نحبهم بالقدر نفسه.

إعلان

مقالات مشابهة

  • 5 سنوات مدة الترخيص المؤقت لمشروعات الاقتصاد غير الرسمى المتوسطة والصغيرة
  • تأكيداً لشفق نيوز.. الإصلاح العراقية: إحباط محاولة هروب نزلاء من سجن العمارة
  • فيلم المخطط الفينيقي.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
  • قصر الحلابات في الأردن.. شاهد على عظمة العمارة الإسلامية المبكرة
  • مودرن إسطنبول.. أول متحف للفن الحديث والمعاصر في تركيا
  • خدمات مثلى وجهود تنظيمية ترافق كثافة أعداد المصلين في المسجد النبوي
  • لماذا ندعم إيران؟ ولماذا يجب أن تسْلَم؟ وكيف نعالج الفتنة الطائفية؟
  • قوى عالمية تدفع بالعالم نحو الهاوية (1- 3)
  • الرقابة المالية تصدر ضوابط الترخيص بإنشاء المواقع الإلكترونية للشركات والجهات العاملة بقطاع التأمين
  • لجنة كفرحزير البيئية حذرت من اعادة الترخيص لمقالع شركتي الترابة