بغداد اليوم - بغداد

في ظل التوترات السياسية والأمنية المتزايدة بالمنطقة، تتواصل النقاشات حول مستقبل وجود القوات الأجنبية في العراق، حيث يبرز دور الولايات المتحدة كقوة رئيسية في هذا السياق، وقد أدلى المختص في الشؤون الاستراتيجية مجاشع التميمي بتصريحات مهمة حول هذا الموضوع، مشيراً إلى تعقيدات الوضع الحالي.

وفي حديثه لـ"بغداد اليوم"، أكد التميمي أن الحكومة العراقية ملتزمة بمباحثات الجولة الخامسة المتعلقة بانسحاب القوات الأجنبية، والتي تم الاتفاق عليها في مباحثات العام الماضي، مما يعكس رغبة العراق في تحقيق استقلاله العسكري وتخفيض الاعتماد على القوات الأجنبية. ومع ذلك، أشار التميمي إلى أن "الالتزام لا يعني عدم وجود تحديات".

التنسيق المستمر مع الولايات المتحدة

أوضح التميمي أن التنسيق بين العراق والجانب الأمريكي مستمر، حيث يتم متابعة ثلاثة أمور رئيسية بشكل دوري: تطور قدرات القوات المسلحة العراقية، التطورات الأمنية على الأرض، وكذلك الأنشطة المتعلقة بتنظيم داعش، العناصر التي تعتبر حاسمة لتحديد الخطوات المستقبلية.

وفيما يتعلق بموعد انسحاب القوات الأجنبية، أعلن العراق عبر وزير الدفاع أن هذا الانسحاب سيكتمل بحلول عام 2026. ومع ذلك، فإن هذا الإعلان جاء قبل التطورات الأمنية الأخيرة، وخاصة الأحداث في سوريا وتأثيرها على الوضع الأمني في العراق. وقد يؤدي هذا إلى تغيير في التزامات الحكومة المقبلة، خاصة إذا استمرت التهديدات من تنظيم داعش في المناطق المجاورة.

التحديات الأمنية والتجارب السابقة

يواجه العراق تحديات أمنية متعددة، منها تزايد نشاط تنظيم داعش في المحافظات الجنوبية الشرقية السورية المجاورة، هذه التطورات قد تؤثر بشكل كبير على الأمن العام في العراق وتزيد من الضغوط على الحكومة لإعادة تقييم موقفها من القوات الأجنبية.

واستناداً إلى تجربة العراق السابقة، حيث انسحبت القوات الأمريكية في عام 2011، ثم عادت بعد ثلاث سنوات بسبب تصاعد العنف والتهديدات الأمنية، حذر التميمي من "اتخاذ خطوات متسرعة ويجب أن تكون الحكومة العراقية واعية للدرجات التي يمكن أن تؤثر على الأمن القومي واستقرار البلاد".

تحديات السيادة الوطنية في العراق

تواجه السيادة الوطنية في العراق مجموعة من التحديات المعقدة والمتعددة الأبعاد التي تؤثر على استقرار البلاد وأمنها:

1. الوجود العسكري الأجنبي:

 لا تزال القوات الأجنبية، وخاصة الأمريكية، موجودة في العراق لدعم الحكومة في مواجهة التهديدات الأمنية، مما يثير جدلاً حول مدى سيادة العراق. المطالبات الشعبية والسياسية بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي تتصاعد، لكن هذا الوجود يُعتبر ضرورياً من قبل بعض الأطراف لمواجهة خطر تنظيم داعش.

2. التدخلات الإقليمية:

 تلعب دول الجوار، مثل إيران وتركيا، دوراً كبيراً في الشؤون العراقية، لتدخلها في السياسة العراقية دعما لحلفائها أو لتحقيق مصالحها، مما يؤثر سلباً على القرار السيادي العراقي ويعقد المشهد السياسي.

3. الانقسام السياسي:

 يعاني العراق من انقسام سياسي حاد بين مختلف القوى، مما يؤثر على اتخاذ القرارات المتعلقة بالسيادة والأمن، والذي يُضعف قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات موحدة واستراتيجية لتعزيز السيادة الوطنية.

4. التحديات الأمنية:

 لا تزال التهديدات الأمنية، مثل نشاط تنظيم داعش، تؤثر على استقرار العراق، والتي تتطلب تعاوناً مع القوى الأجنبية، مما قد يُعرّض السيادة الوطنية للخطر ويجعل من الصعب على الحكومة العراقية السيطرة على الوضع.

5. الفساد وضعف المؤسسات:

 تعاني المؤسسات الحكومية من الفساد وضعف الكفاءة، مما يعيق قدرة الحكومة على تنفيذ سياساتها وتعزيز سيادتها، اضافة الى غياب الثقة بين المواطن والدولة ما يجعل من الصعب تحقيق الاستقرار والتنمية.

6. الاحتياجات الاقتصادية:

 يعاني العراق من أزمات اقتصادية خانقة، بسبب اقتصاده الريعي واعتماده على الاستثمارات الأجنبية، والذي يُقيد قدرة العراق على اتخاذ قرارات سيادية مستقلة.

المصلحة الوطنية

في النهاية، أكد التميمي أن مصلحة العراق تقتضي عدم التسرع في اتخاذ أي خطوات قد تُندم الحكومة عليها. يجب أن توازن الحكومة بين الرغبة في السيادة الوطنية والواقع الأمني المعقد الذي تواجهه البلاد.

ومع اقتراب موعد الانسحاب المحدد، يبقى الوضع الأمني والتنسيق مع القوات الأجنبية تحت المجهر، وسيكون من المهم متابعة التطورات خلال الفترة المقبلة، حيث قد تؤثر الديناميات الإقليمية على قرارات الحكومة العراقية بشأن هذا الملف الحيوي.

المصدر: وكالات + بغداد اليوم

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الحکومة العراقیة القوات الأجنبیة السیادة الوطنیة تنظیم داعش فی العراق

إقرأ أيضاً:

الفريق أول “خيري التميمي” يلتقي مسؤول التعاون الخارجي بالجيش الأردني

الوطن| متابعات

التقى الأمين العام للقيادة العامة الفريق أول خيري التميمي، بمقرر لجنة التعاون العسكري “الليبية- الأردنية” مسؤول التعاون الخارجي بالجيش العربي الأردني، المقدم ركن البراء أبوشقير، وذلك بحضور العقيد عبدالقادر قزه، مشرف الدورات التدريبية بالملحقية العسكرية الليبية في المملكة الأردنية الهاشمية، بمقر القيادة العامة في منطقة الرجمة.

وجاء اللقاء عقب ختام زيارة المقدم ركن البراء أبوشقير إلى مدينة بنغازي، والتي استمرت عدة أيام، زار خلالها الكلية العسكرية في توكرة، وكلية القيادة والأركان، ومدينة المشير خليفة حفتر العسكرية الجديدة، إضافة إلى مركز التدريب العسكري في منطقة لملودة.

وخلال اللقاء، أشاد مقرر لجنة التعاون العسكري “الليبية – الأردنية” بمستوى التدريب والتطوير والانضباط داخل المؤسسات العسكرية الليبية، معبرًا عن سعادته بزيارة مدينة بنغازي، وما لمسه من إعمار وتطور ونهضة عمرانية حديثة تحققت في زمن قياسي بعد ثورة الكرامة.

ونوّه بحالة الأمن والاستقرار التي تنعم بها المدينة بفضل جهود القوات المسلحة.

الوسوم#بنغازي الفريق أول خيري التميمي المؤسسات العسكرية الليبية ليبيا

مقالات مشابهة

  • نائب رئيس البرلمان: الجهات المهاجمة لحقول نفط كوردستان معروفة لدى الحكومة العراقية
  • أنظمة المنزل الذكي.. تحت المجهر
  • حقيقة منع السوريين من دخول الأراضي العراقية
  • القوات الأمنية العراقية تدخل حالة الإنذار منتصف الأسبوع المقبل
  • أبين.. مقتل شاب تهامي برصاص إحدى النقاط الأمنية
  • الفريق أول “خيري التميمي” يلتقي مسؤول التعاون الخارجي بالجيش الأردني
  • العشائر العراقية.. حصنٌ ودرعٌ بوجه الفكر المنحرف
  • المجلس الوزاري للأمن الوطني يؤكد على تنظيم العمالة الأجنبية أمنيا واقتصاديا واجتماعيا
  • المجلس الوزاري للأمن الوطني يناقش ملف العمالة الأجنبية في العراق وتأمين الحدود
  • سوريا تستفيد من تجربة الأردن الرقمية.. خطوات متسارعة نحو مستقبل تقني واعد