موقع النيلين:
2025-06-24@21:04:37 GMT

محمد جمعة حامد نوار يكتب: القبول

تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT

خرجت في وقت مبكر اليوم. المدينة يلسع وجهها برد صباحي بلطف ناعم. فحتى الشتاء في هذا العام ترفق بالسودانيين تضامنا ولم يشتد فيما لاحظت على غير معتاد طقس يناير. تدفأت ببعض مشاهد صغار تودعهم والدتهم إلى مدرسة. باعة الخضار ينثرون الماء على طماطم نضير. ومخبز أمامي يتخاطف الناس خبزه الحار بغير زحام. بدأت الحياة في الإنتظام على نسق كأنما يستعيد قديم الاعتياد وهذه نعمة.


ركبت الحافلة عند أول الطريق. صحت السلام عليكم. ردت سيدة وكهل. فيما تجاهلني من جاورت. إذ إنهمك في مشاهدة مقطع لوالد الشهيد محمــد البشير. شاركته بفضول متاح المسافة المبيح للاستماع. والد الشهيد يخطب بثبات على قبر فلذة ابنه. خطاب قوي متماسك. لا تعثر في كلماته ولا ألم. وبل يقين واحتساب مركوز في نفس مؤمنة. بما يقول وتخير ابنه الشهيد .
2
سرحت مع التسجيل في سوابق تذكرتها في هذه الحرب .من جيران ومعارف وأصدقاء. التقيت أهل شهداء كانوا بذات القياس والمثال. أخرهم كان عم (الطيب) والد الشهيد الصادق من أبناء أمبدة الحارة الرابعة. حينما وصلت لأعزيه. استقبلته بوجه مجزوع ولسان جاف يتخبط في إختيار مفتتح الكلمات. واستقبلني بإبتسامة عالية وساعد يهزني بقوة على كف تنبسط بالحمد لله. والشكر أن منحهم مقام شهيد في أسرته. ثم ترك مصابه ليستفسرني عن صحتي وعافيتي وأمي وأبي قبل أن ينخرط في أنس مرح. عن أبنه الشهيد. وإخوته في (المدرعات). فطابت نفسي وشعرت أن العزاء اولى به نفسي التي تتقاصر عن هامات هؤلاء الكرام وأهلهم.
3
أخرجني مجاوري بالحافلة ـ كأنه قرأ طيوف صمتي ـ قال وهو (يلكزني) يعيد المقطع على مطالع عيني هذه المرة. قال الشاب (دا والد الشهيد محمد البشير ) قلت بنزق فظ لا اعرف كيف فعلته (قريبكم) ؟! فقال الشاب. لا اعرف والد الشهيد لكني أعرف الشهيد. ثم شرح لي أنه ـ اي الشاب المتحدث ـ يعمل في مول تجاري. وكان الشهيد من الزبائن. وقال كان زبونا ممن يألفون ويؤلفون. صرنا نعرفه للطف كبير فيه تمدد لكل العاملين والعمال. حتى حفظناه وعرفناه. وبل وعرفته كل المنطقة لأنه ربما يسكن بالجوار أو بسبب ضمن خدماته لإخوانه بالمنطقة في كرري.
مضى محدثي الذي لاحظت أن العبرة تخنقه. يرفع كل ثانية نظارة طبية ليمنع تحدر دمع وهو يقول عن لحظة التشييع. عبر بهذا الشارع موكب جثمان الشهيد. قال بلا شعور حينما تطاير الخبر. سارع العمل والتجار وكثير ممن كان يعبرهم الشهيد وألفوه للصعود للحاق بالموكب إلى سركاب. قلت هل يعرفون محمد قال والله عرفته لأسابيع تعادل أعوام. قلت تقبله الله. صمتنا لبرهة. ليضيف أمس كل الذين فاتهم التشييع حينما علموا أن الجثمان العابر كان لمحمد البشير. تلاوموا ولو أن (دافنة) شخص يمكن أن تعاد لفعلوها ! وصمت عني فلم أجرجره في الحديث. اكتفيت منه واكتفى مني وبقي في خاطري الأثر الذي لا يزول وهو أن القبول في الأرض شهادة. والشهادة جزاء قبول ووفاء جزاء.
اللهم تقبل كل الشهداء في مقامات أهل الصدق والسبق. وأنزل بركتهم علينا أمنا وسلاما وتحابب لا يزول!

محمد جمعة حامد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: والد الشهید

إقرأ أيضاً:

تشييع جنازة والد الفنان تامر عبد المنعم من مسجد عمر مكرم «صور»

شُيعت منذ قليل، جنازة الكاتب الصحفي محمد عبد المنعم، والد الفنان تامر عبد المنعم من مسجد عمر مكرم بمنطقة وسط البلد، والذي رحل عن عالمنا صباح اليوم بعد صراع طويل مع المرض.

وحرص عدد كبير من نجوم والفن والإعلام على مواساة تامر عبد المنعم، الذي سيطرت عليه علامات الحزن عند تشييع جثمان والده إلى مثواه الأخير، في مقدمتهم الإعلامي محمود سعد.

جنازة والد تامر عبد المنعم وفاة والد تامر عبد المنعم

وكان تامر عبد المنعم، أعلن عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عن وفاة والده، قائلا: «مات أبي، توفاك الله تعالى يا والدي الغالي، الكاتب الكبير محمد عبد المنعم، وسوف تُقام صلاة الجنازة عليه بعد صلاة الظهر من مسجد عمر مكرم. إنا لله وإنا إليه راجعون».

يُذكر أن الراحل محمد عبد المنعم شغل مناصب صحفية بارزة، من بينها رئاسة مجلس إدارة مؤسسة روز اليوسف، كما يعد من أبرز الصحفيين المتخصصين في الشؤون العسكرية في تاريخ الصحافة المصرية.

الحالة الصحية لوالد تامر عبد المنعم

وفي وقت سابق، أثار الفنان والمنتج تامر عبد المنعم حالة من القلق عبر منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بعدما أعلن عن تعرض والده لوعكة صحية مفاجئة أسفرت عن دخوله المستشفى.

وفي هذا السياق، كشف تامر عبد المنعم، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عن الحالة الصحية لوالده، قائلا: «أبي بحالة حرجة، ربنا يستر ويعدي منها»، الأمر الذي شهد تفاعل قطاع كبير من محبيه بالدعاء والمساندة.

الحالة الصحية للكاتب الصحفي محمد عبد المنعم

ولم تكن المرة الأولى التي يعلن بها تامر عبد المنعم، عن تدهور الحالة الصحية لوالده، بل سبق وكتب: «مثل هذه اللحظات العصيبة أرجو الدعاء لوالدي فإنه بحالة خطيرة للغاية».

وشارك تامر عبد المنعم عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صورة له برفقة والده وهما بالمستشفى وعلق عليها قائلا: «في تمام السادسة صباحا رن جرس الباب وعندما استيقظت أدركت أن هناك مصيبة ما تنتظرني خلف باب الشقة ومع فتحي له أخبرتني مساعدة والدي أنه قد سقط في الحمام ويتألم بشدة».

اقرأ أيضا:

مواعيد عرض مسلسل فات الميعاد والقنوات الناقلة

موعد عرض الحلقة الخامسة من مسلسل «فات الميعاد»

لماذا غطت سارة عبد الرحمن جسدها بالحنة؟.. 6 معلومات عن الفنانة المثيرة للجدل

مقالات مشابهة

  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الأمنيات
  • محمد مندور يكتب: الشتاء النووي .. ماذا لو اندلعت الحرب الكبرى؟
  • موعد ومكان عزاء والد الفنان تامر عبد المنعم
  • تشييع جنازة والد الفنان تامر عبد المنعم من مسجد عمر مكرم «صور»
  • أهل الفن والإعلام يشاركون فى تشييع جثمان والد تامر عبد المنعم.. صور
  • غرفة صناعة السينما تنعى والد تامر عبد المنعم
  • هكذا نعى أحمد الطاهري وفاة والد تامر عبد المنعم
  • أحمد الفيشاوي ومعتصم النهار وسوسن بدر في فيلم حين يكتب الحب
  • الدكتور سلطان بن محمد القاسمي يكتب: تِيْهُ الغَرَام
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (باب الخروج من القمقم… أين)