سلطنة عمان تقود سباق الهيدروجين الأخضر في الخليج
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
تسير سلطنة عمان بخطى ثابتة لاقتحام سوق الهيدروجين الأخضر، نظرًا إلى ما تتمتع به من موارد طبيعية وموقع إستراتيجي مميز.
وحدّدت السلطنة أهدافها لإنتاج مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وإنتاج 3.75 مليون طن بحلول عام 2040، ثم 8.5 مليون طن بحلول عام 2050، وفقة موقع منصة طاقة المتخصصة.
ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى أن تصبح السلطنة سادس أكبر مصدر للهيدروجين في العالم بحلول عام 2030، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة الطاقة الدولية.
وبحلول عام 2040، من المتوقع أن تصل صادرات عمان من الهيدروجين الأخضر إلى 80% من صادرات عمان الحالية من الغاز المسال، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
وبحلول عام 2050، قد تصل هذه الصادرات إلى ضعف مبيعات الغاز المسال الحالية للسلطنة في الخارج.
تستهدف سلطنة عمان الاعتماد على الهيدروجين في تنويع مصادر الطاقة، وزيادة إسهام الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني إلى 30% بحلول عام 2030، ثم رفعها مجددًا إلى نحو 39% بحلول 2040، ضمن خططها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي.
وفي 1 يونيو 2023، وقّع وزير الطاقة والمعادن العماني سالم بن ناصر العوفي، عقودًا بقيمة 20 مليار دولار مع شركاء، بما في ذلك بي بي وشل وهيدروجين عمان (هايدروم) المشكلة حديثًا، لإنتاج 500 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا.
وبحلول 28 يوليو 2023، أعلنت هايدروم أن "الالتزامات القوية" للمبادرات في السلطنة قد ارتفعت إلى 30 مليار دولار.
ووفقًا لشركة التدقيق "ديلويت" (Deloitte)، ستقود دول الشرق الأوسط، وفي المقام الأول الخليج، تجارة الهيدروجين النظيف العالمية على المدى القصير، إذ ستُصدّر نحو نصف إنتاجها المحلي بحلول عام 2030.
وقالت الشركة - في تقرير أصدرته في يونيو إنه بحلول عام 2050 من المتوقع أن يكون لشمال إفريقيا وأستراليا أكبر إمكانات، رغم أن دول الخليج ستظل "رائدة في التصدير"، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس.
بينما تركز سلطنة عمان على الهيدروجين الأخضر، تدعم الإمارات العربية المتحدة الهيدروجين الأزرق والوردي والأخضر، واتبعت السعودية نهجًا مماثلًا.
وتستثمر كلتاهما – أيضًا - في تطوير الاستعمالات الصناعية المحلية للهيدروجين -مهما كان لونه - لإنتاج سلع مثل الفولاذ الأخضر، ما يخفف من صعوبة تصدير الغاز.
وتتبع سلطنة عمان طريقها الخاص عندما يتعلق الأمر بتنظيم الصناعة، فقد عرضت مساحات من الأراضي يمكن للشركات أن تبني عليها مشروعات للطاقة المتجددة، كما ستمتلك الدولة -عبر شركة هايدروم- حصة في تلك المخططات.
وسيكون الجزء الأكبر من الهيدروجين المولّد في سلطنة عمان للتصدير، نظرًا إلى أن السعر المرتفع نسبيًا للغاز مقارنةً بالكميات الضخمة من الطاقة المتجددة الرخيصة التي من المقرر أن تصبح متاحة، بالإضافة إلى عدد السكان والاقتصاد القليل نسبيًا.
ومن أجل التعامل مع مشكلة النقل، يُعد تحويل الهيدروجين إلى أمونيا للشحن على الناقلات أحد الحلول الممكنة، ثم يجري تحويله مرة أخرى إلى الهيدروجين في وجهته.
ومع ذلك، قال مراسل التحول العالمي للطاقة جيمس برجيس: "بينما يُنظر إلى الأمونيا بالتأكيد على أنها ناقل في الوقت الحالي، هناك خسائر تحويل في كل خطوة من هذه العملية".
التحدي الآخر هو تطوير السوق، إذ يجري تداول الهيدروجين واستعماله بكميات صغيرة، ما يجعل الارتقاء به إلى مستوى صناعة بحجم سوق الغاز المسال مهمة رئيسة.
وقال برجيس: "يمكن أن تتطور مثل سوق الغاز المسال المبكرة.. قد ترى بعض أحجام الهيدروجين الفائضة من المراكز الكبيرة تتطور في النهاية إلى سوق فورية".
وتعمل أسواق التصدير المحتملة في أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ حاليًا على تطوير قواعد بشأن الهيدروجين، في حين يجري -أيضًا- تطوير معايير إصدار الشهادات المستقلة، ولكنها لم تُوضع بعد.
وقد يكون الطلب المحلي هو شكل الصناعة في المستقبل القريب، فالعديد من المشروعات التي أُعلنت -في سلطنة عمان وأماكن أخرى- لها أيضًا جداول زمنية مدتها 7 أعوام، حتى عام 2030.
وزار وزير الطاقة والمعادن سالم بن ناصر العوفي، ناقلة الهيدروجين المسال "سويسو فرونتير" 16 أغسطس 2023 الماضى، في ميناء السلطان قابوس، ضمن زيارتها عددًا من دول الشرق الأوسط.
وتفقد العوفي - في حضور عدد من المسئولين في قطاع الهيدروجين والنقل واللوجستيات في سلطنة عمان- ناقلة الهيدروجين المسال "سويسو فرونتير"، والمرافق العامة للسفينة المتمثلة في غرفة التحكم بنقل الهدروجين باستعمال تقنية الواقع المعزز.
واستعرض المسئولون عن الناقلة البحرية تصوّرًا حول نقل الهيدروجين المسال على النطاق التجاري والجدوى الاقتصادية لمشروعات النقل.
وصُنِعَت ناقلة الهيدروجين المسال "سويسو فرونتير" في اليابان من قبل شركة كاواساكي، وتشغّلها شل اليابان.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الهیدروجین الأخضر من الهیدروجین الغاز المسال بحلول عام 2030 سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
بالتعاون بين "التراث والسياحة" وكلية عُمان للسياحة
مسقط- الرؤية
احتفلت وزارة التراث والسياحة وبالتعاون مع كلية عُمان للسياحة، بتسليم الشهادات لأكثر من 650 مرشدًا ومرشدة سياحية في برنامج الإرشاد السياحي، وذلك تحت رعاية سعادة عزان بن قاسم البوسعيدي وكيل وزارة التراث والسياحة للسياحة، وبحضور المعنيين من الجهات الحكومية والخاصة، وذلك في مقر الكلية بمسقط.
ويهدف البرنامج إلى إعداد مرشدين سياحيين مؤهلين يمتلكون القدرة على تقديم تجربة سياحية متميزة لزوار سلطنة عُمان من مختلف دول العالم، ويُسهم بشكل مباشر في تعزيز جاذبية سلطنة عمان كوجهة سياحية رائدة.
ويستهدف البرنامج العمانيين العاملين في مجال الإرشاد السياحي والراغبين في ممارسة مهنة الإرشاد السياحي، وغير العمانيين الذين يعملون في مكاتب تنظيم الجولات السياحية لممارسة مهنة الإرشاد السياحي باللغات الأجنبية غير اللغة الإنجليزية والمقتصرة كلغة إرشاد على العمانيين فقط.
وقال الدكتور حمد بن محمد المحرزي عميد كلية عمان للسياحة، إن الإرشاد السياحي يمثل ركيزة أساسية في دعم القطاع السياحي في سلطنة عمان، والذي يأتي بشراكة استراتيجية بين وزارة التراث والسياحة وكلية عمان للسياحة إحدى الشركات التابعة لمجموعة عمران حيث يسهم في تأهيل الكوادر الوطنية وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لنقل الصورة المشرفة لتراث وثقافة سلطنة عمان.
وأضاف أن إعداد كوادر مؤهلة في مجال الإرشاد السياحي لا يقتصر على إعدادهم لتقديم المعلومات للزوار فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى جسور من التواصل الحضاري وترسيخ الصورة الاجتماعية الإيجابية لسلطنة عمان لدى الزوار والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وإيجاد الوظائف والمسارات المهنية والحرفية الواعدة للعديد من الكفاءات العمانية تضع لبنة عطاء وبناء نحو رؤية عمان 2040، تحت القيادة الحكيمة والمستنيرة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه.
وأشار إلى أن الدعم الذي تقدمه وزارة التراث والسياحة المستمر لبرنامج الإرشاد السياحي وحرصها على تأهيل الكوادر الوطنية وتزويدهم بالمهارات والمعارف التي تعزز مكانة سلطنة عمان كوجهة سياحية متميزة يعكس التزام الوزارة بتطوير القطاع السياحي المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.
من ناحيتها، قالت أميرة بنت إقبال اللواتية مدير عام التنمية السياحية بوزارة التراث والسياحة، إن الوزارة تقوم بدور محوري في الإشراف على ترخيص هذه الكوادر وإعدادها الإعداد الأمثل تمهيدا للعمل في مجال الإرشاد السياحي، حيث رخصت الوازرة ما يقارب 1119 مرشدًا ومرشدة لممارسة هذه المهنة، وكان لكلية عمان للسياحة نصيب من تدريب وتأهيل هذه الكوادر الوطنية، مؤكدة أن من خلال هذا البرنامج الذي نحتفل اليوم بتخريج المشاركين منه، والذي صمم ليواكب المعايير الدولية، وليمنح المشاركين فرصة الاطلاع على أفضل الممارسات، ولصقله بالمهارات التي يحتاج إليها لأداء مهامه، ومنها مهارات التواصل، والمعلومات التخصصية حول المعالم السياحية والثقافية ومبادئ وسلوكيات الإرشاد السياحي، الذي يجب أن يتمتع بها المرشد السياحي الناجح.
يُشار إلى أنَّ برنامج الإرشاد السياحي يسهم في الحصول على رخصة مرشد سياحي؛ حيث يستمر أسبوعان أسهم في تزويد المشاركين بالمعارف والمعلومات اللازمة في هذا المجال، إضافة إلى التعريف بأساسيات الإسعافات الأولية.