تلقى صحفي تكنولوجيا شهير هدية غير تقليدية في عيد الميلاد، نسخة "افضل مبيعاً" تحمل اسمه وصورته، ولكنها كُتبت بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي. 

تفتح هذه التجربة الفريدة الباب أمام أسئلة حاسمة حول مستقبل الكتابة والإبداع في عصر الذكاء الاصطناعي، وتأثير هذه التقنيات على حقوق الملكية الفكرية.

 رحلة في متاهات الذكاء الاصطناعي

 كُتب الكتاب الذي يحمل  عنوان "Tech-Splaining for Dummies" (شرح التكنولوجيا للمبتدئين) بواسطة الذكاء الاصطناعي بناءً على بعض التوجيهات البسيطة التي قدمتها صديقة الصحفي، جانيت.

 الكتاب عبارة عن مزيج بين كتاب للمساعدة الذاتية وسيل من الحكايات، ويحاكي أسلوب الصحفي في الكتابة، ولكنه أيضًا متكرر ومسهب، ومليء بالاستعارات الغريبة، بالإضافة إلى "هلوسات" متكررة حول قطة غير موجودة.

Deepseek AI.. تطبيق الذكاء الاصطناعي الأفضل على آيفونديب سيك.. تطبيق صيني يهدد الهيمنة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعيNothing تؤكد موعد إطلاق هاتف Nothing Phone 3 بميزات ذكاء اصطناعي

"BookByAnyone": سوق الكتب المخصصة بالذكاء الاصطناعي

تمت كتابة الكتاب بواسطة شركة "BookByAnyone"، وهي واحدة من عشرات الشركات التي تقدم خدمات كتابة الكتب بالذكاء الاصطناعي.

 وقد باعت الشركة حوالي 150,000 كتاب مخصص، معظمها في الولايات المتحدة، منذ أن تحولت من تجميع أدلة السفر التي يولدها الذكاء الاصطناعي في يونيو 2024.

فيما  تبلغ تكلفة النسخة الورقية من كتابك المخصص الذي يبلغ 240 صفحة 26 جنيهًا إسترلينيًا.

حقوق الملكية الفكرية: لمن تعود؟

على الرغم من أن الكتاب يحمل اسم الصحفي وصورته، إلا أن حقوق النشر تعود للشركة، ولكن السيد ماشيياخ، الرئيس التنفيذي للشركة، يؤكد أن المنتج يهدف إلى أن يكون "هدية مزحة مخصصة"، وأن الكتب لا يتم بيعها لاحقًا. لا يوجد حاليًا أي عائق أمام أي شخص لإنشاء كتاب باسم أي شخص، بما في ذلك المشاهير.

مستقبل خدمات الذكاء الاصطناعي: هل تصبح جزءًا من حياتنا؟

تأمل الشركة في توسيع نطاق خدماتها لتشمل أنواعًا مختلفة مثل الخيال العلمي، وربما تقديم خدمة السيرة الذاتية.

تُظهر هذه الخدمات كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح جزءًا من حياتنا اليومية، ولكنها تثير أيضًا تساؤلات حول تأثير ذلك على صناعة الإبداع.

"قلق وجودي": هل يحل الذكاء الاصطناعي محل الكُتّاب؟

تثير هذه التجربة قلقًا حقيقيًا لدى الصحفي، الذي يرى أن الكتاب الذي استغرق أقل من دقيقة لتوليده، يبدو في بعض الأجزاء تمامًا مثله. 

هذا يطرح سؤالًا حاسمًا حول مستقبل الكتابة وتحرير النصوص، وهل سيتمكن الذكاء الاصطناعي من الحلول محل الكُتّاب؟

صراع الفنانين مع الذكاء الاصطناعي: انتهاك الحقوق الإبداعية

يعبر الموسيقيون والمؤلفون والفنانون والممثلون في جميع أنحاء العالم عن قلقهم بشأن استخدام أعمالهم لتدريب أدوات الذكاء الاصطناعي التي تنتج محتوى مشابهًا.

 يقول إد نيوتن ريكس، مؤسس حملة "Fairly Trained" التي تطالب شركات الذكاء الاصطناعي باحترام حقوق المبدعين: "عندما نتحدث عن البيانات هنا، فإننا نعني في الواقع أعمال حياة المبدعين البشر."

الأغاني "المزيّفة": هل انتهكت حقوق الفنانين؟

في عام 2023، انتشرت أغنية تضم أصواتًا تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي للمغنيين الكنديين دريك وذا ويكند على وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن يتم سحبها من منصات البث لأنها لم تكن أعمالهم ولم يوافقوا عليها، ومع ذلك، حاول منشئ الأغنية ترشيحها لجائزة جرامي.

"لا لحظر الذكاء الاصطناعي بل إلى استخدامه الأخلاقي": نداء المبدعين

يؤكد نيوتن ريكس أن استخدام الذكاء الاصطناعي للأغراض الإبداعية لا ينبغي أن يكون ممنوعًا، لكنه يجب أن يكون مبنيًا على موافقة المبدعين واحترام حقوقهم. ويدعو إلى بناء الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي وعادل.

موقف المؤسسات الإعلامية: بين التعاون والحظر

تتخذ بعض المؤسسات، مثل بي بي سي، قرار حظر استخدام محتواها عبر الإنترنت لتدريب الذكاء الاصطناعي. بينما اختارت مؤسسات أخرى، مثل فاينانشيال تايمز، التعاون مع مطوري الذكاء الاصطناعي مثل OpenAI.

قوانين الذكاء الاصطناعي: تحديات قانونية وتنظيمية

تدرس الحكومة البريطانية إمكانية إجراء تغييرات في القانون تسمح لمطوري الذكاء الاصطناعي باستخدام محتوى المبدعين على الإنترنت لتطوير نماذجهم، إلا إذا اختار أصحاب الحقوق عدم السماح بذلك. يصف نيوتن ريكس هذا الإجراء بأنه "جنون".

مخاطر إلغاء حقوق النشر: تدمير الإبداع

تحذر بارونة كيدرون، وهي عضوة مستقلة في مجلس اللوردات، من إلغاء حقوق النشر لصالح الذكاء الاصطناعي، وتؤكد أن الصناعات الإبداعية تخلق الثروة وتوفر الملايين من الوظائف.

غموض المستقبل: صراع بين التنظيم والإبداع

في الولايات المتحدة، يزداد الغموض بشأن مستقبل القواعد الفيدرالية التي تنظم الذكاء الاصطناعي بعد عودة الرئيس ترامب إلى الرئاسة، حيث ألغى أمرًا تنفيذيًا أصدره الرئيس بايدن بهدف تعزيز سلامة الذكاء الاصطناعي.

"قضايا Fair Use": هل يسمح القانون بالاستيلاء على المحتوى؟

تواجه شركات الذكاء الاصطناعي عددًا من الدعاوى القضائية التي تدعي أنها انتهكت القانون عندما أخذت محتوى من الإنترنت دون موافقة أصحابه واستخدمته لتدريب أنظمتها. وتدعي شركات الذكاء الاصطناعي أن أفعالها تندرج ضمن "الاستخدام العادل" وبالتالي فهي معفاة.

"DeepSeek" الصينية: تهديد للهيمنة الأمريكية؟

في تطور آخر، أثارت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية DeepSeek ضجة في هذا القطاع بعد أن أصبحت تطبيقها الأكثر تحميلًا في متجر تطبيقات آبل الأمريكي، مما يثير مخاوف بشأن هيمنة الولايات المتحدة على هذا القطاع.

الخلاصة: هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية الكتابة البشرية؟

على الرغم من التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أن تجربة الصحفي مع كتابه "المزيّف" تسلط الضوء على نقاط الضعف الحالية في هذه الأدوات، حيث أنها مليئة بالأخطاء والهلووسات، وتفتقر إلى جودة الكتابة البشرية. 

ومع ذلك، فإن السؤال الذي يبقى مطروحًا هو: إلى متى يمكننا أن نثق في أن مهاراتنا البشرية في الكتابة والتحرير ستظل أفضل من الذكاء الاصطناعي؟

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي تأليف الكتب المزيد الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

ما هو Perplexity؟.. محرك بحث يقتحم ساحة الكبار ويشعل سباق الذكاء الاصطناعي

- ما هو Perplexity وما الذي يميزها؟- اهتمام متزايد بـ Perplexity رغم التحديات القانونية- لماذا قد ترغب آبل أو ميتا في الاستحواذ على Perplexity؟- مستقبل الذكاء الاصطناعي في قبضة الكبار

كشفت تقارير إعلامية أن Perplexity، هي شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي لا يتجاوز عمرها 3 سنوات، باتت محط أنظار كل من ميتا وآبل، في خطوة تعكس اشتداد المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا على الهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي.

وبحسب مصادر مطلعة على المحادثات، أجرت شركة ميتا– المالكة لـ فيسبوك وإنستجرام– محادثات مع Perplexity في أبريل أو مايو الماضيين بشأن إمكانية الاستحواذ عليها، لكنها لم تفض إلى صفقة نهائية. 

سامسونج قد تدمج تقنيات Perplexity للذكاء الاصطناعي في هواتفها المقبلةPerplexity تطلق "Labs".. أداة ذكاء اصطناعي لإنشاء تقارير وتطبيقات احترافية

وفي المقابل، ذكرت وكالة “بلومبرج”، أن آبل ناقشت داخليا فكرة الاستحواذ، إلا أن المفاوضات لا تزال في مراحلها الأولى ولم تتطور بعد إلى خطوات ملموسة.

وتأتي هذه التحركات في وقت ينظر فيه إلى كل من “آبل” و"ميتا" على أنهما متأخرتان في سباق تطوير خدمات ومنتجات الذكاء الاصطناعي، مقارنة بمنافسين مثل “جوجل” و"OpenAI". 

ويؤكد الاهتمام المتزايد بـ Perplexity مدى احتدام الصراع على استقطاب المواهب وتطوير المنتجات في هذا القطاع الحيوي، الذي يتوقع أن يكون المرحلة التالية من تطور الإنترنت.
 

ما هي Perplexity وما الذي يميزها؟

تعد Perplexity محرك بحث قائم على الذكاء الاصطناعي، يستخدم نماذج متقدمة لتحليل محتوى الإنترنت وتقديم إجابات مختصرة مدعومة بمصادر موثوقة، تأسست الشركة في أغسطس 2022، وطرحت أول نسخة من محركها البحثي في ديسمبر من نفس العام.

توفر المنصة وضعين للبحث الأول “بحث سريع” للعمليات البسيطة، والثاني “بحث احترافي” يقدم نتائج أكثر تفصيلا ومعالجة معمقة، وهو ما يقتصر في النسخة المجانية على 3 عمليات بحث فقط يوميا. 

كما تتيح المنصة خدمات أخرى تشمل الإجابة على أسئلة تتعلق بملفات المستخدم، تخطيط الرحلات، إعداد قوائم تشغيل، وإنشاء الصور، إلى جانب صفحات محتوى منسقة حسب اهتمامات المستخدم، على غرار ما تقدمه ChatGPT.

وتتوافر معظم هذه الميزات ضمن اشتراك شهري بقيمة 20 دولارا، يمنح المستخدمين وصولا غير محدود إلى نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وتحميل الملفات، وإنشاء الصور، وتعمل Perplexity أيضا على تطوير متصفح ويب جديد يحمل اسم Comet.
 

اهتمام متزايد رغم التحديات القانونية

رغم النجاح النسبي الذي حققته المنصة، إلا أنها لا تزال تواجه منافسة شرسة، خاصة من تطبيق ChatGPT الذي استحوذ على 45% من تحميلات تطبيقات الدردشة الذكية في الربع الثالث من عام 2024، بحسب شركة “Sensor Tower”، فيما أدرجت Perplexity ضمن فئة أخرى.

كما واجهت الشركة اتهامات بانتهاك حقوق المحتوى، إذ هددت هيئة الإذاعة البريطانية BBC، باتخاذ إجراءات قانونية ضدها بزعم استخدام محتواها دون إذن. وفي العام الماضي، رفعت “داو جونز” – الشركة المالكة لصحيفة “وول ستريت جورنال” – و"نيويورك بوست" دعاوى قضائية ضد المنصة لذات السبب.

لماذا قد ترغب آبل أو ميتا في الاستحواذ على Perplexity؟

يعتقد أن استحواذا محتملا على Perplexity قد يخدم خطط كل من آبل وميتا في توسيع حضورهم في مجال الذكاء الاصطناعي.

فبالنسبة لـ آبل، سيكون ذلك دعما إضافيا لدمج ميزات البحث الذكي ضمن متصفح “سفاري”، خاصة في ظل الشكوك القانونية التي تحيط باتفاقها مع جوجل لجعل الأخير محرك البحث الافتراضي، وهو اتفاق تُقدر قيمته بالمليارات.

وقد أعلنت آبل مؤخرا عن تحديثات لأدوات الذكاء الاصطناعي في أجهزتها، لكنها لا تزال متأخرة في إطلاق نسخة معززة من مساعدها سيري، رغم الإعلان عنها منذ أكثر من عام.

أما ميتا، فتسعى بشكل محموم إلى تعزيز قدراتها في هذا المجال، وعرضت حزم توظيف تصل إلى 100 مليون دولار لبعض الكفاءات، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال". 

كما استثمرت مؤخرا في شركة “Scale AI” الناشئة، التي تساعد في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وعينت مؤسسها ألكسندر وانج ضمن صفوفها.

ورغم النجاحات التي حققتها ميتا في بعض المشاريع مثل نظارات Ray-Ban المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ونماذج Llama المستخدمة على نطاق واسع، إلا أنها تواجه تحديات أخرى، منها تأجيل إطلاق نموذجها المتقدم الجديد، إضافة إلى مخاوف الخصوصية في تطبيقها الجديد للدردشة الذكية.

مستقبل الذكاء الاصطناعي في قبضة الكبار

يرى مراقبون أن الذكاء الاصطناعي يمثل القفزة الكبرى التالية بعد الإنترنت والهواتف الذكية – وهما مجالان لعبت فيهما آبل وميتا دورا رياديا. 

ومع التطورات المتسارعة، يبدو أن مستقبل الشركتين بات مرهونا بمدى قدرتهما على الابتكار والمنافسة في هذا المضمار الجديد، الذي سيعيد تشكيل طريقة عمل الناس وتواصلهم وبحثهم عن المعلومات.

طباعة شارك Perplexity الذكاء الاصطناعي ما هي Perplexity ميتا آبل

مقالات مشابهة

  • توم كروز فى فيصل.. كيف شكل الذكاء الاصطناعي ملامح جديدة للمشاهير؟
  • المستشار عادل ماجد: الذكاء الاصطناعي بإمكانه خدمة العدالة بشرط
  • حقوق النشر.. معركة مستعرة بين عمالقة الذكاء الاصطناعي والمبدعين
  • ما هو Perplexity؟.. محرك بحث يقتحم ساحة الكبار ويشعل سباق الذكاء الاصطناعي
  • متى يُعد استخدام الذكاء الاصطناعي سرقة أدبية؟
  • عندما يبتزنا ويُهددنا الذكاء الاصطناعي
  • العمري: حتى الذكاء الاصطناعي لا يستطيع حل مشاكل النصر
  • حكم استفتاء شات جي بي تي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي .. أمين الفتوى يجيب
  • مساعد العمري: مشاكل النصر لا يحلها إلا الذكاء الاصطناعي.. فيديو
  • أكاديمي: دقة اتخاذ القرار في الذكاء الاصطناعي تتجاوز 90%