صدى البلد:
2025-08-17@02:17:52 GMT

إبراهيم عبد المجيد: القرين جزء لا يتجزأ من كتابتى

تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT

كشف الكاتب إبراهيم عبد المجيد، تفاصيل مثيرة حول علاقته بـ'قرينه' وتصوراته حول الكتابة الحديثة، خاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك.

وقال عبد المجيد خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج «نظرة» المذاع على قناة صدى البلد، إنه يشعر بتواصل مستمر مع شخصيته الكتابية، حيث يعبر عن مشاعره وأفكاره كما لو كان يروي قصة في لحظة ما، بل ويشعر أحيانًا أن الكتابة عبر الإنترنت تفتح له آفاقًا خيالية أكثر من الكتابة التقليدية.


وأضاف عبد المجيد أن «القرين» هو جزء لا يتجزأ من عملية الكتابة لديه، وهو يتغير من كتاب لآخر، موضحًا أنه في روايته الأخيرة «قاهرة اليوم الضائع» التي صدرت في معرض الكتاب 2022، أخذ فكرة غريبة: أن قرينه ينزل المظاهرات في القاهرة بينما هو جالس في منزله مع زوجته يتفرج على فيلم أجنبي.

كتب وألعاب تعليمية.. إقبال غير مسبوق على قاعة الطفل بمعرض الكتابجناح الشباب والرياضة في معرض الكتاب: ندوات توعوية وورش عمل لبناء جيل مثقففي إصدار جديد .. جناح الأزهر بمعرض الكتاب يناقش قضايا الطفولةالمشير أبو غزالة.. شخصية جناح دار الدفاع بمعرض الكتاب

ووصف كيف أن قرينه سار في شوارع القاهرة الخالية، مستعرضًا الأماكن الشهيرة مثل طلعت حرب، بينما هو نفسه يشعر بأن الشخصيات من الماضي، مثل نجيب الريحاني، قد مروا من هنا.

كما تطرق عبد المجيد إلى تأثير الكتابة الرقمية على عمله، حيث أشار إلى أنه يقوم أحيانًا بتبسيط النصوص على منصات التواصل الاجتماعي لتصبح أكثر خيالية وأقرب إلى القصص القصيرة، وهو نوع من التفاعل المتجدد مع الزمن والمكان من خلال الأداة الرقمية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اخبار التوك شو صدى البلد برنامج نظرة المزيد عبد المجید

إقرأ أيضاً:

صنع الله إبراهيم رأس حربة الستينيات

إيهاب الملاح -

(1)

منذ إعلان رحيله وحتى كتابة هذه السطور؛ تبدو مكانة صنع الله إبراهيم وقيمته وسيرته وحضوره في خريطة السرد العربي الحديث والمعاصر، أكبر بكثير جدا حتى مما قدر هو ومحبوه ومريدوه وأكبر مما تصوره المعنيون بالتأريخ الأدبي، وسيرة الرواية في الأدب العربي الحديث والمعاصر.

ليس الكم هنا هو الذي يعول عليه؛ وقد كان صنع الله من أغزر كتاب جيله إبداعا ونشرا، وليس التنوع والتعدد والتنقل بين أشكال الكتابة الإبداعية بأنواعها المعروفة (القصة والرواية والنصوص القصيرة) وبين الكتابات غير الخيالية (التاريخية والتوثيقية والحوارية والنقدية) بالإضافة إلى كتابات موجهة لليافعين والناشئة، وجهود في الترجمة.. وغير ذلك.

أقول إن كل ما سبق ليس وحده هو الذي حدد مكانة صنع الله وحضوره الكبير الوافر الذي تسلل إلى وجدان القراء وجمهور الأدب ومحبي الرواية بتنوع وتعدد مستويات هؤلاء القراء: فربما كان صنع الله إبراهيم أحد القلائل على قمة هرم جيل الستينيات الذي استوعب شرائح عدة ومتنوعة من القراء في مصر والعالم العربي؛ بدءًا من دوائر النخبة وصفوة المتلقين منذ سبعينيات القرن الماضي، مرورا بدوائر النقاد ودارسي الأدب والأكاديميين، ووصولا إلى تنويعات لا حصر لها مع انفجار ثورة الاتصالات والمعلومات والسوشيال ميديا، استطاع صنع الله إبراهيم اختراق كل هذه الدوائر واستطاع أن يوجد لنفسه مكانا بأعماله المتميزة ونصوصه مختلفة المذاق ومتجددة الروح وحاسمة الرؤية.

كل ذلك فضلًا على حضوره خارج دائرة القراءة بالعربية، عن طريق الترجمة وقد ترجم أهم أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية وغيرها من اللغات الأخرى.

(2)

يندرج صنع الله إبراهيم ضمن الطبقة الأولى الممتازة، مما اصطلح على تسميتهم بجماعة الستينيات، أو جيل الستينيات، وقد مثلت روايته المدوية «تلك الرائحة» التي صدرت في منتصف الستينيات، رصاصة الإطلاق والإعلان والتدشين لأدب هذا الجيل المفارق والمتجاوز، الذي تمحور في جملة كبيرة من نصوصه (وفي القلب منها روايات صنع الله نفسه) حول السرديات الكبرى، والقضايا السياسية البارزة في عقدي الستينيات والسبعينيات وما تلاها.

بالإضافة إلى منجزه التشكيلي الذي تمثل في إحداث قطيعة حاسمة مع التقنيات الواقعية، السائدة، آنذاك، بكسره عامدًا قواعد المنظور الروائي، وتراتب أهمية التيمات والأحداث في الرواية. كما انفرد صنع الله، دون أبناء جيله "بتكنيك مميز، احتازه ووسمه بميسمه، فتبدى لصيقا باسمه" على ما يقول محمد بدوي أبرز من نقدوا هذا الجيل ونصوصه المميزة في عمله الشهير «الرواية الحديثة في مصر ـ دراسة في التشكيل والأيديولوجيا».

وقد حرص صنع الله على تأصيل أسلوبه الروائي التوثيقي والوصول به إلى درجة عليا بل مستويات عليا من هذه التوثيقية الجمالية التي اشتهر بها، وأصبحت مذهبًا متميزًا في الكتابة الروائية العربية والعالمية‏، وعلى السواء.

كانت هذه مقدمة لازمة وضرورية قبل الشروع في تكثيف إضاءة نقدية أشبه بالمدخل أو العتبة لفهم خصوصية إبداع هذا النحيف الملتزم الذي ملأ الدنيا وشغل الناس لفترات طويلة؛ شغلهم بإبداعه ونصوصه منذ خرج عليهم بأول أعماله المدوية «تلك الرائحة» التي قلبت الدنيا وتفاوتت وتنوعت الاستجابات القرائية لها ما بين متقزز منها ومتحمس لها (راجع موقف الكاتب الكبير يحيى حقي وما قاله فيها، وراجع أيضا المقال التدشيني الحماسي الذي سجله الكاتب الكبير يوسف إدريس بحقها)..

وشغلهم بمواقفه والتزامه السياسي والإنساني تجاه قضايا الوطن والعروبة والمقاومة، ومن القضية الفلسطينية؛ وهي مواقف مشهورة ومعلومة سجلها إبداعا في رواياته الكبرى وعلى رأسها روايته «بيروت بيروت»، وسجلها في مواقفه العامة، وعلى رأسها رفضه المدوي، وعلى رؤوس الأشهاد لجائزة ملتقى الرواية العربية 2003 وألقى بيانه المقتضب الشهير آنذاك (انتشر بكثافة كبيرة على صفحات السوشيال ميديا عقب رحيله).

(3)

في «تلك الرائحة» روايته الأولى التي صدرت عام 1966، عبر الكاتب عن تجربة خروج الشيوعيين من المعتقل، وامتازت تلك الرواية وكل أعماله الأولى في العموم بدرجة عالية من الصدق والحرارة، ثم بعد ذلك دخل الكاتب في دور البحث والتجريب، فكتب روايته التوثيقية «نجمة أغسطس» عن ملحمة بناء السد العالي، ثم روايته «اللجنة» التي اقترب فيها من شكل وروح الكاتب العالمي «كافكا»..

وسأتوقف قليلا أمام هذه الرواية لأنها دشنت شكلا واضحا ومحدد المعالم لما يمكن أن نطلق عليه "رواية سياسية"، يسجل العالم الفريد الذي خلقته سنوات الانفتاح، وما نتج عنه من اختلاط واضطراب في القيم، وفي معاني الحرية والتقدم.

الخبرة الواسعة والكتابة الدقيقة التي تتميز بالاقتصاد والقدرة على النفاذ هي السمة الواضحة التي تميز أسلوب صنع الله إبراهيم. فهو قادر من الصفحات الأولى أن يصنع العالم نصف الواقعي نصف السريالي الذي يميز موضعه، والذي يساعده على الكشف في الجو الخانق المدمر للروح، الذي يعيشه الفرد تحت دعاوى الحرية والنظام التي لا حقيقة لهما ولا معنى إنساني لهما. هذه «اللجنة» التي يتقدم إليها البطل هي لجنة غريبة، هي أولا لا تتكلم العربية، وأنت لا تدري إن كانت لجنة تحقيق أو لجنة امتحان ولكنها لجنة لها نفوذ نصفها من العسكريين، ونصفها من المدنيين، هي خليط من لجان الامتحان ومحاكم التفتيش، والمتقدم لهذه اللجنة شخص طموح، الصراع بين طموحه وقدراته يعذبه، ووضعه الاجتماعي يجعل منه دائما بين فكي الرحى، إنه المثقف المطحون الذي لم يعد يملك القدرة على الفعل. الموزع بين الإدراك الاجتماعي النافذ والإحباط الإنساني والجنسي والاجتماعي الذي يفقده الرغبة والقدرة على مواصلة الحياة.

أما في روايته «ذات» التي تحولت إلى مسلسل تليفزيوني شهير حاز نسبة مشاهدة عالية جدا، فقد شق لنفسه طريقا خاصًا مليئا بالحيوية والخصوصية، واستطاع أن يمسك في جانبي الرواية (الدرامي والوثائقي) بالزمان والمكان في اقتدار بالغ وفنية عالية.

ترجمت أعمال صنع الله إلى كثير من اللغات الأوروبية، ونوقشت أعماله في أغلب المؤتمرات الأدبية، واحتفل بها النقاد من مختلف الاتجاهات، ولكن فيما يرى عدد معتبر من النقاد أن صنع الله في رواية «ذات» قد بلغ بشارة نضج بالغ، ووصول إلى صورة مصرية جديدة للرواية تكسر قواعد الخوف، وتقتحم في أناقة فنية موضوعات الجنس والسياسة في اقتدار فنان مسؤول (بتعبير الراحل علاء الديب).

الباحث الفرنسي المرموق ريشار جاكمون (جامعة مارسيليا)، الذي ترجم سبع روايات لصنع الله إلى الفرنسية، وأحد أقرب أصدقاء صنع الله إلى روحه وقلبه، قدم في قراءة متميزة لأعمال صنع الله إبراهيم ما يشبه الخريطة الجامعة، تجمعها في ثلاثيات متجانسة ومتكاملة. فبعد روايته الاستهلالية التي كرست ميلاد جيل الستينيات وتميزه وهي «تلك الرائحة» كتب ثلاثية المثقف النقدي المستقل المعتزل التي تبدأ بـ«نجمة أغسطس» وتتواصل في «اللجنة» وتكتمل مع «بيروت.. بيروت». ثم تبعها بثلاثية أخرى؛ هي «ذات» و«شرف»، و«وردة»..

ثم أتبعها بثلاثية أخيرة دعاها ريشار جاكمون بثلاثية الدكتور شكري الباحث عن الحقيقة المهموم بفوضى العالم وارتباكه والتباسه في «أمريكانلي» و«القانون الفرنسي» و«الجليد» والتي تكشف عن معاناة المثقف الحقيقي المستقل في عالم موبوء ومترع بالفساد.

في يسر ومهارة غطى صنع الله إبراهيم سرديا الفترة المرعبة منذ منتصف الستينيات إلى رحيله، وقدم مزيجًا جديدًا بين الفن والمعرفة في طريق واحد جديد وأصيل.

(4)

رحل صنع الله إبراهيم وترك عشرات الأعمال ما بين القصة والرواية والكتاب غير الأدبي، وترك محبة عظيمة ومتجددة في قلوب قرائه ومحبيه، ودعوة دائمة لمعاودة القراءة والاستمتاع بهذه النصوص وما تحمله من مستويات للفهم والتفسير والتقويم وأخيرا التأويل المنفتح على كل رأي وكل اتجاه وكل تصور.

مقالات مشابهة

  • صنع الله إبراهيم رأس حربة الستينيات
  • الكتاب المحظور الذي أرعب الهند
  • ترددت وتأخرت في الكتابة عن يوم الشباب الدولي… لأن الواقع أقسى من الاحتفاء
  • «كراكال» راعٍ رسمي للأسلحة بمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية
  • ورحل صنع الله إبراهيم
  • أحمد عبد المجيد: أوهام إسرائيل الكبرى ستتحطم على صخرة السيادة العربية
  • وزير التعليم العالى يشيد بجناح جامعة القاهرة بمعرض "يوني إيجيبت"
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أوراق تنتظر الكتابة)
  • وزير التعليم العالي يزور جناح الجامعة المصرية اليابانية بمعرض أخبار اليوم للتعليم
  • خطه بالمعتقل.. أسير فلسطيني محرر يشهر مصحف الحفاظ بمعرض إسطنبول