صراع أمريكي صيني على شريان التجارة العالمي.. ما أهمية قناة بنما؟
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
في خطوة أمريكية تصعيدية، حذّر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، من أن بلاده ستتحرّك ضد بنما ما لم تُجرِ "تغييرات فورية" لتقليص النفوذ الصيني على قناة بنما.
في المقابل شدّد الرئيس البنمي على عدم وجود تهديد جدّي بغزو أمريكي مقترحًا إجراء محادثات.
أخبار متعلقة انفجار في موسكو يوقع قتيلا وأربعة جرحىزلزال بقوة 4.
وأشار روبيو إلى "نفوذ وسيطرة" للصين على القناة التي تربط المحيطين الأطلسي والهادئ ويمر عبرها نحو 40 في المئة من الحاويات الأميركية.
واستجابة للضغوط الأميركية، أمر مولينو بتدقيق في حسابات شركة مقرها هونغ كونغ تسيطر على الموانئ على ضفتي القناة.
لكن "ترامب"، علّق بأن الخطوة غير كافية وإن بنما "خرقت بالكامل" التفاهم الذي تم التوصل إليه عندما أعادت الولايات المتحدة القناة لها أواخر العام 1999.
وأضاف ترامب في إشارة إلى بنما "عرضوا بالفعل القيام بكثير من الأمور.. لكننا نعتقد أنه من المناسب أن نستعيدها".
وكيّ تعرف أهمية هذه القناة الملاحية الاستراتيجية، عليك الرجوع إلى تاريخها الطويل، الذي يمتد لعقود.. وترصد "اليوم" في هذا التقرير أهم المعلومات عن قناة "بنما"..
قناة بنما اليوم
تمثل قناة بنما اليوم رمزاً للتطور الهندسي والنجاح الاستراتيجي. فهي ليست مجرد ممر مائي، بل شريان حيوي يربط بين قارات العالم ويساهم في تحفيز الاقتصاد العالمي. على الرغم من التحديات البيئية والجيوسياسية، تظل القناة عنصراً أساسياً في مشهد التجارة العالمية.
الموقع الجغرافي لقناة بنما
تقع قناة بنما في دولة بنما، التي تُعرف بأنها جزء من أمريكا الوسطى. تربط القناة بين المحيط الهادئ ومنطقة البحر الكاريبي والمحيط الأطلسي، مما يجعلها ممراً استراتيجياً حيوياً للتجارة العالمية. تمتد القناة على طول 77 كيلومتراً من خليج ليمون في المحيط الأطلسي إلى خليج بنما على المحيط الهادئ. .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } خريطة توضح أهمية قناة بنما
الأهمية الاستراتيجية لقناة بنما
تتمتع قناة بنما بأهمية استراتيجية كبيرة، إذ كانت السفن التجارية قبل إنشائها مضطرة للإبحار حول الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية عبر رأس هورن في تشيلي. هذا المسار كان خطيراً ويضيف نحو 13 ألف كيلومتر إلى الرحلة، ويستغرق من 20 إلى 30 يوماً إضافية حسب الظروف الجوية وسرعة السفن.
مع افتتاح القناة عام 1914، تقلصت المسافة إلى نحو 8 آلاف كيلومتر، وأصبح الوقت المستغرق لعبور القناة يتراوح بين 8 إلى 10 ساعات. ساهم هذا التغيير في تقليل تكاليف الشحن وتوفير الوقت والجهد، مما جعل القناة عنصراً محورياً في التجارة العالمية.
قناة بنما والتجارة العالمية
تستقبل قناة بنما أكثر من 14 ألف سفينة سنوياً، تحمل بضائع تتجاوز قيمتها 270 مليار دولار أمريكي. ومن بين هذه السفن نجد ناقلات السيارات، وناقلات الغاز الطبيعي، والسفن الحربية، إضافة إلى السفن المحملة بالمنتجات الزراعية مثل الذرة وفول الصويا القادمة من الولايات المتحدة إلى آسيا، والبضائع الإلكترونية والسيارات من آسيا إلى أوروبا والأمريكتين.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } حفر قناة بنما
تُعتبر الولايات المتحدة أكبر مستخدم للقناة، حيث تمثل السفن الأمريكية نحو 73% من حركة القناة، وتمر 40% من إجمالي حركة الحاويات الأمريكية عبر القناة سنوياً. رغم صغر حجمها مقارنة بممرات مائية أخرى، حققت القناة إيرادات قياسية بلغت 4 مليارات دولار في عام 2024، بفضل التوسعات التي أُنجزت في عام 2016، والتي سمحت بمرور سفن "نيو باناماكس" العملاقة.
التحديات البيئية وزيادة رسوم العبور
واجهت قناة بنما تحديات بيئية مثل انخفاض مستويات المياه نتيجة التغير المناخي، مما دفع إدارة القناة إلى زيادة رسوم العبور لمواجهة هذه التحديات. وقد أثارت هذه الزيادات انتقادات من بعض الأطراف، بما في ذلك تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
الصراع الأمريكي الصيني على قناة بنما
صرح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بأن "إدارة القناة تعود لبنما وحدها، لا إلى الصين ولا إلى أي جهة أخرى". تعكس هذه التصريحات مخاوف الولايات المتحدة من زيادة النفوذ الصيني في التجارة العالمية والبنية التحتية الاستراتيجية.
رغم أن الصين لا تسيطر على قناة بنما، تدير شركة تابعة لمجموعة "سي كيه هاتشيسون" القابضة، ومقرها هونغ كونغ، ميناءين على مدخلي القناة في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ. وقد تُعتبر القناة ساحة جديدة للتنافس بين الصين والولايات المتحدة في ظل التوترات الاقتصادية بين البلدين. .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تربط قناة بنما بين المحيط الهادئ ومنطقة البحر الكاريبي والمحيط الأطلسي - أ ف ب
التاريخ الطويل لقناة بنما
تعود فكرة إنشاء قناة تربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ إلى القرن السادس عشر، عندما اقترح الملك الإسباني كارلوس الخامس هذا المشروع. لم يتحقق الحلم الإسباني بسبب التحديات التقنية آنذاك.
في أواخر القرن التاسع عشر، حاولت فرنسا بقيادة فرديناند ديليسبس بناء القناة، لكنها فشلت بسبب التكاليف الباهظة وتفشي الأمراض مثل الملاريا والحمى الصفراء. لاحقاً، اشترت الولايات المتحدة حقوق المشروع من فرنسا مقابل 40 مليون دولار ووقعت معاهدة مع بنما عام 1903 لتطوير القناة.
بدأت الولايات المتحدة العمل على القناة عام 1904، واستمر البناء حتى افتتاح القناة رسمياً في 15 أغسطس 1914. وظلت القناة تحت السيطرة الأمريكية حتى توقيع معاهدات توريخوس-كارتر عام 1977، التي نصت على تسليم القناة تدريجياً لبنما بحلول نهاية عام 1999.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اليوم وليد عبده قناة بنما أزمة قناة بنما الولایات المتحدة التجارة العالمیة المحیط الأطلسی المحیط الهادئ قناة بنما article img ratio
إقرأ أيضاً:
لقاء قائد جيش باكستان بترامب يفتح آفاق تعاون في التجارة والتعدين
إسلام آباد – في لقاء تاريخي بين قائد الجيش الباكستاني المشير عاصم منير والرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، ناقش الطرفان التوتر الإيراني الإسرائيلي، والنزاع الباكستاني الهندي، حيث أعرب رئيس أركان الجيش الباكستاني عن تقدير حكومة وشعب باكستان العميق للدور الأميركي في تسهيل وقف إطلاق النار بين باكستان والهند في الأزمة الإقليمية الأخيرة، التي نشبت مطلع الشهر الماضي.
ووفقا لبيان صادر عن الجناح الإعلامي للجيش الباكستاني، فقد ناقش المشير منير مع ترامب سُبل توسيع التعاون الثنائي في مجالات متعددة، بما في ذلك التجارة والتنمية الاقتصادية والتعدين والمعادن والذكاء الاصطناعي والطاقة والعملات المشفرة والتقنيات الناشئة.
وقد أبدى ترامب اهتماما كبيرا بتشكيل شراكة تجارية متبادلة المنفعة مع باكستان، تقوم على التقارب الإستراتيجي والمصالح المشتركة طويلة الأجل.
ويمثل هذا اللقاء رمزية كبيرة لدى الباكستانيين، ورمزية عامة كون المشير منير هو أول رئيس أركان جيش في الخدمة يلتقي وجها لوجه مع رئيس أميركي في السلطة، وأول مرة يُستقبل فيها قائد عسكري باكستاني في الخدمة رسميا على هذا المستوى، دون أن يكون قد شغل منصبا سياسيا.
وتبرز أهمية الزيارة أيضا في المجالات التي تمت مناقشتها بين الطرفين، إذ تم التركيز على الجانب الاقتصادي أيضا، وفقا لبيان الجيش، ووفقا لتصريحات ترامب أيضا، الذي قال إن بلاده تعمل على اتفاقية تجارة مع باكستان.
حجم التجارة المتبادلةوفقا لمكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة، فقد بلغ إجمالي تجارة السلع الأميركية مع باكستان بما يقدر بنحو 7.3 مليارات دولار في عام 2024.
ووفقا للمكتب فقد بلغت صادرات السلع الأميركية إلى باكستان في عام 2024 ما قيمته 2.1 مليار دولار، بزيادة قدرها 4.4% عن عام 2023، في حين بلغ إجمالي واردات السلع الأميركية من باكستان 5.1 مليارات دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 4.9% (238.7 مليون دولار) عن عام 2023.
إعلانبينما بلغ عجز تجارة السلع الأميركية مع باكستان 3 مليارات دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 5.2% عن عام 2023.
وفي أحدث الإحصائيات أكد السكرتير البرلماني لوزارة التجارة الباكستانية ذو الفقار علي بهاتي أن إجمالي حجم التجارة بين باكستان والولايات المتحدة قد بلغ 7.3 مليارات دولار.
وخلال جلسة الأسئلة في البرلمان، قال إنه من يوليو/تموز 2024 إلى مارس/آذار 2025، بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 5.53 مليارات دولار.
وفقا لبهاتي، فقد بلغت صادرات باكستان خلال العام المالي الجاري إلى الولايات المتحدة 4.34 مليارات دولار، في حين سجلت الواردات من الولايات المتحدة 1.19 مليار دولار، ولوحظت زيادة كبيرة قدرها 3.15 مليارات دولار في صادرات باكستان إلى الولايات المتحدة خلال الفترة نفسها.
وفي العام الماضي قال عاطف إكرام شيخ، رئيس غرفة تجارة وصناعة باكستان، إن الولايات المتحدة هي واحدة من الدول القليلة في العالم التي تتمتع باكستان معها بفائض تجاري ثنائي، وفقا لغرفة تجارة باكستان.
وفقا لوكالة الأنباء الباكستانية الحكومية في مايو/أيار الماضي، فإن المسؤولين الباكستانيين يعتقدون أنه إذا خفضت الولايات المتحدة التعريفات الجمركية، فهناك إمكانية قوية لزيادة كبيرة في الصادرات الباكستانية.
ويقول المستشار الاقتصادي في مركز دراسات الفضاء والأمن بإسلام آباد الدكتور عثمان شوهان، إن التجارة بين باكستان والولايات المتحدة شهدت استقرارا، مشيرا إلى إمكانية زيادتها لتشمل مجالات أخرى.
وأضاف شوهان، في حديث للجزيرة نت، أن باكستان تُحقق فائضا تجاريا يُقارب 3 مليارات دولار مع الولايات المتحدة، ولذلك فُرضت عليها رسوم جمركية مرتفعة نسبيا.
من جانبه، قال المحلل الاقتصادي أسامة رضوي إن التجارة بين باكستان والولايات المتحدة حافظت على استقرارها نسبيا، إلا أن الرسوم الجمركية الأخيرة والتي بلغت 29%، قد وضعت مسارها المستقبلي في خطر.
وقال رضوي، في حديث للجزيرة نت، إن اجتماع ترامب وعاصم منير، قد يؤدي، إلى زيادة التبادل التجاري بين باكستان والولايات المتحدة.
التعاون الاقتصاديرغم أن الجوانب السياسية والأمنية قد طغت على اللقاء الذي جمع عاصم منير بترامب، وأهمها التوتر الباكستاني الهندي، والتوتر الإيراني الإسرائيلي، وقضية كشمير، إلا أن الطرفين ناقشا بعض القضايا الاقتصادية، فيما يراه البعض ذا أهمية، ويراه آخرون غير مهم في سياق هذا الاجتماع.
ويقول عثمان شوهان إن الأمر المُشجع في زيارة الجنرال منير هو رغبة كلا الجانبين الواضحة في تغيير مسار العلاقات، والانتقال من التعاون الأمني في الغالب إلى المشاركة الاقتصادية الحقيقية.
ويضيف شوهان أنه مع وجود قطاعات إستراتيجية مثل الطاقة والمعادن والتكنولوجيا على طاولة النقاش، فإنه يرى فرصا قوية لنمو التجارة في المستقبل القريب.
بخلاف ذلك، يرى أسامة رضوي أن الناس يُبالغون في تفسير اللقاء، حيث يرى أن البعد الأكثر أهمية في هذا الاجتماع هو البعد الدبلوماسي والسياسي الخارجي أكثر من كونه اقتصاديا.
إعلان إمكانيات هائلةيقول شوهان إن المحادثات غطت نطاقا واسعا بما في ذلك المعادن والطاقة والذكاء الاصطناعي، وحتى العملات المشفرة.
وهذه إشارة واضحة إلى أن كلا من باكستان والولايات المتحدة تُفكران في المستقبل، وليس فقط بالوضع الحالي.
وأضاف "إنه لأمر مُنعش أن نرى هذه المجالات ذات الإمكانات العالية تحظى أخيرا باهتمام جدي في المحادثات الثنائية".
ويؤمن المستشار الاقتصادي بأن باكستان تمتلك بعض المجالات الواعدة للغاية، لا سيما في مجال المعادن الضرورية للتكنولوجيا النظيفة والإلكترونيات.
ويضيف أن باكستان -بفضل سكانها الأذكياء وبنيتها التحتية المحسنة- أصبحت في وضع جيد يسمح لها بالشراكة مع الولايات المتحدة، ويؤكد شوهان أن احتياطيات المعادن وحدها تجعل باكستان بديلا جذابا في حوار سلسلة التوريد العالمية.
من جهته، يقول أسامة رضوي إن الاجتماع ركّز على العملات المشفرة والتعدين، وفي هذا السياق، تمتلك باكستان احتياطيا كبيرا من المعادن، إلا أنها تُساهم بأقل من 3% من ناتجها المحلي الإجمالي، مما يُتيح إمكانات هائلة في هذا المجال.
ويضيف رضوي، يُقدّر إجمالي أصول باكستان المعدنية بنحو 6 تريليونات دولار، لكن التكنولوجيا المُتعلقة بعمليات الاستخراج والمعالجة لا تزال تُشكّل عائقا كبيرا. كما أن صادراتها المعدنية ضئيلة، حيث تُمثّل 0.1% من صادرات المعادن العالمية.
وفيما يتعلّق بالعملات المشفرة يقول رضوي إنها أصبحت مؤخرا مصطلحا شائعا في باكستان، ويعتقد أنها خطوة إيجابية، مشيرا إلى أن لها استخدامات أخرى مُتعددة مقارنةً بجني الأرباح فقط.
ويختم رضوي قائلا "لقد خصصت باكستان مؤخرا استثمارات لتعدين البيتكوين في البلاد، مما سيساعد على تحسين استهلاك الطاقة (الذي انخفض مؤخرا). لكن على كلا الجبهتين، لا يزال التقدم في مراحله الأولى، وعلينا الانتظار لنرى كيف ستتطور الأمور، خاصة البنية التحتية المؤسسية الداعمة".
وجدير بالذكر أن باكستان لديها مخزون موارد ورواسب طبيعية تُقدر قيمتها بتريليونات الدولارات، تقدر بأنها مجموعة من 17 عنصرا معدنيا مستخدمة في مجموعة كبيرة من التطبيقات عالية التقنية، مثل الهواتف الذكية والمركبات الكهربائية وتوربينات الرياح وأنظمة الدفاع.
ويُقدر موقع "إنيرجي أبديت" في أبريل/نيسان الماضي احتياطيات باكستان بنحو 8 تريليونات دولار، أي ما يقرب من 20 ضعف الناتج المحلي الإجمالي الحالي لباكستان.
بينما تقدر صحيفة "باكستان اليوم" الباكستانية قيمة مخزون المعادن في باكستان بنحو 50 تريليون دولار، تتركز بشكل رئيسي في أقاليم بلوشستان (جنوب غرب) وخيبر بختونخوا (شمال غرب) وجيلجيت بالتستان (شمال).