سياسة الهيمنة.. الجدل حول تغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
محمد عبدالمؤمن الشامي
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا بعد تصريحاته حول رغبته في تغيير اسم “خليج المكسيك” إلى “خليج أمريكا”، جاء هذا الإعلان في إطار سياساته التي تسعى لتعزيز الهوية الأمريكية وترسيخ مفهوم “عظمة أمريكا”، ورغم أن هذه الخطوة لم تُنفذ رسميًا، إلا أنها فتحت الباب أمام نقاش واسع حول العلاقة بين السياسة والجغرافيا، وأثارت غضبًا كبيرًا في المكسيك، التي تعتبر الخليج جزءًا لا يتجزأ من هويتها الوطنية والتاريخية.
يُعد خليج المكسيك من أهم المسطحات المائية عالميًا، حيث يمثل ممرًا حيويًا للتجارة الدولية ومصدرًا غنيًا للموارد الطبيعية، بما في ذلك النفط والغاز، وتاريخيًا، أطلق الإسبان اسم الخليج نسبةً إلى الأراضي المكسيكية المطلة عليه في القرن السادس عشر، وبمرور الوقت، أصبح هذا الاسم جزءًا من التراث الجغرافي والتاريخي للمنطقة، مما يجعل أي محاولة لتغييره بمثابة تحدٍ لهذا الإرث.
ترامب برر رغبته في تغيير اسم الخليج بأنها خطوة تعكس مصالح الولايات المتحدة ومكانتها العالمية، واعتبر أن الخليج، الذي يخدم المصالح التجارية الأمريكية بشكل كبير، يجب أن يُبرز “الهوية الأمريكية” أكثر من ارتباطه بالمكسيك. ورغم عدم تنفيذ هذا الاقتراح، إلا أن تصريحاته أثارت عاصفة من الانتقادات داخل وخارج الولايات المتحدة، حيث رأى البعض فيها محاولة لفرض الهيمنة الثقافية والسياسية الأمريكية على المنطقة.
في المكسيك، جاءت الردود على هذه التصريحات قوية وساخرة، حيث رفضت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، هذه الفكرة بشكل قاطع ووصفتها بأنها استفزاز سياسي. وخلال مؤتمر صحفي، عرضت شينباوم خريطة تاريخية تُظهر الأراضي المكسيكية التي كانت تشمل أجزاءً واسعة من الولايات المتحدة الحالية قبل الحرب الأمريكية-المكسيكية، أكدت شينباوم أن خليج المكسيك ليس مجرد اسم، بل جزء من الهوية الوطنية المكسيكية التي لا يمكن تغييرها بقرار سياسي.
المنظمة الهيدروغرافية الدولية، الجهة المسؤولة عن توحيد أسماء المسطحات المائية عالميًا، تدخلت لتوضيح أن أي تغيير في أسماء المسطحات الدولية يتطلب توافق الدول المطلة عليها، ومع معارضة المكسيك الشديدة لهذه الفكرة، فإن احتمالية تغيير اسم الخليج تبدو مستحيلة، كما أكدت المنظمة أن الأسماء الجغرافية تعكس تاريخ الشعوب وهويتها، ولا ينبغي تعديلها استنادًا إلى نزعات سياسية.
قرار ترامب، رغم رمزيته، أضاف توترات جديدة إلى العلاقة بين الولايات المتحدة والمكسيك، التي تأثرت بالفعل بقضايا عديدة مثل الهجرة وبناء الجدار الحدودي. وبالنسبة للمكسيك، فإن أي محاولة لتغيير اسم خليج المكسيك تُعتبر تعديًا على سيادتها وهويتها، وفي النهاية، يظل النقاش حول هذه القضية دليلًا على أهمية الأسماء الجغرافية كرموز للهوية والتاريخ، وضرورة احترامها بعيدًا عن التلاعب السياسي.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الولایات المتحدة خلیج المکسیک تغییر اسم
إقرأ أيضاً:
النفط يتراجع وسط مخاوف اقتصادية وترقب قرار الفائدة الأمريكية
سنغافورة - رويترز
انخفضت أسعار النفط اليوم الثلاثاء في ظل ضبابية التوقعات الاقتصادية العالمية بعد اتفاق التجارة الذي توصلت إليه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي ينتظر فيه المستثمرون قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن أسعار الفائدة.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت ستة سنتات، بما يعادل 0.1 بالمئة، إلى 69.98 دولار للبرميل بحلول الساعة 0425 بتوقيت جرينتش، ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 11 سنتا، أي 0.2 بالمئة، إلى 66.60 دولار للبرميل.
أغلق كلا العقدين على ارتفاع بأكثر من اثنين بالمئة في الجلسة السابقة، ولامس برنت أمس الاثنين أعلى مستوى له منذ 18 يوليو .
فرض الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رسوم استيراد 15 بالمئة على معظم سلع الاتحاد الأوروبي، إلا أنه حال دون اندلاع حرب تجارية شاملة بين الحليفين الرئيسيين، والتي كانت ستؤثر على ما يقرب من ثلث التجارة العالمية وتقلل من توقعات الطلب على الوقود.
ونص الاتفاق أيضا على أن يشتري الاتحاد الأوروبي منتجات طاقة أمريكية بقيمة 750 مليار دولار في السنوات القادمة، وهو ما يقول محللون إنه من شبه المستحيل أن يفي به الاتحاد الأوروبي.
وجاء في الاتفاق أن تستثمر الشركات الأوروبية 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال فترة الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال محللو بنك إيه.إن.زد في مذكرة إنه رغم الارتياح الذي ساد الأسواق العالمية بعد إتمام الاتفاق التجاري في ظل حالة ضبابية متزايدة، فإنه لم يتضح بعد الجدول الزمني وقطاعات ضخ الاستثمارات.
وأضاف المحللون "نعتقد أن نسبة 15 بالمئة ستضع صعوبات أمام توقعات النمو في منطقة اليورو، لكن من المرجح ألا تدفع الاقتصاد إلى الركود".
والتقى مسؤولون اقتصاديون كبار من الولايات المتحدة والصين في ستوكهولم وأجروا محادثات استمرت لأكثر من خمس ساعات أمس الاثنين. ومن المتوقع أن تُستأنف المناقشات اليوم الثلاثاء.
وقالت بريانكا ساشديفا كبيرة محللي السوق في شركة فيليب نوفا للسمسرة إن المشاركين في سوق النفط ينتظرون أيضا اجتماع اللجنة الاتحادية الأمريكية للسوق المفتوحة يومي 29 و30 يوليو تموز. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي مجلس الاحتياطي على أسعار الفائدة دون تغيير، لكنه قد يشير إلى الميل نحو سياسة التيسير النقدي وسط مؤشرات على تباطؤ التضخم.
وأردفت تقول "يسير الزخم في اتجاه الصعود على المدى القريب، لكن السوق معرضة للتقلبات الناجمة عن مفاجآت البنوك المركزية أو انهيار المفاوضات التجارية".
وأضافت "لا تزال الاحتمالات بحدوث تباطؤ اقتصادي وخفض الاحتياطي الاتحادي لأسعار الفائدة غير مؤكدة، مما يحد من ارتفاع أسعار النفط".
وفي الوقت نفسه، حدد ترامب أمس الاثنين مهلة جديدة "10 أيام أو 12 يوما" لروسيا لإحراز تقدم نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا أو مواجهة عقوبات. وهدد ترامب بفرض عقوبات على كل من روسيا ومشتري صادراتها ما لم يتم إحراز تقدم.