القوة الناعمة المصرية بين الصعود والتراجع!
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
آن الأوان أن تستعيد مـصـر قــوتـهـا الــنـاعـمـة، ويعتمد ذلــك عـلـى الاضطــلاع بعـدد مــن الـمـحـددات، يأتى فــى مقدمتها الاهتمام بالثقافة الأصـيـلـة، وتــبـنـى أجــنـدة وطنية فى هذا الصدد، ومن هنا أبدأ مقالى بتساؤل مهم: ما هى القوة الناعمة؟، القوة الناعمة (بالإنجليزية: Soft power)، هى مفهوم قد صاغه جوزيف ناى من جامعة هارفارد لوصف القدرة على الجذب والضم دون الإكراه أو استخدام القوة كوسيلة للإقناع، وفى الآونة الأخيرة، تم استخدام المصطلح للتأثير على الرأى الاجتماعى والعام وتغييره من خلال قنوات أقل شفافية نسبيًا والضغط من خلال المنظمات السياسية وغير السياسية، علأً بأنه تختلف القوة الصلبة، عن القوة الناعمة، التى تأتى عن طريق الدبلوماسية، والحوارالحضارى، والتاريخ، والعلاقات المشتركة، ووفقًا لجوزيف ناى، تتضمن القوة الصلبة، القدرة على استخدام سياسة العصا والجزرة، من القوة الاقتصادية، والعسكرية، لحمل الآخرين على اتباع إرادتك، وبالنظـر للحالـة المصريـة، سـنجد أن مصـر تحظـى بجاذبيـة لـدى دول البحـر المتوسـط والـدول العربيـة؛ بسـبب مـا تحظـى بـه مـن قيـم التسـامح والديمقراطيـة، فضلًا عـن موقعهـا الجغرافـى الإسـتراتيجى، وأيضًـا سياسـتها الخارجيـة المتزنـة، وهـى عوامـل تتسـم بقبـول لـدى الآخريـن، الأمر الـذى ينعكـس علـى اسـتمرار جاذبية مصـر فـى محيطهـا الإقليمـى، وعلـى المسـتوى الدولـى، وعلـى الجانـب الآخر، نجـد أنـه حتـى لـو تمكنـت بعـض دول الجـوار الجغرافـى مثـل تركيـا أو إسـرائيل مـن امتلاك أفضـل وأقـوى الأسـلحة والتكنولوجيـات المتعلقـة بها، ودعـم قدرتهـا العسـكرية المتنوعـة، وتعزيـز تحالفاتهـا الدوليـة، فإنهـا لا يمكـن أن تنافـس مصـر فـى قوتهـا الناعمـة ذات الأبعاد الثلاثية المتمثلـة فـى التاريـخ واللغـة والثقافـة، ولا أن تحظـى حتـى بقبـول فـى المنطقـة، فمثلًا لقد اسـتخدم الرئيـس المصـرى الأسبق جمـال عبـدالناصـر القـوة الناعمـة المصريـة ببراعـة شـديدة خلال خمسـينيات وسـتينيات القـرن العشـرين، وذلـك مـن خلال توظيـف أدوات السـينما، والفن، فضلًا عن الاسـتفادة من مكانة مؤسسـة الأزهر، واسـتقطاب الطلاب مـن الخـارج للدراسـة فـى مصـر، بمـا أضـاف للقـوة الناعمة المصريـة مكانة كبيـرة تـكاد تماثـل الأهميـة الإسـتراتيجية لحجـم البلاد وموقعهـا الجغرافـى، وإذا كنا نبحـث عـن اسـتعادة الـدور المصـرى الرائـد فـى المنطقـة، فسـيتعين علينـا أن نبحـث عـن الصناعـات الثقافية، مثل صناعة النشـر والسـينما، بالإضافة إلى دور الرياضة، وهذا يتطلب دخول القطاع الخاص بقوة فى هـذه الصناعـات؛ لإعادتهـا إلـى سـابق عهدهـا بما يسـهم فـى تعزيـز الـدور المصرى الإقليمـى والدولـى، وأخيرًا فإن التحديات المتسارعة التى يشهدها العالم تقتضى مواصلة مصر تبنى النهج الدبلوماسـى الهادئ والرشـيق والمؤثر؛ لكسـب مزيد من الدول الصديقة على مسـتوى العالـم، والاسـتمرار فـى تدشـين علاقـات قويـة ودائمـة مـع الـدول الإفريقية، لا سيما المطلـة علـى نهـر النيـل، وكذلـك مـع الـدول العربية، وللحديث بقية إن شاء الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القوة الناعمة
إقرأ أيضاً:
التمثيل التجاري يستعرض إجراءات تسجيل الأدوية المصرية في السوق الزامبي لدعم الصادرات الدوائية لأفريقيا
عقد جهاز التمثيل التجاري اجتماعًا افتراضيًا اليوم، بالتنسيق مع المكتب التجاري في لوساكا والسفارة المصرية في زامبيا، لاستعراض إجراءات تسجيل الأدوية المصرية في السوق الزامبي، وذلك على ضوء مذكرة التفاهم المبرمة بين هيئة الدواء المصرية ونظيرتها الزامبية.
استهدف الاجتماع تعريف الشركات المصرية العاملة في مجال الصناعات الدوائية بالإجراءات المستحدثة التي تتيح تسجيل الأدوية المصرية في زامبيا خلال 30 يومًا فقط، وهو ما يُعد خطوة هامة نحو تيسير النفاذ للمنتجات الدوائية المصرية إلى السوق الزامبي، أحد الأسواق الواعدة بالقارة.
شارك في اللقاء ممثلون عن هيئة الدواء المصرية، وهيئة تنظيم الأدوية في زامبيا، والمجلس التصديري للصناعات الطبية، وعدد من كبرى شركات صناعة وتصدير الأدوية، بالإضافة إلى السفيرة ميادة عصام، سفيرة مصر لدى زامبيا، وممثلي الإدارة الأفريقية بالتمثيل التجاري.
وتجدر الإشارة إلى أن صادرات مصر من الأدوية إلى زامبيا شهدت نمواً ملحوظًا خلال عام 2024، حيث ارتفعت إلى 11.2 مليون دولار مقارنة بـ1.5 مليون دولار فقط في عام 2023. ومن المتوقع أن تُسهم مذكرة التفاهم في مضاعفة هذا النمو خلال الفترة المقبلة، بما يعزز التواجد المصري في أسواق الصناعات الطبية بالقارة الأفريقية.