محافظ صلاح الدين يعطل الدوام الرسمي احتجاجاً على ايقاف العفو العام
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
بغداد اليوم -
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
الفايز يرعى احتفال جمعية صلاح الدين الأيوبي الخيرية الكردية بعيد الاستقلال الـ 79
صراحة نيوز ـ رعى رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، الحفل الذي أقامته جمعية صلاح الدين الأيوبي الخيرية الكردية، اليوم الاثنين بمقرها بتلاع العلي، بمناسبة ذكرى استقلال المملكة الأردنية الهاشمية.
وقال الفايز بكلمته، خلال الحفل، “أقف اليوم أمام هذا الجمع من أبناء الأسرة الأردنية الواحدة، لنحتفل بعيد الاستقلال، هذا الاحتفال الذي تقيمه جمعية صلاح الدين فأنتم جزءا أصيلا من مكونات نسيجنا الاجتماعي، ولم تكونوا يوما من الأيام إلا في خندق الوطن، ساهمتم في نهضته ومنعته، ودافعتم بقوة عن ثوابته وأمنه واستقراره” .
وأضاف: إننا كأردنيين من مختلف أصولنا وأطيافنا واعراقنا، نفتخر بقوة ومتانة نسيجنا الاجتماعي، وتماسك جبهتنا الداخلية ، ونعتز بالوقوف صفا واحدا في مواجهة اعداء الوطن ، ونمضي نحو الأعلى بهمة قائدنا أبا الحسين، لمواصلة مسيرة البناء وجباهنا شامخة عالية .
وأشار الفايز إلى أن الاكراد كان لهم دور فاعل ومهم ومؤثر، في تقدم وتطور الحضارة الاسلامية ، سواء أكان ذلك في ميادين الحكم والدفاع ، أو في مجال العلوم الدينية والثقافية .
وقال الفايز: وفي غمرة احتفالنا اليوم بهذه المناسبة العزيزة ، فأننا نرفع أسمى ايات التهاني والتبريك ، إلى مقام جلالة مليكنا المفدى عبدالله الثاني حامي الاستقلال، مجددين قسم الانتماء للوطن ، والولاء لجلالته والعرش الهاشمي، وندعو المولى عز وجل ، أن يحفظ جلالته ويديم عزه وملكه ، ويمتعه بموفور الصحة والعافية ، ويحفظ قرة عين جلالته ، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، وأن يديم نعمة الأمن والاستقرار على وطننا وشعبنا.
وأكد أن الأردنيين وهم يحتفلون بمناسبة عيد الاستقلال يشعرون بالفخر والاعتزاز ، وفي ذكرى الاستقلال يجدد الأبناء والأحفاد، مسيرة الإباء والاجداد الذين صنعوا الاستقلال بتضحياتهم، وتضحيات قيادتهم الهاشمية، وقواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية ، متحملين المسؤولية تجاه وطنهم ، وهم بعزم جلالة الملك عبدالله الثاني ، صاحب الشرعية الدينية والسياسية والتاريخية، يتطلعون إلى المستقبل الذي يليق بهذا الوطن الأبي، ليبقى الاستقلال عنوانا لحريتنا ومجدنا، وملمحا أصيلا من ملامح مســيرة بلدنا.
وقال الفايز : منذ التأسيس قدر الأردن بسبب موقعه الجيوسياسي ، أن يواجه تحديات سياسية واقتصادية وامنية ، ورغم ذلك استمر دولة راسخة صلبة قوية، يحقق الإنجازات تلو الإنجازات بمختلف الميادين والقطاعات ، وأهم إنجاز تحقق ، هو استطاعة جلالة الملك عبدالله الثاني ، بحكمته وحنكته السياسية، من المحافظة على أمن الوطن واستقراره ، في ظل الصراعات والفوضى من حولنا .
وأشار إلى أننا نواجه اليوم تحديات بسبب صراعات المنطقة ، والمتغيرات الجيوسياسية الدولية والإقليمية ، ووجود معادلات وواقعا سياسيا جديدا في المنطقة ، إضافة الى تحدي سياسات دولة الاحتلال التوسعية ، وعدوانها البشع على شعبنا الفلسطيني ، وسعيها المحموم لتهجير الفلسطينيين قسرا ، إضافة الى ضبابية مشاريع حل القضية الفلسطينية .
كما أشار إلى أن الأردن يواجه حملات ممنهجة ، تسعى للعبث بأمننا الوطني، ونسيجنا الاجتماعي، ومصالحنا العليا ، فهناك أكثر من 100 ألف حساب وهمي، تبث رسائل كاذبة ومشوهة ومزيفة ضد الأردن، تستهدف النيل من وحدتنا الوطنية، وتشويه مواقف الأردن القومية والعروبية، تجاه مختلف القضايا العربية العادلة، ومن أجل النيل من جهود جلالة الملك عبدالله الثاني، المتواصلة على مختلف المستويات العربية والدولية، والهادفة الى نصرة الشعب الفلسطيني وتمكينه من حقوقه ، ووقف العدوان الإسرائيلي البشع على قطاع غزه.
وقال الفايز: انني اتسأل ، لمصلحة من يتهم كل من يدافع عن الوطن بالتسحيج والخيانة، إن الخائن هو من يحاول العبث بأمن واستقرار الوطن، والخائن هو من يزرع الفتنة بين أبناء الاسرة الأردنية الواحدة ، ويعمل على نشر خطاب الكراهية، والخطاب الإقليمي والجهوي، عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، فالمدافعين عن الوطن وقيادته الهاشمية، هم حماة الوطن وأحراره.
وأضاف: هنا أؤكد بأن مواقف الأردنيين ، لا تسمح لأحد بالمزاودة عليها ، ومواقف قيادتنا الهاشمية، لا تخضع للمساومة ونهج الصفقات وحسابات الربح والخسارة ، كما أن الأردني، هو الذي يدين بالانتماء لثرى الاردن الطهور، وبالولاء لقيادتنا الهاشمية وعميدها جلالة الملك عبدالله الثاني.
وقال الفايز إن الوطن اليوم ، أحوج ما يكون إلى لغة جامعة ، تغلب المصالح الوطنية ، لتواصل مملكتنا مسيرتها الخيرة ، وليبقى هذا الحمى الأردني الهاشمي ، بحكمة جلالة الملك ووعي شعبنا ، وسواعد اجهزتنا الامنية وقواتنا المسلحة ، حصنا منيعا ، وصخرة تتحطم عليها كافة المؤامرات والمخططات الخبيثة التي تحاك ضد الوطن .
أما بخصوص القضية الفلسطينية، فأشار إلى أن مواقف الأردن معلنة ولا تقبل التأويل أو التحريف ، فمواقفنا بقيادة جلالة الملك، مواقف متقدمة ومشرفة في نصرة الشعب الفلسطيني ، والدفاع عن القضية الفلسطينية، لهذا لن نسمح لأحد أن يزاود علينا، فالأردن ومنذ عهد الامارة ، ساند كفاح الشعب الفلسطيني ونضاله، وجلالة الملك عبدالله الثاني، يسعى بكل قوة لوقف العدوان الاسرائيلي الغاشم ، ولتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية .
وأشار إلى أن جلالة الملك يتصدى بكل حزم للمخططات الاسرائيلية التوسعية، ومحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني، ويوصل جلالته العمل على إيصال المساعدات الانسانية للمحاصرين في قطاع غزه، لهذا كان الأردن بقيادته الهاشمية، وبعشائره وقبائله ومختلف مكوناته الاجتماعية، المدافع الاول عن القضية الفلسطينية .
وأضاف الفايز أن الأردن دولة قوية بمليكها ، وبمؤسسة العرش الهاشمي، وقوية بشعبها وجيشها وأجهزتها الأمنية ، وبهويتها الوطنية الراسخة ، وبمؤسسات الوطن الدستورية، ومملكتنا دولة تواصل مسيرتها الخيرة بقوة، ورغم أن قدر الأردن ومنذ التأسيس أن يواجه التحديات المختلفة ، لكنه على الدوام كان يتجاوزها وهو اكثر قوة ومنعة.
وتابع: مع دخول مملكتنا مئويتها الثانية، واحتفالنا اليوم بعيد الاستقلال، فقد تشكلت عبر مسيرة الوطن لوحة فسيفسائية عنوانها، إنجازات تراكم انجازات، ومسيرة اصلاح متواصلة، وملحمة عشق ابدية بين القيادة والشعب، لهذا من حقنا ان نفرح ونحتفل بذكرى الاستقلال، الذي يأتي احتفالنا به اليوم والوطن يزهو بقائده المفدى، وهو يدافع عن ثوابتنا الوطنية بقوة وعزم لا يلين ، ويقود مسيرة الإصلاح والتحديث الشاملة، رغم تحديات المنطقة وصراعاتها، ورغم الوجع الكامن في صدورنا، بسبب العدوان الاسرائيلي على شعبنا الفلسطيني.
وقال الرئيس الفخري لجمعية صلاح الدين الأيوبي، وزير الاتصالات الأسبق المهندس عمر الكردي في كلمته خلال الحفل، “نرحب بكم في يوم عزيز على كل أردني، للإحتفال في مناسبة إستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، يوماً يؤكد فيه الأردنيون جميعاً من شتى المنابت والأصول ولاءهم ومحبتهم لهذا البلد الأبي، وإلتفافهم الثابت على القيادة الهاشمية المظفرة، ولتأكيد العمل الدؤوب والمستمر لمنعة الأردن وديمومته وتطوره المتسارع ترسيخاً لمبدأ الإستقلال والحفاظ على هذا الوطن للأجيال المقبلة.
وأشار إلى أن الأردن منذ فجر التاريخ أرض الرباط، إحتضن حضارات وشعوباً من شتى بقاع الأرض، إنصهرت في بوتقته، ودأبت أردنية أصيلة راسخة تعمل لتطور البلاد والعباد، حيث كان للإختلافات الحضارية للشعوب المنصهرة أكبر الأثر في تطورها وذلك من خلال إختلاف الفكر ووحدة الهدف، فأمسى بلداً يجد به الجميع أمناً وأماناً على أنفسهم وأحبتهم وعشائرهم.
وتابع : لنا اليوم أن نستذكر رحلة الهاشميين التي أوصلتنا إلى هدفنا الغالي، ففي 25/5/1946، وبعد جهود هائلة من الأمير عبدالله بن الحسين، إنتهى عهد الإنتداب البريطاني وإعترفت الأمم المتحدة بالأردن مملكة مستقلة ذات سيادة بقيادة المغفور له جلالة الملك عبدالله الاول طيب الله ثراه، مؤسساً للمملكة الأردنية الهاشمية، ثم أرسى دعائمها جلالة الملك طلال، طيب الله ثراه، من خلال وضعه للدستور وثيقة لا غنى عنها تحدد الحقوق والواجبات والمسؤوليات.
وقال الكردي : أما جلالة الملك الحسين رحمه الله، فقد بنى الأردن لتصبح دولة مستقرة آمنة ذات سيادة إحتلت مكانها على الخارطة العالمية، وها هو جلالة الملك عبدالله الثاني، يعزز ما بناه آباؤه، فيقود مسيرة التطوير السياسي والإقتصادي والإداري ليمسي الأردن نبراساً يحتذى به، بلد سلام ومنعة، يدعم أشقاءه، ويجابه كل التحديات بعزم قيادته وهمة جنوده وفخر أبنائه.
وأشار إلى أن الأردن أثبت العِقد تلو العِقد بأنه أهل للإستقلال من خلال علاقاته المتوازنة والمتميزة مع كل دول العالم وشعوبها، وتعامله السلمي لمصلحته ومصلحة شركائه مبنية على الإحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، كما أكد أحقيته بالإستقلال حيث مخافة الله ومحبة البلد والولاء لقيادته الهاشمية الحكيمة، فأعد العدة للدفاع عن الأخ والصديق وردع المعتدي، من خلال منظومة أمنية مجهزة بأفضل الموارد، هدفها واحد لا لبس فيه، حماية للنظام والدولة والشعب.
وأكد الأردن أن الأردن اكتسب إستقلاله من خلال البناء المستمر والتطور المتتالي لأرضه وشعبه، فوفّر الخدمات الأساسية ودعم المحتاج وأقام البنية التحتية والبناء المستقر والقوي، “فننظر بالأمس أين كنا، ونرى اليوم أين وصلنا من رفعة وتقدم”.
وقال العميد الركن المتقاعد منير آغا: نقفُ جميعًا ونحن ما بين حقبتين، وتاريخين ومنجزٌ كبير؛ حقبة ظلام المستعمر التي مرت بكل ثقل جهالتها، وغثاثة أهدافها، وحقبة الشروق التليد التي مسح الهاشميون بها بيد حنكتهم وريادتهم الحكيمة، حين انتزعوا مغزل الاستقلال من عيون الشمس، لينسجوا لنا أجمل الملاحم الخالدة ما بين الثرى الطهور والإنسان الوفي المخلص، ففي صبيحة الخامس والعشرين من أيار لعام ألفٍ وتسعمائة وستةٍ وأربعين كان الفجر الأبلج الأغر، وكان أقحوان عمان الذي ارتوى من كف صانع استقلالها المغفور له الملك عبدالله الأول ابن الحسين ، وفي سيرة الوطن الذي سرعان ما تعافت تضاريسه ومؤسساته من حقبة الاستعمار .
وخلال الندوة التي تخللت الحفل وأدارتها الدكتورة أماني غازي جرار بعنوان “استقلال الأردن ودور الهاشميين في تحقيق الاستقلال وتعزيزه” ، قال رئيس ديوان المظالم السابق اللواء الركن المتقاعد عبدالإله الكردي، في كلمته التي ألقتها مندوبة عنه الدكتورة أماني جرار، إننا في ذكرى هذا اليوم المجيد (يوم الاستقلال)، نقف معاً مستذكرين بكل فخر وعزة مسيرة الوطن الحافلة بالعطاء والإنجازات، ففي 25 أيار 1946 سطر الأردن صفحة جديدة في تاريخه معلناً استقلاله لبدء رحلة البناء والتقدم بقيادة الهاشميين الأحرار، الذين حملوا على عاتقهم أمانه هذا الوطن الغالي.
وأكد أن الاستقلال ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو إرادة وعزيمة، نضال وكفاح، وتضحية أجيال قدموا الغالي والنفيس ليبقى الأردن شامخاً بين الأمم.
وأشار الكردي إلى أنه ومنذ ذلك اليوم، واصل الأردنيون بقيادة الهاشميين مسيرتهم نحو النهضة والتقدم، حتى بات الأردن نموذجاً للاستقرار والإنجاز والعطاء، متسلحاً بقيمه النبيلة وإرثه العميق.
وقال: اليوم، ونحن نحتفل بعيد الاستقلال، فإننا نجدد عهد الوفاء للوطن والإخلاص والعمل، عهد التضامن والتكاتف لنحمي هذه الأرض الطيبة، ونرفع رايتها عالية خفاقة في سماء المجد، في ظل قائد المسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين .
وبين وزير التنمية الاجتماعية الأسبق، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، الدكتور أمين المشاقبة، أن استقلال الأردن ومرور تسعة وسبعين عاماً على تحقيقه يعني انبثاق الإرادة الوطنية الحُرَّة للبلاد وقدرتها الفعلية على اتخاذ قراراتها دون مؤثرات خارجية وتحقيقاً للمصالح الوطنية العليا، لافتا إلى أن نشوء الأردن في عام 1921 هو انبثاق من سياق النهضة بقيادة الهاشميين، وان استقلال الأردن عام 1946 نابع من مسار النهضة الهادفة إلى التحرر والانطلاق نحو البناء والإنجاز، وتكلل الاستقلال بتعريب الجيش العربي في عام 1956.
وأشار المشاقبة إلى أن هناك عدة عوامل ساهمت في تعزيز الاستقرار السياسي في الدولة الأردنية وهي شخصية الملك وسلوكه السياسي، ودور المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية، والبُنى الاجتماعية السائدة وحالة الانسجام الاجتماعي، ومركزية النظام أثناء الأزمات وارتفاع درجة التكيّف السياسي وازدياد درجات الوعي السياسي لدى المواطن الأردني.
وبين أن السلوك السياسي للقيادة الهاشمية مُمثلة بالملك عبدالله الثاني التي تتمتع بشرعيات عدة منها الشرعية الدينية، والشرعية القومية كقيادة للثورة العربية الكبرى وشرعية تاريخية للعائلة الهاشمية ودورها على مستوى المملكة والوطن العربي، ومن المعروف أن الملك عبدالله الثاني يمتلك إرادة سياسية قوية للإصلاح السياسي وتطوير بنية النظام السياسي القائم، فعلى الرغم من المحيط المُلتهب والأوضاع الاقتصادية السائدة إلا أن الملك يمضي قُدماً في إجراءات الإصلاح والتحديث في مختلف الجوانب.
وقال نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأسبق اللواء المتقاعد “محمد تيسير” بني ياسين إن الجيش العربي ركيزة أساسية من ركائز الوطن الرئيسة، مصنع الرجال ومفخرة كل الأردنيين ومصدر اعتزازهم، فقد كان له الدور الطلائعي في الذود عن حمى الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره وفي تطوره وتقدمه ونمائه منذ تأسيس الأردن، لا بل بدأ قبل نشأة الدولة الأردنية عندما قدمت نواته مع الأمير عبدالله الأول عام 1921 من الحجاز إلى الأردن.
وأشار إلى أن الجيش العربي الأردني نذر قواته لمساعدة ومساندة كل الدول الشقيقة التي كانت بحاجة للدفاع عنها والحفاظ على أمنها واستقرارها.
وقدم البطولات والتضحيات والشهداء على أرض فلسطين في عام 1948 وما قبلها وخاض العديد من المعارك والحروب على أسوار القدس واللطرون وباب الواد والسموع وحرب الأيام الستة عام 1967 وقد كان له دور كبير في الجولان عام 1973.
وأكد بني ياسين قدرة القوات المسلحة وإعدادها وتهيئتها للعب أدوار استراتيجية على المستوى الوطني والقومي والإقليمي والعالمي، مشيرا إلى الأدوار الوطنية منذ التأسيس، إذ سبق تأسيس الجيش ونواته قبل تأسيس الإمارة، إضافة إلى دوره الرئيس في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن وحماية حدوده وسمائه وبحره من أية اعتداءات، كما كانت له مساهمة كبيرة في تدريب وتنظيم وإعداد العديد من الجيوش العربية الشقيقة والصديقة.
وأشار الأمين العام السابق لاتحاد الجامعات العربية ورئيس جامعة تيشك باقليم كردستان العراق الدكتور سلطان ابو عرابي إلى أن التعليم العالي في الأردن شهد خلال العقود السبعة الماضية تطورًا لافتًا ونموًا نوعيًا، يعكس رؤية القيادة الهاشمية الحكيمة واستثمارها في الإنسان الأردني، فقبل استقلال المملكة، لم تكن هناك أي جامعة محلية، وبعد تاريخ الاستقلال انشأت كليات متخصصة مثل كلية الحسين وكلية حوّارة في إربد، وكلية الزراعة في خضوري بفلسطين، لتأهيل المعلمين والمعلمات للعمل في المدارس الأردنية انذاك.
وبين أن الأردنيين كانوا يتوجهون آنذاك إلى الدول العربية الشقيقة مثل العراق، لبنان، سوريا، ومصر، أو إلى بعض الجامعات الأوروبية والأميركية، لاستكمال تعليمهم العالي.
وأشار أبو عرابي إلى أنه في عام 1962، صدرت الإرادة الملكية السامية بإنشاء الجامعة الأردنية، أول جامعة في المملكة، على أرض مستنبت الجبيهة خارج العاصمة عمّان، بميزانية بلغت آنذاك 55 ألف دينار فقط، وبدأت بثلاث كليات: الآداب، والعلوم، والشريعة. وكان لي الشرف أن أكون من بين طلبتها في العام 1969.
وتابع : ثم توالت الإنجازات، فأنشئت جامعة اليرموك في إربد عام 1976، وأُسست جامعة مؤتة عام 1983، التي جمعت بين الطابعين المدني والعسكري، ثم تبعتها جامعات كبرى مثل: جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، والجامعة الهاشمية، وآل البيت، والبلقاء التطبيقية، و الحسين بن طلال والطفيلة التقنية، التي تأسست في عهد دولة رئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز عام 2005، حيث كان أول رئيس ومؤسس لها.
كما تأسست الجامعة الألمانية الأردنية في نفس العام 2005، وجامعة الحسين التقنية، لتضيف لبنة جديدة في مسيرة التميز الأكاديمي. وفي عام 1990، دخلت الجامعات الأهلية إلى المشهد الأكاديمي الأردني، فكانت جامعة عمان الأهلية أولها، تلتها العديد من الجامعات الخاصة الأخرى.
وقال أبو عرابي : اليوم، يضم قطاع التعليم العالي في الأردن أكثر من 30 جامعة بين حكومية وخاصة، ويبلغ عدد الطلبة فيها ما يقارب 400 ألف طالب وطالبة، من بينهم أكثر من 50 ألف طالب وافد من مختلف أنحاء العالم، ما يعكس مكانة الأردن كوجهة تعليمية متميزة في المنطقة و يشكل هذا العدد رافدا اقتصاديا لأقتصاد الاردن.
وأضاف : يمكننا القول وبكل فخر إن الاستثمار في التعليم العالي بعد الاستقلال كان من أنجح الاستثمارات في تنمية الموارد البشرية، وأسهم بشكل كبير في رفد السوقين المحلي والإقليمي بالكفاءات الأردنية، حيث يعمل عشرات الآلاف من أبناء الأردن في دول الخليج والعالم، ويساهمون بنحو 15 بالمئة من الناتج المحلي من خلال تحويلاتهم وخبراتهم المتقدمة.
وقالت مدير عام وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، الزميلة فيروز مبيضين، إن استقلال الأردن محطة من أعظم المحطات في تاريخ وطننا العزيز، فهي اللحظة التي أصبح فيها الأردن حراً ذات سيادة، بعد عقود من الكفاح والعمل الدؤوب بقيادة الهاشميين، أبناء الشريف الحسين بن علي، الذين حملوا على عاتقهم راية الأمة وقضاياها.
وأضافت أن الأردن أعلن استقلاله رسمياً في 25 أيار عام 1946، وتوّج الأمير عبد الله بن الحسين ملكًا، بعد جهود حثيثة لتحرير الإرادة السياسية الأردنية من الانتداب البريطاني. فالاستقلال لم يكن مجرد قرار سياسي، بل كان نتيجة لتضحيات كبيرة قدمها الشعب الأردني والهاشميون، وصولًا إلى ما نحن عليه اليوم من أمن واستقرار وتنمية.
وتابعت مبيضين: بدءًا من تأسيس إمارة شرق الأردن، مرورًا بإقامة المؤسسات الوطنية، ووصولًا إلى مرحلة الاستقلال، ثم إلى مسيرة التقدم والبناء التي استمرت في عهد الملك طلال والملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراهما. وتُستكمل اليوم مسيرة العطاء في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، إذ تتوالى جهود الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري بتوجيهات جلالته، ويحافظ الأردن على دوره كدولة معتدلة ومحورية في قضايا المنطقة، خاصة القضية الفلسطينية.
وأشارت إلى أن الاستقلال في عهد الهاشميين ليس مجرد محطة، بل هو إصرار وعزيمة على اكتمال السيادة، والسير بثقة نحو استمرارية واستقرار الدولة الأردنية، وتقدمها، وتعزيز مكانتها إقليميًا ودوليًا. فقد “احتفلنا بالمئوية الأولى لقيامها، وها نحن نتنسم مشاعر الاعتزاز والفخر ونحن نحتفل بالعيد التاسع والسبعين للاستقلال”.
وأكدت مبيضين أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس تعد من أولويات الأردن، وتحظى باحترام عربي ودولي.
وفيما يخص التطور الإعلامي في الأردن، قالت إن الصحافة الأردنية بدأت تأخذ مكانها منذ عشرينيات القرن الماضي. فقد ظهرت خلال الفترة من 1921 إلى 1946 العديد من الصحف، وفي مقدمتها “الحق يعلو”، وهي أول صحيفة تُنشر في الأردن، وذلك مع بدايات التأسيس في عهد المغفور له الملك عبد الله الأول، وكان ذلك في معان عام 1921.
وأضافت مبيضين: في عام 1923، عملت الحكومة الأردنية على شراء مطبعة حديثة نُقلت من القدس إلى عمان، وطُبعت عليها أولى الصحف الأردنية، وهي “الشرق العربي”، التي صدر عددها الأول في 28 أيار عام 1923، وأصبحت فيما بعد الجريدة الرسمية المعنية بنشر القوانين والبلاغات والإعلانات الرسمية.
وأشارت إلى أنه في عام 1927 بدأ التاريخ الحقيقي لصحافة القطاع الخاص، إذ ظهرت أربع صحف في ذلك العام، لكن توزيعها كان محدودًا، ولم يكن صدورها منتظمًا.
وأكدت مبيضين أن استقلال المملكة الأردنية الهاشمية في عام 1946 كان نقطة تحولٍ في تاريخ الوطن، في مختلف المجالات، ومن ضمنها الإعلام الأردني. حيث شهدت الفترة من 1946 إلى 1950 إنشاء مؤسسات إعلامية، مثل الإذاعة الأردنية عام 1952، وكانت بداية حقيقية لقطاع الإعلام الرسمي.
وبينت أنه خلال الفترة من 1950 إلى 1980، تم إنشاء العديد من الصحف الأردنية، التي بدأت في تغطية الشؤون المحلية والدولية، بالإضافة إلى وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، التي بدأت عملها عام 1965، وأصبحت مؤسسة إعلامية رسمية عام 1969، وكذلك التلفزيون الأردني عام 1968. ورافق ذلك تأسيس العديد من الصحف اليومية، مثل “الرأي” و”الدستور”.
وأوضحت مبيضين أنه مع تطور التكنولوجيا وانتشار الإنترنت، انتقل الإعلام الأردني إلى الفضاء الرقمي، ما ساعد في تعزيز حرية التعبير وزيادة الوصول إلى المعلومات، فظهرت منصات إعلامية جديدة مثل المواقع الإخبارية والتطبيقات التي تسهم في مواكبة تطورات العصر.
وأكدت أن الإعلام الأردني في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني شهد تطورًا مهنيًا وتشريعيًا، ودعمًا للحريات الصحفية المسؤولة، حيث حققت المؤسسات الإعلامية تقدمًا واضحًا، من ضمنها وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، التي حققت نقلة نوعية في تنويع وزيادة التغطية القطاعية، وسخّرت التطور التكنولوجي في إنتاج مواد صحفية تواكب الإعلام الرقمي، وعزّزت حضورها بقوة على منصات التواصل الاجتماعي، وأخذ المنتج الإعلامي مسارًا تصاعديًا من حيث عدد المواد الصحفية التي تم بثها عبر نشراتها باللغتين العربية والإنجليزية.
وبينت مبيضين أن “بترا” استطاعت توظيف كفاءات كوادرها وتطورها التكنولوجي في خدمة منتجها الصحفي، إلى جانب توسيع تغطيتها الإخبارية داخليًا وخارجيًا من خلال شبكة من المراسلين المنتشرين في مختلف مناطق المملكة، وفي العديد من العواصم العالمية.
وأشارت إلى أن دور “بترا” يظهر في الاعتماد عليها في التغطية الفورية للأزمات، سواء أكانت محلية أم إقليمية، وتوفير معلومات دقيقة وموثوقة خلال الأزمات، مما ساهم في توجيه الجمهور وتقديم الدعم اللازم في الوقت المناسب.
وقالت الباحثة والأكاديمية في مجال الفلسفة والتنمية / التربية السياسية الدكتورة اماني جرار : لقد كان للهاشميين الدور المحوري في رسم ملامح الاستقلال وبناء الدولة الأردنية الحديثة، فقد حمل المغفور له الملك عبد الله الأول ابن الحسين -طيب الله ثراه- لواء الاستقلال، وسعى بحكمة وثبات القائد إلى تحقيق تطلعات الشعب الأردني في الحرية والسيادة، حتى تحقق الاستقلال في عام 1946، ليبدأ عهد جديد من البناء والتنمية. ومنذ ذلك الحين، توالى الملوك الهاشميون، جيلًا بعد جيل، لخدمة هذا الوطن وأبنائه، فكان المغفور له الملك طلال بن عبد الله الذي تابع مسيرة البناء والحكم برؤية استشرافية، والمغفور له الملك الحسين بن طلال -طيب الله ثراه- قائد مسيرة النهضة الكبرى التي نقلت الأردن إلى مصاف الدول الحديثة، فأسس بنية تحتية قوية، ورسخ مبادئ الوحدة الوطنية، وعزز مكانة الأردن في المحافل الدولية.
وتابعت : في ذكرى الاستقلال، يبرز دور الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه كقائد استثنائي حمل لواء البناء بعد أن رسّخ أُسس الدولة الحديثة. ففي عهده، لم يكن الاستقلال مجرد راية مرفوعة، بل مشروع نهضوي شامل، حيث قاد مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وشيّد المؤسسات الوطنية، وبنى جيشًا قويًا يحمي السيادة والكرامة.
وأكدت جرار أن الملك عبدالله الثاني استكمل مسيرة البناء التي بدأها جلالة الملك الحسين رحمه الله بتعزيز مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي، وتحديث مؤسسات الدولة، وترسيخ قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. ركّز على تطوير التعليم والاقتصاد الرقمي، ودعم الشباب وريادة الأعمال، ليواصل الأردن بثبات طريقه نحو التنمية الشاملة والمستقبل المزدهر.
وقالت: واليوم، يواصل جلالة الملك عبد الله الثاني المسيرة بكل حكمة واقتدار، واضعًا نصب عينيه رفعة الأردن وكرامة أبنائه، ومضيًّا بثبات نحو مستقبل أكثر إشراقًا، مؤكدًا أن الاستقلال لم يكن نهاية لمسيرة النضال، بل بداية لمسار متجدد من العمل والعطاء لتحقيق التنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية وتعزيز سيادة القانون.
وألقى الدكتور نبيل سعدون قصيدة شعرية، خلال الحفل، تتغنى بهذه المناسبة وتلامس مشاعر ووجدان الحضور بهذه الذكرى، كما استعرضت موسيقات القوات المسلحة معزوفاتها أمام الحضو، وقدمت فرقة أمانة عمان أغاني وطنية ودبكة شعبية فرحا بهذه المناسبة الغالية على قلوب كل أردني وأردنية