انتعاش سوق الهواتف الذكية في 2024.. وآبل و سامسونج في الصدارة رغم التحديات
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
شهد سوق الهواتف الذكية العالمي انتعاشًا ملحوظًا في عام 2024، حيث سجل نموًا بنسبة 7% ليصل إلى 1.22 مليار وحدة، وفقًا لأحدث التقارير الصادرة عن شركة Canalys للأبحاث. هذا الارتفاع يمثل أول تعافٍ حقيقي للصناعة بعد عامين من التراجع المستمر.
آبل تحافظ على الصدارة رغم التراجع الطفيفاستطاعت آبل الحفاظ على مركزها الأول في تصنيف الشركات المصنعة للهواتف الذكية للعام الثاني على التوالي، وذلك بفضل نموها في الأسواق الناشئة وأدائها المستقر في كل من أمريكا الشمالية وأوروبا، رغم التحديات التي واجهتها في الصين.
جاءت سامسونج في المركز الثاني، مع تراجع طفيف في شحناتها بنسبة 1% أيضًا، لتصل إلى 222.9 مليون وحدة. واصلت الشركة التركيز على تحقيق الأرباح، مع تعزيز استراتيجيتها في تقديم تجربة ذكاء اصطناعي محسنة، خصوصًا مع سلسلة Galaxy S25 القادمة.
شاومي تحقق أكبر قفزة في السوقحافظت شاومي على موقعها في المركز الثالث، وسجلت أعلى نسبة نمو في السوق خلال 2024، حيث ارتفعت شحناتها بنسبة 15% إلى 168.6 مليون وحدة، مدفوعة بأدائها القوي في الصين وتوسعها المستمر في الأسواق الناشئة.
TRANSSION تسجل إنجازًا تاريخيًا وأوبو تكمل المراكز الخمسة الأولىتمكنت TRANSSION من اقتناص المركز الرابع لأول مرة، بينما جاءت أوبو (بما في ذلك OnePlus) في المركز الخامس، حيث نمت شحناتها بنسبة 15% و3% على التوالي، مسجلة 106.7 مليون وحدة و103.6 مليون وحدة.
محفزات النمو في 2024: دور الأسواق الناشئة وتجديد الأجهزةوفقًا لمحلل Canalys رونار بيورهوفدي، فإن انتعاش سوق الهواتف الذكية في 2024 جاء مدفوعًا بتزايد الطلب في الفئات المتوسطة، حيث بدأ المستخدمون في استبدال هواتفهم التي اشتروها خلال فترة الجائحة، كما تحفيز القنوات البيعية عبر العروض الترويجية مثل الخصومات واستبدال الأجهزة القديمة، علاوة على انتعاش تدريجي في الاقتصادات الكبرى مثل الصين (4%)، أمريكا الشمالية (1%)، وأوروبا (3%).
اتجاهات السوق: ازدهار الهواتف الفاخرة واستراتيجية الشركات الكبرىأشار سانيام تشاوراسيا، المحلل الأول في Canalys، إلى أن الشركات الرائدة مثل آبل وسامسونج استمرت في تحقيق المبيعات القوية في الفئة العليا بفضل، بفضل تزايد الطلب على الإصدارات المتميزة، حيث ارتفعت مبيعات طرازات iPhone 16 Pro وPro Max بنسبة 11% مقارنة بإصدارات العام السابق، لتتجاوز 55 مليون وحدة.
بلاضافة إلى نجاح سلسلة Galaxy S من سامسونج، حيث سجلت الشركة أعلى حجم مبيعات لسلسلة S منذ 2019، مع تزايد التركيز على طراز Ultra.
واوضح سانيام تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية، حيث تعتمد سامسونج على تقديم Galaxy S25 مع تجربة ذكاء اصطناعي متطورة وخدمة Gemini Advanced لتعزيز القيمة المضافة للمستخدمين.
تحديات 2025: هل يستمر النمو؟رغم الانتعاش القوي في 2024، يحذر الخبراء من أن عام 2025 قد يكون أكثر تعقيدًا، حيث تواجه الشركات تحديات مثل، تباطؤ النمو في الأسواق الناشئة، مع وصول بعض الأسواق إلى مرحلة التشبع، التقلبات الاقتصادية والقيود التنظيمية، بما في ذلك الرسوم الجمركية المحتملة في الولايات المتحدة، بالأضافة الحاجة إلى تحقيق توازن بين الربحية وزيادة الحصة السوقية، مما سيدفع الشركات إلى تعزيز استراتيجياتها في التسعير، التسويق، وتوسيع قنوات البيع.
المستقبل: نحو مزيد من التنوع والابتكارلضمان النجاح في عام 2025، ستعتمد الشركات على، تعزيز الهواتف الفاخرة واستراتيجية رفع متوسط سعر البيع (ASP)، تنويع المنتجات عبر فئات سعرية متعددة لتلبية احتياجات الأسواق المختلفة، علاوة على تعزيز التعاون مع القنوات البيعية لتوسيع الحصة السوقية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: آبل سامسونج سوق الهواتف الذكية المزيد الأسواق الناشئة الهواتف الذکیة ملیون وحدة ا بنسبة بنسبة 1
إقرأ أيضاً:
صعود السيارات الكهربائية الصينية يربك الأسواق الغربية ويثير مخاوف أمنية
تحركت الصين بخطى سريعة نحو إعادة تشكيل سوق السيارات العالمي، بعد أن بدأت بتصدير مركبات كهربائية ذكية ورخيصة الثمن تغزو الأسواق الأوروبية والأميركية، وتثير في الوقت ذاته مخاوف أمنية متصاعدة، بحسب تقرير موسع لهيئة البث البريطانية "بي بي سي".
وتمثل السيارة الصغيرة "دولفين سيرف" -التي طُرحت في بريطانيا هذا الأسبوع بسعر يقارب 18 ألف جنيه إسترليني (حوالي 22 ألفا و860 دولارًا)- رأس الحربة في هذا التوسع، وتُظهر كيف يمكن لمركبة مدمجة التصميم أن تهز عروش علامات كبرى مثل فولكس فاغن وفورد.
وهذه السيارة -التي أُطلقت أولاً في الصين تحت اسم "سيغول-النورس" عام 2023- حظيت بشعبية هائلة، وها هي اليوم تصل إلى أوروبا وسط دهشة وقلق المصنعين التقليديين.
ورغم أن أسعارها ليست الأرخص على الإطلاق -حيث تظل "داسيا سبرينغ" و"ليب موتور تي03″ أرخص- فإن التهديد الحقيقي يأتي من الشركة المصنعة "بي واي دي" التي أصبحت عام 2024 أكبر منتج للسيارات الكهربائية في العالم، متجاوزة تسلا.
ويقول ستيف بيتي، مدير المبيعات والتسويق لشركة "بي واي دي" في المملكة المتحدة "نريد أن نكون الرقم واحد في السوق البريطانية خلال 10 سنوات".
غزو رقمي وأسعار تنافسيةعام 2024، بيعت 17 مليون مركبة كهربائية وهجينة قابلة للشحن حول العالم، منها 11 مليونًا في الصين وحدها. أما خارج الصين، فقد استحوذت العلامات الصينية على 10% من المبيعات العالمية.
إعلانويبدو أن هذه النسبة ستواصل الصعود في السنوات المقبلة، خاصة مع اتساع نطاق عروض السيارات الصينية، من المركبات الاقتصادية إلى السيارات الرياضية الفاخرة.
وتشير بيانات بنك "يو بي إس" السويسري إلى أن تكلفة تصنيع سيارة كهربائية واحدة في شركة "بي واي دي" أقل بنسبة 25% مقارنة بالمصنعين الغربيين، وذلك بفضل انخفاض أجور العمال، ودعم حكومي سخي، وسلسلة إمداد راسخة.
ويقول ديفيد بيلي أستاذ الاقتصاد في جامعة برمنغهام "الصين تمتلك ميزة هائلة في كلفة الإنتاج وتقنية البطاريات. أوروبا متأخرة كثيرًا، وإذا لم تتحرك بسرعة فقد تختفي من المشهد".
إجراءات حمائية حادة ومواجهة علنيةفي مواجهة هذا التهديد، رفعت إدارة الرئيس السابق جو بايدن عام 2024 الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية من 25% إلى 100%، مما جعل دخول السوق الأميركية غير ذي جدوى. وقد وصفت بكين هذه الإجراءات بأنها "حمائية فجة".
وبدورها، فرضت المفوضية الأوروبية رسومًا إضافية بلغت حتى 35.3% على المركبات الصينية، في حين لم تتخذ بريطانيا أي إجراءات مماثلة.
وقال ماتياس شميت مؤسس مركز أبحاث السيارات شميت إن هذه الرسوم حجّمت قدرة الشركات الصينية على التوسع فـ"الباب كان مفتوحًا على مصراعيه عام 2024 لكنهم فشلوا في اغتنام الفرصة، والآن أصبح دخول السوق أصعب كثيرًا".
التجسس الرقمي.. مخاوف غربيةلكن الصراع لا يتوقف عند المنافسة التجارية، فقد برزت في الشهور الماضية مخاوف أمنية متصاعدة في الغرب من أن تُستخدم المركبات الصينية للتجسس أو الاختراق الرقمي. إذ تُزوَّد معظم السيارات الحديثة بأنظمة ملاحة وواجهات ذكية يمكنها تلقي تحديثات "عن بُعد" وهي تقنية رائدة طورتها تسلا.
وأشارت تقارير صحفية بريطانية إلى أن مسؤولين عسكريين وأمنيين تلقوا تعليمات بعدم مناقشة معلومات حساسة داخل سيارات كهربائية. كما حُظرت سيارات تحتوي على مكونات صينية من الدخول إلى منشآت أمنية حساسة.
وفي مايو/أيار الماضي، صرّح الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية بأن "التقنيات الصينية يمكن أن تُستخدم لتعطيل العاصمة لندن بضغطة زر".
إعلانولم يأخر الرد من قبل الصين، فقد أصدرت سفارتها لندن بيانًا قالت فيه "الادعاءات الأخيرة لا أساس لها من الصحة ومنافية للعقل" مضيفة أنها تدعو دومًا إلى "سلاسل توريد آمنة ومفتوحة، ولا يوجد أي دليل موثوق على أن السيارات الصينية تُشكل تهديدًا أمنيًا"
نمو اقتصادي صينيورغم كل ما سبق، يؤكد الخبراء أن السيارات الصينية -سواء من حيث المكونات أو العلامات- ستبقى جزءًا من واقع الصناعة العالمية.
ويقول جوزيف جارنيكي الباحث في المعهد الملكي للخدمات الدفاعية والأمنية "الشركات الصينية تنافس بشراسة، لكنها لا تريد تدمير مستقبلها بالأسواق الدولية. الحكومة الصينية تحتاج للنمو الاقتصادي، ولا تسعى فقط وراء التجسس".
ويقول دان سيزر الرئيس التنفيذي لشركة المركبات الكهربائية البريطانية "حتى السيارات المصنّعة في ألمانيا غالبًا ما تحتوي على مكونات صينية. نحن نستخدم هواتف ذكية وأجهزة من الصين دون أن نتساءل كثيرًا. لذا علينا أن نواجه الحقيقة: الصين ستكون جزءًا من المستقبل شئنا أم أبينا".