فى قاعة محكمة الأسرة جلست شابة فى العقد الثانى من العمر على المقعد الخشبى بعيون شاردة، تحاول استيعاب كل ما مرت به، فى يدها حملت ملفا ثقيلا مليئاً بالمستندات الذى يكشف الحقيقة المروعة عن الرجل الذى ظنت يوما أنه فارس أحلامها.
لم يكن مجرد زوج غير مسئول بل كان محتالًا بارعا ينتمى لعائلة بأكملها من المجرمين الذين تمكنوا بدهاء من إخفاء تاريخهم والتسلل إلى حياة الأسر الراقية للإيقاع بضحاياهم.
كبرت الفتاة فى أسرة ثرية حيث كان والدها موظف كبير يعمل فى إحدى الدول العربية، بينما فضلت والدتها أن تكون ربة منزل تهتم بتربية أبنائها.
عاشت حياة مرفهة منذ نعومة أظافرها، ولم يكن ينقصها شيء وعندما حان وقت الزواج لم يكن لديها ميول لاختيار شريك حياتها بنفسها، بل تركت الأمر لأسرتها لثقتها فى قدرتهم على اختيار الأفضل لها.
ظهر الزوج فى حياتها كشاب وسيم مهذب، يتحدث بثقة عن مشاريعه التجارية الناجحة وحياته المستقرة، كانت أسرته تبدو فى غاية الاحترام ولم يكن هناك ما يثير الشكوك حوله، فهو امتلك شقة راقية فى أحد الأحياء الفاخرة، رصيدا فى البنك واستطاع إبهار الجميع بكرمه وسخائه لم يمضِ وقت طويل حتى تمت الخطبة سريعا وتبعها زواج أسطورى فى قاعة فاخرة بحضور الأهل والأصدقاء، ليعيشا معاً بداية بدت وكأنها حلم جميل.
سافرا لقضاء شهر العسل فى إحدى الدول الأوروبية، وهناك أغرقها فى بحرٍ من الرومانسية والهدايا الفاخرة، شعرت الشابه بأنها أميرة تعيش قصة خيالية.. لكن الخيال لم يدم طويلاً.
مرت الأشهر الأولى من الزواج بسلاسة لكن شيئًا فشيئًا بدأت تلاحظ تصرفات غريبة من زوجها لم يكن لديه عمل ثابت رغم ادعائه بأنه رجل أعمال ناجح كان يتحدث كثيرًا عن الصفقات والفرص الذهبية، لكنه لم يجلب أى دخل حقيقى إلى المنزل بدأ يطلب منها المال بحجج مختلفة، مرة بحجة الاستثمار، ومرة أخرى بسبب أزمة طارئة.
لم تشك فى البداية فهى زوجته ومن الطبيعى أن تدعمه لكن مع تكرار الأمر بدأ القلق يتسلل إلى قلبها إلى أن جاءتها الصدمة الكبرى.
تلقت اتصالًا من محامى أسرتها، صوته كان جادًا ومتوترًا: زوجك متورط فى قضايا نصب، وهناك أوامر بالتحقيق معه.. يجب أن تتصرفى بحذر.
أصيبت بصدمة عنيفة، فكيف يكون الرجل الذى نام بجوارها لعدة أشهر مجرد محتال؟ لم تصدق فى البداية، لكن بعد تحقيقات مكثفة، اكتشفت أن لديه سجلًا جنائيًا، وأن عائلته بأكملها متورطة فى عمليات احتيال من التزوير إلى النصب العقارى.
لم تجد الزوجة الحزينة غير مواجهته بالحقيقة، لكنه لم ينكر بل ضحك ساخراً مؤكدا لها أنها زوجته ولابد أن تقف معه.
طالبته برد أموال ضحاياه، ثارت ثائرته وبدأ يهددها مؤكدًا أنه لن يدعها تخرج من حياته بسهولة لم يكتفِ بذلك بل قام بسرقة مجوهراتها بحجة تسديد ديونه.
وجدت الشابة نفسها أمام خيار واحد ألا وهو الهروب من بيت الزوجية، غادرت المنزل فى جنح الليل وعادت إلى أسرتها منهارة لكنها مصممة على استرداد حقوقها.
حررت محضراً بسرقة مصوغاتها الذهبية، ثم رفعت دعوى خلع، وقدمت للمحكمة كل الأدلة التى تثبت أنه احتال عليها منذ البداية.
فلم يكن الانفصال عنه خسارة بل كان خلاصًا، أدركت الزوجة أن الهروب من حياة خطيرة خيرٌ من التمسك بزواج سام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المخادع تحاول استيعاب فارس أحلامها لم یکن
إقرأ أيضاً:
«الميديا فضحتهم».. القبض على 5 أشخاص عرضوا حياة المواطنين للخطر |فيديو
نجحت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية في كشف ملابسات مقطع فيديو تم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي يتضمن قيام قائدي عدد 5 دراجات نارية بدون لوحات معدنية بالسير برعونة وأداء حركات استعراضية بطريق «مصر - إسكندرية الزراعي» بنطاق دائرة مركز شرطة طوخ بالقليوبية معرضين حياتهم والمواطنين للخطر.
بالفحص أمكن تحديد وضبط الدراجات النارية الظاهرة بمقطع الفيديو وقائديها، 5 أشخاص، مقيمين بدائرة المركز.
تم اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية حيال الدراجات النارية وقائديها.
اقرأ أيضاًقضايا قيمتها 11 مليون جنيه.. ضربات متتالية ضد تجار العملة
«خلال 24 ساعة».. مباحث التموين تضبط 9 أطنان دقيق مدعم