منذ عامين، كانت عفراء رضيعة حديثة الولادة تحارب للبقاء على قيد الحياة تحت أنقاض زلزال السادس من شباط/فبراير 2023، الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، مخلّفًا دمارًا واسعًا وآلاف القتلى. اليوم، تعيش عفراء في كنف عائلة عمها خليل السوادي، الذي احتضنها بعد أن فقدت والديها وإخوتها في الكارثة.

اعلان

وبعد عامين على الزلزال، أصبحت عفراء تمشي وتتحدث، تملأ المنزل بحضورها البريء.

يقول عمها: "الآن تقول 'بابا' و'ماما'، وهي التي تحظى بكل الاهتمام هنا في البيت". لكنها تبقى الذكرى الوحيدة الحية لعائلتها، تذكرهم في كل لحظة بمن فقدوا تحت الأنقاض. 

الطفلة عفراء عندما كانت رضيعة بعد إنقاذها من تحت الأنقاضالتلفزيون الهولندي عبر يوروفيجن

في ذلك اليوم المشؤوم، ضرب المنطقة زلزال بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر، أعقبه زلزال آخر بقوة 7.5 درجات، مما أدى إلى انهيار آلاف المباني في لحظات.

في سوريا وحدها، لقي ما لا يقل عن 4500 شخص حتفهم، وأُصيب أكثر من 10 آلاف آخرين، وفقًا للأمم المتحدة. وكانت بلدة جنديرس في ريف حلب من أكثر المناطق تضررًا، حيث فقدت نحو 1200 شخص من سكانها تحت الأنقاض. 

الطفلة عفراء عندما كانت رضيعة بعد إنقاذها من تحت الأنقاضالتلفزيون الهولندي عبر يوروفيجن

ووسط هذا الدمار، جاءت معجزة من تحت الركام. وُلدت عفراء تحت الأنقاض، متصلة بوالدتها المتوفاة عبر الحبل السري. أمضت ساعاتها الأولى محاصرة بين الركام، بينما كان جسدها الصغير يفقد حرارته تدريجيًا في برد شباط القارس.

وكانت فرص نجاتها شبه معدومة، قبل أن يعثر عليها رجال الإنقاذ، كان جسدها متجمدًا تقريبًا، لكنها كانت تتشبث بالحياة. حملت اسم والدتها، وبعد أيام فقط، انتقلت إلى أحضان عائلة عمها، التي منحتها الدفء الذي فقدته في أولى لحظاتها. 

الطفلة عفراء مع عائلة عمها خليل السوادي في سورياالتلفزيون الهولندي عبر يوروفيجن

ولكن رغم نجاتها، فإن الفاجعة لا تزال ثقيلة على العائلة. يقول عمها: "في كل مرة أنظر إليها، أفكر في والدها وإخوتها وأخواتها". يوم الزلزال لم يكن مجرد كارثة طبيعية، بل كان لحظة انهار فيها كل شيء. في ذلك اليوم، فقدت العائلة 33 فردًا من أحبائها.

ولم يكن الزلزال الضربة الأولى للمدينة. فقد سبقته سنوات من الحرب والدمار، لتأتي الكارثة وتضاعف المعاناة. اليوم، وبعد مرور عامين، لا تزال جنديرس مدمرة إلى حد كبير.

لم يُعد بناء سوى القليل من المنازل، وما زالت عشرات العائلات تعيش في الخيام، غير قادرة على العودة إلى منازلها، التي لم تعد آمنة. حتى عائلة عفراء نفسها لا تزال تخشى النوم تحت سقف منزل، وكأن الأبنية لم تعد تمنحهم الأمان.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية عامان على زلزال تركيا: جراحٌ لم تندمل وأمل لم ينطفئ خبراء يحذرون: تقديرات بانهيار 100 ألف مبنى في حال وقوع زلزال قوي في إسطنبول بعد مرور عامين على زلزال تركيا المدمر.. معاناة الناجين تتواصل بلا انقطاع سورياولادةكارثة طبيعيةزلزالزلزال تركيا وسوريا اعلاناخترنا لكيعرض الآنNext حكومة لبنانية جديدة تشق طريقها بين أثقال الماضي وتحديات المستقبل يعرض الآنNext حماس تفرج عن 3 إسرائيليين ورام الله تستقبل أول فوج من الأسرى المحررين ضمن عملية التبادل يعرض الآنNext تظاهرات حاشدة في ألمانيا ضد صعود اليمين المتطرف يعرض الآنNext شاهد لحظة تسليم حماس 3 رهائن إسرائيليين للصليب الأحمر ضمن الدفعة الخامسة لصفقة التبادل يعرض الآنNext "انتهى وقتكم": قادة اليمين المتطرف يتحدّون الأحزاب التقليدية في الاتحاد الأوروبي اعلانالاكثر قراءة غزة.. دمارٌ وركامٌ ورياحٌ عاتية أجهزت على ما تبقى من ملاجئ وفاقمت معاناة النازحين جوائز غرامي 2025: إطلالة بيانكا سينسوري تثير الاستهجان وانتقادات لقبعة جادن سميث وكأنه دم.. نهر ساراندي قرب بوينس آيرس يتحول إلى اللون الأحمر ومخاوف من حدوث تلوث بريجيت ماكرون متحولة جنسيًا؟ ما سرّ استمرار الشائعات حول سيدة فرنسا الأولى ومن يقف وراءها؟ إطلالةٌ مذلة أم إثبات وجود؟ الجدل حول فستان بيانكا سينسوري العاري يكشف كواليس العلاقة مع كانييه ويست اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلقطاع غزةدونالد ترامبالصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماسضحاياروسياإطلاق سراحشرطةاليابانالحرب في أوكرانيا القانونالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس ضحايا إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس ضحايا سوريا ولادة كارثة طبيعية زلزال زلزال تركيا وسوريا إسرائيل قطاع غزة دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس ضحايا روسيا إطلاق سراح شرطة اليابان الحرب في أوكرانيا القانون الطفلة عفراء تحت الأنقاض یعرض الآنNext

إقرأ أيضاً:

17‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭ ‬ترحم‭ ‬‮«‬ريتاج‮»‬


‮«‬ريتاج‭ ‬حسين‭ ‬صابر‮»‬‭ ‬طالبة‭ ‬فى‭ ‬الصف‭ ‬الرابع‭ ‬الابتدائى‭ ‬تعانى‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬سمع‭ ‬شديد‭ ‬تسبب‭ ‬فى‭ ‬معاناة‭ ‬لها‭ ‬وصعوبة‭ ‬فى‭ ‬التحصيل‭ ‬الدراسى‭ ‬وتعود‭ ‬المشكلة‭ ‬الى‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬عمر‭ ‬الطفلة‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬عندما‭ ‬لاحظت‭ ‬الأم‭ ‬أن‭ ‬الطفلة‭ ‬لا‭ ‬تسمع‭ ‬وتم‭ ‬عرضها‭ ‬على‭ ‬الأطباء‭ ‬وإجراء‭ ‬الفحوصات‭ ‬الطبية‭ ‬لها‭ ‬وتركيب‭ ‬سماعات‭ ‬طبية‭ ‬على‭ ‬نفقة‭ ‬التأمين‭ ‬الصحى،‭ ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬السمع‭ ‬بها،‭ ‬وتم‭ ‬إجراء‭ ‬زراعة‭ ‬قوقعة‭ ‬لها‭ ‬وتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أجهزة‭ ‬مساعدة‭ ‬للسمع‭ ‬تكلفتها‭ ‬سبعة‭ ‬عشر‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭ ‬تعجز‭ ‬الأسرة‭ ‬الفقيرة‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬ثمنها‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬الصعبة‭ ‬الأب‭ ‬عامل‭ ‬أرزقى‭ ‬ولديه‭ ‬طفلان‭ ‬صغار‭ ‬فى‭ ‬التعليم‭ ‬والطفلة‭ ‬تعانى‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬ضغف‭ ‬فى‭ ‬النظر‭.‬
وتناشد‭ ‬الأسرة‭ ‬أهل‭ ‬الخير‭ ‬وأصحاب‭ ‬القلوب‭ ‬الرحيمة‭ ‬تقديم‭ ‬مساعدة‭ ‬مالية‭ ‬تعينهم‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬أجهزة‭ ‬مساعدة‭ ‬للسمع‭ ‬تخفف‭ ‬معاناة‭ ‬الطفلة‭ ‬‮«‬ريتاج‮»‬‭.‬

مقالات مشابهة

  • نجاة السائق بأعجوبة وشهامة المصريين في الإطفاء.. انقلاب سيارة ربع نقل وتفحهمها بالقطامية
  • 17‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭ ‬ترحم‭ ‬‮«‬ريتاج‮»‬
  • ناقد رياضي: الجماهير المصرية تعيش القلق في كل بطولة قارية أو عالمية
  • بيت لحم تستعيد فرحة عيد الميلاد بعد عامين من الحرب
  • الجدي: تعيش أوقاتا سعيدة بجانب الحبيب.. توقعات الأبراج وحظك اليوم الأحد 7 ديسمبر 2025
  • اللواء حابس الشروف: حكومة الاحتلال الحالية تعيش على الدم الفلسطيني
  • سفك الدمــ.اء لا يتوقف.. جارديان: غزة تعيش مأساة الموت والفقر والبؤس
  • حفّار واحد يكشف ازدواجية المعايير في انتشال الجثامين بغزة
  • هنادي سكيك ناجية وحيدة من مجزرة في غزة: “هل كثير عليهم أن يموتوا بكرامة؟”
  • سوريا.. إنقاذ طفلة سقطت في بئر بعد عملية استمرت 11 ساعة