بغداد- يشهد العراق نقاشات حادة وخلافات سياسية عميقة حول قانون الحشد الشعبي، وخاصة ما يتعلق بتحديد سن الإحالة إلى التقاعد لقادة هذه المؤسسة.

ويمثل هذا القانون الذي يعود إلى عام 2014 إحدى القضايا المعقدة والمثيرة للجدل في المشهد السياسي العراقي، حيث لعب الحشد الشعبي دورا محوريا في الحرب ضد "تنظيم الدولة الإسلامية"، فمنذ تأسيسه، تَشكّل الحشد الشعبي من فصائل مسلحة متنوعة، بعضها يتمتع بعلاقات وثيقة مع إيران، مما جعله قوة مؤثرة في المشهد الأمني والسياسي للبلاد.

وفي عام 2024، أرسلت الحكومة تعديلا للقانون، يتضمن وضع حدود دنيا وعليا لرواتب منتسبي الحشد والسن القانونية للتقاعد، إلا أن مجلس النواب أخفق في التوصل لصيغة توافقية على القانون، في جلسته التي عقدت في الرابع من فبراير/شباط الحالي، وتم رفعه من جدول الأعمال.

من جهته، أكد رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي كريم عليوي المحمداوي، أن القانون الذي يتضمن 85 مادة "يعتبر من التشريعات المهمة، وينصف المنتسبين والشهداء في الحشد، حيث سيتمكن المقاتل من معرفة درجته وخدمته الوظيفية".

وأوضح المحمداوي في حديث للجزيرة نت أن اللجنة أضافت خدمة 5 سنوات للمقاتلين الذين شاركوا في تحرير المدن بين عامي 2014 و2017، وتضمن ترقية الشهيد إلى درجة نائب ضابط، والضابط من ملازم إلى عقيد، فضلا عن شمول عائلة الشهيد بالتقاعد والامتيازات كافة.

الخلاف على سن التقاعد عرقل تمرير قانون الحشد في البرلمان العراقي (وكالات) مطالبات

اعتبر القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني "البارتي" وفا محمد كريم، أن هناك العديد من الملاحظات التي تحتاج إلى معالجة قبل التصويت على قانون الحشد الشعبي.

إعلان

وأوضح كريم في حديث للجزيرة نت أن قانون هيئة الحشد الشعبي، الذي تم التصويت عليه وأقره مجلس النواب العراقي في 26 يناير/كانون الأول 2016، ينص على "أن يكون جزءا من المنظومة العسكرية والأمنية للدفاع عن الوطن"، لكن هذا القانون قوبل بمقاطعة من نواب تحالف القوى العراقية السني، الذين اعتبروه "نسفا للشراكة الوطنية".

وأضاف أن هيئة الحشد الشعبي ومؤسساتها وفصائلها شهدت العديد من المتغيرات، وظهرت مشاكل كثيرة، وانحدرت منها فصائل ومليشيات غير منتمية لرئاسة الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، وهذا أدخل العراق في مشاكل مع بعض البلدان بسبب تدخلات هذه الفصائل في مناطق من دون الرجوع إلى إمرة القائد العام للقوات المسلحة.

وعن التعديلات في قانون الحشد، أشار كريم إلى أنها بحاجة إلى تصفيات كثيرة في بعض مؤسسات الهيئة، وإلى إدماجها بشكل كامل مع المنظومة العسكرية الوطنية تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة، والسيطرة على السلاح المنفلت الموجود لديهم، وأن يكون السلاح خاضعا للدولة حصرا.

كما لفت إلى وجود ملاحظات كثيرة حول الأعداد المسجلة والكبيرة للمنتمين تحت عنوان الحشد في الهيئة، "حيث نعتقد أن من بينهم الآلاف من الفضائيين" حسب وصفه، مشددا على أن كل هذه النقاط تحتاج إلى تصفيات وتعديلات كثيرة "لكي يستطيع أعضاء البرلمان، ومن ضمنهم الحزب الديمقراطي الكردستاني، الدخول والتصويت على تعديل قانون هيئة الحشد الشعبي".

وأكد كريم أن هذه هي المطالبات الأساسية، ليس فقط للحزب الديمقراطي وعدد من الأحزاب السياسية العراقية، بل هي مطلب لكثير من الدول وحتى للمجتمع الدولي، "ليكون الحشد منظومة عسكرية أمنية خاضعة للحكومة كباقي المؤسسات الأمنية تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة، وأن يكون ولائها فقط للعراق لا لدول أخرى" حسب قوله.

إعلان إنصاف القادة

كشف النائب بالبرلمان العراقي علي البنداوي، عن تفاصيل الخلافات السياسية التي تحيط بقانون الحشد الشعبي، وخاصة ما يتعلق بتحديد سن الإحالة إلى التقاعد لقادة الحشد، مشيرا إلى أن هذه القضية تعد من أبرز النقاط الخلافية بين الكتل السياسية، حيث توجد ضغوط من بعض الجهات لعدم تمرير القانون.

وقال البنداوي في حديث للجزيرة نت إن لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان، بصفتها المشرفة على عمل الأجهزة الأمنية، والمسؤولة عن صياغة مسودة القانون، قد أكملت صياغة القانون وقامت بقراءته الأولى والثانية.

وتابع أن القانون قد عُرض مرتين للتصويت، إلا أنه تم تأجيله وسحبه من قبل الحكومة بناءً على طلب من هيئة الحشد، لإجراء بعض التعديلات عليه فيما يتعلق بسن المنتسبين والقادة وإحالتهم إلى التقاعد، مبينا أنهم ينتظرون إعادة القانون من الحكومة لاستكمال عملية التصويت عليه بعد الانتهاء من التعديلات المطلوبة.

وأشار البنداوي إلى أن رؤيتهم تتمثل في أن "الحشد الشعبي هو مؤسسة أمنية عسكرية وعقائدية في الوقت نفسه"، ولذلك، يرون أنه "من غير الممكن تحديد سن تقاعد للقادة المجاهدين، كما هو الحال في مؤسسات الدولة الأخرى، بل يجب أن يتم التعامل معهم بشكل خاص".

ولفت إلى أن البرلمان يتكون من كتل سياسية مختلفة، معربا عن رفضهم التضحية بأكثر من 400 شخصية جاهدت ودافعت عن العراق من أجل الحفاظ على خصوصية هذا الكيان، حيث ينبغي "عدم مساواته بالقوات الأمنية الأخرى في الدفاع والداخلية" وفق قوله.

كما أشار إلى وجود ضغوط من بعض الجهات لسحب القانون أو عدم المضي في تشريعه، إلا أنه أكد حرصهم الكامل على ذلك خلال الفصل التشريعي الحالي، بشرط مراعاة خصوصية الحشد الشعبي، متمنيا أن يكون هناك توافق على تمريره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات العام للقوات المسلحة قانون الحشد الشعبی هیئة الحشد أن یکون إلى أن

إقرأ أيضاً:

بدأ تحصيلها من شهر ديسمبر.. تفاصيل زيادة الأجرة بعد تعديل قانون الإيجار القديم

بدأ تطبيق الزيادة القانونية فى القيمة الإيجارية للوحدات السكنية الخاضعة لـقانون الإيجار القديم رسميًا اعتبارًا من الأول من ديسمبر الجاري، وذلك فى عدد من المحافظات التي انتهت لجان الحصر من أعمالها، وتم نشر النتائج فى الجريدة الرسمية.

زيادة الأجرة في قانون الإيجار القديم

ويتم تطبيق زيادة الأجرة في قانون الإيجار القديم حسب تصنيف المناطق «متميزة، متوسطة، اقتصادية» بزيادة تتراوح بين 10 إلى 20 ضعف القيمة السارية مع حد أدنى، ويُسدد المستأجر الفروق على أقساط شهرية تساوي مدة الاستحقاق، وفقًا للمواد الجديدة للقانون التي أُقرت في صيف 2025.

ويحدد القانون فى المادة نفسها القيم الإيجارية الجديدة على النحو التالي:

- المناطق المتميزة: عشرون ضعف القيمة الإيجارية الحالية، وبحد أدنى 1000 جنيه شهريًا.

- المناطق المتوسطة: عشرة أضعاف القيمة السارية، وبحد أدنى 400 جنيه.

- المناطق الاقتصادية: عشرة أضعاف القيمة السارية، وبحد أدنى 250 جنيهًا.

وبناءً على ذلك، بدأت الجهات المؤجرة فى نطاق عدد من المحافظات منها محافظة الجيزة وسائر المحافظات التي أعلنت نتائج الحصر فى تحصيل القيمة الإيجارية الجديدة منذ بداية ديسمبر الجاري، أو فى المواعيد المبينة داخل بعض العقود التي تحدد يومًا مختلفًا لسداد الإيجار، وهى حالات محدودة.

الفئات المستثناة من قانون الإيجار الجديد 2025 في مصر

وفقا لما أعلنته لجان الحصر، بدأ العمل رسميا بـ القيم الإيجارية المعدلة للوحدات المؤجرة بغرض السكن، وفق تقسيم المناطق إلى: متميزة - متوسطة - اقتصادية، على أن يُراعى في التقسيم والمعايير والضوابط التالية:

1 - الموقع الجغرافي ويشمل طبيعة المنطقة والشارع الكائن به العقار.

2- المرافق المتصلة بالعقارات بكل منطقة من مياه وكهرباء وغاز وتليفونات وغيرها من المرافق.

3- شبكة الطرق ووسائل المواصلات والخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية المتاحة.

4- مستوى البناء ونوعية مواد البناء المستخدمة ومتوسط مساحات الوحدات بالمنطقة.

5 - القيمة الإيجارية السنوية للعقارات المبنية الخاضعة لأحكام قانون الضريبة على العقارات المبنية الصادر بالقانون رقم 196 لسنة 2008، الكائنة في ذات المنطقة.

ويلزم القانون المستأجرين بسداد الإيجار الشهري اعتبارا من هذا الشهر بالقيمة الجديدة لكل فئة.

اقرأ أيضاًنتيجة شقق الإسكان الاجتماعي 2025 بالرقم القومي.. رابط الاستعلام الآن

خطوات الاستعلام وسداد أقساط شقق سكن لكل المصريين 2025 إلكترونيًا

الإيجار القديم 2025.. الفئات المستحقة للشقق البديلة وآخر موعد للتقديم

مقالات مشابهة

  • بدأ تحصيلها من شهر ديسمبر.. تفاصيل زيادة الأجرة بعد تعديل قانون الإيجار القديم
  • سعيود يعرض مشروع قانون المرور أمام لجنة النقل بالمجلس الشعبي الوطني
  • الشيوخ يوافق على تعديل مادة جديدة بنقابة المهن الرياضية
  • تعديل شروط عضوية نقابة المهن الرياضية.. تفاصيل
  • جلسة للجنة الإدارة والعدل برئاسة عدوان لمتابعة تعديل قانون القضاء
  • حكومة الإمارات تصدر مرسوماً بقانون اتحادياً في شأن تعديل بعض أحكام قانون الشركات التجارية
  • لن نترك المستأجر للمجهول.. رئيس برلمانية التجمع لـ صدى البلد: سأتبنى تعديل قانون الإيجار القديم بالبرلمان الجديد
  • لجنة الدفاع تقرّ تعديل قانون الدفاع المدني وتتابع مشروع تطويره
  • مصدر رياضي:مهمة صعبة للمنتخب العراقي أمام الجزائر بسبب فقدان بعض عناصره
  • "اقتصادية الدولة" تناقش مشروع تعديل قانون الجمارك الخليجي