هكذا يجبر ترامب أوروبا على التعامل مع أوكرانيا
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
في نهاية محاضرته حول التاريخ والحرية التي ألقاها الأسبوع الماضي في قاعة رائعة تعود للقرن التاسع عشر في جامعة السوربون في باريس، وجّه المؤرخ الأمريكي تيموثي سنايدر رسالة قوية إلى الأوروبيين: إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، "فعليكم أن تقدموا كل ما تملكونه لأوكرانيا".
ما كان يقصده المؤرخ الشهير، بحسب تقرير تحليلي لصحيفة "فايننشال تايمز" هو أن تمنح أوروبا كييف عضوية في الاتحاد الأوروبي، وأن ترسل لها القوات والعتاد، وتستثمر بها استثمارات ضخمة."وإلا فستعيشون في ظل الحرب بشكل دائم. هذه هي ساعة أوروبا، لأن الولايات المتحدة لن تفعل شيئاً".
تحولات جذرية وبحسب التقرير، فيبدو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لا يحتاج إلى إقناع بهذا الأمر، حيث شهدت أوروبا تحولاً حاداً في موقفها تجاه الحرب الروسية في أوكرانيا، عودة دونالد ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض، وانفتاح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تسوية تفاوضية، خلقا وضعاً جديداً أكثر اضطراباً.
لم يعد شعار "دعم أوكرانيا مهما استغرق الأمر"، الذي تبناه الحلفاء لقرابة ثلاث سنوات، يحظى بالمصداقية عندما يخرج الشريك الأكبر عن الصف.
رغبة ترامب في إنهاء الحرب، مع إبقاء الأوروبيين في الظلام بشأن كيفية تحقيق ذلك، تضع القادة الأوروبيين أمام تحدٍ هائل، الكابوس الأكبر لماكرون، والذي يشاركه فيه العديد من نظرائه، هو احتمال عقد صفقة بين روسيا والولايات المتحدة فوق رؤوس الأوكرانيين والأوروبيين، وهو نهج دبلوماسي أمريكي تقليدي لا يقتصر على ترامب فقط. جهود ماكرون حقق ماكرون انتصاراً مبكراً عندما نظم لقاءً بين زيلينسكي والرئيس الأمريكي المنتخب آنذاك، ترامب، على هامش إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام التي تم ترميمها في ديسمبر (كانون الأول). ويبدو أن هذه المحادثة أقنعت ترامب بأن حل المشكلة لن يكون بهذه السهولة أو في غضون 24 ساعة.
Trump is forcing Europe to a reckoning on Ukraine https://t.co/jRDtuzmM5K
— Financial Times (@FT) February 11, 2025 يشير المسؤولون الأوروبيون إلى أنه حتى الآن، لم يطرح ترامب أي سيناريوهات مقلقة بشأن أوكرانيا، كما فعل في حالة غزة. لا يزال موقفه النهائي غير واضح، إذ لا يزال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتقد أنه قادر على كسب هذه الحرب.أما الأمر الوحيد المؤكد بحسب التقرير، فهو توجه الولايات المتحدة نحو فك الارتباط. لا يحتاج ترامب إلى إخراج بلاده من حلف الناتو؛ فهو ببساطة لا يريد أن تتحمل الولايات المتحدة عبء الحرب في أوكرانيا. لذلك، إذا أرادت أوروبا أن يكون لها مقعد على طاولة المفاوضات، فعليها تقديم شيء ذو قيمة ليتم أخذ مصالحها بعين الاعتبار، ليس فقط في شروط الاتفاق، ولكن أيضاً في تنفيذه.
صفقة قد تبدو جيدة لترامب لأنها ستوقف إراقة دماء "الشباب الجميلين"، وقد تكون كارثية على أوروبا إذا لم تمنع بوتين من شن هجوم جديد على أوكرانيا. من منظور أوروبي، فإن توفير ضمانات أمنية قوية لكييف هو عنصر أساسي في أي اتفاق مستقبلي. الأمن والدفاع وبالنسبة للدول التي اعتمدت لعقود على الولايات المتحدة لضمان أمنها، فإن هذا التحول مؤلم للغاية. ويدور حالياً نقاش "ديناميكي للغاية"، وفقاً لمسؤول أوروبي، حول الضمانات الأمنية اللازمة.
تشمل الدول الأكثر تصميماً في هذا النقاش بولندا ودول البلطيق والسويد وفنلندا، وتسعى فرنسا إلى لعب دور قيادي فيه. ولكن هذه المرة، بدلاً من فرض رؤيتها الخاصة، تعمل باريس على جمع الحلفاء والحفاظ على تماسك المواقف المختلفة.
بدأت بعض الدول في البحث عن صيغ جديدة خارج إطار الاتحاد الأوروبي إذا لزم الأمر، مثل إضافة إيطاليا والمملكة المتحدة إلى "مثلث فايمار"، الذي يضم فرنسا وألمانيا وبولندا. فرنسا بين المخاطر والفرص اضطر ماكرون إلى التحرك بحذر، خصوصاً بعد ردود الفعل السلبية على اقتراحه المفاجئ قبل عام بإرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، كما أن موقفه الداخلي المتذبذب بسبب التحديات السياسية والاقتصادية جعله بحاجة إلى استعادة ثقة شركائه الأوروبيين.
لكن فرنسا تتمتع بوضع فريد في مواجهة رئيس أمريكي قد يتصرف كمنافس بدلاً من حليف، فبينما تشعر بعض الدول الأوروبية، خاصة تلك الأقرب إلى التهديد الروسي، بالخوف من سقوط أوكرانيا لأنها ستكون التالية على القائمة، فإن فرنسا لا تشارك هذا القلق بنفس الحدة، نظراً لاعتمادها على ردعها النووي المستقل.
Trump says Ukraine has ‘essentially agreed’ to allow the US access to $500B in rare earth minerals https://t.co/dxTsKI2CgP pic.twitter.com/g868zzzbuS
— New York Post (@nypost) February 11, 2025 كلمات سنايدر في السوربون تردد صدى التحذيرات التي أطلقها مارك روته، الأمين العام لحلف الناتو الذي نبه أعضاء البرلمان الأوروبي الشهر الماضي، إلى أن عدم زيادة الإنفاق الدفاعي بشكل جذري سيتركهم أمام خيارين: تعلم اللغة الروسية أو الانتقال للعيش في نيوزيلندا.وسط الضغوط من بوتين من جهة، وعدم وضوح موقف ترامب من جهة أخرى، يجد الأوروبيون أنفسهم أخيراً أمام واقع لم يرغبوا في مواجهته لسنوات طويلة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية ترامب روسيا الاتحاد الأوروبي الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تلغي عقدا بقيمة 590 مليون دولار مع موديرنا للقاح مضاد لإنفلونزا الطيور
ألغت إدارة الرئيس دونالد ترامب الأربعاء عقدا بقيمة 590 مليون دولار مع شركة موديرنا لتطوير لقاح مضاد لإنفلونزا الطيور، وفق ما أعلنت الشركة الأميركية للتكنولوجيا الحيوية.
وهذه أحدث الخطوات ضد اللقاحات من جانب وزير الصحة روبرت إف كينيدي جونيور.
والعقد الذي أعلن عنه في 17 كانون الثاني/يناير، قبل ثلاثة أيام من تولي ترامب منصبه، يتعلق بلقاح يستخدم تقنية الرنا المرسال (mRNA) يستهدف سلالة إنفلونزا إتش5إن1 (H5N1) المنتشرة بين الطيور والماشية.
وحذر خبراء من أن الفيروس قد ينتقل إلى البشر ويتسبب في جائحة.
وكشفت شركة الأدوية والتكنولوجيا الحيوية الأميركية موديرنا عن هذه الخطوة مع إعلانها عن نتائج إيجابية لتجربة سريرية مبكرة شملت 300 شخص، هدفت لاختبار السلامة والاستجابة المناعية.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة ستيفان بانسيل في بيان "بينما يفاقم وقف التمويل لهيئات الصحة والخدمات الإنسانية حالة الإرباك، فإننا سعداء بالاستجابة المناعية القوية ومستوى السلامة الملحوظ في هذا التحليل المؤقت لدراسة المرحلة 1/2 من لقاح إنفلونزا الطيور إتش5 (H5) وسنستكشف مسارات بديلة للمضي قدما في البرنامج".
أضاف أن "هذه البيانات السريرية المتعلقة بجائحة إنفلونزا تبرز الدور الحاسم الذي لعبته تقنية الرنا المرسال (mRNA) كإجراء مضاد للتهديدات الصحية الناشئة".
إعلانوأوضح البيان، أن شركة موديرنا "ستستكشف بدائل" لتمويل تطوير وتصنيع اللقاح.
وعبّر الدكتور آشيش جها خبير الصحة العامة، الذي شغل منصب منسق استجابة إدارة الرئيس السابق جو بايدن لجائحة كوفيد-19، عن استيائه. وكتب على موقع إكس، إن "الهجوم على لقاحات mRNA أمرٌ يفوق العبث. كانت عملية وارب سبيد التي أطلقها الرئيس ترامب هي التي زودتنا بلقاحات mRNA".