السودان – أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن استعداد موسكو، للتعاون مع اللاعبين الخارجيين الآخرين، في مجال المساعدة بتطبيع الوضع في السودان.

وقال الوزير الروسي في بداية محادثاته مع نظيره السوداني علي يوسف شريف: “بالطبع نحن كأصدقاء جيدين نشعر بالقلق إزاء الأحداث الدرامية التي تجري حاليا في السودان.

نريد العمل مع اللاعبين الخارجيين الآخرين للمساعدة في تطبيع الوضع”.

وأشار لافروف إلى أن استئناف التعاون الثنائي مع السودان، يعتمد بشكل كامل على الظروف الأمنية.

بدوره، قال وزير الخارجية السوداني إن بلاده تقدر وقوف روسيا الاتحادية إلى جانب الشعب السوداني، في الوقت الذي يعيش فيه السودان “حربا جدية تدور بين الجيش وقوات الرد السريع”.

وبحسب المعلومات المتوفرة لدى وكالة نوفوستي، يتواجد الوزير السوداني في زيارة عمل إلى روسيا تستغرق ثلاثة أيام، بدأت في 10 فبراير.

وأجرى الوزير الضيف يوم أمس محادثات مع وزير الموارد الطبيعية الروسي ألكسندر كوزلوف، الذي أعلن في أعقاب الاجتماع عن انعقاد اللجنة الحكومية الدولية للتعاون التجاري والاقتصادي بين روسيا والسودان.

في وقت سابق، قال مصدر حكومي سوداني، إنه من المتوقع أن يجري الوزير شريف محادثات مع “عدد من المسؤولين الحكوميين الروس” خلال وجوده في موسكو.

يشهد السودان منذ 15 أبريل 2023، معارك عنيفة بين قوات الرد السريع بقيادة محمد حمدان دقلو والجيش النظامي.

ويخوض الطرفان منذ ذلك الوقت، حربا خلفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق أرقام نشرتها الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

المصدر: نوفوستي

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

ما فرص نجاح محادثات إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا؟

إسطنبول- في مسعى جديد لكسر الجمود الدبلوماسي، انطلقت اليوم الاثنين في مدينة إسطنبول جولة ثانية من المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا، في محاولة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

وتُعقد المحادثات في قصر "شيراغان" التاريخي المطل على مضيق البوسفور، بحضور وفدين رسميين، يقود الجانب الروسي مستشار الكرملين فلاديمير ميدينسكي، بينما يرأس الوفد الأوكراني وزير الدفاع رستم عمروف.

وتُعد الجولة الحالية امتدادا لمسار تفاوضي أعادت تركيا تحريكه منتصف الشهر الماضي، حين استضافت إسطنبول أول لقاء مباشر بين الجانبين منذ عام 2022، والذي عُقد في قصر "دولمة بهتشة" الرئاسي في 16 مايو/أيار، وأسفر عن اتفاق لتبادل واسع للأسرى شمل إطلاق سراح ألف محتجز من كل طرف.

الجولة الحالية تعد امتدادا لمسار تفاوضي أعادت تركيا تحريكه منتصف الشهر الماضي (الأناضول) دبلوماسية تركية تمهّد الطريق

تأتي هذه الجولة تتويجا لحراك دبلوماسي مكثف قادته أنقرة خلال الأسابيع الأخيرة لإعادة موسكو وكييف إلى طاولة المفاوضات. ففي أواخر مايو/أيار الماضي، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارتين متتاليتين إلى كل من روسيا وأوكرانيا لتهيئة الظروف السياسية واللوجيستية لانعقاد جولة جديدة في إسطنبول.

وخلال زيارته إلى موسكو يومي 26 و27 مايو/أيار، التقى فيدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، وعددا من كبار المسؤولين الروس، حيث عبّر عن رغبة بلاده في استضافة جولة تفاوض جديدة.

واعتبر أن اختيار إسطنبول يعكس مستوى التفاهم مع موسكو بشأن ضرورة تحقيق الاستقرار الإقليمي. ولاحقا، أعلن لافروف موافقة بلاده على عقد الجولة الثانية في إسطنبول، بعد تلقي رسالة رسمية من أنقرة موجهة إلى الرئيس بوتين.

إعلان

وفي 30 مايو/أيار الماضي أيضا، توجه فيدان إلى كييف حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ومدير مكتبه أندريه يرماك، إضافة إلى وزير الخارجية بالإنابة أندريه سيبيها. ودعا في مؤتمر صحفي مشترك إلى تغليب لغة الحوار على لغة السلاح، مؤكدا أن جولة 16 مايو/أيار شكّلت "نقطة انطلاق جديدة" على طريق التسوية السلمية.

كما أشار الوزير التركي إلى إمكانية عقد قمة ثلاثية في تركيا تجمع قادة روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة، إن تحقق تقدم ملموس في المحادثات، في حين شددت كييف على ضرورة أن تقدم موسكو تصورا مكتوبا ومفصلا لوقف إطلاق النار قبل الانخراط في مفاوضات جوهرية.

تركيا تلمح لإمكانية عقد قمة ثلاثية في تركيا تجمع قادة روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة (الأناضول) هوة في المواقف

يدخل الطرفان جولة إسطنبول بمواقف متباعدة تعكس الفجوة العميقة بين رؤيتيهما لوقف إطلاق النار والتسوية المحتملة. فبينما تبدي موسكو انفتاحا حذرا على الحوار، فإنها تضع شروطا مسبقة، من أبرزها وقف الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، وإنهاء حالة التعبئة، إضافة إلى مطلب "حياد كييف" ووقف مساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وهي شروط تعتبرها أوكرانيا تدخلا مباشرا في سيادتها.

من جانبها، تتمسك كييف بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار كمدخل أساسي لأي تفاوض، وتعرض خطة تبدأ بهدنة لمدة 30 يوما، تتبعها عمليات تبادل للأسرى وإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين تقول إنهم رُحلوا إلى روسيا، كما تتضمن الخطة عقد قمة مباشرة بين بوتين وزيلينسكي، ورفض أي قيود على القدرات العسكرية الأوكرانية، وعدم الاعتراف بسيطرة روسيا على أراضٍ أوكرانية، إلى جانب المطالبة بتعويضات مالية لإعادة الإعمار.

وتنعقد جولة إسطنبول في ظل تصعيد ميداني لافت بين الجانبين، إذ شنت أوكرانيا قبيل انطلاق المحادثات هجمات مكثفة بطائرات مسيرة استهدفت قواعد جوية روسية في عمق الأراضي الروسية، وردت موسكو بقصف عنيف استهدف مناطق واسعة من أوكرانيا، وصفه مراقبون بأنه الأعنف منذ اندلاع الحرب عام 2022.

إعلان

ورغم التوتر الميداني، تعول أنقرة، ومعها أطراف دولية أخرى، على أن تشكل هذه الجولة خطوة أولى نحو تهدئة قابلة للتثبيت، تمهد الطريق لمفاوضات سياسية أوسع، وربما لقاء قمة بين زعيمي البلدين إذا نضجت الظروف الملائمة.

أنقرة تأمل أن تشكل هذه الجولة خطوة أولى نحو تهدئة قابلة للتثبيت (الأناضول) محادثات "محدودة الأفق"

يرى الأكاديمي والمحلل السياسي التركي علي فؤاد جوكشه أن فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال جولة إسطنبول الحالية تبدو "محدودة"، نظرا للتصعيد الميداني وتباعد مواقف الطرفين.

وفي حديثه للجزيرة نت، اعتبر جوكشه أن الهجمات الأوكرانية بطائرات مسيرة على العمق الروسي قبيل بدء المحادثات حملت رسالة مفادها أن كييف لا تزال تمسك بزمام المبادرة ميدانيا، مما يضعف فرص انفتاح موسكو على أي تهدئة غير مشروطة في هذه المرحلة.

ورغم ذلك، لم يستبعد جوكشه حدوث تقدم في ملفات إنسانية مثل تبادل الأسرى وعودة الأطفال، مشيرا إلى أن إدراج هذه القضايا إلى جدول الأعمال يعد تطورا إيجابيا قد يُبنى عليه لاحقا.

وفيما يخص الدور التركي، أشار إلى أن أنقرة تملك قدرة تفاوضية متميزة مقارنة بوسطاء آخرين، موضحا أن موسكو تتحفظ على المبادرات الأوروبية، بينما تبدي كييف توجسا من أدوار دول آسيوية كالصين أو كوريا الجنوبية. أما تركيا، فتمتلك علاقات قوية مع الطرفين، ويستند دورها إلى ثقة متبادلة وعلاقات شخصية مباشرة بين الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيريه بوتين وزيلينسكي.

جسر إقليمي بين الطرفين

من جهته، يرى الأكاديمي والمحلل السياسي التركي مصطفى يتيم أن تركيا باتت تمثل نقطة الارتكاز الأبرز في جهود الوساطة بين موسكو وكييف، بفضل سياستها المتوازنة وموقعها الجغرافي والدبلوماسي الحيوي.

وفي حديثه للجزيرة نت، أشار يتيم إلى أن أنقرة، ومنذ اندلاع الحرب، تبنت موقفا مبدئيا برفض اجتياح أوكرانيا من جهة، وعدم تأييد سياسة عزل روسيا من جهة أخرى، مما جعلها -وفق تقديره- الجسر الوحيد الذي يحظى بثقة الطرفين، ويؤهلها للقيام بدور الوسيط الفعّال في أي مفاوضات.

إعلان

وأضاف أن موافقة الجانبين على تكرار اللقاءات في إسطنبول دليل على الثقة الإقليمية والدولية بالوساطة التركية، خصوصا في الملفات الإنسانية واللوجيستية، كملف الأسرى وأمن الغذاء والطاقة.

وبشأن إمكانية عقد قمة رئاسية، رأى يتيم أن الطرح كان قائما، لكن رفض الرئيس الروسي المشاركة يعكس -برأيه- غياب قناعة روسية بجدوى التسوية في الوقت الراهن، مؤكدا أن الأمر لا يرتبط بدور تركيا، بل بغياب الإرادة الروسية لإنهاء الحرب.

وختم يتيم بالإشارة إلى أن فرص الوساطة التركية قد تتزايد مستقبلا مع ارتفاع كلفة الحرب بالنسبة لروسيا، خاصة إذا استمرت المعارك بلا حسم عسكري واضح، مما قد يدفع موسكو إلى إعادة النظر في حساباتها السياسية.

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية بريطانيا: السودان يعيش أسوأ كارثة إنسانية في العالم
  • وزير العدل يؤكد استعداد الوزارة للتعاون مع الهيئة المركزية للرقابة لمواجهة الفساد وتعزيز النزاهة
  • ما فرص نجاح محادثات إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا؟
  • مساعٍ دبلوماسية بين لافروف وفيدان لتطويق الأزمة الليبية
  • لافروف وروبيو يناقشان تسوية الحرب في أوكرانيا
  • دون إشارة لضربات أوكرانيا.. خارجية روسيا تكشف ما دار باتصال لافروف وروبيو
  • وزير الخارجية السوداني يبلغ مسؤول مصري موقف السودان من إعلان حكومة موازية
  • تدشين كتاب «الشاهد الأول ضد بن لادن» : وثيقة نادرة تكشف أسرار القاعدة وصلتها بالسودان
  • السوداني:تبرعنا إلى لبنان (20) مليون دولار رغم الأزمة المالية التي يمر بها العراق
  • الأمم المتحدة تعرب عن قلقها بعد قصف منشآت برنامج الأغذية العالمي في الفاشر بالسودان