أكد الدكتور أحمد نبوي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الشائعات تمثل خطرًا كبيرًا على الأفراد والمجتمعات، محذرًا من الانسياق وراء الأخبار غير الموثوقة دون التثبت منها.

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية خلال حلقة برنامج «منبر الجمعة»، المذاع على قناة «الناس»، أن الصحابة الكرام عندما جاءهم صحابي موثوق بخبر تغيير القبلة أثناء الصلاة، امتثلوا فورًا لهذا الأمر لثقتهم في صدق الناقل، مما يعكس أهمية الاطمئنان إلى مصدر المعلومة قبل الأخذ بها.

الشائعات تسببت عبر التاريخ في هدم العلاقات بين الأفراد

وأشار إلى أن الشائعات تسببت عبر التاريخ في هدم العلاقات بين الأفراد والجماعات، بل وتسببت في زعزعة استقرار دول وإنفاق مليارات الدولارات على معلومات مغلوطة ضمن ما يعرف بحروب الجيل الرابع، التي تعتمد بشكل أساسي على نشر الفوضى من خلال الأخبار الكاذبة.

وشدد على ضرورة التثبت من الأخبار قبل نشرها، محذرًا من مخاطر تداول المعلومات غير الصحيحة، لما قد تسببه من أضرار جسيمة على المستويات الفردية والمجتمعية والدولية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشائعات الصحابة الكرام

إقرأ أيضاً:

محمد أكرم دياب يكتب: أسلحة إسرائيل الخفية – “هدم المجتمعات"

"الحرب لم تعد بالبندقية فقط، بل بالفكرة"، ربما تدرك إسرائيل هذه القاعدة أكثر من أي كيان آخر، ولذلك وضعت خطة طويلة الأمد لاجتياح العقول قبل الأوطان. فمنذ إعلانها عام 1948، وهي لا تكتفي بالتوسع الجغرافي، بل تتقن التمدد الناعم داخل المجتمعات. وبعد هزيمتها في حرب أكتوبر،اويمكن ان نوصفها بهزيمتها الوحيدة والكبرى في الشرق الأوسط،  تحوّلت استراتيجيتها من المواجهة المباشرة إلى إنهاك الخصوم من الداخل، عبر أدوات أقل صخبًا وأكثر تأثيرًا.
في مساء عادي، قد لا يدرك كثيرون أن ما يشاهدونه، أو ما ينتشر في الشارع من مواد مخدرة، هو جزء من مخطط محكم لبناء بيئة منهكة نفسيًا وثقافيًا. انتشرت خلال العقد الأخير أنواع جديدة من المخدرات مثل الكبتاجون والهيدرو، مواد رخيصة وسهلة الصنع، ويُعتقد أن خطوط إنتاجها تمتد إلى جهات مرتبطة بإسرائيل أو تمر عبر أراضيها. الهدف واضح: ضرب وعي الأجيال، تمزيق الإدراك، وتفكيك المجتمعات بهدوء.
ثم يأتي الفن، المنصة التي ما دام كانت ساحة ناعمة للصراع. عبر محتوى موجه على منصات مثل نتفليكس، شاركت إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر في إنتاج أعمال تُجمّل صورتها، وتُظهرها كدولة الحرية والديمقراطية، مقابل تشويه صورة العرب، وخصوصًا الفلسطينيين، مع تمرير ثقافات دخيلة مثل الشذوذ وتزييف الحقائق التاريخية. عمل فني واحد قد يترك تأثيرًا أقوى من خطاب سياسي طويل، وهذا ما تفهمه إسرائيل جيدًا.
ولم تكتفِ بذلك، بل وجدت في مواقع التواصل الاجتماعي فرصة ذهبية لتسويق روايتها. حسابات ناطقة بالعربية بدأت في ضخ محتوى يُظهر إسرائيل كدولة متقدمة تحب السلام، وينشر صورًا لأطباء إسرائيليين ينقذون أطفالًا، أو جنود يوزعون الحلوى، أو حتى وصفات أكل وموسيقى مشتركة مع العرب. كل ذلك لصناعة وهم أن إسرائيل دولة “عادية”، يمكن أن تكون صديقة، وأن العداء معها مجرد إرث قديم يجب مراجعته. التسويق الناعم للعدو، بلغة مألوفة وبوجوه مبتسمة، كان ولا يزال من أخطر ما فعلته تل أبيب خلال العقد الأخير.
وما قبل اندلاع الحرب الأخيرة في غزة، كانت إسرائيل تُسرّع من خطوات التطبيع مع عدة دول عربية، وتُرتب علنًا لاتفاقيات تجارية وأمنية وسياحية تُنهي مرحلة العداء. كانت تسعى لتقديم نفسها كـ”شريك طبيعي” في المنطقة، يملك مفاتيح التكنولوجيا والسلام. لكن فجأة، اندلعت الحرب. ومع توالي الأحداث، بدأ يظهر أن توقيتها لم يكن محض صدفة، بل حلقة في مسلسل مرسوم بدقة. فكلما اقتربت من الوصول لمرحلة “القبول الكامل”، اشتعلت مواجهة تُعيد تشكيل الصورة وتُعيد خلط الأوراق، لكن ضمن إطار مخطط لا عشوائية فيه. حرب غزة الأخيرة لم تكن رد فعل، بل خطوة محسوبة ضمن مشروع الهيمنة على المنطقة نفسيًا وعسكريًا وسياسيًا.
المثال الأوضح على هذا التسلل الناعم كان مسلسل “طهران”، إنتاج درامي يعرض قصة عميلة موساد تتسلل إلى إيران. ورغم أنه يبدو مجرد عمل فني، إلا أن تسلسل الأحداث، وطبيعة المهام، تتطابق بشكل مدهش مع عمليات وقعت فعلًا داخل إيران خلال السنوات الأخيرة. هنا لا يكون العمل مجرد دراما، بل شفرة استخباراتية، ورسالة موجهة ومسبقة التوقيت.
نحن أمام مشروع لم يعد نظريًا، بل قائم، يستهدف لا الجيوش، بل العقول. والمجتمعات التي لا تملك وعيًا حقيقيًا ولا درعًا ثقافيًا ستسقط دون أن تطلق فيها رصاصة واحدة، ومصر حتى اليوم صامدة بفضل أجهزتها الاستخباراتية ويقظتها، لكن المعركة ما زالت طويلة، والعدو أكثر دهاءً مما يبدو.

مقالات مشابهة

  • «محمد بن راشد للابتكار» يطوّر أدوات تنظيم تصميم التفكير
  • محمد أكرم دياب يكتب: أسلحة إسرائيل الخفية – “هدم المجتمعات"
  • أحمد الأشعل يكتب: مصر في مواجهة الاستهداف المركب.. قافلة السموم اسم خادع ومشروع خبيث
  • خالد أبو بكر: إيران لن تستمر في سياسة النفس الطويل.. والحرب محسومة لأمريكا وإسرائيل
  • بنوك مصر تطرح شهادات ادخار بعوائد متنوعة لجذب سيولة العملاء الأفراد
  • تفاصيل لقاء رئيس جامعة أسيوط مع السفير الهندي بمصر اليوم
  • هل تتدخل الصين وروسيا في الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟.. عبد المنعم سعيد يكشف
  • آليات التفكير في ضريبة الدخل على الأفراد
  • وزير دفاع جيش الاحتلال يهدد باستهداف المرشد الأعلى الإيراني.. فيديو
  • لمياء شرف تكتب: إعادة التاريخ - من المأساة إلى المهزلة