الهند ترفع واردات النفط والغاز الأميركية لتجنب الرسوم الانتقامية
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
وافقت الهند على زيادة واردات النفط والغاز من الولايات المتحدة في محاولة لتقليص اختلال الميزان التجاري بين الدولتين، وتجنب فرض رسوم انتقامية محتملة.
قال وزير خارجية الهند، فيكرام ميسري، خلال مؤتمر صحفي في واشنطن الخميس بعد اجتماع رئيس الوزراء ناريندرا مودي بالرئيس الأميركي دونالد ترمب،"أعتقد أننا استوردنا منتجات طاقة أميركية بنحو 15 مليار دولار.
أشارت الشركات الحكومية الحاضرة في مؤتمر "أسبوع الطاقة الهندي" المقام في نيودلهي هذا الأسبوع إلى أنها ستسعى إلى شراء كميات أكبر من النفط والغاز المسال من الولايات المتحدة. وتخوض شركة "إنديان أويل" (Indian Oil) مفاوضات مع "تشينيير إنرجي" حول اتفاق طويل الأجل لتوريد الغاز المسال، فيما كشف رئيس مجلس إدارة "غايل إنديا" (Gail India)، سانديب غوبتا، عن أن الشركة جددت خطط الاستحواذ على حصة في منشأة تسييل في الولايات المتحدة.
واردات الطاقة الهندية من أميركا
في البيان المشترك الذي أصدره الزعيمان، تعهد مودي وترمب بتعزيز تجارة الطاقة "لترسيخ مكانة الولايات المتحدة كمورد رئيسي للنفط الخام والمنتجات النفطية والغاز المسال إلى الهند"، مع زيادة الاستثمارات في البنية التحتية للوقود الهيدروكربوني.
كانت الهند أكبر مشترٍ للنفط الأميركي في 2021، حيث استوردت حوالي 406 آلاف برميل يومياً، أو ما يعادل 14.5% من إجمالي الصادرات الأميركية، بحسب بيانات شركة "كبلر" (Kpler). لكن هذا الرقم انخفض. وخلال أول 11 شهراً من 2024، مثلت الصادرات الأميركية أقل من 5% من إجمالي واردات الهند، مع عزوف مصافي التكرير عن الشراء من الموردين التقليديين والاتجاه إلى الخام الروسي الأقل سعراً.
وبعدما فرضت الولايات المتحدة عقوبات أشد صرامة على تجارة الوقود الهيدروكربوني الروسي في وقت سابق من هذا العام، تعمل الهند (ثالث أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم) على تطوير سلاسل التوريد المتعطلة سعياً للحفاظ على استمرار تدفقات الخام الأقل سعراً.
قلق هندي من الرسوم الانتقامية
تُعد الولايات المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري للهند بعد الصين، حيث بلغ إجمالي حجم التجارة ما بين شهري أبريل ونوفمبر 2024 إلى 82.5 مليار دولار. غير أن صادرات الهند استقرت عند 52.9 مليار دولار مقابل مجموعة من المنتجات المستوردة بقيمة 29.6 مليار دولار، ما أدى إلى فجوة قد تعرض الدولة الجنوب آسيوية إلى فرض الإدارة الأميركية رسوماً جمركية انتقامية.
وتراجع التفاؤل الأولي للهند تجاه رئاسة ترمب نتيجة المخاوف من حرب تجارية وشيكة، وسياسات مرتبطة بالهجرة تستهدف مواطنيها. وأملاً في تجنب القيود التجارية، قدمت الحكومة تنازلات، مثل تقليص الرسوم الجمركية والخفض التدريجي للتعريفات الجمركية الإضافية على الواردات.
قال ترمب الخميس إن مودي وافق على بدء المفاوضات لمعالجة عجز الميزان التجاري الأميركي، بينما لام الهند على الرسوم الجمركية المرتفعة التي أدت إلى فرض الولايات المتحدة تعريفات انتقامية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهند النفط ترمب والغاز رسوم انتقامية المزيد الولایات المتحدة ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
لوبوان: مخاوف عالمية من تحرك إيراني في مضيق هرمز بعد الضربات الأمريكية
سلّطت مجلة لوبوان الفرنسية الأسبوعية الضوء على تصاعد المخاوف الدولية من احتمال تحرك إيراني في مضيق هرمز، وذلك عقب الهجمات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران، في تطور مثير يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط.
وفي تقرير للكاتب توماس جريندورج، أكدت المجلة أن الأشهر القليلة القادمة قد تشهد تصعيدًا في حدة التوترات، مما يُنذر باضطرابات محتملة في هذا المعبر البحري الحيوي، الذي يُعد الشريان الرئيسي لنقل نحو خُمس تجارة النفط في العالم.
خبير: الضربة الأمريكية ليست نهاية المعركة وإغلاق مضيق هرمز يغيّر قواعد اللعبة صحيفة إسبانية: إغلاق مضيق هرمز "ضربة قاصمة" لاقتصاد أوروبا ويرفع أسعار النفط والطاقة عالميًا أسعار النفط ترتفع والمجتمع الدولي يترقبأشارت المجلة إلى أن عددًا من وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى، مثل شبكة NBC، عبّرت عن قلق متزايد من التداعيات الاقتصادية على المدى القريب والمتوسط، خاصة في ظل استمرار إيران بلعب دور محوري في سوق الطاقة العالمي.
وشهدت أسواق النفط العالمية ردود فعل سريعة على التصعيد، حيث ارتفعت أسعار النفط بنسبة 4% مساء الأحد مع بدء التداولات، في حين كانت قد صعدت بنسبة 3% في الأسبوع السابق بعد الضربات الإسرائيلية الأولى ضد إيران.
هل تغلق إيران المضيق؟
رجّحت لوبوان أن يُصبح مضيق هرمز مجددًا محور الأحداث الدولية، لا سيما أنه يفصل بين إيران من جهة والإمارات وسلطنة عمان من جهة أخرى، ويُعد بمثابة نقطة اختناق استراتيجية لصادرات النفط والغاز العالمية.
وحذّرت المجلة من أن إيران قد تلجأ كما فعلت في السابق إلى تقييد حركة الملاحة أو حتى إغلاق المضيق بالكامل، وهو ما سيكون له تأثيرات مباشرة على إمدادات الطاقة.
تحذيرات الخبراء: النفط إلى 100 دولار وأكثرآندي ليبو، رئيس شركة ليبو أويل أسوشيتس للاستشارات، حذّر في مذكرة لعملائه من أنه إذا تأثرت صادرات النفط عبر مضيق هرمز، فقد يرتفع سعر البرميل بسهولة إلى 100 دولار، مقارنة بالسعر الحالي الذي يدور حول 87 دولارًا.
من جانبه، قال فيليب شالمين، الخبير الاقتصادي في مجال السلع الأساسية، لقناة فرانس إنفو، إن مجرد استمرار التوتر يجعل تجاوز حاجز الـ80 دولارًا بحلول اليوم أمرًا مرجحًا للغاية، وأضاف أن الأسعار قد تقفز إلى ما فوق 100 دولار حال حدوث إغلاق فعلي للمضيق.
كما توقّع شالمين ارتفاع أسعار الوقود في محطات البنزين بنسبة تتراوح بين 15 و20 سنتًا خلال الأيام القليلة المقبلة، ما سيزيد العبء على المستهلكين، خاصة في أوروبا.
واشنطن: أي تحرك في هرمز «انتحار اقتصادي»في السياق ذاته، وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أي محاولة إيرانية لإغلاق المضيق بأنها "انتحار اقتصادي"، محذرًا من أن هذه الخطوة قد تُلحق ضررًا مباشرًا بالاقتصاد الإيراني نفسه، الذي يعاني بالفعل من ضغوط وعقوبات متزايدة.
ودعا روبيو الصين، باعتبارها الشريك التجاري الأكبر لإيران، إلى اتخاذ موقف صارم لمنع طهران من تهديد أمن الملاحة الدولية في المنطقة، مشيرًا إلى أن استقرار أسواق الطاقة مسؤولية دولية مشتركة.
وفي تطمين جزئي للأسواق، أوضح روبيو أن الحديث عن "نفاد عالمي للنفط" ليس واردًا، في ظل وجود نحو 30 مليون برميل من النفط الإيراني المخزن على ناقلات قبالة سواحل الصين وسنغافورة، مؤكدًا أن الأسعار العالمية ستظل هي الأداة الأساسية لتنظيم السوق.