يمانيون:
2025-08-13@03:01:06 GMT

أمريكا وَديمقراطيتُها الزائفة

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

أمريكا وَديمقراطيتُها الزائفة

بشرى المؤيد

شهد العالم مراسيم الاحتفال بتنصيب ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، وشهد الناس وَاستمعوا لخطابه وَهو ينتقد الرئيس السابق بايدن وما كان حكمه فيه من سلبيات، فوبّخه على فترة حكمه، وأن حكمه الآتي سيأتي بالازدهار الاقتصادي لبلده فهو متأكّـد من أن حلبه سيزداد للدول التي ستعطيه “حليباً كامل الدسم”.

ووعد شعبه بوعود كثيرة منها أنهم سيسكنون في المريخ ويضعون علم أمريكا يرفرف عاليًا فيها، كانت هناك كثير من الوعود الخيالية وَالوهمية، فهل يا ترى هل سيحقّقها جميعا؟

فالأرض هي الكرة التي أعدها الله سبحانه، لبني آدم وجعلها مهيأة وصالحة له للعيش وَالنماء وَالعمران فيها، قال تعالى: “الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّىٰ”.

يتعاملون مع الناس باستعلاء، وَاستبداد وَسيطرة كأنهم الوحيدون على وجه هذه الأرض، فنرى اليهود يصفون الشعوب بأنهم مُجَـرّد حيوانات تمشي على هذه الأرض، وأنهم هم الأسياد وَالمفضلون الذين يحق لهم العيش “فهم شعب الله المختار” والآخرون لهم الفناء وَالعيش في ضنك.

يظنون بأنهم ما زالوا المفضَّلين على العالمين وهذا مفهوم خاطئ، الله فضلهم في زمانهم وعصرهم السابق، حَيثُ كان منهم الأنبياء، وَالأحبار، والصالحين، وَالمرشدين الذين كانوا يأمرون بالمعروف وَينهون عن المنكر، يدعون إلى التمسك بالدين والطاعة لله وَاتباع الرسل؛ لكنهم انحرفوا عن البوصلة وزاد فيهم الفساد وجحدوا بنعم الله، قال تعالى: “يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ” وحين بطروا على نعم الله طردوا من رحمته، وحكم الله عليهم بالعذاب المُستمرّ بأيدي الناس إلى يوم القيامة وَالشتات وَتمزيقهم في أرض الله؛ أي ليس لهم أرض يملكونها ليعيشوا فيها وَإنما يعيشون مشتتين في أرض الله، وهذا ما يعترف به “حاخاماتهم” حين كانوا يلتقون معهم في التلفاز ويعرفون حكم الله عليهم وَما عاقبة مخالفة أمر الله لهم.

قال تعالى: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ، إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ، وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ” وقال تعالى: “وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا، مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ، وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”.

فمن الذي يستطيع أن يتجرأ على أحكام الله التي أنزلها في شرائعه، وأحكام القرآن الكريم الذي ضم فيها كُـلّ هذه الشرائع وجعله دستوراً للأُمَّـة جمعاء؟ من الذي له الكلمة العليا والحق في مصير شعب يراد له أن يهجر وَتنتزع أرضه من بين يديه وهي ملكه في الحقيقة وَالواقع؟

هؤلاء الذين يراد لهم تهجيرهم من أرضهم جذورهم موتدة في أرضهم، لا يمكن انتزاع هذه الجذور المتشعبة والمتشابكة فهم كالجبال الرواسي، وهم أصحاب الحق فجذورهم ضاربة في الأرض، لا يستطيع أي إنسان أن يأتي بسهولة ويقول “أخرجوا من دياركم فهذه أرضنا” حتى لو فرضنا جدلاً أنهم سيرضون وهذا أبعد من الخيال فَــإنَّ الأرض ستدافع عن نفسها ببحرها، وهوائها، وترابها وكلّ ذرة فيها بقوله تعالى: “كُن فَيَكُونُ”.

بأمر الله ستحارب الرياح والبحر والتراب والحيوانات والطيور وكلّ شيء خلقه الله سيكون من جنود الله، سيحارب مع هذه الأرض، قال تعالى: “رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ” وقال تعالى: “وَأرسل عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ” وَقال تعالى: “وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ”.

إن من ينبغي أن يهجر هم المستوطنون الذين اغتصبوا أرضاً ليست أرضهم فهم مُجَـرّد غزاة أتوا من بعيد ليحلوا في أرض ليست حقهم أَو ملكهم، هكذا يعرف العالم أجمع والشعوب كلها وَالإنسانية كلها أن شعب فلسطين الأرض أرضه، والحق حقه، فأين الديمقراطية العادلة التي تدعون بها؟ وأين الديمقراطية التي تسلبون بها حقوق الآخرين وَتنتزعون الأمن وَالأمان وَالاستقرار من الشعوب؟ كيف هي هذه الديمقراطية التي تستبيحون بها أراضي الآخرين؟ أين الديمقراطية والعدل التي تجيزون بها إبادة الآخرين وفنائهم من هذه الأرض التي خلقها الله للإنسان ليعيش فيها؟ ما هي الديمقراطية؟ هل معناها الاستعباد وَالاستبداد والقضاء على حقوق الآخرين؟ هل معنى الديمقراطية الخداع وَالتحكم والسيطرة؟

أما من يوالي وَيوافق على ظلم الآخرين ويكون مثلهم في مشاريعهم، ويوافق على تهجير المستضعفين وأكل حقوقهم، وزعزعة الأمن والاستقرار من قلوب الناس، ويوافق على تجويع الشعوب وحصارها وَيصمت ويوافق على أفعال الشر التي حرمها الله على عباده فَــإنَّه سينطبق عليه قوله تعالى: “﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أولياء، بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ، وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ سيكون منهم وسيأتي دوره.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: هذه الأرض قال تعالى فی أرض

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: المؤمن الحق يمر باللغو كريماً ويبدأ بإصلاح نفسه قبل غيره

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله عز وحل قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾..فهو يمثل النفسية الراقية النبيلة التقية النقية؛ فيمر باللغو فلا يندرج فيه، يراه أمامه ويسمعه بأذنيه ولكنه لا يُستدرج إليه.

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن النفس العظيمة تكون من غير كبر، نفس كريمة من غير سرف، نفس رحيمة من غير ضعف، نفس قوية من غير قسوة, نفس ربَّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت من عباد الرحمن، وعباد الرحمن إذا مد أحدهم يده إلى السماء وهي قبلة الدعاء: "يا رب"_ اهتز له الكون.

وقال الله تعالى ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًا وَعُمْيَانًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا * أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا﴾ [الفرقان :73- 75]..

أدعية وأذكار تزِيل الهم وتفك الكرب.. رددها الآندعاء لمن يُريد السفر للعمل .. ردّد 10 كلمات وابدأ في تجهيز حقائبك

وكأن هذه التكاليف تحتاج إلى تربية وتحتاج إلى صبر، كأن هذه التكاليف تحتاج إلى حبس النفس، كأن هذه التكاليف تحتاج إلى تغيير المعتاد.. ﴿ أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا﴾ [الفرقان :75] كما كانوا يقولونه في الحياة الدنيا للجاهلين تقوله الملائكة لهم في الجنة... ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًا وَمُقَامًا﴾ [الفرقان :76] في مقابلة ما تعوذوا به من الإساءة في المستقر والمقام من جهنم أعاذنا الله وإياكم حرَّها ومنظرَها ﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّى لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا﴾ [الفرقان :77]..

يا عباد الله هذا جزء من جوهر الدعوة الإسلامية (الإنسان المسلم) الذي هو عبد لله تعالى من عباد الرحمن، هذا الإنسان المسلم يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يكون. وكيف نبدأ ؟ فقال: " ابدأ بنفسك" (صحيح مسلم)، فابدأ بنفسك ولا تنظر القذاة في عين أخيك وتترك جذع النخلة في عينك، واشتغل بعيوبك.. وغيِّر نفسك وجدد إيمانك، وتهيأ لأن تكون مسلمًا داعيًا إلى الله، إما بقالك وإما بحالك..؛ "بلغوا عني ولو آية" (البخاري)، وتعامل مع الرحمن سبحانه وتعالى على أنه يحبك، وعلى أنه وفقك لشيء قد حُرمه الكثير.

طباعة شارك علي جمعة النفس العظيمة النفس المؤمنة الصبر والتقوى

مقالات مشابهة

  • مديرية السبعين بالأمانة تحتفي بذكرى المولد النبوي
  • ما الحكمة ابتلاء الله لعباده؟.. الشيخ رمضان عبد المعز يجيب
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أشجار الجنة التي نعيش فيها)
  • العمل الصالح طريق السعادة.. ندوة توعوية لخريجي الأزهر بكفر العرب بكفر الزيات
  • دعاء الحر.. ردده الآن ليخفف الله عنك الموجة الحارة
  • حالات يجوز فيها الغيبة بدون ذنب.. علي جمعة يوضحها
  • علي جمعة: المؤمن الحق يمر باللغو كريماً ويبدأ بإصلاح نفسه قبل غيره
  • تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا في أب وأم لقتلهما ابنتهما بمكة المكرمة
  • هل يجب على الزوجة طاعة زوجها حتى إذا لم يكن مسئولا؟.. انتبهن
  • هل يجوز التعوذ من العذاب عند سماع أو قراءة آية فيها وعيد أثناء الصلاة؟.. الإفتاء تجيب