جريدة الوطن:
2025-05-19@12:30:36 GMT

رحاب : افتح عقلك وقلبك لعطاء الله

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

رحاب : افتح عقلك وقلبك لعطاء الله

صار الشاب علي معروفًا في منطقته الريفية ليس لنجاحه وهو في العشرينيات من عمره كتاجر ماشية بين مسقط وصلالة فحسب؛ بل كرجل شهم يسارع في عمل الخير وينفق من ماله وجهده ووقته ويسخر شاحنته الصغيرة لخدمة المحتاجين. أصبح اسمه على كل لسان، وعرف كشخص محظوظ وكريم، وحظي بتقدير يغبطه عليه أقرانه.
كان بسيطًا وعفويًا ويعتبر النجاح متاحًا للجميع وينظر إلى الحياة كمجال للحب والعطاء والثراء، فالبرغم من أنه لم ينل حظًّا كبيرًا من التعليم النظامي فإنه أقبل على الحياة بكل جوارحه وحواسه وقلبه وعقله فتعلم من التجارب ولاحظ بشغف كيف صار البعض في بيئته أغنياء وناجحين ولماذا بقي بعضهم فقراء معوزين؟.

أدرك بحسه وذكائه الفطري أن أفكار الناس هي التي تصنع الفرق في مواقفهم من الحياة وبالتالي فهي التي تقودهم إلى النتائج.
استمر الشاب علي في مشوار نجاحه واستطاع أن يحقق تقدّمًا ماليًا مكنه من تغيير ظروف أسرته إلى الأفضل، ألحق بعضًا من إخوانه بالتعليم الجامعي، وساهم في مساعدة أسرته على تغيير أوضاعها نحو الأفضل. بدأت أسرته تعيش ازدهارا، وأصبح حديث المنطقة، وظن أهله أنهم قالوا وداعًا للأيام الصعبة، لكن للقدر حكمة ولله في شؤون عباده تسيير وتدبير لا يعلمه كثير من الناس. فجأة تعرض لحادث سير أقعده عن قيادة السيارات لفترة طويلة، فصار لا يستطيع أن يتحرك بنفس القدر من الحرية. اعتقد علي أن الحادث عارض وينتهي، وأنه سوف يعود بأسرع وقت ممكن إلى نشاطه وحيويته، واعتبر ذلك درسًا يلفت نظره إلى تقصيره هنا أو هناك في حياته، فهو مؤمن بالفطرة، ويحسن الظن بالله ويشكر الله على قضائه وقدره، وهكذا استمر محتسبًا، لم تنقض آثار الحادث.
قال الأطباء كلمتهم، ولم يقو على استئناف نشاطه المألوف.
لكن طموحه المتقد كان يصرخ في أعماقه بكل إيمان وثقة فيخاطب نفسه قائلًا: لا. لم ينته كل شيء، ثمة أشياء أفضل تنتظرني!.أخذ علي يفكر بالبدائل ويستعرض في عقله قائمة من الممكنات، لا بد أن يعمل، لا بد أن يستأنف نشاطه التجاري في مجال يستطيعه، إن الحياة التي يعيشها ليست مرتبطة بالشاحنة الصغيرة والنجاح ليس حكرًا على قدرته على قيادة المركبات، فهو لم يخرج من بطن أمه لكي يكون سائق شاحنة فحسب، ولم يوكل الله رزقه ويقيده ببيع الماشية بين مسقط وصلالة، فلا يزال يستطيع أن يفكر، ويمكنه أن يبدع وبوسعه أن يخلق بدائل تكون مصدرا للعمل الحر الشريف.
فرص كثيرة لا تعد ولا تحصى، وبيئة معطاءة حافلة بالخير، وسوق يلتهم أشياء كثيرة، إذن هذا هو مجاله، فكن عليًّا يا علي.
أخيرًا بدأ يتماثل للشفاء وعلم من تجربته أن الناس لكي يحققوا النجاح لا بد أن يمروا أحيانًا بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات. ذهب إلى سوق الغنم، واشتري بكل ما بقي لديه من مال قطيعًا من الماعز، ونقله إلى منطقة سكنه في الجبل، انطلق في مشروعه الجديد بنفس حماسه السابق، أعطى له وقته وجهده، وشرع يبيع ويشتري فأقبل الناس عليه يشترون منه ويبيعون له، تكاثر الغنم حتى صار عددها أضعاف العدد الذي اشتراه، أقبلت عليه الفرص مرة أخرى، لأنه فتح نافذة عقله وقلبه لعطاء الله.

د. أحمد بن علي المعشني
رئيس أكاديمية النجاح للتنمية البشرية

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الوحدة .. سر النجاح الذي غاب عن البقية

 

 

مع جمود النشاط الرياضي والشبابي، في العاصمة صنعاء وتوقفه على مستوى المسابقات، خاصة في كرة القدم، والألعاب الجماعية الأخرى.. تختفي الحلول ويظهر نادي وحدة صنعاء كمنقذ.
نادي وحدة صنعاء تعدى مسمى ناد بالمصطلح القديم المتعارف عليه قديما في بلادنا، للعبة أو لعبتين.
من يدخل من إحدى بوابات النادي، تتملكه الدهشة، ولو لا أنه دخل بقدميه أو سيارته، لظن أنه خارج اليمن.. هذه حقيقة لا ينكرها إلا من لم يدخله خلال السنوات الحالية، أو أنه في خلاف مع كل التطورات التي يشهدها النادي.
كسر الجمود الصيفي؛ تمثل في احتضان النادي لفعاليات وأنشطة الملتقى الصيفي التاسع في مختلف الألعاب، في تأكيد ميداني وليس كلاماً انشائياُ؛ على أن النادي أصبح متنفسا للشباب والرياضيين، حين ضاقت بهم السبل في بقية الأندية.
عندما انتقد النادي كناد، لإقامته هذه الفعالية الشبابية وتلك المسابقة الرياضية، فأنا في خصومة ليس مع النادي فحسب؛ بل مع كل من يحتضنهم، ويوفر لهم الممارسة الممتعة.
ليس من العيب أن أكون ناقدا، لأنها مهمة كل إعلامي، ولكن من المعيب أن أضع نفسي في الحرج، حينما أرى شيئا يستحق الإشادة ولا أفعل ذلك، والأكثر حرجا عندما أحاول تشويهه.
الأندية الرياضية في بلادنا يترأسها رجال مال وأعمال، فلماذا لم يستنسخوا كنادي الوحدة!! هل ينقصهم المال، بالطبع لا، ولكن ينقصهم الإبداع والتميز وامتلاك روح جميلة تنعكس على الأرض.
المال أداة من أدوات النجاح، ولكنه لا يصنع النجاح بمفرده، وإلا لماذا من يملكون ثروات مهولة، واقعهم لا يدل أي لمسات جمالية يقدمونها لمحيطهم الرياضي والشبابي؟
أمانة العاصمة صنعاء ووزارة الشباب والرياضة، ينبغي أن تكون ممتنة لنادي الوحدة، فلو افترضنا أن وفدا رياضيا جاء لصنعاء ليشاهد منجزاتها الرياضية، فلن تجد الدولة أفضل منه مكانا لزيارته، ليخرج بانطباع مغاير عما يسمعه عن اليمن، وافتقادها للمنشآت الرياضية النموذجية.
من السهولة أن تلعن الظلام.. ولكن ما هي النتيجة؟ ستبقى في العتمة حتى تفقد البصر والبصيرة.. وهذا هو الفرق بين من همه الوحيد ليس فقط اصطياد الأخطاء، بل توهم وجودها والبناء على ذلك الوهم نقدا يناقض الواقع ويصور قائله على أنه إما أعمى أو يريد شيئا في نفسه، بالطبع ليس للمصلحة العامة أي دخل فيها.
فعلا اتحسر على وحدة صنعاء، لأنه من نسخة واحدة، وأتمنى أن تمتلك بقية الأندية نفس روح الإبداع والتألق، حتى يجد الشباب والرياضيون أكثر من نموذج مشرف ومشرف، ليس فقط في العاصمة صنعاء، بل في مختلف المدن اليمنية.
لو زرت أي ناد، وكررت الزيارة بعد عدة سنوات، قد لا تجد أي تطور أو جديد، ولكن ستحزن على ما كان فيه وانتهى.
في الوحدة الأمر مغاير، ففي السنة الواحدة تجد شيئا جديدا، وكأنك تتعرف على المكان لأول مرة.. وهنا يكمن سر النجاح الذي استقر في الوحدة وغاب عن البقية.

مقالات مشابهة

  • القبض على المتهم بغسل 100 مليون جنيه من حصيلة تجارة العملة في الدقهلية
  • مهرجان عامل.. محاولة لاستعادة الحياة في كفررمان الجنوبية
  • يا أخوانا الكفر والسفه الحصل أيام الثورة و أيام قحت حاجة ما بتتصور نهائي
  • «كان في البلاي ستيشن».. كشف ملابسات تغيب طفل عن أسرته بالجيزة
  • الإمام أبي حنيفة وقضايا الأحوال الشخصية.. في رحاب الجامع الأزهر اليوم
  • مطار صنعاء يعاود نشاطه .. 575 مسافراً في أولى الرحلات وسط تحدٍ للعدوان
  • جمعهم من تجارة السلاح.. القبض على المتهم بغسل 21 مليون جنيه
  • هل يعاني عادل إمام من مرض خطير؟ ولماذا تخفيه أسرته؟
  • دعاء النجاح في الامتحانات.. ردده يوفقك الله وييسر أمورك
  • الوحدة .. سر النجاح الذي غاب عن البقية