تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف خلال الساعات الماضية بقلق بالغ ما تناقله المستخدمون عبر منصة "فيسبوك" بشأن انتشار مقاطع فيديو وصور صادمة على تطبيق إنستجرام، تضمنت مشاهد عـ.نف ومحتوى إباحي وقد ظهرت هذه المواد بشكل مفاجئ أمام المستخدمين دون أي بحث مسبق، مما يثير مخاوف جدية حول طبيعة هذه المواد ومصدرها.

مرصد الأزهر يحذر من التطرف الإلكتروني.. ويؤكد: الزواج فطرة إنسانية ومسؤولية شرعية«مرصد الأزهر» يُحذر من زواج الإنترنت: ظاهرة متزايدة تحمل مخاطر خداع واستغلال

وأشار مرصد الأزهر إلى أن هذه المواد المتطرفة تُشابه في مضمونها ما يتم تداوله على شبكة الدارك ويب، مما يزيد من خطورتها وتأثيرها السلبي على المستخدمين، خاصةً الشباب وصغار السن.

وقد رصد المرصد ردود أفعال وتداعيات خطيرة لدى مستخدمي "إنستغرام" الذين تعرضوا لهذه المواد، حيث أفادوا بمعاناتهم من قلة النوم وزيادة نوبات القلق، مما يؤكد على الأثر المدمر لهذه المواد على الصحة النفسية.

وشدد المرصد على أهمية دور الأسرة في مراقبة ما يشاهده أبناؤهم على إنستغرام، خاصةً وأن هذه المنصة تحظى بشعبية كبيرة بين الفئات العمرية الأصغر، مما يجعلهم أكثر عرضة لمشاهدة محتويات صادمة.
ويُهيب المرصد بالأسر أن تكون واعية ومسؤولة عن حماية أبنائها من مخاطر #الإنترنت، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامتهم النفسية.

وجدد المرصد تحذيره من المخاطر المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي، التي باتت تشكل تهديدًا لقيمنا ولأبنائنا. ومن هنا، تتعاظم أهمية مواصلة جهود التوعية لكافة فئات المجتمع، وخصوصاً الشباب والنشء.

كما دعا المرصد إدارة تطبيق #إنستغرام إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة للحد من انتشار هذه المواد المتطرفة، وضمان سلامة المستخدمين. كما يدعو الجهات المعنية في الدولة إلى تكثيف الجهود لمكافحة المحتوى المتطرف والإباحي على الإنترنت، وتوعية المجتمع بمخاطره.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فيسبوك مرصد الأزهر الشباب إنستجرام محتوى إباحي المزيد مرصد الأزهر هذه المواد

إقرأ أيضاً:

الجمال المزيف والنجاح الوهمي.. كيف تصنع الشاشات مراهقين غير راضين عن أنفسهم؟

أصبحت برامج الواقع ومنصات مثل إنستغرام جزءا لا يتجزأ من حياة المراهقين، تؤثر بشكل مباشر في نظرتهم إلى الجمال والنجاح والعلاقات.

ورغم طبيعتها الترفيهية، فإنها تفرض ضغطا نفسيا متزايدا على الشباب، الذين يجدون صعوبة في التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مصطنع. وتتأثر الفتيات بشكل خاص بالصور المثالية والمحتوى المنمق، ما يدفع كثيرات منهن إلى تقليد أنماط حياة غير واقعية، ويجعلهن أكثر عرضة لتكوين تصورات مشوهة عن الذات والعالم من حولهن.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نانسي فقدت توأميها على طريق النزوح وتخشى أن تفقد ابنتها الأخيرة في غزةlist 2 of 2لغة الحب الأولى.. كيف يعبر الرضع عن مشاعرهم قبل الكلمات؟end of list

هذا التعرض المستمر لمعايير الجمال والمكانة المصطنعة يزرع شعورا دائما بعدم الرضا عن النفس، ويغذي روح المقارنة والغيرة بين المراهقات، كما يعزز فكرة أن القبول الاجتماعي والنجاح مرتبطان بالمظهر الخارجي لا بالقيم الحقيقية أو الإنجازات الشخصية.

ماذا تقدم برامج الواقع وإنستغرام؟

تكرس برامج الواقع ومنصات التواصل الاجتماعي أنماطا معينة من القيم والصور الذهنية، وتؤثر بعمق على تصورات المراهقين لأنفسهم وللعالم المحيط بهم.

برامج الواقع ومنصات التواصل الاجتماعي تؤثر بعمق على تصورات المراهقين لأنفسهم وللعالم المحيط بهم (شترستوك)الجمال الجسدي فقط

تعرض برامج الواقع ومنصات مثل إنستغرام النساء بوصفهن رموزا للجمال والنحافة ضمن قوالب ضيقة لا تراعي الاختلافات الفردية أو التنوع الطبيعي في الملامح والأجسام، كما تربط قيمتهن إلى حد كبير بجاذبيتهن الخارجية.

التركيز المفرط على العارضات وعمليات التجميل يجعل من المظهر مدخلا للشهرة والقبول الاجتماعي، بينما تقدم بعض عائلات المشاهير أنماطا تقوم على الاستعراض الجسدي المبكر، مما يرسخ هذه المفاهيم منذ الطفولة.

هذا التوجه يغذي لدى المراهقين والمراهقات قناعة خاطئة بأن النجاح يقاس بالمظهر لا بالقدرات أو القيم، فيُضعف ثقتهم بأنفسهم ويشوّه إدراكهم لمعنى القيمة الحقيقية والتميز الشخصي.

المادية المفرطة

تعكس هذه البرامج نمط حياة استهلاكيا قائما على الترف والبذخ، حيث يظهر الشباب وكأنهم يعيشون بلا مسؤوليات حقيقية سوى السفر، التسوق.

إعلان

هذا التصوير المبالغ فيه يضفي طابعا مثاليا على المادية، ويشجع المراهقين على محاكاة هذه القيم حتى وإن كانت بعيدة عن واقعهم. في بعض الحالات، يؤدي هذا التقليد إلى ممارسات خطرة أو غير قانونية، مثل الإسراف في الإنفاق أو تجريب الممنوعات. كل ذلك يوضح مدى قوة التأثير في دفع الشباب لتبني سلوكيات غير صحية.

العدوان والتنمر

تعرض العديد من برامج الواقع العلاقات بين النساء في إطار يقوم على الصراع الدائم والنميمة والعداء العلني، مما يغرس في أذهان المراهقين، وخصوصا الفتيات، فكرة أن العدوانية اللفظية والسلوكية جزء طبيعي من العلاقات الاجتماعية.

وبدلا من أن تسهم هذه البرامج في مواجهة ظاهرة التنمر، فإنها تقدّمه أحيانا كوسيلة فعالة لفرض الذات وكسب القبول أو الشهرة.
وهكذا يتحول السلوك العدواني إلى نموذج يُقلّد، ما يعزز انتشار أنماط سلوكية سلبية بين الشباب، ويزيد من مظاهر العنف اللفظي والاجتماعي.

العديد من برامج الواقع تعرض العلاقات بين النساء في إطار يقوم على الصراع الدائم والنميمة والعداء العلني (فري بيك)تغييب صورة النجاح الحقيقي

تركّز برامج الواقع على الجوانب الشخصية والصراعات بين المشاركات، متجاهلة نجاحاتهن المهنية أو ذكاءهن في إدارة أعمالهن، لتستبدل صورة المرأة المتوازنة بنموذج سطحي يعتمد على المظهر والدراما. هذا التوجه يحرم المراهقين من رؤية نماذج واقعية تجمع بين الجمال والإنجاز.

تأثير الصور المثالية على المراهقين

يعرض المؤثرون والمشاهير عبر إنستغرام لحظات مصقولة ومعدّلة، ما يخلق معايير غير واقعية للحياة والمظهر. ومع المقارنة اليومية، يتراجع تقدير الذات لدى المراهقين؛ إذ أظهرت دراسة لفيسبوك، نشرتها وول ستريت جورنال عام 2021، أن 30% من المراهقات شعرن بمزيد من السلبية تجاه أجسادهن بسبب استخدام إنستغرام.

تدهور الصحة النفسية

أظهرت دراسة داخلية لشركة فيسبوك -نشرتها وول ستريت جورنال- وجود ارتباط مباشر بين استخدام إنستغرام وتزايد القلق والاكتئاب بين المراهقات؛ إذ أفادت 6% من الفتيات في الولايات المتحدة و13% في المملكة المتحدة اللواتي فكرن في الانتحار بأن المنصة كانت سببا مباشرا في تفاقم حالتهن. كما أكدت دراسة نُشرت في "مجلة صحة المراهقين الأميركية" أن قضاء وقت طويل على إنستغرام يرتبط بارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق، خصوصا لدى الفتيات، ما يجعل الصحة النفسية للمراهقين قضية حرجة في عصر الاستخدام المفرط للتكنولوجيا.

تعزيز معايير جمال غير واقعية

تشير الأبحاث إلى أن التعرض المستمر للصور المعدلة يرسّخ معايير جمال مثالية وبعيدة عن الواقع، مما يزيد خطر الإصابة باضطرابات الأكل. وتوضح الدكتورة راشيل رودجرز، أستاذة علم النفس التطبيقي في جامعة نورث إيسترن الأميركية، أن المنصات البصرية مثل إنستغرام وتيك توك تمنح المظهر الخارجي قيمة اجتماعية مفرطة، ومع سعي المراهقين لتكوين هويتهم، يصبحون أكثر عرضة لربط قيمتهم الذاتية بصورة أجسادهم، حتى ولو كان ذلك على حساب صحتهم الجسدية والغذائية.

دور الأهل في التوجيه والتوعية

لا يقتصر دور الأهل على المراقبة أو المنع، بل يتعداهما إلى التوجيه الواعي عبر الحوار والمشاركة، ومن أهم الإستراتيجيات:

اختيار البرامج والمحتوى المناسب

من الضروري أن يتعامل الأهل بوعي مع نوعية البرامج والمحتوى الذي يتابعه الأبناء. قد تكون بعض البرامج أو الصفحات غير ملائمة لمراهق في الثالثة عشرة بينما قد يتقبلها شاب في السادسة عشرة. لذلك من المفيد أن يشاهد الأهل هذه البرامج أو الحسابات مسبقا قبل السماح بها.

إعلان المشاهدة المشتركة والتفاعل

عند مشاهدة برامج الواقع أو تصفح إنستغرام مع المراهقين، من المهم أن تكون التجربة حوارية وتوعوية. يمكن للوالدين أن يشرحوا أن ما يُعرض في هذه البرامج أو الصور ليس واقعيا بالكامل، بل يتم تجهيزه وتضخيمه لأغراض ترفيهية أو تسويقية. هذا الوعي يساعد الأبناء على التمييز بين الحقيقة والتمثيل، ويحميهم من التأثر المفرط أو المقارنات السلبية التي قد تؤثر على ثقتهم بأنفسهم.

برامج الواقع ومنصات التواصل تقدم صورة براقة لكنها مشوهة عن الجمال والنجاح والعلاقات (فري بيك) فهم رأي المراهق

من خلال النقاشات البسيطة يمكن للأهل معرفة كيف يرى المراهق تصرفات الشخصيات أو الصور التي يشاهدها. هذه الحوارات تكشف مدى تأثره، وتمنحه فرصة للتفكير في الإيجابيات والسلبيات، بدلا من التقليد التلقائي.

صورة الذات والقيم الشخصية

يجب الانتباه إلى صورة المراهق عن نفسه. المقارنة المستمرة مع صور معدلة قد تجعله غير راض عن ذاته. دور الأهل هو طرح أسئلة مثل: ما القيم التي يروج لها المحتوى؟ وهل تتماشى مع قناعات الابن؟ كما يمكنهم النقاش حول سبب إعجاب المراهق بشخصيات معينة لتحديد ما إذا كان يراها قدوة حقيقية أم مجرد جاذبية سطحية.

تأثير الأصدقاء

يشكل الأصدقاء جزءا محوريا في بناء قيم المراهقين وسلوكياتهم. فمتابعة المجموعة نفسها من الحسابات أو البرامج تمنحهم أرضية مشتركة للتفاعل، لكنها في الوقت نفسه قد تدفع بعضهم إلى تقليد سلوكيات غير مناسبة بدافع القبول أو الانتماء. لذلك، فإن ملاحظة الأهل لاهتمامات أصدقاء أبنائهم وردود أفعالهم تساعدهم على فهم حجم التأثير وتوجيهه بطريقة متوازنة.

التركيز المفرط على العارضات وعمليات التجميل يجعل من المظهر مدخلا للشهرة والقبول الاجتماعي (بيكسلز) تنمية التفكير النقدي

يُعد التفكير النقدي أداة أساسية لحماية المراهقين من تأثير المحتوى المضلل. فحين يشارك الأهل أبناءهم مشاهدة البرامج أو تصفح إنستغرام، يمكنهم الإشارة إلى المبالغات وطرح أسئلة مثل "ما الرسالة وراء هذا المشهد؟ وهل يعكس الواقع فعلا؟". مثل هذه الحوارات تعزز الوعي وتدرب المراهق على التمييز بين الحقيقة والتزييف الإعلامي.

إن برامج الواقع ومنصات التواصل تقدم صورة براقة لكنها مشوهة عن الجمال والنجاح والعلاقات، ما يجعل التوجيه الأسري ضرورة لا ترفا. فالموازنة بين الترفيه والتحليل الواعي للمحتوى هي السبيل لحماية المراهقين من الانجراف وراء المقارنة السطحية، وترسيخ فهم أعمق للذات والواقع.

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس الشورى: قطر تنتهج مقاربة شاملة في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف
  • قبل الإعلان الرسمي وسط ترقب المستخدمين.. تسريب تفاصيل كاميرا هاتف Poco F8 Ultra
  • خواتم التميز.. إنستجرام تطلق برنامجًا لتكريم صناع المحتوى القصير
  • مرصد بيئي: أزمة المياه تتفاقم جنوبي العراق ولاصحة لزيادة الاطلاقات من تركيا
  • إنستغرام تمنح جمهورها السيطرة على الخوارزمية لأول مرة
  • الجمال المزيف والنجاح الوهمي.. كيف تصنع الشاشات مراهقين غير راضين عن أنفسهم؟
  • هنا الزاهد تستعرض جمالها عبر إنستجرام
  • مرصد الأزهر يدين حرق مسجد في إيست ساسكس ببريطانيا
  • مدير إنستغرام يجيب.. هل تتجسس المنصة عليك؟
  • البصرة تحتضن جلسة توعوية لمكافحة التطرف العنيف بالتعاون مع نقابة الصحفيين