الإمارات بين العمالة وألاعيب الهيمنة
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
د. شعفل علي عمير
منذ بدء التدخل الإقليمي والدولي، عانت اليمن من المؤامرات وتغذية الصراعات الداخلية طمعًا في إحداث تحولات جيوسياسية في جغرافيتها وتدخلات في شؤونها الداخلية وتجاوزات في ثوابتها السيادية، كانت الإمارات العربية المتحدة في القلب من هذا كله مستخدمةً تأثيرها السياسي والعسكري المسنود بمرتزِقتها لتحقيق أهدافًا استراتيجية تماشيًا مع الأجندات الأمريكية والإسرائيلية، مستخدمة كُـلّ الوسائل التي تتجاوز الاعتبارات السيادية والإنسانية، في جزيرة سقطرى، النموذج الأوضح للصراع الجيوسياسي العنيف، نستطيع أن نرى كيف تحولت الجزيرة إلى موقع استراتيجي تتلاعب به القوى الإقليمية والدولية.
سقطرى أصبحت ليست فقط منصة للمشاريع الإقليمية الإماراتية، بل أَيْـضًا قاعدة لتوسيع النفوذ العسكري والاقتصادي لدول الهيمنة العالمية، نجد أن الإمارات توسع نفوذها ليشمل موانئ استراتيجية مثل عدن والمخاء، محولةً إياها إلى قواعد تخدم مصالح العدوّ الأمريكي والصهيوني وأجنداتها العسكرية.
كُـلّ ذلك يحدث وسط الصمت المُطبق لحكومة “الفنادق”، التي فقدت أية صلة تربطها بشرعية يمنية حقيقية، تتخطى الإمارات كُـلّ الخطوط، متوهمة بأنها تستطيع تحويل مطار سقطرى إلى مطار إماراتي بإحلال كادرها الخاص، ربما يظنون أن بوسعهم تغيير هوية المكان من خلال إحلال كادر إماراتي في المطار، ظنًا منهم أن الهوية يمكن أن تُستبدل كما يستبدل طابع البريد! ولكن حال سقطرى يرسل رسالة للعالم بأننا نحن أصحاب الأرض ونحن أسياد البحر، ولن ندعها تُباع في مزاد الهيمنة العالمية.
اتَّضح جليًّا أن الإمارات لا تعمل إلا كأدَاة لتحقيق الأهداف الغربية، مستترة تحت شعارات زائفة كمشاريع المساعدة الإنسانية، الحقيقة المؤلمة هي أن الإمارات تنفذ أوامر الغرب، وتسعى لتحويل اليمن إلى ساحة لتحقيق مكاسبَ اقتصادية وعسكرية تخدم مصالح أمريكا و”إسرائيل”، وهنا يجب على اليمنيين أن يدركوا أن الوحدة والتعاون هما السبيل الوحيد لمواجهة هذه الأطماع.
إن السيادة الوطنية لا تُشترى ولا تُباع، والجزر والموانئ لن تكون مسرحًا في أيدي الطامعين، فالوقت حان لصحوة حقيقية ترفض كافة أشكال الهيمنة.
إن بناء وعي شعبي مستنير قادر على التصدي لمغانم الهيمنة هو المهمة الملحة لهذا الجيل، أن اليمن أبعد ما يكون عن رقعة شطرنج تُلعب بأيدي من لا يحترمون حُرمةَ الأرض وكرامة الشعب اليمني، فبإرادة الشعب وعزيمته هو قادر على مواجهة مشاريع الأعداء وإرسال رسالة قوية للعالم بأن أرض اليمن لا يمكن أن تقبل المساس بسيادتها وكرامتها، وهنا يجب أن تبقى روحية مقاومة الغزاة حاضرة، لتعيد للوطن سيادته ومكانته الطبيعية.
لن تكون سقطرى ولا غيرها من أرض اليمن مسرحًا للطامعين، بل ستبقى رمزًا حيًّا للمقاومة والصمود في مواجهة كُـلّ من تسول له نفسه العبث بسيادتنا الوطنية، يكفينا فرجة على مشهد الهيمنة، فاليمن عصيٌّ على كُـلّ محتلّ ومستبد، وها نحن نقول لهم: كفى مسرحياتٍ، فقد حان وقتُ الفصل الأخير وحان وقت النفير.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
وزير العمل وسط عمال التراحيل: تخصيص أماكن انتظار لائقة
تفقد وزير العمل محمد جبران ،اليوم الإثنين ، المقاعد التي جرى إنشائها بشكل لائق وكريم ، لعمال اليومية والتراحيل ، للجلوس عليها وانتظار أرزاقهم ، لتكون بديلة عن الانتظار في الشارع ، ولتحميهم من حرارة الصيف، وبرودة الشتاء، وذلك في منطقة باب الشعرية بالقاهرة كمرحلة أولى.
وزير العمل: توسيع قاعدة بيانات العمالة غير المنتظمة لتعزيز إجراءات الدعم
صرف 1500 جنيه منحة عيد الأضحى للعمالة غير المنتظمة.. التسجيل والخطوات
3 % من الأجور.. موارد صندوق دعم العمالة غير المنتظمة
بعد زيادتها إلى 1500 جنيه رسميًا.. طريقة صرف منحة عيد الأضحى للعمالة غير المنتظمة
وحث الوزير جبران ،العمال على الإستفادة من هذه المقاعد ، والجلوس عليها أثناء إنتظار أرزاقهم اليومية ،وأوضح لهم أن توجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، الإستمرار في دعمهم وحمايتهم وتقديم الخدمات لهم بشكل لائق وكريم.
العمالة غير المنتظمةوقال الوزير في تصريحات أن هذه الأماكن يتم إنشائها ،و تجهيزها بتمويل من الحساب المركزي للرعاية الصحية والاجتماعية للعمالة غير المنتظمة ،في سياق خطة "الوزارة " نحو حصر عمال التراحيل ، ودمجهم في منظومة الحماية والرعاية ،التي تقدمها الوزارة للعمالة غير المنتظمة المسجلة لدى قاعدة بياناتها ،عن طريق المقاولين أو الشركات ، وأوضح الوزير أن فئة عمال اليومية، والتراحيل تضعهم الوزارة خلال هذه المرحلة ،على رأس اهتماماتها ،ضمن الفئات الأكثر احتياجا ، وتقديم كل أنواع الدعم والحماية لهم تنفيذا لتوجيهات فخامة الرئيس.
جدير بالذكر أن الوزير جبران منذ توليه حقيبة الوزراء في شهر يوليو 2024 الماضي ،قام بجولات ميدانية في شوارع القاهرة والتقى بعمال التراحيل واليومية،ووعدهم بتقديم الدعم والحماية لهم ، والبدء في حصرهم، ودمجهم في منظومة الحماية ،و بتوفير أماكن آدمية ينتظرون أرزاقهم فيها ...