3 أدعية واظب عليها النبي في رمضان لا تتركها.. داعية يكشف عنها
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
يعد شهر رمضان فرصة ذهبية للمسلمين للتقرب إلى الله بالدعاء، فهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، حيث تُستجاب الدعوات وتتحقق الأمنيات.
ومع تعدد الأدعية التي يمكن ترديدها، هناك بعض الأدعية التي ينبغي للصائمين المداومة عليها طوال الشهر الكريم.
وبحسب ما نشره الداعية محمد أبو بكر من علماء وزارة الأوقاف فإن هناك ثلاث دعوات أوصى النبي محمد ﷺ بالحرص عليها، لما لها من أثر عظيم في التقرب إلى الله.
الدعاء الأول: «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك»، وهو دعاء كان النبي ﷺ يحافظ على ترديده ثلاث مرات يومياً، لما له من سر في تجديد الشغف بالعبادة والتخلص من الكسل والفتور في الطاعات.
الدعاء الثاني: «اللهم أعتقني من النار»، وهو من أفضل الأدعية التي يجب تكرارها خلال الشهر الكريم، لأنه شهر العتق من النار، لذا يُستحب الإلحاح به والدعاء به لكل من حولنا.
الدعاء الثالث: «اللهم اكتبنا من أهل الفردوس الأعلى»، مستندًا إلى قول النبي ﷺ: «إذا سألتم الله الجنة، فاسألوه الفردوس الأعلى».
فهذه الأدعية الثلاثة تجمع بين الذكر والشكر والعبادة، والنجاة من النار، والفوز بأعلى درجات الجنة، فلا تتركها طوال رمضان.
دعاء اليوم الثالث من رمضان 2025 وأفضل الأدعية المستحبة
مع حلول اليوم الثالث من شهر رمضان المبارك، يحرص ملايين المسلمين على البحث عن الأدعية المستحبة التي يمكن ترديدها خلال هذا اليوم، لما للدعاء من فضل عظيم، خاصة في هذا الشهر الكريم الذي تتنزل فيه الرحمة والمغفرة وتُستجاب فيه الدعوات.
وكان النبي محمد ﷺ يُكثر من الدعاء خلال رمضان، سواء أثناء الصيام أو عند الإفطار، لما في ذلك من بركة واستجابة. ومن الأدعية التي يمكن ترديدها في اليوم الثالث من رمضان:
«اللهم ارزقني الذهن والتنبيه، واجعل لي نصيبًا من كل خير تنزل فيه، بجودك يا أجود الأجودين».وهناك أيضًا دعاء آخر مناسب لهذا اليوم المبارك:
«اللهم اجعل صيامنا فيه صيام الصائمين، وقيامنا قيام القائمين، ونبّهنا فيه عن نومة الغافلين».ومن الأدعية العامة التي يمكن ترديدها طوال شهر رمضان:
«اللهم أعنا في رمضان على الصيام والقيام، وتقبل منا صالح الأعمال».«اللهم اجعل هذا الشهر شهر رحمة ومغفرة وعتق من النار لنا ولأحبابنا».«اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني».«اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني».فهذه الأدعية من أجمل ما يُمكن أن يلهج به اللسان في رمضان، سائلين الله أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال والعبادات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شهر رمضان دعاء اليوم الثالث من رمضان المزيد الأدعیة التی من النار فی رمضان
إقرأ أيضاً:
داعية بنغلاديش البارز.. سيرة الشيخ دلوار سعيدي بين المنبر والبرلمان
الشيخ دلوار حسين سعيدي عَلَمٌ من أعلام الدعوة، ومفسِّر بارع، وخطيب مفوَّه، وسياسي محنَّك، وقائد حكيم. اجتمعت فيه صفات القيادة والبيان، فكان من أعمدة الخطابة الإسلامية في بنغلاديش والعالم الإسلامي.
امتدّ أثره وتجاوزت شهرته حدود الوطن، فبلغ صدى كلماته آفاق العالم، وتردد اسمه في مشارق الأرض ومغاربها، ولا سيما في أوساط الجاليات البنغالية المقيمة في الخارج. نال محبةً وتقديرًا واسعين بين أبناء الجالية في الجزيرة العربية وسائر البلدان؛ فكان حيثما حلّ ناصحًا مخلصًا، وموجِّهًا أمينًا، يحمل رسالة الدعوة والوعظ، ويغرس القيم والمبادئ في القلوب.
كان الشيخ سعيدي من الخطباء الذين تركوا أثرًا لا يُمحى، وذكرى عطرة في نفوس من عرفوه وسمعوه. جمع بين فصاحة اللسان، وصدق البيان، وحرارة الإيمان، فكان أحد أبرز الرموز الدعوية في عصره، وأحد القلائل الذين تصنعهم المبادئ وتخلّدهم الرسالة.
مولده ونشأته
وُلد الشيخ دلوار حسين سعيدي، العالم الرباني والخطيب اللامع، في محافظة فيروزبور، إحدى حواضر الإقليم الجنوبي من بنغلاديش، عام 1940م، إبان الحكم البريطاني للبلاد. نشأ في بيت عُرف بالعلم والتقوى، في كنف والده الشيخ يوسف سعيدي، الخطيب المفوَّه والداعية الملهم، الذي عمّ صوته جنبات الجنوب داعيًا إلى الله ومذكّرًا بالحق.
نشأ الشيخ دلوار في بيئة طاهرة، وتربى في أجواء روحانية عابقة بنفحات الإيمان، وتفتحت مداركه في رحاب الدعوة والخطابة والموعظة.
بدأ الشيخ دلوار رحلته العلمية في مدرسة أسسها والده، الذي استلهم من روح عصره همّة التأسيس وغرس بذور العلم في البيئة الأولى. ثم التحق بمدرسة "سار سينا العالية الإسلامية"، حيث درس بجدّ واجتهاد حتى تخرّج فيها عام 1962م.
كان للشيخ سعيدي دورٌ محوريٌّ في مواجهة الفتن والانحرافات العقدية، وعلى رأسها فتنة القاديانية، التي ظهرت أولى بوادرها عام 1882م. فكان من أوائل من تصدوا لها، وفضحوا زيفها، داعيًا إلى تحصين الأمة منها. ألف كتابًا بعنوان "القاديانية طائفة كافرة"، ضمن فيه الحجج العلمية والدينية التي تدحض هذه النحلة المارقة.بعد إتمامه الدراسة النظامية، انكبّ على تحصيل العلم ذاتيًا، غائصًا في بحار علوم الحديث والتفسير والفقه، وباحثًا عن جوهر الحقيقة ونقاء المنهج. لم يقتصر على العلوم الشرعية، بل اطّلع أيضًا على العلوم السياسية والاقتصادية، ودرس العلاقات الدولية، واللغات، والعقائد المختلفة، ليُصوغ رؤية إسلامية نابضة بالحياة ومنسجمة مع مقتضيات العصر.
خلال خمس سنوات من الجهاد العلمي، تعلّم عدة لغات حيّة: العربية، البنغالية، الأردية، والإنجليزية، مما أتاح له نافذة واسعة على الفكر الإنساني، وفتح أمامه آفاقًا للحوار مع المدارس الفكرية المتنوعة.
أنشطته الدعوية
انطلقت المسيرة الدعوية للشيخ دلوار سعيدي عام 1967م، حاملاً على عاتقه رسالة الإسلام الخالدة، ساعيًا بكل ما أوتي من علم وإخلاص إلى إعلاء كلمة الله، وإحياء شعائر الدين في أرض البنغال.
أجمع أبناء الأمة البنغالية على أنه كان رمزًا من رموز الصحوة الإسلامية، وصوتًا يُوقظ العقول، ويُلهب القلوب، ويؤسس لمشروع نهضوي أصيل، يستمد روحه من مقومات الأمة وأمجادها، ويستشرف مستقبلها بوعي وبصيرة.
سخّر حياته للدعوة، متنقلاً بين المنابر والمحافل، ناشرًا نور العلم، ومربّيًا ومرشدًا ومصلحًا. لم يكن خطيبًا منعزلاً، بل كان من رجال الميدان، يسير في مقدمة الصفوف، لا يلين أمام الشدائد، ولا يتراجع في وجه الباطل.
دعا إلى شمول الإسلام، وألهم الناس بضرورة الالتفاف حول رايته الجامعة، مذكّرًا بأن الإسلام ليس طقوسًا جامدة، بل منهاج حياة، ونظام رباني يُنظّم شؤون الفرد والمجتمع والإنسانية جمعاء.
مواقفه في مواجهة الانحراف والعدوان
كان للشيخ سعيدي دورٌ محوريٌّ في مواجهة الفتن والانحرافات العقدية، وعلى رأسها فتنة القاديانية، التي ظهرت أولى بوادرها عام 1882م. فكان من أوائل من تصدوا لها، وفضحوا زيفها، داعيًا إلى تحصين الأمة منها. ألف كتابًا بعنوان "القاديانية طائفة كافرة"، ضمن فيه الحجج العلمية والدينية التي تدحض هذه النحلة المارقة.
كما كان له موقف جريء في مواجهة العدوان الهندي على المسلمين البنغاليين، فندد بقتلهم على الحدود، واحتج على بناء السدود الجائرة، وأدان بشدة هدم المسجد البابري على أيدي الهندوس المتعصبين.
انخراطه في العمل السياسي
في عام 1979م، انضم الشيخ سعيدي إلى الجماعة الإسلامية البنغلاديشية، مؤمنًا بأن العمل الجماعي المنظم هو السبيل إلى النهضة. وكان يرى أن الجماعة امتدادٌ لفكر الإمام أبو الأعلى المودودي، ومشروعها لا يقتصر على السياسة، بل هو دعوة لإقامة الدين على كافة المستويات.
كان له دور بارز في ترسيخ دعائم الجماعة، وتنشيط ميادينها الدعوية والتنظيمية. حضر الاجتماعات، وشارك في المؤتمرات، وكان صوته داعمًا ومحفزًا في كل موقع.
وفي المجال السياسي، انتُخب نائبًا في البرلمان الوطني مرتين، عن دائرة بيروج بور، وحقق فوزًا كاسحًا في انتخابات 2002م، حتى إن أصواتًا من أبناء الطائفة الهندوسية صبت لصالحه، لما لمسوه فيه من عدل وأمانة.
صوت الإسلام في البرلمان
في عام 1996م، ترأس الشيخ الكتلة البرلمانية للجماعة الإسلامية، وبرز صوته من المعارضة، مناهضًا سياسات حزب رابطة العوام. وعلى الرغم من التضييق وإغلاق منابر الإعلام أمامه، بقي صامدًا، لا يلين ولا يتراجع.
دعا إلى شمول الإسلام، وألهم الناس بضرورة الالتفاف حول رايته الجامعة، مذكّرًا بأن الإسلام ليس طقوسًا جامدة، بل منهاج حياة، ونظام رباني يُنظّم شؤون الفرد والمجتمع والإنسانية جمعاء.شارك في البرلمان الدولي للكومنويلث عام 2003م بكندا، وكان حضوره هناك امتدادًا لصوته الوطني والإسلامي.
ومن أبرز مواقفه داخل البرلمان اعتراضه على تقليد الانحناء لرئيس المجلس، معتبرًا إياه مخالفًا للعقيدة الإسلامية، فطالب بإلغائه، ونجح لاحقًا في ذلك حين أُعيد انتخابه، فصدر القانون واعتُمد رسميًا.
كما قدّم مشروع قانون لحظر الخمر والميسر عام 1996م، لكنه رُفض حينها لأسباب سياسية، إلا أنه شكّل خطوة بارزة في مشروعه الإصلاحي تحت قبة البرلمان.
كان الشيخ دلوار حسين سعيدي مدرسةً قائمة في الثبات على المبدأ، وعلمًا من أعلام الدعوة والفكر والسياسة. امتزج فيه العمق الفكري بنفاذ البصيرة، والجرأة بالاتزان، والقيادة بالتواضع.
*عميد كلية اللغة العربية بجامعة الشيخ محمد الحسن الددو الإسلامية – بنغلاديش