قالت "إسرائيل اليوم" إن الهجوم على قاعدة ناحال عوز يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كشف عن أكبر فشل تنظيمي لدى الجيش، وأوضحت أن هجوم حركة حماس الذي استمر 15 دقيقة كان حاسما، ومبنيا على معلومات جمعت خلال سنوات عن تخطيط هذه القاعدة وتركيبة أفرادها.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية -في تقرير مطول بقلم ليلاش شوفال- أن وثائق عثر عليها حديثا وتحقيقا دام 17 شهرا، كشفا عن النتيجة المدمرة للمعركة، حيث قتل 53 جنديا وضابطا وأسر 10 آخرين نقلوا إلى غزة، بينهم 7 مراقبات، وذلك بقاعدة تضم قوة من 162 فردا في ذلك الصباح.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب سويسري: ترامب و"كيه جي بي" وإعادة كتابة التاريخlist 2 of 2موقع إيطالي: واشنطن ستطلق أول صواريخها الفرط صوتية بنهاية 2025end of list

ومع أن الوضع في مختلف أنحاء غلاف غزة ظل غير واضح لقادة الفرق وهيئة الأركان الإسرائيلية العامة في ذلك الصباح، فإن المعركة الشديدة في "ناحال عوز" كانت معروفة للقيادة منذ البداية بسبب التقارير المتسقة من القاعدة، حيث كان التوثيق جيدا بواسطة الكاميرات وعلى المركبات، وحتى من قبل رجال حماس أنفسهم، وهو ما يفسر تلقي الموقع معظم الغارات الجوية في ذلك الصباح المروع، حسب الصحيفة.

أخطاء مكشوفة

وتمثل المعركة في ناحال عوز فشلا منهجيا في استعداد الجيش الإسرائيلي لهجوم بري واسع النطاق تحت نيران الصواريخ، ولا يتعلق الأمر -حسب المحققين- بالتخطيط، بل بغياب المبادئ الأساسية للجيش التي كان ينبغي تطبيقها في ذلك الصباح وخلال الفترة الطويلة التي سبقته.

إعلان

وأظهر التحليل أن حماس استهدفت قاعدة ناحال عوز على وجه التحديد، وأنها جمعت على مدى سنوات معلومات استخباراتية عنها من خلال المراقبة المباشرة من منطقة الشجاعية، وعبر الطائرات المسيرة والتسلل إلى الشبكات الاجتماعية للحصول على خرائط تفصيلية للقاعدة، بما في ذلك أماكن الكاميرات والملاجئ وتوزيع الأفراد.

وكانت الوثائق التي تم الاستيلاء عليها من حماس تحتوي على مخططات دقيقة للقاعدة، بما في ذلك مواقع الملاجئ والمولدات وكاميرات المراقبة، وترتيبات النوم، وموقع مركز القيادة وأسلحة المقاتلين، كما حلل رجال حماس طرق الوصول إلى المخيم، وقابلية عبور التضاريس، ونقاط ضعف السياج، وغيرها من التفاصيل التكتيكية.

ويشير المحققون العسكريون إلى أن حماس أعدت لهذه الغارة بدقة تضاهي تخطيط القوات الخاصة، حيث أعدت نهجها بناءً على المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها، وكانت لدى المهاجمين خرائط مفصلة مع خطط استيلاء محددة لكل قسم من القاعدة وتعليمات مهام مركباتهم والأسلحة المطلوبة.

وكانت إستراتيجية حماس -حسب التحقيق- هي الهجوم على نطاق واسع مع نشر الحد الأدنى من القوة، وذلك باستخدام تكتيكات الخداع والاختراق السريع، والقوة النارية الساحقة، معتبرين أن الوصول إلى المخيم في غضون 15 دقيقة سيضمن النصر.

واستعرضت الصحيفة تفاصيل الساعات التي سبقت الهجوم، عندما تلقى مهاجمو حماس إحاطتهم مساء الجمعة، في الوقت الذي كان فيه الجيش الإسرائيلي قد وقع في حالة من الرضا عن النفس، ولم يتدرب على دفع هجوم مباشر، رغم وجوده على بعد 850 مترا فقط من سياج الحدود.

وفي صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تابع معسكر ناحال عوز العمليات الروتينية الكاملة دون أي تحذيرات أو تقارير غير عادية، حيث عمل بعدد أقل من الأفراد، كحارس البوابة، وجندي يحرس مخزن الأسلحة، ومشغل بالون، وجندي يراقب الاتصالات في مركبة مدرعة، مع أن القاعدة تضم قوات من الكتيبة 13 من لواء غولاني وفريقين من الدبابات من اللواء 7، وفصيلة تجميع من الكتيبة 414، وأفراد دعم إضافيين.

إعلان

ومع أن جهاز استشعار السياج أطلق تنبيها، فقد تم تقييمه على أنه غير مرتبط بالهجوم الرئيسي، وأجرى نائب قائد الكتيبة -الذي كان يعمل قائدا للقطاع ذلك الصباح- تقييما للوضع مع تنفيذ إجراءات "الاستعداد للفجر" المحدودة.

التسلل والقتال

وفي الساعة السادسة و29 دقيقة، استهدفت نيران كثيفة المعسكر في الوقت الذي أبلغت فيه المراقبات عن اقتراب مهاجمين من السياج، فاتبع الجنود الإجراء الوحيد المعروف لديهم، وهو الركض إلى الملاجئ بعد عدم تلقي أي تدريب آخر على الهجمات على القواعد.

وبحلول السادسة و45 دقيقة صباحا، سارع معظم المقاتلين الحاضرين إلى مواقع دفاعية، باستثناء قوة التعزيز التي وصلت للتو إلى البوابة. وعند هذه النقطة، بدأت الدبابات تتحرك وفقا لبروتوكولات الاستعداد، ولكن بعد ربع ساعة من بدء الهجوم، وصل حوالي 65 مقاتلا من الموجة الأولى إلى المخيم بالفعل.

واستمرت المعركة التي أصيب فيها نائب قائد الكتيبة 13، فتراجع جميع الأفراد نحو الملاجئ بسبب نيران المقاتلين الساحقة. وبعد دقيقة واحدة، اخترق المقاتلون الأوائل المعسكر، ووصل قائد الفصيل إلى مركز القيادة، وأبلغ عن تسلل واسع النطاق وأمر جميع الأفراد المسلحين بالاشتباك مع المقاتلين.

وبعد دقائق بدأت الموظفات في مركز القيادة إجراءات إخلاء الموقع بعد إدراكهن أن المقاتلين وصلوا إلى مدخل مركز القيادة، وفي تلك الأثناء قتل المدافعون الثلاثة عن البوابة. ودخل المقاتلون المركز، ولم تصل أي طائرة مسيرة هجومية إلا عند السابعة و43 دقيقة، وأطلقت النار على ملعب كرة القدم.

وحوالي الساعة التاسعة، وصلت موجة ثانية من المقاتلين -حسب التحقيق- ووصلت ثالثة حوالي الساعة العاشرة، وأسرت طاقم دبابة، وبعد أن لم يبق من المدافعين سوى ثلاثة توقف الاشتباك، ولم تكن أي قوات تعمل خارج الملاجئ داخل المخيم، وبدأت عمليات الأسر حوالي الساعة العاشرة.

إعلان

ورغم الفوضى، دافع بعض الجنود والضباط بشجاعة -حسب التحقيق- وخاصة النقيب إبراهيم حروبة الذي لقي حتفه أثناء محاولته حماية المجندات.

وأشارت الاستنتاجات الرئيسية في التحقيق إلى المفاجأة، وحقيقة أن المعسكر لم يعمل كموقع أمامي ولم يكن مستعدا للدفاع ولم تكن لديه القدرة القتالية والبقاء في المعسكر، كما أنه لم يتم التخطيط لدفع هجوم بري، وكانت المناطق المحمية فيه توفر استجابة للنيران لا لتسلل المهاجمين.

وخلص التحقيق إلى عدم وجود استعداد كافٍ لمواجهة الهجمات البرية مما أدى إلى انهيار سريع للدفاعات، كما نبه إلى غياب خطة لحماية العناصر غير القتالية مثل المجندات، وإلى الثغرات في التخطيط الدفاعي التي أدت إلى خسائر بشرية وإستراتيجية جسيمة.

وأوصى التحقيق بتحسين التدريب ووضع خطط دفاعية تتماشى مع التهديدات المحتملة، ومنح أوسمة شرف للجنود والضباط الذين أظهروا شجاعة استثنائية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات فی ذلک الصباح مرکز القیادة ناحال عوز

إقرأ أيضاً:

لأول مرة… هولندا تدرج إسرائيل ضمن الدول التي تشكل تهديداً

روتردام-سانا

أدرجت هولندا إسرائيل لأول مرة على قائمتها الدول الأجنبية التي تشكل تهديداً للبلاد، مشيرة إلى المحاولات الإسرائيلية للتأثير على السياسة والرأي العام الهولندي من خلال التضليل.

وحسب وكالة أنباء الأناضول التركية جاء ذلك في وثيقة صادرة عن وكالة مكافحة الإرهاب الرئيسية في هولندا، التي تعد المنسق الوطني الهولندي للأمن ومكافحة الإرهاب (NCTV).

وتشير الوثيقة التي تحمل عنوان “تقييم التهديدات من الجهات الفاعلة في الدولة” إلى جهود إسرائيل التلاعب بالرأي العام الهولندي والتأثير على صنع القرار السياسي من خلال حملات التضليل.

وتتعلق إحدى الحوادث المذكورة في التقرير بوثيقة وزعتها وزارة إسرائيلية العام الماضي على صحفيين وسياسيين هولنديين عبر قنوات غير رسمية “تحتوي تفاصيل شخصية غير مألوفة وغير مرغوب فيها عن مواطنين هولنديين، وذلك في أعقاب توترات خلال تجمع لمشجعي فريق “مكابي تل أبيب” لكرة القدم في أمستردام”.

وأعربت وكالة مكافحة الإرهاب الرئيسية في هولندا عن قلق متزايد بشأن التهديدات المتزايدة من كل من إسرائيل والولايات المتحدة الموجهة ضد المحكمة الجنائية الدولية التي تتخذ من لاهاي مقرا لها، محذراً من أن مثل هذا الضغط يهدد بإضعاف عمل المحكمة.

وأوضحت أن هولندا باعتبارها الدولة المضيفة للهيئات القانونية الدولية الرئيسية، تتحمل “مسؤولية خاصة” لحماية عملها من التدخل الخارجي.

 

إسرائيل هولندا 2025-07-28bdrossmanسابق قافلة مساعدات جديدة تتوجه إلى السويداء انظر ايضاً وقفة احتجاجية لأبناء الجالية السورية في هولندا تنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية

لاهاي-سانا نظّم أبناء الجالية السورية في هولندا اليوم، وقفة احتجاجية تنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على …

آخر الأخبار 2025-07-28لأول مرة… هولندا تدرج إسرائيل ضمن الدول التي تشكل تهديداً 2025-07-28قافلة مساعدات جديدة تتوجه إلى السويداء 2025-07-28وزير الإعلام: نأمل ألا تُعرقل الجهة الخارجة عن القانون وصول قوافل المساعدات إلى السويداء 2025-07-28وزير الطاقة يصل الدمام لزيارة منشآت إستراتيجية في قطاع الطاقة 2025-07-28ارتفاع أسعار النفط بعد الاتفاق التجاري الأمريكي الأوروبي 2025-07-28ندوة توعوية في حلب حول مخاطر المخدرات وضرورة التكاتف المجتمعي لمكافحتها 2025-07-28أردوغان: تركيا في حالة تأهب دائمة لحماية الغابات من الحرائق 2025-07-27مصرع ثلاثة أشخاص في حادث قطار غرب ألمانيا 2025-07-27الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتوصلان لاتفاق تجاري بشأن الرسوم الجمركية 2025-07-27منظمة الصحة العالمية تحذر من معدلات مقلقة لسوء التغذية في غزة

صور من سورية منوعات اختفاء غامض لعشرات الطواويس من فندق تاريخي في كاليفورنيا 2025-07-27 أمازون تغلق مختبرها للذكاء الاصطناعي بالصين 2025-07-25
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
  • "حماس" تحذر من خطورة الوضع الذي يعانيه الأسرى داخل سجون الاحتلال
  • اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر.. .ما دور الهيئات في التحقيق والملاحقة القضائية؟
  • ترامب: إسرائيل ترفض حصول حماس على المساعدات التي يتم توزيعها في غزة
  • الاستئناف تحدد مصير رجل الأعمال المتهم بالنصب على أفشة.. اليوم
  • خبراء أمميون: أفعال إسرائيل بغزة همجية وترقى إلى جرائم
  • الجدل حول هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر.. وحسم الجدل قانونيًا
  • الفظائع التي لن ينساها التاريخ
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • لأول مرة… هولندا تدرج إسرائيل ضمن الدول التي تشكل تهديداً