من الملكة رانيا لولي العهد.. تحركات رسمية في الأردن بعد حرق طالب في مدرسته
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
أثارت حادثة الاعتداء على الطالب محمد الحميدي (11 عاماً) داخل مدرسة خالد بن الوليد بمحافظة الزرقاء الأردنية، حالة من الغضب الواسع على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما أقدم زميلان له على سكب مادة بترولية عليه ومحاولة إشعال النار في جسده، مما أسفر عن إصابته بحروق بالغة استدعت نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وفي تحرك سريع، أجرت الملكة رانيا العبدالله اتصالًا هاتفياً بوالدة الطفل للاطمئنان على حالته الصحية، متمنية له الشفاء العاجل، كما تواصلت مع مدير مستشفيات البشير لمتابعة الرعاية الطبية المقدمة له.
من جهته، تابع ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله الثاني القضية بشكل مباشر، حيث أجرى اتصالًا بوزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة، مستفسراً عن تفاصيل الحادثة، فيما زار الوزير الطالب في المستشفى وأكد أن الوزارة لن تتهاون في تطبيق الإجراءات القانونية بحق المتسببين، مشدداً على ضرورة توفير بيئة آمنة للطلبة داخل المدارس.
وفقاً لما تداولته وسائل الإعلام، بدأت الواقعة عندما طلب أحد المعلمين من الطالب محمد الحميدي إحضار مكنسة من المطبخ المدرسي، ليُفاجَأ هناك بزميلين له يمسكان به، ويسكبان عليه مادة الجاز قبل إشعال النار فيه. وقد سمع المعلمون صراخه، فهرعوا لإنقاذه وإخماد النيران، قبل نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
وفي تصريح مؤثر، ظهر الطفل محمد في مقطع فيديو من المستشفى متحدثاً عن المأساة التي تعرض لها قائلًا: “لم أفعل لهما شيئاً، لماذا فعلا بي هذا؟ أنا يتيم، لم أؤذِ أحداً”.
وعلى إثر الحادثة، أمر وزير التربية والتعليم الأردني بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة، وأكد مدير تربية لواء الرصيفة الدكتور أحمد الشديفات أن العقوبات القانونية ستُطبق بكل حزم حال ثبوت أي تقصير.
كما جرى التواصل مع إدارة حماية الأسرة والأحداث لمتابعة التحقيقات، بينما أكد الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام أن الفرق المختصة باشرت التحقيقات فور وقوع الحادثة، حيث تم ضبط الطالبين المشتبه بهما، وسماع أقوال الشهود، ومراجعة تسجيلات الكاميرات، تمهيداً لإحالة القضية إلى الجهات القضائية المختصة.
ردود فعل غاضبةتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الحادثة بصدمة شديدة، مطالبين بتشديد الإجراءات داخل المدارس لضمان سلامة الطلبة.
وفي نداء مؤثر، طالبت والدة الطالب، صفية حسونة، بإنصاف ابنها قائلة: “ابني خرج إلى مدرسته ولم أكن أعلم أنه سيعود إلي محروقاً.. كيف يمكن أن يحدث هذا داخل المدرسة؟”.
وأضافت أن الطفلين المعتديين قاما بربط يديه وإغلاق الباب عليه، مناشدة الجهات المعنية التحرك العاجل لمحاسبة المسؤولين عن الحادث.
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
الوكيل يكتب : نحتاج ثورة بيضاء يقودها سمو ولي العهد
صراحة نيوز ـ كتب : الدكتور احمد الوكيل
تمرّ المجتمعات في تاريخها بمنعطفات حاسمة، تستدعي تحولات جذرية وإعادة تشكيل الأولويات، لا عبر الانقلابات أو الصراعات، بل من خلال ما يُعرف بـ “الثورة البيضاء”؛ وهي ثورة يقودها العقل والتخطيط والرؤية، وتُبنى على الإصلاح المؤسسي، وتجديد العقد الاجتماعي بين الدولة والمواطن.
واليوم، في الأردن، لا نبالغ حين نقول إننا في أمسّ الحاجة إلى ثورة بيضاء يقودها سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، شابٌ ينتمي إلى جيل المستقبل، ويملك من الكاريزما والطموح والانفتاح ما يؤهله لقيادة مشروع وطني شامل يعيد الثقة، ويجدد الأمل، ويزرع بذور التغيير الهادئ، لكن العميق.
إن الحراك الذي يشهده الأردن من حيث التحولات الاقتصادية، وملف التحديث السياسي، وإعادة هيكلة القطاع العام، يشكل أرضية خصبة لإطلاق مشروع وطني يقوده سمو ولي العهد، تتلاقى فيه إرادة الإصلاح مع هموم الناس وتطلعات الشباب.
ثورة بيضاء لا تقوم على هدم المؤسسات، بل على إعادة بنائها وفق معايير الشفافية والكفاءة والعدالة. ثورة لا تعني الصدام، بل تعني مراجعة السياسات، ومحاسبة المقصّرين، وتمكين الكفاءات، وتفكيك البيروقراطية المعطلة، ومكافحة الفساد بكل أشكاله، خاصة ذاك الذي يرتدي عباءة الوجاهة والنفوذ.
إن الشباب الأردني – الذين يشكلون النسبة الأكبر من المجتمع – بحاجة لمن يثق بهم ويمنحهم الأدوات والفرص، لا من يكتفي بالخطاب التحفيزي. هنا يأتي دور ولي العهد، الذي طالما أكد في خطابه ومبادراته أن الشباب ليسوا مجرد جمهور في مدرج الوطن، بل هم اللاعبون الأساسيون في ميدان البناء والنهضة.
نحتاج إلى سياسات جريئة في التشغيل والتعليم والتدريب، تحوّل الجامعات إلى منصات إنتاج، وتربط التخصصات بسوق العمل، وتستثمر في العقول الأردنية داخل وخارج البلاد.
الثورة البيضاء التي ننشدها لا يمكن أن تتم دون إعادة ترميم العلاقة بين المواطن والدولة، وهي علاقة اهتزت بفعل تراكمات الإحباط، وضعف الثقة، والشعور بالتهميش. يجب أن تكون دولة القانون هي المرجعية، وأن يكون المسؤول خادمًا لا سيدًا، والموقع العام تكليفًا لا امتيازًا.
وليس ثمة قائد أنسب لقيادة هذه المرحلة من سمو ولي العهد، لما يتمتع به من حضور شعبي، وتفاعل حي مع القضايا الوطنية، واطلاع واسع على تحديات الدولة، واستعداده الدائم للتواصل المباشر مع الناس.
إن الثورة البيضاء ليست مشروع شخص، بل مشروع دولة؛ لكنها بحاجة إلى راية يحملها صاحب رؤية، يُحسن الإصغاء ويملك الشجاعة للتغيير. هذه المواصفات تتجسد بوضوح في سمو الأمير الحسين، الذي قدّم في مناسبات عدّة تصورًا لشكل الأردن الذي نحلم به: دولة حديثة، عادلة، منتجة، ذات مؤسسات فعالة ومجتمع متماسك.
نعم، نحتاج إلى ثورة بيضاء يقودها ولي العهد، ثورة تعيد الأردن إلى موقعه الطبيعي كأنموذج عربي في الاستقرار والتنمية والعدالة، وتضعه على مسار جديد من الثقة والنهضة.
فالتاريخ لا يرحم الفرص الضائعة، ونحن اليوم أمام فرصة لا يجب أن نفوّتها.