صحيفة الاتحاد:
2025-06-20@05:00:25 GMT

صورة العربي في سرديات أميركا اللاتينية

تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «أبوظبي للغة العربية» يواصل استقبال مشاركات برنامج المنح البحثية 2025 "أبوظبي للغة العربية": استقبال مشاركات برنامج المنح البحثية حتى 20 مارس

يعد كتاب «صورة العربي في سرديات أميركا اللاتينية»، للكاتب ريجوبيرتو إرنانديث باريديس، الصادر عن مشروع «كلمة»، من إصدارات مركز أبوظبي للغة العربية، في طبعته الأولى عام 2015، دراسة أدبية مهمَّة، تسعى لإلقاء الضوء على حضور الشخصيات العربية في الأدب الأميركي اللاتيني.

قام بترجمة الكتاب إلى العربية أحمد عبد اللطيف، وراجعه الدكتور علي المنوفي، ويضم بين دفتيه 206 صفحات مقسَّمة إلى ثمانية فصول، تتناول تحليلاً دقيقاً لكيفية تصوير العرب في الأعمال الأدبية اللاتينية، ومدى تأثر هذه الصورة بالسياقات التاريخية والاجتماعية للمهاجرين العرب في القارة.
يتميز الكتاب بأسلوبه الأكاديمي المدعوم بتحليل نقدي لنصوص أدبية متنوعة من دول مختلفة، مع توظيف نظريات ما بعد الاستعمار لفهم كيف تشكلت صورة «الآخر» في الأدب الأميركي اللاتيني. كما يبرز أهمية الأدب في تقديم تصورات ثقافية قد تعكس الواقع أحياناً، أو تنسج صوراً نمطية تحتاج إلى تفكيك وتحليل.
في البداية، يتناول المؤلف الخلفية التاريخية للهجرات العربية إلى أميركا اللاتينية، والتي تعود إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حيث هاجر الكثير من العرب، خاصة من فلسطين وسوريا ولبنان، إلى دول مثل البرازيل والأرجنتين وكولومبيا وكوبا، هرباً من الأزمات الاقتصادية والتدخلات الاستعمارية والاضطرابات السياسية. ويرصد اندماج هؤلاء المهاجرين تدريجياً في مجتمعاتهم الجديدة، هذا الاندماج الذي أدَّى إلى تفاعل ثقافي انعكس في الأعمال الأدبية، سواء بشكل مباشر عبر شخصيات عربية، أو من خلال استلهام عناصر من الثقافة العربية في السرديات المحلية.
ينتقل الكتاب بعد ذلك إلى استعراض حضور العرب في الأدب الكوبي، تمَّ تقديم صور أكثر تعمُّقاً لحياة العرب في كوبا والمكسيك، حيث ظهروا كشخصيات تسعى للاندماج في المجتمع الجديد، بينما تحاول الحفاظ على هويتها الثقافية. كما يتناول الكتاب حضور العرب في أعمال الكاتب الكولومبي الكبير غابرييل غارسيا ماركيز، الذي استلهم شخصياتهم من واقع الهجرة العربية إلى كولومبيا، خاصة الفلسطينيين واللبنانيين. ففي روايات مثل «الكولونيل لا يجد من يكاتبه» و«مائة عام من العزلة» يصوِّر ماركيز العربَ كتجار ناجحين أصبحوا جزءاً من النسيج الاجتماعي.
أمَّا في البرازيل، فقد تناول خورخي أمادو في أعماله، مثل «غابرييلا، المسمار والقرفة» و«عن كيف اكتشف العرب أميركا» شخصيات عربية تتمحور حول قضايا الاندماج والتفاعل مع الثقافة المحلية.
يستعرض الكتاب أيضاً حضور العرب في الأدب الأرجنتيني، حيث كان هناك اهتمام بتقديم شخصيات درزية ومارونية لبنانية وسورية في الروايات الأرجنتينية. على سبيل المثال، في رواية «آدم بوينو سيارس» ظهرت شخصيات عربية تحمل ملامح ثقافية بارزة.
 في المجمل، يقدم كتاب «صورة العربي في سرديات أميركا اللاتينية» دراسة مُعمَّقة توضِّح كيف تم تصوير العرب في الأدب اللاتيني، وكيف أثَّرَت تحولات التاريخ والهجرة على هذه الصور. إنه عمل يجمع بين البحث الأكاديمي والرؤية النقدية، ممَّا يجعله مرجعاً مهمّاً للمهتمين بدراسات الأدب المقارن والهجرات الثقافية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أميركا اللاتينية مشروع كلمة للترجمة مشروع كلمة مركز أبوظبي للغة العربية أمیرکا اللاتینیة فی الأدب العرب فی

إقرأ أيضاً:

أميرة سليم: «فرانسيسكان جوت تالنت» مساحة لاكتشاف الذات وصناعة شخصيات أفضل

أعربت السوبرانو العالمية أميرة سليم عن سعادتها البالغة بمشاركتها كعضو لجنة تحكيم في مسابقة "فرانسيسكان جوت تالنت"، الذي يقام تحت رعاية الرهبنة الفرنسيسكانية بالتعاون مع المركز الكاثوليكي المصري للسينما، والتي اختتمت فعالياتها بتسليم جوائز للفائزين والذين تم إختيارهم بعد جولة في مختلف محافظات مصر، شهدوا خلالها مواهب مميزة في مجالات متعددة مثل الموسيقى، الشعر، التمثيل، والتقديم التلفزيوني، مؤكدة أن عملية اختيار الفائزين لم تكن سهلة نظرًا لتنوع وقوة المشاركين.

 

 

 

 

 


وأشارت أن رحلة التصفيات بدأت في أكتوبر 2024، وجابت مدارس الفرنسيسكان على مستوى الجمهورية، حيث شارك أكثر من 500 طالب وطالبة، ما يعكس حجم الشغف والموهبة بين طلاب تلك المدارس، وأكدت سليم على أهمية هذه المبادرات في تمكين الشباب، قائلة: "هذه المسابقة لا تهدف فقط لاكتشاف المواهب، بل هي فرصة حقيقية للمشاركين كي يطوّروا من أنفسهم، ويكتشفوا إمكاناتهم، فالمنافسة الحقيقية ليست ضد الآخرين، بل مع النفس، من أجل أن نصبح أشخاصًا أفضل".

 

 

 


وأكدت على كلمة الاب بطرس دانيال بأن للفن دورًا تربويًا محوريًا في تشكيل شخصية الطفل، فالفنون تساهم في تكوين نظرته للمجتمع من حوله وتجعله أكثر انفتاحًا وتسامحًا، ومن خلال هذه المسابقة نسعى لتشجيع هذه المواهب الصغيرة على التعاون معًا من أجل نشر الخير والحب والجمال في كل زمان ومكان، مهما كانت التحديات التي نواجهها."


كما عبّرت عن خصوصية هذه التجربة بالنسبة لها، مؤكدة أن مشاركتها تحمل طابعًا رمزيًا مميزًا كونها من خريجي مدارس الفرنسيسكان، مضيفة: "أن أعود اليوم كعضو لجنة تحكيم بين طلاب تلك المدارس، هو امتداد جميل لرحلتي الفنية والإنسانية."


يذكر أن لجنة التحكيم ضمّت نخبة من الفنانين والمبدعين، مع أميرة سليم من بينهم: الفنان محمد فهيم، الفنانة ندى بسيوني، الفنان التشكيلي الدكتور فريد فاضل، الأب بطرس دانيال، والمخرج رضا شوقي، وشهد حفل توزيع الجوائز للفائزين في المركز الكاثوليكي للسينما، تكريمها وأعضاء لجنة التحكيم بحضور نخبة من الفنانين، أبرزهم: إلهام شاهين، نهال عنبر، إسلام إبراهيم، وسماح أبو بكر عزت.

مقالات مشابهة

  • قصف يستهدف موقعاً بطهران وسط حديث عن وجود شخصيات رفيعة بداخله
  • وزير الأوقاف يستقبل أميني "اتحاد الجامعات العربية" و"المجلس العربي للمسؤولية المجتمعية"
  • أميرة سليم: «فرانسيسكان جوت تالنت» مساحة لاكتشاف الذات وصناعة شخصيات أفضل
  • الآباء المؤسسون شخصيات رائدة مهّدت لنهضة أميركا
  • السفير حسام زكي: الجامعة العربية باقية والنظام الإقليمي العربي ليس قابلا للاستبدال
  • أمين مساعد الدول العربية: الجامعة باقية والنظام الإقليمي العربي ليس قابلاً للاستبدال
  • توماس لونغمان.. رائد النشر الذي وضع أسس صناعة الكتاب الحديثة ماذا تعرف عنه؟
  • تكوين الخطاب السردي العربي.. إصدار جديد يربط بين الأدب والتحول الاجتماعي
  • فاروق حسني: مبارك طلب مني افتتاح معرض الكتاب يوم 29 يناير والناس في الشارع
  • تكوين الخطاب السردي العربي.. إصدار جديد لهيئة الكتاب يربط بين الأدب والتحول الاجتماعي