الأسبوع:
2025-05-27@23:55:56 GMT

صناعة الأمل.. وبناء الأوطان

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

صناعة الأمل.. وبناء الأوطان

رغم كل الإنجازات التي تحققت في كافة ربوع الوطن، شرقه وغربه، شماله وجنوبه، إلا أن هناك من يحاول نشر حالة من التشاؤم واليأس حول المستقبل والوضع الاقتصادي المصري، الذي يتأثر بلا شك بالأوضاع والأزمات الاقتصادية الإقليمية والدولية.

فمنذ عدة سنوات وهناك ظاهرة لا تبدو عفوية في وسائل التواصل وعلى القنوات الفضائية، ظاهرة لا تتحدث عما هو جميل أو إيجابي في هذا البلد، لا ترى في واقعنا أي خير أو بريق أمل.

. أي إنجاز لا يسعدهم، وأي تقارير أو إشادات دولية عن نمو اقتصادي أو مشروعات قومية عملاقة لا تسلم من نقدهم.

هناك فرق كبير بين الحديث عن أزماتنا ومواطن الخلل، أو ممارسة النقد البناء والهادف من أجل المصلحة العامة، وكلها ضرورات وطنية، وبين ترسيخ وتعزيز التشاؤم والإحباط الدائم، نعم نحن لا نعيش في جنة، ولدينا مشكلات وأزمات كثيرة.. لكن لدينا في نفس الوقت إنجازات تحققت في كافة المجالات الصناعية والزراعية والمجتمعية والعمرانية، ولدينا أيضًا دلائل ومؤشرات على أننا نمضي على طريق التنمية بوتيرة تحقق لنا الأمن الغذائي والاقتصادي والاجتماعي.

ورغم كل تلك المحاولات، لم يفارقنا الأمل والتفاؤل، ولم يغب عنا الاطمئنان، بفضل الله أولًا، وبفضل قائد مخلص وشجاع، وشعب واع ووفي.. هذا الأمل بنيناه على سجلات التاريخ، والتاريخ علمنا أننا أمة تمرض ولا تموت، وما نشهده اليوم من أزمات لا يضاهي في شدته المحن والأزمات التي ألمت بنا على مر الزمان، وفي كل مرة تخرج الأمة منها أشد قوة، فالضربة التي لا تقصم الظهر تقويه.

إن تفاؤلنا في هذه المرة، واقعيًا، ويقوم على ثلاثة أسس، أولها، حسن الظن وعدم التشكيك، وثانيها، الوعي الحقيقي بالواقع والمقدرات، وثالثها، العمل والاجتهاد.. فنحن نثق أننا خلف قيادة تعمل ليل نهار لتحقيق الإنجازات وتجاوز الأزمات، تتحدث معنا وجهًا لوجه بلغة المنطق وبكل شفافية وصدق وأمانة.. كما أننا نثق في خطواتها لتحقيق الكثير من المعطيات الإيجابية في ربوع الوطن، فالرئيس السيسي قال خلال لقائه مع طلبة الأكاديمية العسكرية منذ أيام قليلة، إننا حريصون على إيجاد حلولًا نهائية للأزمة الاقتصادية والعمل بجد في كافة القطاعات والمجالات، وأشار إلى أن الحكومة تعمل على تنفيذ مجموعة من الإجراءات للتخفيف من آثار تلك الأزمة.

كما أن الوعي بالأخطار والأزمات، مدعاة لأن نفهم ونعي حجم التحدي وعظم المسئولية الملقاة على عاتق الجميع لتجاوز الأزمة الاقتصادية، والمحافظة على المكتسبات التي تحققت والتي ستتحقق في هذا الوطن العزيز. وأما بخصوص العمل والاجتهاد، فهذا دورنا جميعًا كل في مجاله من أجل بث الروح الإيجابية والتعريف بأي إنجاز ودعمه بأي وسيلة، فهذا واجب تقتضيه المسئولية المجتمعية، كما تأتي أهمية العمل على كافة المحاور وفي كل القطاعات في وقت واحد لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وهو ما أكد عليه السيد الرئيس أثناء زيارته مدينة السلوم، وقال أيضًا هنفضل شغالين لغاية ما نعدي من الظرف الاقتصادي الصعب.

يا سادة، صناعة الأمل مسئولية فردية واجتماعية، تستوجب أن تكون أسلوب حياة، من دون التعلل بضغط الحياة وواقع الحال. الأمل سنن ربانية تقضي بأن يعقب العسر يسرًا، فكل يوم هو في شأن، والأيام دول، وبين عشية وضحاها تقوم حضارات وتندثر أخرى.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر التنمية الرئيس السيسي التنمية المستدامة الأزمات الأزمة الاقتصادية التنمية الشاملة مدينة السلوم

إقرأ أيضاً:

مآسي غزة توقظ الضمير الأوروبي.. والعربي في خبر كان

لن تسعفنا الكلمات في وصف هول المحرقة التي يتعرض لها أهلنا الصامدون المرابطون في قطاع غزة، كما لن يكون مجديا البحث عن عبارات تلخص واقعنا العربي المأساوي المزري الذي نحياه اليوم، صحيح قرأنا في كتب التاريخ عن مراحل بشعة يندى لها الجبين من انحطاط وتشرذم، لكن دون أن يدور في خلدنا أننا بدورنا سنعيش "أتعس" حقبة ونرى بأم العين كيف يزوّر التاريخ أمامنا ويتم التلاعب بالحقائق والعبث بها خدمة لأغراض فئة معينة، كما كتب المبدع عبد الرحمن منيف يوما ما وهو محق في كل ما صاغه: "التاريخ قصة طويلة وحزينة، تمتلئ بالأكاذيب، وقد كانت بهذا الشكل منذ البداية، وسوف تستمر هكذا".

وهي بالفعل باقية ومستمرة في التناسل، وبالتالي خلق "أبطال من ورق" وشخصيات كرتونية عاجزة عن إدخال علبة دواء وقطعة خبز لطفل يتضور جوعا على بعد أميال فقط. طوفان الأقصى والسابع من أكتوبر كشف عورات هذه الأمة الواهنة العاجزة التي تتنفس عشق الخيانة والطعن من الخلف، وتنصلت من كل قيم دينها الحنيف وحتى موروثات أبنائها المتناقلة لأجيال، والدليل أننا وبعد مرور كل هذه الأشهر من المجاوز الصهيونية بدأت حتى الدول الغربية التي قدمت فروض الطاعة والولاء للكيان اللقيط تخجل وتستحي لهول ما تشاهده في القطاع الأبي، وبدأت في البحث عن منافذ للتنصل من هؤلاء المجرمين والتضييق عليهم.

هبّة أوروبية:

أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا؛ هذا المثل يلخص حالة الغليان و"صحوة الضمير" المفاجئة للعديد من الدول الأوروبية التي تسعى للتكفير عن القليل من خطاياها التي لا تعد ولا تحصى، وهي المتيمة بالكيان الصهيوني لعدة أسباب معروفة لا داعي لسردها مجددا، لكنها على الأقل بدأت خطوات ملموسة للضغط على المجرم الصهيوني الذي لم يستسغ لحدود اللحظة كيف انتفض هؤلاء ضده وهو الذي غرف من الحنان الأوروبي مطولا.

طبعا هذه "الهبة الرسمية " تأتي رضوخا لحالة الصخب العارم المستمر منذ أشهر في الشوارع الأوروبية، وبلغ مراحل متقدمة في الأيام الماضية نتيجة مقاطع الفيديو المخزية التي تصل من غزة وأهلها المحاطين بآلات القتل الشرسة وجحيم الجوع والحصار الخانق الظالم المستمر.

ويمكن استنتاج الخسارة الفادحة للصهاينة في حرب السردية المتواصلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، من خلال إلقاء جولة سريعة على فعاليات مهرجان "كان" السينمائي العريق، قِبلة أهل الفن في شتى بقاع العالم، حيث تصدرت المشهد قصة المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة التي استشهدت بنيران العدو، وخصتها رئيسة لجنة التحكيم "جولييت بينوش" بالتحية، كما أن فيلمها الذي يحمل عنوان "ضع روحك على يدك وامش" عُرض دون أن تتمكن من رؤيته؛ بعد أن روت حكايتها وغادرت وهي تقاوم بآلة تصويرها لفضح ممارسات الكيان المجرم.

ومن المشاهد المثيرة للانتباه في المهرجان، إصرار مؤسس "ويكيليكس" جوليان أسانج على ارتداء قميص يحمل أسماء 5000 طفل فلسطيني شهيد، ليوجه رسالة واضحة وصريحة حول ما يتعرض له هؤلاء وسط صمت عالمي مخز.

صمت عربي مشين:

مقابل التحركات الأوروبية والغربية عموما المتصاعدة والتي تخنق رئيس حكومة العدو الصهيوني، ما زال الواقع العربي مثيرا للاشمئزاز وحالة الصمت المشينة تتمدد، والأدهى والأمرّ "العنجهية" التي باتت تميز الأصوات الدخيلة على الفضاء وصارت تتمتع بمساحات إعلامية واسعة للتعبير عن ميولها "الشاذة"، وأصبحنا نرى في المغرب مثلا وسوما تكتسح الفضاء والهواء، على غرار "تازة قبل غزة"، هذا الشعار المخزي الذي كان يحاول أن يجد موطأ قدم له على استحياء قبل سنوات لكنه عاد اليوم وزادته تفشيا جهات مشتبه فيها تحمل عنوانا مقززا هو "كلنا إسرائيليون".

الحال لا يختلف في وسائل الإعلام الاماراتية والسعودية والمصرية التي تصب كلها في خانة واحدة معروفة.

وبما أننا ذكرنا نموذج مهرجان "كان" السينمائي، نتساءل في نفس السياق: أين الفنانون العرب مما يحدث في غزة؟ وأين الإنتاج العربي الذي تصرف عليه أرقام فلكية في التفاهة والسخافة لمواكبة مآسي أشقائهم؟

الجواب يمكن اختصاره في واقعة الفنان المصري الشاب محمد سلام الذي ما زال يعاقَب ويحاصَر لحدود اللحظة، بعد مقطع الفيديو الشهير الذي اعتذر فيه عن المشاركة في مهرجان الرياض، ويبدو أن الرسالة وصلت للجميع وبالتالي لا أحد يريد المجازفة وتحمل العواقب.

الخلاصة المريرة:

المؤكد أنه لو ظل الرهان على "ضمير عربي" ميت، فإن النتيجة معلومة سلفا ولنا في الماضي دروس ما زلنا نكتوي بنيرانها، وحتى الكيان الصهيوني يدرك ذلك جيدا، والدليل هذا التصريح الصادم الصادر عن مستوطن وعضو الكنيست من اليمين المتطرف ويدعى "تسفي سوكوت"، قال فيه بمنتهى الخسة "هذه الحرب أثبتت أننا نستطيع قتل 100 فلسطيني في ليلة واحدة دون أن يكترث العالم لذلك".

نتمنى أن يتواصل الغضب الغربي والضغوط العملية على المجرم نتنياهو، مع الملاحم الأسطورية التي يسطرها أبناء القطاع الأبي لإفشال كل الخطط الخبيثة التي تستهدفهم، والباقي يختصره الشاعر العراقي الكبير أحمد مطر في إحدى قصائده النارية كالعادة حين كتب: "قلت: إذن حكام العرب سيشعرون يوما بالخجل؟ قال: ابصق على وجهي إذا هذا حصل"..

مقالات مشابهة

  • هكذا اتفق محبوسون على العمل لصالح تنظيم إرهابي غرب الوطن 
  • المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تجذب استثمارات صينية بـ 7 ملايين دولار في صناعة الملابس الجاهزة
  • مآسي غزة توقظ الضمير الأوروبي.. والعربي في خبر كان
  • عودة كافة مستحقاتهم .. وزير العمل ينهي أزمة عمال مصريين مع صاحب عمل سعودي
  • ننشر الحالات التي تجيز للموظف التظلم على قرار وقفه عن العمل
  • مدبولي يستعرض مع رئيس الاقتصادية لقناة السويس المشروعات التي تعاقدت عليها الهيئة مؤخرًا
  • وزير الخارجية يعرب عن تطلع مصر لمواصلة العمل المشترك مع كافة مؤسسات الاتحاد الأوروبي
  • محافظ الخرج يدفع بـ 354 متدربًا من معهد الصناعات الغذائية لسوق العمل
  • موعد تسليم قطع أراضي بيت الوطن بالتجمع السادس.. «مثلث الأمل سابقًا»
  • وكيل الأزهر في ختام تحدي القراءة العربي: القراءة تصنع الإنسان وتصون الأوطان