إذا أقدمت موسكو على اتهام واشنطن بأنها وراء حادث اصطدام مركبة الفضاء الروسية «لونا ٢٥» بسطح القمر، فلن يكون الاتهام خارج السياق العام الذى وقع فيه الاصطدام.
كانت المركبة قد توجهت إلى الفضاء ١١ من هذا الشهر، وكان من المقرر أن تهبط على القمر بعدها بعشرة أيام، وكانت رحلتها بهدف واحد هو البحث عن الماء هناك، وكان المدى الزمنى المحدد سلفًا لوجودها فى مهمتها سنة كاملة.
ورغم أنه خبر محزن للروس عمومًا، وللرئيس الروسى بوتين على وجه الخصوص، إلا أنه قد أسعد الأمريكيين بالتأكيد، لأنه لا يفرحهم فى شىء أن تسبقهم روسيا فى الفضاء ولا فى غير الفضاء.. فإذا كان مثل هذا الخبر قد جاء فى أجواء الحرب الروسية على أوكرانيا، فإنه سوف يسعد إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن أكثر وأكثر.
والأمريكان لا ينسون أن الروس سبقوهم إلى الفضاء، وأن رجل الفضاء الروسى يورى جاجارين كان أول إنسان يدور حول الأرض في١٩٦١، وأن ذهابهم إلى الفضاء كان بعد ذلك التاريخ.
وليست لونا ٢٥ أول مركبة فضائية تتحطم وهى فى طريقها إلى مهمتها.. فمن قبل تحطمت مركبات فضائية كثيرة، ولكن لونا على وجه التحديد تكتسب معنى محددًا لدى الروس والأمريكان معًا، فهى بالنسبة للروس إشارة إلى قدرتهم على أن يذهبوا إلى الفضاء رغم ظروف الحرب وصعوبتها، وهى بالنسبة للأمريكان مسألة محيرة وسط ما تواجهه موسكو وتعانيه بسبب الحرب.
ولا يزال نبأ تحطمها طازجًا، ولا معلومات أو تفاصيل حول ما جرى، ولكن الأيام ربما تكشف ما لا نعرفه، وربما يكون تحطمها مسألة لا دخل لطرف عدو فيها، أو يكون عن قصد وبفعل فاعل.
كان رهان روسيا على نجاح لونا ٢٥ مهمًا للغاية فى توقيته، وكان رهان أمريكا على فشلها مهمًا فى توقيته بالدرجة نفسها، والغالب أن بوتين لم يحزن لشىء منذ بدء الحرب بقدر حزنه على تحطمها، وأن بايدن لم يبتهج لشىء بقدر ابتهاجه لتحطمها الذى وقع فى يوم تتويجها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لونا خط احمر موسكو القمر الروسى بوتين إلى الفضاء
إقرأ أيضاً:
ثورة في إنقاص الوزن.. طعامك قد يكون الدواء الجديد!
في زمنٍ باتت فيه أدوية إنقاص الوزن مثل “أوزمبيك” و”ويغوفي” من الأكثر رواجاً حول العالم، تظهر نتائج علمية لافتة تبشّر بإمكانية الاستغناء عن العقاقير، والاعتماد على النظام الغذائي وحده لتحفيز هرمون الشبع GLP-1، الذي يساعد الجسم على خسارة الوزن بشكل طبيعي ودون آثار جانبية.
وبحسب الدراسات، تحفز بعض الأطعمة والعادات الغذائية إنتاج هرمون GLP-1 بشكل طبيعي، ما يساعد على إنقاص الوزن دون الحاجة لاستخدام أدوية، مثل “سيماغلوتايد” (أوزمبيك وويغوفي)، وعلى الرغم من الانتشار الواسع لاستخدام هذه الأدوية، فإن الغالبية تفضل فقدان الوزن بطرق طبيعية وخالية من العقاقير، خاصة إذا أثبتت فعاليتها في محاكاة نفس آلية تأثير الأدوية.
ووفق الدراسات، تعمل أدوية “سيماغلوتايد” على زيادة هرمون GLP-1، الذي يبطئ الهضم ويقلل الشهية. كما تثبط إنزيماً يعطل هذا الهرمون، لذلك، يظل الشعور بالشبع لفترة طويلة، ما يساعد على تقليل كمية الطعام المستهلك وفقدان الوزن.
إلا أنه يمكن تحفيز هذا الهرمون بوسائل طبيعية عبر النظام الغذائي ونمط الأكل، وذلك من خلال:
زيادة تناول الألياف: تتواجد في الفاصوليا والخضراوات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور. وعندما تتخمر هذه الألياف في الأمعاء، تنتج أحماضاً دهنية قصيرة السلسلة تحفز إنتاج GLP-1، ما يساهم في فقدان الوزن حتى دون تقليل السعرات الحرارية. تناول الدهون الأحادية غير المشبعة: مثل زيت الزيتون وزيت الأفوكادو، التي تعزز مستوى GLP-1. وتظهر الدراسات أن تناول الخبز مع زيت الزيتون أو الأفوكادو يرفع من هذا الهرمون أكثر من الخبز وحده. ترتيب تناول الطعام: تناول البروتين والخضراوات قبل الكربوهيدرات يرفع مستوى GLP-1 أكثر من العكس. تنظيم وقت الوجبات: تناول الطعام في الصباح يحفز إفراز GLP-1 أكثر من مفعول الوجبة نفسها في المساء. سرعة تناول الطعام والمضغ: تناول الطعام ببطء ومضغه جيداً يزيدان من إفراز GLP-1.ورغم أن الطرق الطبيعية لرفع مستوى GLP-1 أقل فعالية بكثير من الأدوية، إلا أن النظام الغذائي الصحي والمتوازن يقلل من مخاطر أمراض القلب على المدى الطويل بنسبة 30%، متفوقاً بذلك على أدوية GLP-1 التي تقلل الخطر بنسبة 20%.
يذكر أنه في السنوات الأخيرة، أصبح هرمون GLP-1 أحد أكثر الموضوعات بحثاً في مجالات السمنة والسكري وصحة القلب. يُفرز هذا الهرمون بشكل طبيعي في الأمعاء استجابةً لتناول الطعام، ويؤدي دوراً محورياً في تنظيم مستويات السكر في الدم، وكبح الشهية، وإبطاء عملية الهضم، مما يمنح الجسم إحساساً بالشبع يدوم لفترة أطول.
وشهرة هذا الهرمون انفجرت مع استخدام أدوية “سيماغلوتايد” (مثل أوزمبيك وويغوفي)، التي تعمل على محاكاة تأثيره أو زيادة مستوياته في الجسم. وقد أظهرت الدراسات أن هذه الأدوية لا تساعد فقط في فقدان الوزن، بل تقلل أيضاً من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 20%.
لكن في المقابل، لا تخلو هذه الأدوية من آثار جانبية محتملة، مثل الغثيان أو مشاكل الجهاز الهضمي، فضلاً عن تكلفتها العالية وصعوبة الحصول عليها في بعض الدول. لهذا، بدأ الباحثون في استكشاف السبل الطبيعية لتحفيز GLP-1، مما أدى إلى بروز أهمية النظام الغذائي ونمط الحياة كبدائل فعالة وآمنة.
وفي وقت تتزايد فيه معدلات السمنة والسكري عالمياً، تتزايد الحاجة لحلول مستدامة لا تعتمد فقط على الأدوية، بل تدمج بين العلم والتغذية ووعي الأفراد، وهو ما يجعل هذا النوع من الأبحاث محط اهتمام الملايين حول العالم.