مخيم كترمايا للاجئين السوريين بلبنان.. معاناة لتأمين إفطار رمضان
تاريخ النشر: 14th, March 2025 GMT
بيروت- في مخيم كترمايا حيث تمتد الخيام على أرضٍ جرداء، تعيش اللاجئة السورية أم جمعة منذ 14 عاما، جاءت بها الحرب من إدلب إلى لبنان فوجدت نفسها هنا، تحاول أن تنتزع حياة من بين أنقاض الخسارات، لكنها اليوم تواجه رمضان ليس كأي رمضان مضى إذ بلغت المعاناة ذروتها، والجوع يطرق الأبواب قبل موعد الإفطار بساعات طويلة.
في خيمتها المتواضعة تتحرك بين أبنائها العاجزين، ابنها الأكبر يحتاج لعملية وأدوية لا طاقة لها بتوفيرها، ولا يقوى على الوقوف، وأخوه الأصغر يعاني من الحالة ذاتها، طريح الفراش هو الآخر، أما زوجها فقد أقعدته جلطة دماغية شلت يده وسلبته القدرة على الكلام، ثم أفقدته إحدى عينيه.
"لا أستطيع تأمين لقمة العيش خاصة في رمضان حيث يصبح الوضع أشد قسوة"، تقولها للجزيرة نت بصوت أنهكه الحزن والتعب. عند أذان المغرب يطرق بابها أحدهم، يقدم لها طبقا بسيطا من الطعام وآخر يمدها بقطعة خبز، فتشكرهما بصمتٍ يختزل كل ما مرت به.
بدوره، يجلس محمود هماش، اللاجئ السوري الذي أنهكته الإعاقة والفقدان، لكنه لا يزال متشبثا بالصبر والرضا متكئا على ما تجود به الجمعيات الخيرية، وبكلمات يملؤها الامتنان يقول للجزيرة نت "والله ما مقصرين معنا أهل الخير يقدمون لنا ما نحتاجه، خاصة في رمضان حيث تزداد المعاناة".
فقدَ محمود عينه اليمنى في الحرب السورية، واستشهد أحد أبنائه، بينما يعاني ابنه الآخر من مرض جعله بالكاد ينطق. وبين وجع الفقد وضيق الحال لا يزال يقاوم في ظل شح المساعدات معتمدا على ما يصل إليه من دعم محدود.
ويختصر حاجته مؤكدا للجزيرة نت "نحن نحتاج إلى كل شيء من طعام وشراب وكهرباء، في رمضان بعض الجمعيات تقدم لنا المؤونة، واليوم نحضر المعكرونة للإفطار ومعها الفتوش".
عائشة الحجة، لاجئة سورية أخرى، تتحدث بصوت مملوء بالألم "نعيش أياما صعبة خاصة في شهر رمضان، بالكاد نستطيع تأمين لقمة العيش، إذا وصلتنا مساعدة استطعنا تدبير أمورنا وإطعام أطفالنا، ولكن إذا لم تصل فلا حول لنا ولا قوة".
إعلانوتتابع بمرارة "مصروفنا محدود وأنا أعيل أسرة كبيرة تضم 15 فردا تحت سقف واحد، في معظم الأيام لا نجد على مائدة الإفطار سوى البرغل أو المعكرونة مما يصلنا من المساعدات أو ما تقدمه الجمعيات من مؤن شهرية".
ثم تضيف بصوت منخفض وتحاول إخفاء المزيد من المعاناة للجزيرة نت "في المخيم يوزعون علينا الخبز يوميا خلال شهر رمضان، وهذا على الأقل يسد جزءا من جوعنا".
في السياق، يقول علي طفش، مسؤول مخيم كترمايا ورئيس جمعية "الحياة نور"، إنهم يواصلون تنفيذ عدد من المبادرات التي تهدف إلى تقديم الدعم للنازحين في هذه الأوقات العصيبة، وإنهم يعملون بلا كلل على توفير الدعم الضروري حيث يوزعون الخبز اليومي على الأسر المحتاجة، بالإضافة إلى تأمين وجبات الطعام لجميع سكان المنطقة لتخفيف معاناتهم.
ويضيف طفش للجزيرة نت أنهم في هذا المخيم، يبذلون قصارى جهدهم لتوفير المساعدات الممكنة بناء على الإمكانيات المتاحة لهم، معتمدين بشكل أساسي على المساهمات الطوعية من الأفراد الذين يشاركونهم هذا العمل الإنساني، كما يحرصون على أن تكون هذه الجهود شاملة وفعالة لضمان تلبية احتياجات الناس في هذه الظروف الصعبة.
ووفقا له، لا توجد أرقام واضحة عن أعداد اللاجئين السوريين بمخيم كترمايا "حيث إن عددا منهم لا يملكون وثائق رسمية لذلك يصعب التعامل مع الإحصاءات في حالتهم".
وأوضح أن المخيم يضم عددا كبيرا من العائلات مع تدفق مستمر لأخرى جديدة معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وهم قادمون من دير الزور، وحمص، وإدلب، والحسكة، وحلب. وشدد على أن المخيم "لن يجبر أي فرد على مغادرة المكان والعودة إلى بلده قبل أن يقرروا ذلك طوعا".
يُشار إلى أن بلدة كترمايا تستضيف، منذ عام 2011، هذا المخيم الوحيد للاجئين السوريين في إقليم الخروب- جبل لبنان، والذي أُقيم في وادٍ عند الطرف الشمالي للبلدة. وقد منح علي طفش رئيس جمعية "الحياة نور" الأرض التي يُقام عليها المخيم عندما كان عضوا سابقا في البلدية.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
جمعية الصحفيين الكويتيين: القضية الفلسطينية أولوية عربية
أكد الدكتور عابد المناع، مستشار جمعية الصحفيين الكويتيين، أن القضية الفلسطينية تمثل أولوية قصوى للدول العربية والخليجية، مشددًا على ضرورة التحرك الجماعي لإيقاف العدوان على قطاع غزة والدفع نحو تسوية سياسية شاملة تضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وقال المناع، خلال مقابلة مع الإعلامي شريف عامر في برنامج "يحدث في مصر" عبر قناة "إم بي سي مصر"، إن العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية تمتد لأكثر من قرن، موضحًا أنها علاقات تاريخية راسخة تقوم على أسس من التعاون والمصالح المتبادلة. وأشار إلى أن واشنطن لطالما احتفظت بروابط قوية ليس فقط مع الرياض، بل مع مختلف دول الخليج والمنطقة العربية.
وتطرق إلى التحولات التي يشهدها المشهد السياسي الأمريكي، لا سيما في مواقف الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي بدا في الآونة الأخيرة أكثر انفتاحًا على التعاطي الواقعي مع قضايا المنطقة، بعد فترة اتسمت بانحيازه الصريح لإسرائيل، أبرزها قراره نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.
وأشار إلى أن العلاقة الحالية بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشهد فتورًا ملحوظًا، ما أتاح فرصة لإعادة إحياء مبادرة حل الدولتين كخيار جاد ومقبول لإنهاء الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.
واعتبر المناع أن هذا الحل هو السبيل الأمثل لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.
وأكد مستشار جمعية الصحفيين الكويتيين أن الملف الفلسطيني لا يخص الفلسطينيين وحدهم، بل يعد قضية مركزية لكل الدول العربية والخليجية، تستدعي تضافر الجهود من أجل تحقيق العدالة وإنهاء التصعيد في غزة.
كما أشار إلى أن الرئيس ترامب بات يُظهر اهتمامًا أكبر بالمنطقة، ويعبر عن إعجاب واضح بشخصية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ما يسهم في تعزيز قنوات التواصل بين واشنطن والرياض، ويهيئ بيئة مواتية للتفاهم بشأن الملفات الإقليمية الكبرى.