علي جمعة: التنظيمات المتطرفة لديها تدين مغشوش تستغله القوى العالمية
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، مفتي الديار المصرية السابق، أن الشريعة الإسلامية قائمة على نظام دقيق تحكمه الشروط، مشيرًا إلى أن الالتزام بهذه الشروط هو ما يضبط التدين الصحيح ويمنع الفوضى والتطرف الديني.
وقال عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية السابق، خلال تصريحات له، اليوم الثلاثاء، "كل شيء في الشريعة له شروط، وهذه نقطة مهمة ينبغي التوقف عندها، فالصلاة لها شروط من طهارة واستقبال للقبلة ودخول الوقت، والزواج له شروط مثل عدم وقوعه بين المحارم، والتقاضي أمام القضاء له شروط، وحتى العلاقات الدولية والحرب لها شروط واضحة، فلا يجوز القتال إلا تحت راية ولي الأمر وليس عبر جماعات خارجة عن النظام الشرعي".
وأضاف أن بعض الجماعات المتطرفة مثل داعش وغيرها، تعمل خارج هذا الإطار المنظم، فتتسبب في الفساد، حيث يتم استغلالها من قبل القوى العالمية لمصالحها، وليس لمصلحة الإسلام والمسلمين، مشددا على أن الجيش النظامي للدولة هو الجهة الشرعية الوحيدة التي يمكن القتال تحت رايتها، لأنه يخضع لقيادة مفكرة تعرف متى تحارب ومتى تتفاوض، وذلك بخلاف الجماعات العشوائية التي يسهل استغلالها.
وتابع: "التدين العشوائي هو تدين مغشوش يفتقد الشروط، بينما التدين القائم على العلم هو التدين الصحيح، هذا التدين العشوائي يقود إلى الفوضى، حيث يظن صاحبه أن كل ما يخطر بباله هو الحق المطلق، بالرغم من أنه في الواقع ينكر المتفق عليه بين العلماء، بينما الخلافات الفقهية تظل مجالًا للحوار والاجتهاد وفق المقاصد الشرعية والمصالح المعتبرة".
علي جمعة: القمار حرام والمراهنات الرياضية لاتجوز شرعا
ليه ربنا ساب لينا الاختيار إن إحنا ننتحر؟ علي جمعة يجيب
وأشار الدكتور جمعة إلى خطورة تصدر بعض الأشخاص للفتوى والتوجيه دون علم، مستشهدًا بقوله تعالى: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام.. وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد" (البقرة: 204-205).
وأضاف: "هناك أشخاص يعجبك قولهم ويظهرون التدين في الشكل، فيطلقون لحاهم ويتحدثون بكثرة عن الدين، لكنهم يفسدون في الأرض لأنهم فقدوا الشروط الصحيحة، وقد حذر الله من هؤلاء في قوله: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالًا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا)".
وأكد أن عبادة الله تكون كما يريد هو، لا كما يريد البشر أو كما يفهمون بطريقة خاطئة، مشددًا على ضرورة الرجوع إلى أهل الذكر والعلماء الثقات لتجنب الانحراف عن الشريعة الصحيحة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء مفتي الديار المصرية السابق الشريعة الإسلامية علي جمعة المزيد علی جمعة
إقرأ أيضاً:
فعالية خطابية في تعز إحياء للذكرى السنوية لرحيل العلامة السيد بدرالدين الحوثي
الثورة نت /..
نُظمّت بمحافظة تعز اليوم فعالية خطابية بالذكرى السنوية لرحيل العالم الرباني السيد بدرالدين أمير الدين الحوثي.
وفي الفعالية التي حضرها القائم بأعمال المحافظ أحمد المساوى وعدد من أعضاء مجلس الشورى، أشار عضو رابطة علماء اليمن صالح الخولاني إلى أهمية إحياء ذكرى رحيل علم من أعلام الجهاد بعد حياة حافلة بالعلم والعطاء في خدمة الدين والعلوم الشرعية.
وقال “نُحيي اليوم بمحافظة تعز ذكرى علم رباني وحليف للقرآن وقرين التقوى السيد بدرالدين الحوثي الحسني، الذي كان مثالا للعالم والزهد والتقى”، مشيراً إلى أن الفقيد كان عالمًا وفقيهًا ومفتيًا تخرج على يديه الكثير من العلماء ممن لهم كان دور فاعل في نشر قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف.
وأكد الخولاني حاجة الأمة اليوم لدور العلماء الربانيين الذين لا يخشون في الله لومة، سيما في ظل تكالب الأعداء عليها من كل جانب، ما يستدعي تكاتف الجهود ووحدة الصف والموقف في مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي “أمريكا وإسرائيل”.
وأضاف “إن الفقيد كان يتحلى بروحية جهادية مقتديا بكتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، فضلًا عن تميزه بقول كلمة الحق ومواجهة الفساد، متأسيًا بالقدوة والأسوة الحسنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وتطرق إلى مظلومية الأشقاء في غزة إزاء ما يتعرضون له من جرائم إبادة جماعية من قبل العدو الصهيوني، الأمريكي، الأوروبي، متسائلًا “أين العلماء مما يجري في غزة في ظل صمت علماء السوء والسلاطين الذين صمتوا صمت القبور ولم ينطقوا بأي كلمة حق؟”.
ولفت عضو رابطة علماء اليمن الخولاني، إلى ما تتعرض له الجمهورية الإسلامية في إيران من عدوان صهيوني بدعم أمريكي، أوروبي، لافتًا إلى موافق إيران المشرفة في نصرة القضية الفلسطينية وإسناد المقاومة، في وقت تخلّت عنها معظم الأنظمة العربية والإسلامية.
وفي الفعالية التي حضرها وكيلا وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية جمال العلوي ومنصور اللكومي ووكلاء محافظة تعز وقيادات عسكرية وأمنية، أشارت كلمة العلماء التي ألقاها عارف السروري، على أن السيد بدر الدين الحوثي كان علمًا من أعلام اليمن ورمزًا من رموز الأمة وعالمًا استثنائيًا كرّس وقته للعلم والجهاد في سبيل الله.
فيما استعرض أيمن الصليحي في كلمة المناسبة جانبًا من سيرة حياة الفقيد العلامة السيد بدرالدين الحوثي، وما تحلى به من زهد وورع وقول الحق في وجه الظالمين والمستكبرين.
وأفاد بأن الفقيد تخرج على يديه الكثير من العلماء والمجاهدين، وكان له الدور البارز في مواجهة المد الوهابي التكفيري قطعًا بالحجة وقوة الدليل، مبينًا أن الفقيد له مؤلفات كثيرة ومنها ما يتعلق بتفسير القرآن الكريم.
ودعا الصليحي إلى احياء منهج العالم بدرالدين الحوثي ونشر علمه المرتبط بالجهاد وحثه الدائم على الاهتمام بمدارس العلم وروح المبادرة في إحياء حلقات القرآن الكريم والعلوم النافعة.
تخللت الفعالية قصيدة للشاعر أحمد الضمدي.