أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، مفتي الديار المصرية السابق، أن الشريعة الإسلامية قائمة على نظام دقيق تحكمه الشروط، مشيرًا إلى أن الالتزام بهذه الشروط هو ما يضبط التدين الصحيح ويمنع الفوضى والتطرف الديني. 

وقال عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية السابق، خلال تصريحات له، اليوم الثلاثاء، "كل شيء في الشريعة له شروط، وهذه نقطة مهمة ينبغي التوقف عندها، فالصلاة لها شروط من طهارة واستقبال للقبلة ودخول الوقت، والزواج له شروط مثل عدم وقوعه بين المحارم، والتقاضي أمام القضاء له شروط، وحتى العلاقات الدولية والحرب لها شروط واضحة، فلا يجوز القتال إلا تحت راية ولي الأمر وليس عبر جماعات خارجة عن النظام الشرعي".

 

وأضاف أن بعض الجماعات المتطرفة مثل داعش وغيرها، تعمل خارج هذا الإطار المنظم، فتتسبب في الفساد، حيث يتم استغلالها من قبل القوى العالمية لمصالحها، وليس لمصلحة الإسلام والمسلمين،  مشددا على أن الجيش النظامي للدولة هو الجهة الشرعية الوحيدة التي يمكن القتال تحت رايتها، لأنه يخضع لقيادة مفكرة تعرف متى تحارب ومتى تتفاوض، وذلك بخلاف الجماعات العشوائية التي يسهل استغلالها. 

وتابع: "التدين العشوائي هو تدين مغشوش يفتقد الشروط، بينما التدين القائم على العلم هو التدين الصحيح، هذا التدين العشوائي يقود إلى الفوضى، حيث يظن صاحبه أن كل ما يخطر بباله هو الحق المطلق، بالرغم من أنه في الواقع ينكر المتفق عليه بين العلماء، بينما الخلافات الفقهية تظل مجالًا للحوار والاجتهاد وفق المقاصد الشرعية والمصالح المعتبرة". 

علي جمعة: القمار حرام والمراهنات الرياضية لاتجوز شرعاليه ربنا ساب لينا الاختيار إن إحنا ننتحر؟ علي جمعة يجيب

وأشار الدكتور جمعة إلى خطورة تصدر بعض الأشخاص للفتوى والتوجيه دون علم، مستشهدًا بقوله تعالى: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام.. وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد" (البقرة: 204-205). 

وأضاف: "هناك أشخاص يعجبك قولهم ويظهرون التدين في الشكل، فيطلقون لحاهم ويتحدثون بكثرة عن الدين، لكنهم يفسدون في الأرض لأنهم فقدوا الشروط الصحيحة، وقد حذر الله من هؤلاء في قوله: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالًا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا)". 

وأكد أن عبادة الله تكون كما يريد هو، لا كما يريد البشر أو كما يفهمون بطريقة خاطئة، مشددًا على ضرورة الرجوع إلى أهل الذكر والعلماء الثقات لتجنب الانحراف عن الشريعة الصحيحة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء مفتي الديار المصرية السابق الشريعة الإسلامية علي جمعة المزيد علی جمعة

إقرأ أيضاً:

علي جمعة ينصح بهذه الوصية النبوية للفوز برضا الله .. احرص عليها يوميا

كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ومفتي الجمهورية السابق، عن وصية نبوية جامعة يمكن أن يعتمدها المسلم كبرنامج يومي لحياته، تقوده للفوز بالجنة ونيل رضا الله عز وجل.

وقال علي جمعة إن من أعظم ما أوصى به النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما جاء في الحديث الشريف: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلقٍ حسن». مشيرًا إلى أن هذه الكلمات الثلاث تُعد منهاجًا متكاملًا، يجمع بين التقوى والإحسان والأخلاق الطيبة، وتصلح لأن تكون شعارًا دائمًا للمؤمن في كل وقت ومكان.

وأوضح جمعة أن معنى "اتق الله حيثما كنت" يتجسد في تعريف الإمام علي بن أبي طالب للتقوى، وهي: الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل. وهي أربع ركائز تبني العلاقة بين العبد وربه على أساس الرحمة والحب، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾، مؤكدًا أن هذه العلاقة تبدأ من أول كلمة في القرآن الكريم: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾.

وأشار إلى أن أسماء الله الحسنى تتنوع بين الجلال والجمال والكمال، لكن الله سبحانه اختار أن يبدأ كتابه باسمي "الرحمن الرحيم"، ليؤكد أن الحب هو جوهر العلاقة بين العبد وربه، وأن هذا الحب يجب أن يتجذر في قلب المؤمن.

علي جمعة: قراءة السيرة والصلاة على النبي وتدبر القرآن مفاتيح محبة وتعظيم رسول اللهعلي جمعة: الكذب حرام والتلبيس أشد منه لانه من الكبائرسبع وصايا نبوية تديم الستر و تُنقذك يوم القيامة.. علي جمعة يوضحهذه الصلاة تغفر ذنوبك وتساعدك على التوبة.. علي جمعة يوضحها

وتابع علي جمعة قائلًا إن الله لم يُشرف العبد إلا بعد أن كلّفه، وأن التكليف هو في حقيقته تشريف، فالاثنان وجهان لعملة واحدة، مضيفًا أن كل أمر إلهي هو دليل على عناية الله بالإنسان وتشريفه له.

وأردف: "الرضا بالقليل" يجعل الإنسان مطمئنًا وراضيًا عن قضاء الله، ومن رضي فاز برضوان الله ونزلت عليه رحماته، كما يُؤيَّد بمدد من الله ونور في قلبه وغفران لذنبه.

وشدد الدكتور علي جمعة بضرورة التأكيد على أن "الاستعداد ليوم الرحيل" هو التذكرة الدائمة التي تدفع المسلم لتجنب المعاصي، والرجوع إلى طريق الطاعة والاستقامة، تذكير يُعيده إلى الله تعالى، فيخرج من الطرق المظلمة إلى نور الهداية، ويستعد للقاء الله بقلب نقي وسلوك مستقيم.

وأكد أن التقوى خير كلها، وأن الله سبحانه وتعالى علمنا كيف نتعامل مع الدنيا باعتبارها دار اختبار، لنعود إليه ونحن مطمئنون وقد حققنا الغاية من وجودنا: عبادة الله، وتزكية النفس، وعمارة الأرض.

طباعة شارك وصية نبوية علي جمعة رضا الله دخول الجنة

مقالات مشابهة

  • مظاهر اهتمام الإسلام بالسلام الاجتماعي.. من أساسيات الشريعة
  • هل صلاة الفجر في جماعة تحقق المستحيل.. ماذا قال العلماء؟
  • علي جمعة: الله ينزل علينا المحن لا انتقاما منا فنحن صنعته وإنما لنتذكر ونرجع
  • علي جمعة: العلماء اختاروا 6 قبائل لتعلم اللغة العربية وفهم القرآن
  • كيف نبدأ ونوقظ أنفسنا من جديد؟.. علي جمعة يوضح
  • هل يجوز المسح على الشراب الرقيق عند الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب
  • علي جمعة: السلام من أسماء الله الحسنى وتحيته لعباده في الجنة
  • من هو دحية الكلبي.. ولماذا أتى جبريل الرسول في صورته؟ علي جمعة يجيب
  • احذر أن تغفلها .. علي جمعة يكشف عن 10 عهود قطعها الرسول على المسلمين
  • علي جمعة ينصح بهذه الوصية النبوية للفوز برضا الله .. احرص عليها يوميا